مهازل الصراع بين عضو مجلس القيادة الرئاسي ومحافظ حضرموت.. اتهامات وتدخلات وإقالات الأحزاب السياسية تناقش مع الاتحاد الأوروبي مستجدات الحرب والسلام ومطالب بتطوير العلاقات إلى المستوى الجيوسياسي التنموي انكسار جديد للمليشيات الحوثية شمال غرب تعز الإدارة الأمريكية تدعو سلطنة عمان للتخلي عن الحوثيين وإغلاق مكتبهم وتؤكد تحركها مع السعودية والإمارات لتوحيد الجيش اليمني وهزيمة الحوثيين مواجهة نارية بين ريال مدريد ومانشستر سيتي في ملحق دوري أبطال أوروبا .. العالم يتقد تسع كوارث مدمرة بدنية وصحية ناجمة عن إدمان الهاتف المحمول. رقم مخيف هز العالم ...تعرف كم ساعة قضاها المستخدمون أمام الموبايل خلال 2024 ؟ الريال يصطدم بالسيتي.. اليكم قرعة الملحق المؤهل إلى ثمن نهائي أبطال أوروبا وموعد المواجهات تعرف على أفضل تطبيق يتصدر فى الولايات المتحدة خلال عام 2024.. اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية والتعليم تناقش سير العام الدراسي
مرت الذكرى السابعة عشرة على رحيل الأستاذ أحمد محمد نعمان الصانع الأول لقضية الأحرار اليمنيين المجاهد الأكبر رائد التنوير وغاندي اليمن ورجل السلام والوطنية “26 أبريل 1909م- 27 سبتمبر 1996م» لكن اللقب الذي حاز على حب الناس والأقرب الى قلوبهم «الأستاذ» ونحن نمر بسنوات عجاف ليست سبعاً ولا عشراً وإنما تعد بالعقود وفيها لا يتذكر الناس رموزهم وتمر ذكراهم وتواريخ أمجادهم دون ان تدرس وتمحص فيها الأفكار وليس هذا فحسب وإنما التنكر للرموز وصل مرحلة تنسي الأجيال القادمة والشباب من حفر الصخر وصنع التنوير وتحمل من اجل العلم والسلام صنوف القهر ؟ !
ويصل التنكر لرموزنا حد بخلنا وبخل اجيالنا ان نطلق اسماء مدارسنا وشوارعنا وساحاتنا العامة على اسماء غريبة أو لا تذكر وننسى رموزنا الوطنية، فأين جامعة الأستاذ النعمان وأين ملعب الأستاذ النعمان الرياضي وأين صالة النعمان الثقافية، وأين وأين ؟
لقد كتبت في 27 ابريل 2010م «الزبيري ليس مجرد (شارع) فأين شارع النعمان؟» وقيل يومها إن محافظ تعز السابق الصوفي تحمس للفكرة ووجه بتسمية احد شوارع تعز الجديدة باسم الأستاذ النعمان فهل يكفي شارع غير معروف في تعز ان يكون شارع النعمان ، لماذا لا يتحمس المتعلمون كلهم بإبدال اسم جامعة تعز باسم جامعة الأستاذ النعمان مجرد مقترح أوليس النعمان رائد التنوير يستحق أكثر من ذلك؟.
والآن سنأتي بنزر يسير جداً من رؤية الأستاذ المربي رائد التنوير رجل السلام والوطنية الصانع الأول لقضية الأحرار الأستاذ احمد محمد نعمان حول اليمن الجديد فقد كان مشروعه السياسي والاجتماعي والثقافي يرتكز على ثلاثي لا فكاك بينه «العلم والحكم الشعبي والعدل الاجتماعي» ونذر عمره من أجل تحقيق ذلك وله صولات وجولات بالقلم والكلم وبكل أدوات الاتصال الجماهيري والمكتوب والمسموع والشفوي وفي كل لحظة من لحظات عمره كان يحمل هم تجسيد مشروعه وتحقيقه على ارض الواقع.
جاءته المناصب الكبيرة صاغرة تجري إليه فكان يقبل منها ما يرى انه سيحقق ما يريده ويحلم به ابناء الشعب فإن وجد انه غير قادر على تحقيق مشروعه الحلم استقال من المنصب، فقد كان وزيراً للحكم المحلي فاستقال وكان رئيسا للوزراء واستقال وكان رئيساً لمجلس الشورى واستقال وكان عضواً في المجلس الجمهوري واستقال..
والأستاذ النعمان كان رجل المواقف وهو من ينطبق عليه “ الإنسان موقف» سجن في سجن الأئمة فحولها في حجة الى مدرسة تنوير وسجن في سجون مصر عبد الناصر فحول من فترة السجن الى مقولة سترددها الأجيال الى ما شاء الله “ كنا نطالب بحرية القول وصرنا نطالب بحرية البول ».
الأستاذ النعمان راهن على الشعب وقواه الحية والبسطاء من ابنائه راهن على التعليم ووعي الناس طوال فترة حياته ولاقى الكثير من الظلم والعسف والنكران، لم يستوعب الكثير من مناضلي الحركة الوطنية ما كان يطرحه وينادي به الأستاذ النعمان،
اختلف مع العسكر فهاجموه ونزعوا منه الجنسية واختلف مع التطرف الفكري سواء كان قومياً أو يسارياً فوصمه سياسيون بأوصاف ندموا عليها فيما بعد والجميع عاد الى ما كان ينادي به جهاراً نهاراً ولكن بعد ان سالت الدماء وأوجعت القلوب.
خطاب الأستاذ النعمان التنويري كما يقول استاذ علم الاجتماع بجامعة عدن أ. د . سمير عبد الرحمن هائل الشميري في بحثه «قراءة سوسيولوجية في خطاب النعمان التنويري»
إنه «خطاب يفيض بالحيوية والديناميكية وبدفقات حارة من الصدق والمحبة للمظلومين لم يكن خطاباً صلداً ولا متحجراً ولا خطاباً عارياً من المعاني والمقاصد المحمودة بل كان خطاباً مترعاً بروح الانتماء للوطن مغموساً بالهم اليومي يحلم بالحرية وبحياة خالية من البطش والقيود والأقفاص الحديدية والتعذيب وإذلال آدمية الإنسان».
آمن الأستاذ النعمان «بدور العلم واعتبــره العامل الحقيقي للنهضة والتغييــر وكان يدعو إلى إصلاح المجتمع والراعي والرعية عن طريق نشــر العلم والمعرفة وتنوير مضائق الأذهان واستخدام أساليب التنوير والإقناع ونادى بضرورة التخلص من الاستبداد والنظــم القهرية والشمولية , ولن يتم ذلك عبــر العنف أو القوة الغاشمة أو عبر الهزات الكبرى وإنما عبر إرادة قوية وبخطوات مدروسة وعبر تدرج وسلاسة حتى لا يفقــد المجتمع توازنه الطبيعي».
ويرى الدكتور الشميري «أن خطاب النعمان أيقظ النفوس الراقدة ووجه العقول والبشر صوب مقاومة الأوضاع الفاسدة والحياة الراكدة والكئيبة لانقشاع سحائب الظلم والعتمة الدامسة والأهوال القاسية فاستخدم بداية أسلوب النصيحة والتقويم
و نادى بقوة إلى إصلاح الحال ثم انتقل إلى مربع المقاومة ورفض ثقافة الخضوع والطاعة وقاوم كل معاني الظلم والاستبداد بوعي منير وبعقلانية “ وشمل خطابه التنويري في المرحلة الأخيرة من نضاله الواقعية والحكمة والمصارحة والتي اتسم فيها بعدم حجب الأسرار أو التحفظ ووعى بعمق ضرورة وجود دولة عادلة لإحقاق الحق وللخروج من كهف التخلف فبدون ذلك لن تفلح التنمية والعدالة ولا المواطنة المتساوية ولن تشرق شمس الديمقراطية والحرية في المجتمع”.
كم هي الأجيال الحاضرة في مقاعد الدرس في الثانويات والجامعات بحاجة الى دراسات تقدم فكر الأستاذ النعمان للطلاب والطالبات ليس بالضرورة نظل ننادي بتغيير المناهج ولكن لنبدع ساعات حرة ومناشط علمية يقدم فيها الطلاب والطالبات أبحاثاً وتقارير بحثية علمية عن افكار النعمان وحياته يقدمونها لزملائهم وزميلاتهم ولا يزعل مني اساتذة الجامعات فهم لا يقدمون بحثاً ولا دراسة إلا بفلوس يطلبون المال قبل ان يعدوا المادة فليدعوا الطلاب والطالبات ينقبون ويجربون.
نداء لكل الشباب
وأخيراً : نحن شعب نتنكر لرموزنا في كل مجالات الفكر والإبداع وللمناضلين منا في كل صنوف النضال وإلا قولوا لي لماذا نسمي شوارعنا وجامعاتنا وساحاتنا واماكننا العامة بأسماء “ سامجة فاقعة” لا طعم لها ولا لون ولا رائحة ويكتب الكتاب ويقرأ اصحاب القرار وينسى الناس فمتى يأتي لنا مسئول رشيد ومحافظ رشيد ووزير رشيد يقرأ ويترجم على ارض الواقع.. اكرر لماذا لا تسمى جامعة تعز بجامعة الأستاذ النعمان نداء اوجهه هنا لكل الشباب فهم املنا الوحيد في هذه المرحلة؟.