شاحن هاتف ينهي ويوجع حياة 7 أفراد من نفس العائلة في السعودية توافق دولي عربي على الوضع في سوريا جدل بشأن عودة السوريين اللاجئين في أوروبا إلى بلادهم بعد سقوط الأسد وزير الدفاع التركي يكشف عن عروض عسكرية مغرية قدمتها أنقرة للحكومة السورية الجديدة ماذا طلب الرئيس العليمي من واشنطن خلال اجتماع عقده مع مسئول كبير في مكافحة الإرهاب؟ قرارات واسعة لمجلس القضاء الأعلى القائد أحمد الشرع يتحدث عن ترشحه لرئاسة سوريا أميركا تطلب من عُمان طرد الحوثيين من أراضيها مؤشرات على اقتراب ساعة الخلاص واسقاط الإنقلاب في اليمن.. القوات المسلحة تعلن الجاهزية وحديث عن دعم لتحرير الحديدة تعرف على ترتيب رونالدو في قائمة أفضل 100 لاعب في العالم
أكد الشيخ عبدالعزيز الدبعي - رئيس الائتلاف السلفي اليمني، رئيس المجلس الاستشاري بجمعية الحكمة اليمانية الخيرية- أن اليمن تمر بمرحلة هامة وحرجة وتمر بعدة مخاطر أهمها وأخطرها التمدد الفارسي وتجنيده للعديد من العملاء الذين ينفذون مخططاته، إضافة إلى استنساخ إيران كيانات في جنوب الوطن واستغلال الورقة الجنوبية بهدف السيطرة على اليمن بقوة السلاح أو عرقلة استقراره.
مشيراً الى ان الحوار سبيل اليمنيين نحو الاستقرار ،وكذا اقناع الشباب المغرر به من حملة السلاح، اضافة الى الاصغاء للمطالب العادلة.
وحث الشيخ الدبعي جماعة السلفيين أن يوحدوا صفوفهم، وأن يعدوا خارطة طريق للعمل السياسي بشكل صحيح، ويستوعبوا جميع الأطراف لبناء كيان سياسي موحد يليق بمكانتهم، محذراً: لا ينبغي لفريق أن يختزل العمل السياسي في ذاته أو كيانه.. فإلى تفاصيل الحوار:
حاوره: سلمان العماري
* ما هي قراءتكم لمجريات الأحداث الدائرة في اليمن، وتوصيفكم الشرعي والدقيق للموقف منها؟
- اليمن تمر بمرحلة هامة تتطلب جهود كل المخلصين للمشاركة في نقل اليمن إلى وضع الاستقرار التام الذي يمكن أبناء اليمن في بناء بلدهم وإرساء قواعد النظام والدولة الحديثة القائمة على شرع الله... علماً بأن اليمن تواجهه عدة مخاطر أولاها وأخطرها التمدد الفارسي وتجنيده لعملائه، ومنفذي مخططاته.. متمثلاً بالكيان الحوثي، وما استنسخه من كيانات في الجنوب، حيث يسعى من خلال ذلك إلى تشكيل قوى عسكرية ضاربة شبيهة بقوة حزب الله العسكرية، ومن ثم السيطرة على اليمن بكامله بقوة السلاح أو عرقلة استقراره، لاسيما وأنه قد تمكن من السيطرة على صعدة، ويتمدد حالياً إلى حجة حتى يصل إلى غايته للتمركز في ميناء ميدي، ليكون له منفذاً على البحر الأحمر، ليكون شرياناً للإمدادات العسكرية الفارسية، وبالتالي يصعب مواجهته وزحزحته عن محافظتي صعدة وحجة، وكل هذا يجري من قبل الحوثيين على تغافل أو غفلة من الدولة الغائبة عن كثير من محافظات اليمن، إضافة إلى الدول الإقليمية التي أدارت ظهرها للحوثي، وأغمضت عينيها عن مكمن الخطر، ووضعت في أذنيها وقراً فأحجمت عن مقاومته أو دعم من يقاومونه، إضافة إلى أن أمريكا نفسها ساكتة عن الوضع تماماً رغم أن الحوثي يرتكب جرائم ضد الإنسانية ،وينتهك ويصادر حقوق الإنسان ويمارس يومياً قتل النساء والأطفال والشيوخ ويفرض الجبايات على المواطنين العزل،ويستخدم السلاح لإرهابهم .
ويأتي هذا في ظل رفع الحوثي وجماعته لـ شعار الموت لأمريكا الموت لإسرائيل،ولكن الذي يتجرع الموت في الحقيقة ،والواقع هم أبناء اليمن ،وهنا يتضح الفرق بين الشعار والممارسة ،ولا يعرف هذا الكيان لغة الحوار رغم أن جميع الأطراف تستجديه للحوار .
والتحدي الآخر: وجود القاعدة وتمكنها من محافظة أبين وانتشارها في بعض المحافظات وقد لجأت الدولة لمواجهة هذا التنظيم عسكرياً، مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث فتح النظام لها المجال بشن غارات جوية على أهداف بزعم أنها للقاعدة، إلا أن هذه الغارات أدت إلى قتل المدنيين، حيث ذهب ضحية هذه الغارات من المدنيين خمسة على الأقل وذلك في يوم 15/5/2012م، وغيرها كثير ومثل هذه العمليات التي تقوم بها الطائرات الأمريكية خطيرة على اليمن من حيث انتهاك سيادتها ونذير سوء لتكرار مسلسل قتل المدنيين الحاصل في باكستان، وفي يوم 17/5/2012م يتكرر انتهاك الطيران الأمريكي لسيادة اليمن بشن غارته على موقع في مدينة شبام ولهذا، فإن على أبناء اليمن أن يتنادوا إلى رفض هذا التدخل السافر في شؤون اليمن، وقتل مواطنيه وأخص بذلك في المقام الأول العلماء الذين أفتوى بضرورة الجهاد إذا حصل التدخل الأمريكي.
ونحن مع محاربة الإرهاب بكل أشكاله، ولكن دون أي تدخل أجنبي تحت أي مبرر وهو مرفوض عندنا جملة وتفصيلاً وأبناء اليمن قادرون على حماية بلادهم و حل مشاكلهم بأنفسهم .
التحدي الثالث: المسألة الجنوبية والتي تتطلب من العقلاء في الجنوب والشمال حلها على قاعدة لا ضرر ولا ضرار في إطار اليمن الموحد وعلى أي نوع من أنظمة الحكم يتفق عليه أبناء اليمن شمالاً جنوباً وعلى اليمنيين أن يفوتوا الفرصة على المخطط الإيراني الذي يستهدفهم في الجنوب ،ويحاول استغلال الورقة الجنوبية لتنفيذ مخططه التآمري.
وهناك تحديات اقتصادية وأمنية وقانونية يجب العمل على التغلب عليها برسم الخطط الإستراتيجية،والاستفادة من تجارب الدول الأخرى التي سبقتنا في هذا المجال ،وعلى الدول الإقليمية وفي المقام الأول الخليجية أن تقوم بمساعدة اليمن للتغلب على هذه التحديات كونهم أساساً في المبادرة الخليجية ،والذي يترتب نجاحها الفعلي التغلب على التحديات الاقتصادية والأمنية.
* لعلكم تابعتم في الآونة الأخيرة تطورات الأحداث في اليمن، ومواجهة السلطة وسواها للقاعدة.. كيف تنظرون إلى إشكالاتها في الواقع اليمني، ومعالجة هذا الملف وقضيته؟
سبق وأن تحدثت عن التحديات التي تواجه اليمن، ومنها القاعدة والذي أرى أن معالجة هذا الملف من خلال الحوار لا الخوار، كون الحوار وحده هو الكفيل في تضميد الجراح، وإرساء قواعد الاستقرار، والكل يعرف أن من يدفع بالبلاد نحو الحرب فإنه يقودها إلى الهاوية، وعلى الدولة أن تتبنى الحوار وأن لا يستجيب الرئيس هادي -الذي ندعو الله له بالهداية ـ للبطانات السيئة التي تدفعه إلى تبني خيار الحرب، وتزينه له فإن العنف لا يولد إلا عنفاً، وهاهي هذه أمريكا تحاور طالبان من وراء الكواليس وعلى استحياء، فلماذا يحل لها الحوار ويحرم علينا.. وباختيار الحوار والدعوة إليه نكون قد أقمنا الحجة في حال رفض الطرف الآخر له، ومن ثم لن يكون هناك من يلوم الرئيس إذا واجه العنف بالعنف .
إذا لم تكن إلا الأسنة مركباً × فما حيلة المضطر إلا ركوبها
وعلى العموم فإن هؤلاء الشباب (أنصار الشريعة) في الأخير هم مواطنون يمنيون، وكثير منهم مغرر بهم لا ينبغي لنا أن نكيل بمكيالين، فنحاور طرفاً ونرفض الآخر، وعلى رئيس الجمهورية أن يقطع الأعذار على كل من يريد أن يتمرد على النظام ويوجه السلاح نحو أبناء الشعب اليمني بمبررات واهية، ولنا أسوة في الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حيث حاور الخوارج بواسطة ابن عباس رضي الله عنه رغم أنهم رفعوا السلاح عليه وعاد منهم إلى الصواب أكثر من أربعة آلاف، فحذاري من الانجرار إلى دائرة الحرب التي ربما تعرض اليمن للغزو الأمريكي ومن ثم تتفاقم القضية ويتعقد الوضع وربما يصبح الشعب اليمني مقاوماً لهذا الغزو الخارجي إذا ما تم لا سمح الله، ولهذا نكرر أن الحل في الحوار وإلقاء السلاح وإدماج الشباب المغرر بهم في المجتمع ووضع الحلول المناسبة والإصغاء للمطالب العادلة .
* مؤخراً عادت المواجهات مجدداً بين السلفيين وغيرهم مع الحوثيين في منطقة دماج صعدة وخارجها، كيف تنظرون إلى المشكل الطائفي ومعالجته؟
- الحوثيون ليس لهم عهد ولا ميثاق وهم يريدون أن يكونوا دولة داخل دولة وأنا أحمل الدولة المسؤولية الكاملة، وعليها أن تقوم بفرض النظام والقانون والسيطرة على كل أجزاء اليمن وأفضل أيضاً أن تحاورهم الدولة ليعودوا إلى دائرة النظام والشرعية .
* وكيف تقرأون غياب الفعل والقرار الداخلي في حلحلة وإشكالات الواقع اليمني؟
- بالفعل غاب القرار الداخلي اليمني المستقل وأصبحنا تحت الوصاية الدولية والآن يحكمنا الآخرون ومع الأسف لا يمكن اتخاذ خطوة إلا برضا الآخرين وهذا وضع مؤلم سببه الواقع الذي نعيشه وما ينطوي عليه من إشكالات أمنية واقتصادية وغيرها .
*وكيف تنظرون إلى الدعوة للحوار الوطني المزمع إقامته في قادم الأيام.. وما هي عوامل نجاحه؟
- الحوار الوطني المطلوب إقامته أن يكون بعيداً عن الضغوطات والإملاءات والاقصاءات والشروط المسبقة، وتلك هي عوامل نجاحه، خاصة إذا وجدت الصراحة والوضوح في حل مشاكل اليمن، بعيداً عن التوجيهات والإملاءات الخارجية .
* ما هي أولويات المرحلة المقبلة والعملية السياسية في الدور المنتظر الذي يلعبه السلفيون؟
- يجب على السلفيين أن يوحدوا صفوفهم، ويعدوا خارطة طريق للعمل السياسي بشكل صحيح ،ويستوعبوا جميع الأطراف لبناء كيان سياسي موحد يليق بمكانتهم ،و لا ينبغي لفريق أن يختزل العمل السياسي في ذاته أو كيانه.
* ترى ما هي عقبات وعوائق اكتمال وحدة الفصائل السلفية العاملة في الساحة اليمنية، وهل من دور يقوم به الائتلاف في طريق المعالجة؟
- كل العوائق أمام السلفيين وهمية وعوامل الاتفاق هي الأكثر والغالب ويحتاج السلفيون فقط إلى مد جسور الثقة بينهم وتعزيزها وبناء الائتلاف السلفي اليمني وتقويته في الساحة مع إمكان ائتلافه مع بقية الفصائل ،وهذا الأمر ليس بالعسير إن صدقت النوايا ،ووضحت الأهداف .
*ما هي أولوياتكم في المرحلة المقبلة للائتلاف السلفي، وهل للسلفيين من دور في صياغة المرحلة القادمة للدولة؟
- أولويات المرحلة القادمة ترسيخ الائتلاف السلفي،و ترتيب البنية التنظيمية له، والهيكلة الإدارية، وتوسيع قاعدته الشعبية، والسلفيون هم جزء كبير وشريحة كبيرة داخل المجتمع اليمني، ولا بد يكون لهم دور في المرحلة القادمة ومشاركتهم سياسياً فيها، ولا يجوز تهميشهم بأي حال من الأحوال.
* وكيف تقيمون مسيرة وواقع العمل الإسلامي في اليمن وتوجيهكم للعاملين في السلك الدعوي والخيري؟
- مسيرة العمل الإسلامي في اليمن الدعوي والخيري مسيرة مباركة حصلت على ثقة المجتمع الذي قطف الثمار الطيبة في هذه المسيرة سواء كانت ثماراً دعوية أو خيرية، ولا شك أن الأرقام تبين حجم عمل الجمعيات الخيرية،والمؤسسات السلفية والواقع يتحدث بذلك .
* وماذا عن مسار الثورة في بلاد سوريا والموقف العربي والدولي منها؟
- النظام السوري يعتبر خط الدفاع الأول للنظام الفارسي الإيراني ويجب على الدول العربية والإقليمية مساعدة الشعب السوري في ثورته، والعمل على اقتلاع هذا النظام من جذوره.
* ما هي رسالتك الأخيرة؟
- على كل اليمنيين أن تكون مرجعيتهم الحقيقية هي المرجعية الشرعية كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تأويلاً).
*ينشر بالتزامن مع صحيفة "أخبار اليوم".