آخر الاخبار
عدن ستظل متألقة ولو كره الكارهون
بقلم/ د: عبدالله الشعيبي
نشر منذ: 17 سنة و 8 أشهر و 5 أيام
الأربعاء 18 إبريل-نيسان 2007 02:53 م

مأرب برس - خاص

شئنا ام أبينا ستظل عدن جوهرة المدن اليمنية بل والجزيرة العربية ... عدن ستظل من المدن العربية التاريخية الأولى التي عرفت الإرسال التليفزيوني والإذاعي... عدن ستظل حاضنه للجميع وتعدد الثقافات والتنوير والحرية والعلم ومنبع للحركة الوطنية الحديثة
شئنا ام أبينا عدن منارة حضاريه لا خلاف عليها .. وهي المدينة العربية الوحيدة التي تقع على بحرين – الأحمر والعربي.. عدن جمعت مابين الثقافة والعلم والتجارة والسياسة وأبدعت في ذلك ... عدن كانت ولازالت مطمعاً للكثير من القوى الإقليمية والدولية ... عدن التي يراد لها ان تكون مجرد قرية يستحيل ان يحققوا مأربهم حتى لو تعمر أصحاب تلك المخططات وحاولوا المساس بتاريخها وموقعها وحضارتها وثقافتها بالتأكيد لن ينجحوا و المستقبل لازال أمام عدن .

  اسألوا عن عدن في قاموس المدن العالمية واستجدوا انها لا تستحق كل ما يجري لها ... اسألوا الأعراب والأغراب عن عدن وستجدون الجميع يشير اليها بحب وإعجاب واحترام والتمني من ان يكونوا من اهلها او زيارتها ... اسألوا عن حلمها وستجدون انها دائماً حالمة ...اسألوا وستعرفوا انها قادرة على استيعاب كل المتغيرات وعلى النهوض والتطور وحمل رأية التنوير والتحديث ... وستعرفوا انها أيضا قادرة على استيعاب النظام والقانون وتطبيقه ... وستعرفوا كم ظلمها القائمون على حكم البلد وكم كانوا مجحفين بحقها .

ولعلني اجد نفسي مندهشاً عندما أرى بعض الناس يستفزون بمجرد ذكر اسم عدن وكيف انها ظلمت وهمشت وحوربت بتعمد وتقصد ...وكيف انها لم تأخذ دورها الطبيعي ... ولست ادري لماذا يستفزون ؟ هل هو نتيجة حقد قديم ام عدم معرفه بتاريخها ودورها الوطني والإقليمي والدولي ام خدمة عابره للحاكم بهدف تحقيق مصلحه ذاتيه ما ام ماذا ؟ .

نعم هناك من لا يرى اي أهميه لعدن بالنسبة للوطن كونهم لا يعرفون حقيقة عدن وتاريخها العريق ولعلهم بحاجه الى دروس علميه لتلقينهم دروساً خاصة عن عدن وتاريخها .. وهؤلاء قد لا يلامون مثل أولائك الذين يعرفون قيمة عدن ولكنهم يتعمدون في تهميش دورها وعرقلة نهوضها وهؤلاء يجب ان يعلموا ويدركوا انهم مهما عملوا وعاثوا وعبثوا بعدن وحاولوا تهميش تاريخها وتعطيل دورها فأن عدن ستنهض من جديد وستتجاوز أعمالهم بروح مسالمة وحانية ... وهذه هي عدن للذين لم يحبوا يعرفوها او يعرفوها ولكنهم لم يقدروا حقها ودورها .

  عدن التي احتضنت اليمنيين ومن كل مدن اليمن لم تبخل معهم قط بل وتحملت أنانيتهم وقساوتهم وعنجهيتهم ... يحسدوها على ان يكون لها حقها في صناعة التاريخ اليمني الحديث والقادم ... حسدوها على تلفزيونها وثقافتها ومدنيتها .. حسدوها على ميناءها ومطارها الدوليين والشهيرين... حسدوها على ان لا تكون مدينه حرة قادرة بجداره على تأدية دورها الاقتصادي والعلمي والثقافي والسياسي من اجل اليمن ... حسدوها فجمدوا القرارات الخاصة بتحويلها الى مدينه اقتصاديه وتجاريه حرة ... وصدقوا أنفسهم بأنهم سيمحون اسمها من سجل التاريخ العربي والعالمي وقبلهم اليمني ...وليتهم يعمرون كثيراً ليرون كيف ان عدن ستنهض وستتجاوز كل العراقيل والمطبات وتنقل الشعب الى عصر التطور والتقدم ... ليتهم يعمرون ليشهدوا على مدى خساس أفعالهم .. ومع ذلك سيجدون مدى عفوها وتسامحها معهم ومع الجميع بل وكيف ستسعى الى طي صفحة تاريخهم معها...؟ وهذه هي عدن ..؟ .

  وفي الحقيقة لا نعرف سبباً وجيهاً لحساسية بعض الناس عندما يدور الحديث عن عدن وأهميتها في عملية بناء البلد ... لا نعرف سبباً منطقياً في عدم تفعيل القرار الخاص بتحويل عدن الى منطقه حرة ... وهؤلاء كما يبدوا يتصورون ان الحديث عن عدن من المحرمات كما ان فوائدها قد لاتصل الى الجميع بل جزء بسيط من الشعب وهؤلاء واهمون ولا يجيدون قراءة التاريخ ... وكيف لعدن ان تكون منطقه حرة وميناءها الدولي الشهير أصبح مجرد ميناء للحاويات فقط ومطارها الدولي الشهير لا يسمح له بتقديم الخدمات والاستقبال لطائرات تابعه لشركات عالميه بل والمبيت لطائره وطنيه تحت مبرر ضعف الخدمات وهو المطار العالمي الذي كان يخدم ويستقبل شركات عالميه بصوره طبيعيه وعالية الأداء وبكوادر وطنيه مؤهله ومجربه ؟ .

  عدن ترجوا الجميع ان يترفعوا عن أنانيتهم وأحقادهم وأطماعهم وبالطبع سيجدون عدن تسموا فوق كل الحماقات والشطحات فقط يعطوها حقها في القيام بدورها الطبيعي ولو أضافوا عليها ادوار أخرى وثقيلة فهي بلا شك ستكون قادرة على تحقيقها .

  عدن يا سادة لا تستجدي من احد بمنحها حق غيرها ولكنها تستغرب من التشدق بالشعارات الجوفاء و باسمها وحقها ضائع او مجمد ... عدن يا سادة ستكون أكثر مدينه يمنيه في تأدية واجبها تجاه الوطن فقط اخلصوا لها ولن تندموا ابداً ...عدن تألمت وعانت كثيراً ومعها تألم وعانى الوطن ...عدن تدعوكم للتأمل والتروي عندما تسمعون اسمها يتردد بين الحين والآخر وتدعوكم بأن لا تتحسسوا من ذكرها لاي سبب كان لأنها لم تسئ الى احد على مر تاريخها الطويل والعريق ... وما الذي يضير البلد لو ان عدن نالت دورها وحقها الطبيعي في النهوض بأوضاع البلد .

واذا كان البعض يرى ان منح عدن حقها ودورها سيلغي دور المناطق الأخرى سنقول له عفواً انت مخطئ تعال وابحث عن اي بلد قريب او بعيد وكيف ان لها اكثر من ميناء ومطار على مستوى دولي وهناك مطارات وموانئ دوليه في مدن مجهولة والهدف منها انعاش اقتصاد البلد ... ألم تفتح جامعات في مدن يمنيه وهي ليست بحاجه اليها في الوقت الراهن ..؟ فهل نرفضها ؟بالطبع لا لكن لماذا البعض يرفض بأن تكون عدن منطقه حره ويتحسسون كثيراً لو تكلم غيرهم على عدن وضياع حقها ودورها ؟ نعم لسنا أوصياء على عدن ولكننا نجد أنفسنا مديونيين لعدن بالكثير ولو بقول كلمة حق وان كان هذا لا يكفي لجمائل عدن علينا ... ولو ان هذا يعتبره بعض الخبثاء بأنه نوعاً من الوصاية فأني اقبل كل تفسيراتهم وتخميناتهم ...فعدن بالنسبة لنا غالية ومهما عملنا معها من خير يظل قليلاً بالنسبة لواجبنا تجاهها .

كاتب وباحث بريطاني-يمني