الحوثيون وأمريكا بين شعار معادي وواقع مغاير 2-2
بقلم/ محمد مصطفى العمراني
نشر منذ: 14 سنة و أسبوع و 6 أيام
السبت 30 أكتوبر-تشرين الأول 2010 06:15 م

ونحن نستكمل الجزء الثاني من المقال لا بد لنا من وقفة مع أصداء الجزء الأول وقد فاقت التوقعات فقد نشر المقال في الصحافة الإلكترونية المحلية على نطاق واسع وقد احتفت به مواقع هامة مثل "مأرب برس" و"التغيير نت" و"يمن نيشن" و"نشوان نيوز" و"الحدث" و"شبوة اليوم" وغيرها من المواقع والمنتديات كما نشر في الصحافة الإلكترونية العربية مثل الجزيرة نت وموقع رابطة الصحافة الإسلامية وموقع شبكة الوحدة العربية الإخبارية وغيرها من المواقع والمنتديات وقد وصلتني على البريد الإلكتروني عشرات الرسائل بعضها تأييد وإشادة وبعضها شتائم وبعضها نصائح بأن (أتقرص العافية) وأنا هنا أشكر الجميع ولي ملاحظة هامة وهي أن كثيرا من القراء إما أن يمدحوك ويرفعوك للسماء وإما أن يهاجموا شخصك ويخسفوا بك الأرض السفلى فبمجرد أن تختلف معهم في وجهات النظر يسلقونك بألسنة حداد وتضيق بك صدورهم ويرفضون الحوار معك أنت في مذهبهم إما كاتب مبدع ومحلل رائع أو جاهل وأحمق وعميل وفاشل تغيب الوسطية ويحضر التجريح للشخصيات بأبشع صوره يتركون الفكرة ويقدحون في شخص الكاتب وهذا عيب يقع به البعض للأسف ولكننا قد تعودنا وقد بدأنا نتعايش معها ونحن إليها إن غابت.!!

كما أن لي وقفة مع الذين اعتبروا بأن عدم قيام الحوثيون بأي نشاط معادي لأمريكا هو شهادة بأنهم ليسوا إرهابيين وأنا معهم في هذا هم ليسوا إرهابيين في نظر الأمريكان وقد صرح الناطق باسم الخارجية الأمريكية بذلك لكنهم إرهابيون بحق عشرات الألف من اليمنيين الذين قتلوهم وشردوهم وفجروا منازلهم.

سبحان الله لقد تبدلت المقاييس وانقلبت الموازين وأصبح عدم استهداف أمريكا لمن يردد صباح مساء " الموت لأمريكا" شهادة بحسن السيرة والسلوك والوسطية والاعتدال ما لكم كيف تحكمون؟!!

وأحب أن أؤكد في هذا المقام أنني لا أحرض على استهداف أمريكا ومصالحها ولا أحرض الأمريكيين على استهداف الحوثيين وقصفهم بطائرات بلا طيار كما يستهدف أعضاء القاعدة وإنما أتساءل عن الفرق الكبير بين الشعار المعادي والواقع المغاير وعن غض الطرف والتواطؤ من قبل الأمريكان تجاه جماعة يبدأ شعارها بعبارة "الموت لأمريكا" بينما تضيق الخناق وتحارب جهات خيرية وإسلامية لا تستهدف الأمريكان والأمثلة في المقام كثيرة جدا.

في الأسبوع الماضي كشف موقع "ويكيليكس" عن مئات الآلاف من الوثائق التي تثبت تورط إيران في الغزو الأمريكي للعراق حيث عمل الإيرانيون على تسهيل غزو العراق وقدموا هم وحلفائهم العراقيين كل الدعم والمعلومات بل وشاركوا بقوات مسلحة عملت على تصفية السنة واغتيال الرموز السنية وبتسهيلات كبيرة قدمت من الأمريكان فأمريكا قدمت العراق لإيران وعلى طبق من ذهب ولكن كله بحساب وبمقابل يخدمون بعضهم بعضا ويعملون فريقا واحدا في بعض الملفات كملف العراق وأفغانستان وملف الحوثيين باليمن ويظهرون للعالم أنهم على عداء على العموم وعلى طرفي نقيض ويتراشقون بالتصريحات ويتبادلون الاتهامات وهم "خُبرة " وأصدقاء حين تلتقي مصالحهم فمتى نفيق ونصحو ؟!! 

وقد أعترف الرئيس الأفغاني كرزاي مؤخرا بتلقيه دعما ماليا إيرانيا حقائب عامرة بالدولارات حملها الرئيس الإيراني بنفسه ليتساءل مراسل الجزيرة وهو يبث الخبر : لماذا كلما أنشب الأمريكي مخالبه في بلد كان للإيراني فيه المكانة والتأثير الكبير ؟!!

 فلإيران في أفغانستان أطماع ونفوذ وتأثير وقد شاركت في غزوه بالسلاح والعتاد والمعلومات وكل هذا ليس لوجه الله وطالما أن إيران والأمريكان أصدقاء حميمين في بعض الجبهات والملفات وكلاهما يخدم الآخر فإيران تلعب دور الفزاعة وترهب دول الجوار الخليجي بالسلاح النووي وهم بلعوا الطعم وصدقوا الكذبة وأنعشوا الاقتصاد الأمريكي بصفقات سلاح بالمليارات تشغل عشرات الآلاف من العاطلين الأمريكيين وستأتي على سنوات وبتقنية قديمة أيضا والأمريكان والأوربيون يواصلون مسلسل المفاوضات حول الملف النووي الإيراني حتى تحول لمسلسل مكسيكي ممل مفاوضات ومفاوضات ثم تعثر ومفاوضات صد ولقاء وهجران ووصال لتضييع الوقت وتبديد الجهد لكي تنضج الطبخة على نار هادئة وتستوي وتطلب الأكال كل هذا ونحن نصدق ما قيل لنا ونزعم أن الثعلب والذئب أعداء وهم متفقون على تقاسم الصيد وافتراس الخراف.!

وطالما أن الحوثيون هم امتداد للمشروع الإيراني فهم على دين ملوكهم وملاليهم فهم أصدقاء أمريكا ويخدمونها التوجه الأمريكي في المنطقة بشكل واضح ومفضوح وقد أكد هذا الأستاذ حسن مكي في حوار نشر مؤخرا في صحيفة الأهالي كما نشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الصهيونية في عدد 7/ 9/2010 م تقريرا عن الدول التي تشكل داعما للمقاومة الفلسطينية كحماس والجهاد وجاءت السودان في المرتبة الأولى تليها اليمن والأردن واعتبرت الصحيفة أن دعم مشاريع التجزئة والتفتيت وخلق مزيدا من القلاقل والفوضى والاضطرابات في هذا الدول كما يتضمن المشروع الأمريكي في المنطقة "الفوضى الخلاقة" سيجفف منابع الدعم عن هذه التنظيمات التي يصفها الصهاينة بالإرهابية كما انتقدت الصحيفة أعضاء الموساد المكلفون بالعمل مع الجهات الأمريكية والأوربية والمنظمات الدولية في هذا الشأن لعدم ظهور النتائج المطلوبة في هذه المجالات حتى ذلك التأريخ ، وعليه فما نراه من تسريع وتيرة الانفصال في السودان الذي يكاد يتحول إلى واقعا ملموسا والدعم المفاجئ للحوثيين والمحاولات المستمرة لتسليح الحراك وتحويله من مشروع سلمي حقوقي إلى ردة فعل مسلحة وكذلك دعم الشخصيات الإنفصالية بالخارج ودعم وسائلها الإعلامية كل هذا يأتي في هذا الإطار ..

وفي إطار المشترك برزت قيادات سياسية لأحزاب ورقية وبعضها قد تم حله وبلا أي تمثيل في البرلمان أو حتى مقر أو جريدة وأصبح لها مكانة متساوية مع تنظيمات كبيرة أعضاءها في بعض القرى والمناطق يفوق منسوبي هذه الأحزاب مجتمعة وأصبحت تقود المشترك وقد مكنها هذا من لقاءات عديدة مع سفراء ومسئولين دوليين ومن هذه القيادات برزت ثلاثة أسماء حوثية أعظم من الحوثيين أنفسهم وصارت تنادي بالفيدرالية لحل مشاكل البلاد مما يعني تقسيم البلاد أقاليم وتمزيق الوطن إلى دويلات متناحرة كي تحقق مشروعها وخلال اللقاءات السرية لهؤلاء الثلاثة بالسفير الأمريكي طالب هؤلاء الثلاثة بدعم المشروع الحوثي ومساندته دوليا فالحوثيين جماعة سياسية مشروعة كما طالبوا بدعم مالي للحوثيين وبضغوطات أمريكية على السلطة اليمنية لإعطاء الحوثيين مطالبهم المرحلية وقد تم لهم ما أرادوا وباسم المعارضة والمشترك حيث حققت لهم اتفاقية الدوحة من المكاسب والامتيازات ما لم يحققه المسلمون في صلح الحديبية.!

كما عمل هؤلاء بمثابة سفراء للحوثي عند كثيرا من السفارات والجهات وتعدى هذا شرح أبعاد المشروع الحوثي والأمور السياسية والإعلامية إلى جمع الأموال والتبرعات من جهات وشخصيات وإرسالها للحوثيين بصعدة.

مؤخرا بعثت الخارجية الأمريكية للخارجية الإيرانية برسالة طالبت فيها بالإفراج العاجل عن جواسيس رعايا أمريكان مختطفون في إيران وذكرت الرسالة أن الولايات المتحدة ملتزمة باتفاقياتها مع طهران بخصوص الاتفاق على الشخصيات التي ستتشكل منها الحكومة العراقية وكذلك دعم الحوثيين في اليمن وعودة الملف النووي الإيراني إلى دائرة المفاوضات العقيمة وإعطاء إيران مهلة تمتد لشهور لترتيب أوراق ملفها النووي واثبات سلميته.

في تأريخ 18/ 5/2010م التقى مسئولون ومراجع إيرانيون في طهران بمسئول أمريكي من أصل عربي وقد شكا هؤلاء المراجع والمسئولون مما يتعرض له الحوثيين في اليمن فأبدى المسئول الأمريكي استعداده لنقل لإيجاد قناة آمنة لنقل التبرعات والرسائل للحوثيين فتم الاتفاق على ثلاثة أشخاص يحملون الجنسية الأمريكية والحصانة الدبلوماسية الأمريكية يقومون بنقل هذه الرسائل والتبرعات دون أن يعترضهم أحد 

وقد أشارت الصحف الإيرانية بإيجاز لهذا اللقاء.

ما سبق غيض من فيض وقطرات من نهر متدفق لكي لا نطيل على القارئ أما من أراد التوسع منحن بصدد توسيع البحث في هذا المجال ليخرج على شكل كتاب مدعم بالوثائق والصور فلنتأمل ونحكم.