بعد سيطرتها على حلب وكامل إدلب.. قوات المعارضة السورية تتقدم نحو حماة .. انهيارات كبيرة لقوات النظام مؤتمر في إسطنبول يناقش السرديات الإعلامية الدولية حول اليمن ويطرح رؤى جديدة لتصحيح الصورة النمطية مليشيا الحوثي تفرض جمعية تعاونية على المواطنين في الضالع. مليشيات الحوثي تجبر طلاب المدارس على الطواف حول مجسم الهالك حسن نصر الله .. احياء تقديس الاصنام - فيديو اختتام بطولة الشهيد حسن فرحان بن جلال لكرة القدم بمأرب. قوات دفاع شبوة تعلن ضبط خلية حوثية في مدينة عتق وتتوعد بالضرب بيد من حديد الفريق علي محسن: علم الاستقلال في 30 نوفمبر هو ذات العلم الذي يرفرف في كل ربوع اليمن علما للجمهورية الموحدة بن عديو: على مدار التاريخ كانت عدن مطمعا للغزاة وفي ذات الوقت كانت شعلة للثورة والمقاومة والانتصار التكتل الوطني للأحزاب يوجه طلبا لكافة القوى السياسية والجماهيرية في اليمن كيف حصل الملف السعودي على أعلى تقييم لاستضافة مونديال 2034؟
المتبحر فى العالم الافتراضى للأنترنيت يمكنه أن يلاحظ هيمنة وتناسل المواقع والمدونات الإباحية الجنسية، مما يجعل من ذلك ظاهرة ملفتة للنظر وجديرة بالدراسة والتأمل. ولكن ما هى البواعث والأسباب التى تقف وراء إنشاء المواقع والمدونات الجنسية الإباحية؟ وهل يترتب على ذلك تأثيرات سلبية أم إيجابية على مجتمعاتنا؟
أظن أن من أسباب انتشار المواقع الإباحية، يعود الى أن الطلب عليها جد مرتفع -حسب بعض الدراسات والمعاينات- وبالتالى فهى مربحة، سواء كانت مجانية، حيث تستغل للإشهار، أو كانت بالأداء عن طريق التسجيل بالمواقع، أو انها تؤدى "خدمات" دعارة مباشرة، كثيرا ما تستغل، من قبل الواقفين عليها، لاعمال الاحتيال والسرقة، وخاصة اذا ما كان "الدفع" عن طريق بطاقات الائتمان، حيث يتم من خلالها سحب أى مبلغ، وربما لعدة مرات، من دون علم او موافق الضحية. وهذا بدوره كثيرا ما يضطر الى قبول السرقة، اما لانه لا يستطيع ان يلاحق اللصوص، او لانه يخشى التعرض للفضيحة.
وبطبيعة الحال، فبما أن الغالبية العظمى من تلك المواقع الاباحية هى فى الأصل غير شرعية، وتتولى الاشراف ليها عصابات جريمة منظمة يكاد من العسير معرفة حجمها الحقيقي، فانها تستخدم للايقاع بضحايا اغبياء، يستحقون فى النهاية ما يتعرضون له من أعمال احتيال ونصب.
أما المدونات الإباحية، ذات الطابع الشخصي، فغالبا ينشئها أصحابها إما للإثارة، وحب الظهور وإثبات الذات عن طريق الجسد، أو انطلاقا من "انحراف جنسي" يدعى "حب التعرية" Exhibitionnisme ، أو من أجل التشهير بأشخاص والانتقام،أو التغرير بقاصرين...
والأسباب التى تقف وراء إنشاء المواقع والمدونات الإباحية، بصفة عامة، تتراوح بين اللصوصية والتجارة غير المشروعة، باستغلال عوامل الكبت والحرمان الامراض الجنسية، حيث تبدو مجتمعاتنا العصرية هى مجتمعات "عولمة" الطاعون الجنسى الذى ينتشر عبر القنوات والتلفزيونات والإشهارات، والانترنت... حيث أصبح الجنسى بضاعة مربحة، وأصبح الأفراد، بحكم التفتح والتحرر، تثار غرائزهم الجنسية أكثر، وتجد لها قنوات تصريف مباشرة وواقعية، أو افتراضية عبر الإنترنيت من خلال المواقع الإباحية.
ومجتمعاتنا العربية الإسلامية لها نصيبها طبعا من هذه العولمة الجنسية الإلكترونية، إما كمستهلكة أو فاعلة مباشرة فيها. فالمواقع والمدونات الإباحية لا تخلو من الأجساد السمراء والمبحرين السمر، وهم الأكثر طلبا لها. وأكثر المواقع الإباحية، ولو كانت أجنبية، موجهة لهم وبلغتهم الأم، لكونها مجتمعات الكبت والطابوهات حسب صورة الغرب عنا.
فما هى التأثيرات المباشرة وغير المباشرة للمواقع والمدونات الإباحية على مجتمعنا مجتمعاتنا؟
للحكم على هذه المواقع والمدونات الإباحية نجد صنفين من الأجوبة تبعا لمنظومتين من القيم السائدة فى مجتمعنا: هناك من يبيح هذه المواقع والمدونات كشكل من أشكال التفتح والتحرر والحرية الفردية والجماعية والحق فى الرغبة الجنسية، وقبول متطلبات السوق الحرة، والاندماج الحتمى فى العولمة التواصلية بسلبياتها وإيجابياتها... وهؤلاء هم بعض أنصار "الحداثة" والرأسمالية اللبيرالية؛ وهناك من يرفض ويحرم هذه المواقع والمدونات الإباحية، لكونها تتعارض مع القيم الدينية والأخلاق المحافظة، وتسيء لبعض الأشخاص والأسر، وتفسد تربية الأبناء وقيم المجتمع، وتجعل الإنسان مجرد حيوان غرائزى وسلعة كباقى السلع... هؤلاء هم المتدينون والمحافظون.
وأظن أن هذه الازدواجية فى منظومة القيم تجعل القاعدة الكبرى من الشباب تائهة فى تدبير الغريزة الجنسية، ليس هناك تحرر بالكامل، وليس هناك منع وكبت بالكامل، ويتعقد الوضع عندما يتعلق الأمر بالجنس الشرعى -الزواج- حيث الغلاء الفاحش لمتطلبات إنشاء أسرة قوية ومتوازنة. ونظرا لغياب تربية جنسية سليمة فى مؤسساتنا التربوية، وتعقد وتصاعد المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، فإن كل ذلك يحول الشباب- بل حتى الكبار- إلى زبناء فاعلين أو مستهلكين للمواقع والمدونات الإباحية،كنوع من التنفيس والبحث عن التوازن النفسى الجنسي،أو الربح المادي...
المواقع والمدونات الإباحية، كما تصلنا، هى من إناتج العولمة التى تخترقنا فى عقر دارنا،وتخترق منظومات القيم والتربية والتمثلات والمؤسسات... وتلعب على وتر غرائزنا والطبيعة السوسيوثقافية لمجتمعنا، وتخلق لنا عوالم وإشكاليات جديدة تتراطم بين جدران الحاجة والأخلاق، وموجات التحديث والتقليد.
ويقر بعض رجال الدين بان الحرمان والكبت هو مشكلة حقيقية، ويرون ان حلها يكمن فى تيسير شؤون الزواج بين الشباب الى اقصى حد ممكن بحيث لا تضيع فيه المعايير والقيم الاجتماعية، من ناحية، ولا تتحول القيود والتعقيدات الى دافع فى الاتجاه المضاد من ناحية اخرى
محمد الصدوقي -كاتب مغربي