سبعة شهور فقط: هل تكفي لولادة رئيس جديد لليمن؟
نشر منذ: 18 سنة و 9 أشهر و 19 يوماً
الأربعاء 08 مارس - آذار 2006 09:48 ص

* أفراح عبد العزيز

خلال هذا الاسبوع وفي مقابلته مع صحيفة الحياة اللندنية كرر الرئيس اليمني اعتزامه عدم ترشيح نفسه مجددا، بالرغم من مطالبة المؤتمر الشعبي ـ الحزب الحاكم ـ له بتمثيله في الانتخابات الرئاسية القادمة ايلول (سبتمبر). ورغم أن رده علي هذه المطالبة لم يكن واضحا تماما وجميع المتابعين أحسوا حينها بأن الرئيس ترك الباب مواربا لقرار خوضه للإنتخابات الرئاسية.وبما أن الزمن الفاصل بين تاريخ كتابة هذه السطور وحلول موعد الانتخابات لا يتعدي الشهور السبعة، وهي فترة زمنية لا تكفي حتي لإنجاب طفل في الوضع الطبيعي فكيف بإنجاب رئيس، فإننا سنحاول في السطور التالية قراءة المشهد الرئاسي اليمني وخياراته.السيناريو الاول1 ـ ان يكون علي عبدالله صالح جادا فعلا في التنحي عن الرئاسة وليس لديه تصور عن من يمكن ان يكون البديل، وهذا نستبعده تماما لعدة اعتبارات منها أن أي شخص في موقعه يصعب عليه بكل تاكيد أن يترك البلاد دون أن يكون لديه تصور عن البديل.2 ـ ان علي عبدالله صالح لا يمثل نفسه فقط وإنما يمثل مجموعة قوية في السلطة ومراكز صنع القرار السياسي والعسكري والإقتصادي والذين لم تأت بهم كفاءتهم كما هي صلاتهم العائلية بالرئيس أو بآخرين مقربين منه أو لاعتبارات مناطقية أو سياسية كانت الدافع وراء وجودهم في مواقع التأثير هذه.3 ـ إن مراكز الثقل هذه لن تترك لعلي صالح فرصة كبيرة للحركة دون أن تكون هذه الحركة أو القرارات تصب في خانه استمرار سيطرة هذه القوي علي المراكز التي تتواجد فيها ـ وهذا للأسف خطأ جميع القيادات العربية التي تعتقد أنها بتولية الأقارب والأصدقاء توطد اركان الحكم والذي يحدث هو العكس تماما فإن هذه القوي يمكن أن تتحول لآلة تدك أي قرار مستقل يمكن للرئيس إتخاذه لا يخدم مصالحها.4 ـ وعليه فإن الذي سيحدث هو أن تقوم هذه المجموعات بالضغط علي الرئيس وطبعا عبر المظاهرات والنداءات واستنفار العامه إما بالضغط المباشر والإجبار أو بالتشجيع المادي والمعنوي للخروج في مظاهرات للمطالبة باستمراره في الحكم. وعليه يرجع الرئيس عن قراره.5 ـ ليس من المتوقع ان يقوم علي عبدالله صالح بالزج بإبنه في الإنتخابات الرئاسية علي الأقل في هذه الفترة، كما ليس من المتوقع أن يقوم هو بتشجيع شخصية معينة ومنافسة للترشح وبحيث تكون مقبولة لدي مراكز القوي في الحكم الحالي.السيناريو الثاني1 ـ ينطلق هذا السيناريو من طبيعة الظروف التي تعيشها اليمن وبالضغط الكبير الذي يواجهه الرئيس من الداخل ـ عبر المعارضة ـ ومن الخارج عبر الجهات المانحة نتيجة لتدهور الوضع في البلاد، وبالتالي فإن الرئيس يناور في مسألة إعادة الإنتخاب علي اساس أنه سيظل يكرر ويصر علي موقفه حتي موعد الانتخابات وحينها لن يكون هناك منافس قوي له، وطبعا سيقوم المنتفعون من حكمه الي جانب اخرين لن يجدوا امامهم خيارات اخري بالضغط عليه لإقناعة بالعدول عن رأيه، وفي ذلك الوقت سيبدو الشخص المجبر علي تحمل المسؤولية والذي اتي رغما عنه ونزولا عند رغبة الجمهور، وستكون هذه رسالة قوية للداخل ـ المعارضة وللخارج الجهات الممولة، وعندما يتدهور الوضع في البلاد لن يستطيع الناقدون لسياساته إيجاد سبيل لأنه أثبت لهم وبالفعل أنه لا يريد الرئاسة وإنما لأنه ليس له بديل ولأن الآخرين فرضوها عليه فقد قبلها.2 ـ هذا السيناريو وللأسف الشديد جاء نتيجة لعملية التهميش والإقصاء التي مارستها الدوله بحق كثير من القيادات المجتمعية والسياسية والثقافية التي كان من الممكن ان تمثل بديلا منافسا.السيناريو الثالثوهو الذي توفر لعلي عبدالله صالح حين اختير رئيسا للبلاد لأول مرة في ظروف صعبة جعلت من كرسي الرئاسة كرسي إعــــدام في ذلك الوقت ومع شدة الظروف المحيــــطة بالوضع الحالي في اليمن إلا أنه ليس لدرجة تجعل من كرســـــي الرئاسة كما قال الرئيــــس في إحدي المرات ـ كرسيا مـــن نار. ربما يكون كذلك بالنســـبة له شخصيا لكن بالنسبة لبطانته والمقــــربين منه يعتبر بوابة الثروة والنفوذ.لكن لنقل انه ربما تأتي الايام بمفاجأة غير متوقعة ويصر الرئيس علي التنحي ويفشل من حولة في إقناعه وإقناع العامة بالضغط عليه للتراجع، ويظهر البديل.دور المعارضة

المعارضة اليمنية لا تزال غير قادرة علي المجيء ببدائل ولا تزال وللآن متخبطة وربما تلعب بالأوراق السياسية لمصالح قبلية ومناطقية وللأسف شخصية ولن نستغرب أن نجد بعضا من هذه الأحزاب تسير مظاهرات لصالح إعادة ترشيح الرئيس، لأنها ببساطة جزء من حلقة النفوذ المناطقي والسياسي التي انتجتها سياسة الرئيس والمستفيدة من وجوده كرئيس.أخيرا كيمنية أعتقد أن علي عبدالله صالح لن يغيب عن المشــــهد الرئاسي لليــــمن ليس لأنه الأفضل لكن لأنه المتاح، بقراره وسياساته ومصالــح من حوله.كل ما اتمني ان يعيد النظر في سياساته إذا كان جادا فعلا في التنحي وأن يبدأ بعد انتخابه بإعادة ترتيب الحلقة المحيطة به لأنها بوضعها الحالي ستسلبه حقه بأخذ قسط من الراحة كأي إنسان له الحق بالإحساس بالتعب والعيش بعيدا عن كرسي الرئاسة ـ كرسي النار

داخل عقل الرئيس!
يشاركون ولا يشاركون
رواية نفق الهرب اليمني
مسرحية سخيفة وإخراج سيء
الفلسطينيون كشعب متسول
مشاهدة المزيد