سفير السعودية في لندن: لن يسمح بشرب الكحول خلال كأس العالم 2034 بريطانيا تناقش مع عضو في المجلس الرئاسي تداعيات تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية عاجل.. المبعوث الأممي يبلغ مجلس الأمن أن مليشيا الحوثي تحشد عسكريا من خمس محافظات يمنية ويعلن.. اليمن عند نقطة تحول حاسمة أول رد من الرئيس أردوغان على خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة الحزب الأشتراكي بتعز يُحيي ثورة 11 فبراير ويعلن ان الفاعل الرئيس في الثورة هو روحها المتدفقة في مختلف الميادين والشوارع الجيش السوداني يقترب من القصر الجمهوري وسط العاصمة الخرطوم مركز الفلك الدولي يكشف موعد بداية شهر رمضان هذا العام ومتى ستكون رؤية الهلال ممكنة؟ قطر تُسير 15 طنا من الأدوية دعما لمرضى الكلى في اليمن حزب الإصلاح بسقطرى يوجه دعوة للمجلس الرئاسي ويدعو لتنظيم السياحة لتكون سياحة تحترم الموروث الثقافي والاخلاقي للمجتمع السقطري مجلس الأمن يعقد جلسة بشأن اليمن
عندما وصف علي صالح كرسي الرئاسة بالناري ـ أو كما نطقها هو بقوله: "هذا الكرسي من نار" ـ فإنه كان يعي ما يقول، فبقاء هذا الرجل مدة قاربت ثلث قرن من الزمان متربعا على كرسي العرش الذي اغتصبه قبل ثلاثة وثلاثين عام، هذه المدة كانت كافية بأن تحيل هذا الكرسي في نظر الرجل إلى حق خالص له ولأبنائه من بعده لا ينبغي لأحد كائن من كان أن يفكر في الاقتراب منه فضلا عن التفكير في الجلوس عليه، مهما كانت وسائل الاقتراب أو الجلوس سواء كانت عن طريق الانتقال السلمي والسلس للسلطة وذلك بواسطة انتخابات حرة ونزيهة، عوضا عن أن يكون ذلك الاقتراب أو الجلوس عن طريق الثورة الشعبية العارمة كما هو حاصل اليوم.
لهذا وفي سبيل الحفاظ على هذا العرش العظيم حاول علي صالح إبعاد أي طامح ـ ولو كان هذا الطموح مشروعا ـ في التربع على ذلك العرش، وابتكر من أجل ذلك العديد من الحيل والألآعيب التي اشتهر بها منذ اللحظة الأولى للجلوس وحتى اليوم، ولعل من أبرز تلك الحيل تصويره لكرسي الحكم بالناري، ولم يكن المعنى الذي يقصده الرجل من هذه التسمية واضحا للوهلة الأولى، غير أن ما نشهده اليوم من أحداث بشعة وجرائم جسيمة أوضحت لنا المعنى الذي قصده الرجل من تلك العبارة، فها هو علي صالح يضرم النار حول ذلك الكرسي المشؤم لتنطلق الشرارة تلو الأخرى في محاولة لإشعال الفتنة بين أبناء الوطن من أجل كسب المزيد من الوقت للبقاء على كرسيه الملتهب لأطول فترة ممكنة.
فبعد أن أطلق شرارة الطعن في أعراض الحرائر من نساء اليمن اللاتي خرجن لتأييد الشرعية الثورية والوقوف في وجه الظلم والفساد الذي استشرى بشكل مريع في عهده البائد, وبعد أن اصطدمت تلك الشرارة بجدار الاستنكار والغضب العارم الذي اجتاح جميع قرى اليمن وعزله ومدنه عادت تلك الشرارة إليه ليكتوي بنارها هو وأزلامه، وهاهو يكرر نفس الشرارة اللئيمة مع الناشطة الحقوقية الحرة الثائرة بدرية غيلان.
ثم ما لبث أن أطلق شرارة التهييج لمشاعر الناس ودغدغة عواطفهم بقصة (شهيد قناة اليمن الفاضية الشيخ المسن) الذي أطلقه مع مجموعة من المجرمين من أصحاب السوابق في يوم الديمقراطية 27 أبريل ليعيثوا في الأرض فسادا ويذبحوا صفوة شباب اليمن الأحرار المسالمين مقابل حفنة من المال المدنس، ثم يخرج هو ـ أي علي صالح ـ في يوم زينته بعد أن صلى على شهيده المزعوم صلاة الغائب ليعلن استنكاره "لدعس الشيوبة" في الوقت الذي "دعس" هو بذلك الخطاب المرتعش على أجساد 15 شهيدا وأكثر من 80 جريحا سقطوا بأسلحة زبانيته، ويأبى الله إلا أن ترتد هذه الشرارة أيضا عليه بعد أن ظهر ذلك المسن البلطجي على قناة سهيل وهو حي يرزق ليشاهده الجميع ويستمعوا إلى اعترافاته الخطيرة التي تؤكد حجم الانحطاط الذي وصل إليه صالح وإعلامه ونظامه.
وما لبث الناس أن أفاقوا من هول الصدمة بعد إدراكهم لحجم الفتنة التي كان يريد صالح وإعلامه أن يوقعوهم فيها حتى أطلق شرارة قطع الألسن التي كان ضحيتها هذه المرة أحد الشعراء الموالين له والمسبحين بحمده ولم تكن هذه الموالاة وذلك التسبيح كافيتان لهذا الشاعر المسكين بأن تشفعا له من وصول تلك الشرارة الخبيثة إليه لتطال لسانه فتبتره ما دام أن بتر هذا اللسان سيساعد صالح في استعداء خصومة ضاربا عرض الحائط بكل القيم الإنسانية والتعاليم الدينية والكرامة الآدمية، ولكن هذه الشرارة سترتد أيضا ـ وستذكرون ما أقول لكم ولو بعد حين ـ كسابقاتها على صالح ونظامه لتفضحه وتفضح مبتكري ومرتكبي هذه الجريمة الشنعاء بحق ذلك الشاعر المغدور، وليكتشف الشعب من جديد بأن هذا النظام ورئيسه قد أسقط كل القيم والمبادئ في سبيل تحقيق مآربه في البقاء ولو على حساب ألسنة وربما جماجم أتباعه ومؤيديه.
إن ما أخشاه اليوم هو أن يستمر علي صالح ونظامه في إطلاق المزيد من الشرر وقذف المزيد من الحمم المنبعثة من النار المحيطة بكرسيه المتداعي في محاولة يائسة لكسب المناصرين الذين يتساقطون من حوله كل يوم .. في الوقت الذي طال فيه صبر الشباب الثائر خاصة والشعب اليمني عامة وبلغت القلوب الحناجر.. لذا فإنني أحذر من الشرارة القادمة التي سيحاول علي صالح وجلاوزته إطلاقها في قادم الأيام .. فاحذروا يا شباب فإن شرر كرسي صالح بدأ بالتطاير.