أمطار في عدة محافظات وتحذير من اضطراب مداري قد تتأثر به اليمن روسيا تعلن الرد بعد قرارات أوكرانيا استخدام النووي… وبوتين يعلن توقيع مرسوماً يوسع إمكان اللجوء إلى السلاح النووي ارتفاع أسعار النفط مع تعطل الإنتاج في أكبر حقول غرب أوروبا تهريب الذهب... تفاصيل واقعة صادمة هزت الرأي العام في دولة عربية اتفاقية تعاون جديدة بين روسيا والسودان روسيا تستخدم الفيتو ضد قرار بريطاني عن السودان استعداداً للانفصال.. ليفربول يستبدل صلاح بـ نجم شباك أول دولة خليجية عظمى تستعد في إنشاء ائتلاف عسكري مع الولايات المتحدة لحماية الملاحة في البحر الأحمر صواريخ تضرب تل أبيب في مدارس الحوثيين.. التعليم يتحول إلى أداة لترسيخ الولاء بالقوة
في موقف غريب جداً وغير منطقي صدر بالأمس بيان عن جماعة الحوثي برفضها القاطع للقرارات الرئاسية الأخيرة المعنية بهيكلة الجيش ، بدعوى خدمة تلك القرارات للأمريكان، وهي الشماعة التي يعلق الحوثي عليها كل جرائمه وتحركاته العسكرية، بل وحتى جرائم القتل والنهب التي يمارسها أفراده كلها ضد الأمريكان بداء بصعدة وانتهاء بحجة ثم عمران..
كل هذه التصريحات والموافق لتدل دلالة قاطعة على أن هناك علاقة وثيقة بين الحوثية والطغمة العائلية العفاشية، وأن هناك تعاون عسكري لوجستي تخريبي بينهما لان المشترك بينهم هو إضعاف الدولة وأيضا بالنسبة للحوثي لينقض عليها ويحكم المدن بمليشياته التي يصرف عليها الدولارات بتمويل ايراني واضح ليأتي اليوم كما يتصور الذي يسيطر فيه على دولة منهارة متفككة... وأعتقد أن موقف كهذا يدل على غباء سياسي وإفلاس في الفكر وشعور بنشوة القوة والتعطش لاستخدامها.. إذا يتصرف وكأنه كيان من كيانات الدولة...
ومن هٌنا يتبين لنا جلياً ودون أدنى شك أن الحوثي ما كان له أن ينضم إلى الثورة إلا لاستغلال الفراغ الحاصل آنذاك وانشغال الجميع بهم واحد هو إزاحة العائلة المتسلطة طيلة عقود من الزمن، واستغل الحوثي ذلك الظرف بأبشع ما يتصور بالتوسع على الأرض وبسط نفوذه والتبختر بقوته وبتنسيق سري مع العائلة لمده بالسلاح والذخيرة والمال
فيا معشر العقلاء كيف يؤمن بالثورة والجمهورية والحرية والعدالة والشورى من يظن أن ثورة 26 سبتمبر كانت ظالمة وخارجة على الولي العادل.؟!
كيف يؤمن بالثورة والجمهورية والوحدة من يعتقد أن هو وسلالته يجب أن يكونوا الحكام الشرعيون وأن طاعتهم واجبة وان الخروج عليهم محرم ...؟ كيف يؤمن بالديمقراطية والحرية والمواطنة المتساوية والحقوق من يقسم المجتمع إلى طبقات وفئات: طبقة السادة، وطبقة القبائل، وطبقة الغير قبائل، طبقة القنديل وطبقة الزنبيل حسب الاختراع الحوثي الجديد والمتماشي مع القرن الواحد والعشرين، وغيرها من التقسيمات الجهوية والمناطقية، التي تزكم أنوف الأحرار برائحة عنصريتها المقيتة..
بالله عليكم كيف يؤمن بالدولة المدنية من يمارس الغزو المسلح والسطو بالسلاح على القرى والعزل والمدن ويسميها فتوحات وانتصارات وكأننا في الصين لا في اليمن.؟!
بل أخبروني يا أيها المتحوثون الجدد!! من العلمانيين والناصريين والاشتراكيين كيف اجتمعت أفكاركم التي تسمونها تنويرية مع تلك الأفكار التي تصادر الحريات والحقوق واستخدام القوة ضد من يخالفها، وكل يوم نسمع عن اعتقالات جديدة وتعذيب وحصار لبيوت ومصادرة حقوق ومزارع ووو غيرها بسبب مخالفة آراء وتوجهات الحوثي فحسب، أم أن بريق الدولارات قد أعمتكم، راجعوا أنفسكم فلستم سوى ورقة كرت كالح يستخدمها الحوثي ليغطي وجه الكالح العنصري وليسوق نفسه بكم في مجتمعاتكم ومن على شاكلتكم ..
أيها اليمنيين والله لن ننقم من الحوثي ديناً ولا مذهباً ، بل وأن المذهب الزيدي الذي يتخفى وراءاه الحوثي الذي كان يدين به كثير من أبناء الشمال نجّله ونحترمه ونحترم إمامه الإمام زيد رحمه الله وإمام المذهب في اليمن الإمام الهادي ولكن هولاء اضروا بالمذهب ونفروا الناس منه بحماقتهم واستيرادهم الأفكار من خارج المذهب خصوصها من المذهب الجعفري الاثنى عشري الإيراني ...
لا ننقم منه سوى أسلوبه الهمجي تجاه كل من يخالفه، لا ننقم منه سوء استباحته لدماء اليمنيين بشكل هستيري وباسم الدين وبدعوى الجهاد ضد أمريكا وإسرائيل ونصرة للرسول الكريم حد زعمهم، حاشا أن تكون نصرة النبي صاحب الخلق العظيم صلى الله عليه واله وسلم بهكذا تصرفات وهكذا أفعال.
لا ننقم منه سوء انتقاصه من الصحابة وآل البيت على حد سوء لأنهم يسيئون إليهم بتقويلهم ما لم يقولوا والكذب عليهم بما لم يعتقدوه ولم يرضوه ...
أيها اليمنيين راجعوا سجل ذاكرتكم قليلا، وانظروا متى كانت أهداف الحوثي هي أهداف الوطن أو الثورة أو الشعب. بل كل أهدافه وتحركاته وحتى مسيراته الخاصة أثناء الثورة وإلى حد الآن لها طابعا الخاص وأهدافها الغير واضحة إلا لقادة الحوثي المقربين أما بعض الدهماء فأغلبهم مع الخيل يا شقراء.
اشتركنا جميعا بداية الثورة وظنناهم ثوار بامتياز، وقلنا ثاروا لان النظام ظلمهم كثيرا بحروبه عليهم، لكنهم بعد ذلك اخذوا منحاً آخر وقاطعوا أغلب أنشطة الثورة وساحة التغيير وحتى صلاة الجمعة في الستين، كل هذا لأن ما يقوم به الشعب من شباب وأحزاب ومنظمات مجتمعية لا يتوافق إطلاقاً مع أهداف ومخططات الحوثي، ورأينا كيف رفضوا كل محطة من محطات الثورة بهدف خلق فوضى وإضعاف الدولة كما أسلفنا، فقد رفضوا التسوية السياسية متمثلة بالمبادرة وأيده الكثير على حسن نية ثم عرفوا مقصده بعد ذلك، ثم رفض الانتخابات الاستفتاء على الرئيس وقاطعوها وحاولوا إفشالها ، ثم رفضوا حكومة الوفاق ووصفوها بأقذع الأوصاف وغيرها من المواقف التي تصددم ومواقف الثوار والشعب اليمني بأكمله ، وليس أخيرا موقفهم الغريب من هيكلة الجيش وإقالة الابن البار احمد علي الذي كان يرضعهم بحليبه الحنون طيلة أيام الثورة وقبلها وبعدها، وادّعوا بان تسليم الصواريخ من الحرس لتكون مباشرة تحت قيادة رئاسة الجمهورية الشرعية والمتوافق عليها خطأ كبير يخدم الأعداء أمريكا وإسرائيل، مسكينة أمريكا وإسرائيل كم تهم بتتلقاها من قبل الحوثي كل يوم، والظاهر والله أعلم أنهم كانوا يأملون الحصول على بضع تلك الصواريخ ليكملوا بها عدتهم الحربية لنشر الإسلام بالطريقة الحوثية وتحقيق الفتوحات والانتصارات، أو أنهم كانوا موعودون من قبل الابن الصالح فجاءت القرارات الخيرة مخيبة لآمالهم، خيب الله آمالهم ونواياهم الغير سوية.
كل هذه المواقف السابقة وعدم التصريح بموقفهم الواضح من الحوار بل أن هناك من يقول أنهم رفضوا الحوار والعمل الدءوب على إفشال العملية السياسية والتسوية الجارية في اليمن، في وقت تتوارد أنباء عن قيام مليشيات الحركة بعمليات تدريب عسكرية واسعة على نمط الجيوش النظامية وبطريقة حزب الله اللبناني في أكثر من منطقة بمحافظات: صعدة وحجة، ويقال أن الجماعة تستعد خلال الفترة القادمة لتنفيذ عرض عسكري بغية استعراض قواتها. كل هذا يدل على أن الجماعة قررت استخدام القوة العسكرية كخيار وحيد في تنفيذ خططها وأهدافها..
وأخيراً إن أراد الحوثي العيش بسلام وأن يكون له ودور في هذا الوطن فلينشئ له حزباً سياسياً يمارس أدواره الثقافية والسياسية من خلاله ويؤمن بالدولة المدنية الحديثة وبالعدل والمواطنة المتساوية دونما عنف أو اكراه وأن يسلم السلاح الثقيل والمتوسط والمخازن للدولة فهي الوحيدة المخولة بحمل هذا السلاح وهي المنوطة بها حماية الوطن وأمنه واستقراره، ما لم فالشعب سيلفظ كل متعالي عليه خارج على قيمه و أهدافه، وإرادة الشعب أقوى من كل متربص به، هذا والله أعلم وهو سبحانه من وراء القصد..