عن الشرعبية زوجة سقراط
بقلم/ محمد مصطفى العمراني
نشر منذ: 20 ساعة و 42 دقيقة
الجمعة 21 فبراير-شباط 2025 06:44 م
  

أصر صديقي الذي جلس بجواري في المقيل على أن زوجة الفيلسوف اليوناني سقراط أصلها من شرعب.!

قلت له مستغربا: 

- وأين الدليل ؟!

قال ساخرا: 

- الدليل في سمارة.

ثم ضحك، ثم فكر وطنن وظهر على وجهه الهم والغم وهو يقول:

 _ الدليل عندي في البيت.

وقاطعه أحدهم قائلا:

 _خالي متزوج بشرعبية يتصايح معها كل يوم، وذات مرة تصايح معها وخرج ومن شدة ذهوله وخروجه عن التغطية بدلا من أن يلبس الشال ويخرج لبس سروالها فوق الكوت وخرج، رأيته في الشارع وهو مطنن يمشي جمب الطريق فجريت خلفه وسألته باستغراب: 

_ ما هو هذا يا خال علي؟!

لفت وإنه يشوف سروال زوجته كل فردة مدندلة بجهة.! 

قال وهو يطوي سروالها ويعود إلى البيت:

_ أقول لك الشرعبية جننت بي. الله لا صبحها ولا ربحها.! 

 

وكان من في المقيل يعرفون أن صاحبنا تعيس الحظ هذا متزوج بشرعبية نكدية كزوجة سقراط سليطة اللسان مثلها، حتى أن سقراط كان يقول: ( أنا مدين لهذه المرأة فلولاها ما تعلمت أن الحكمة في الصمت والسعادة في النوم).

وكان يقول عنها لتلاميذه: ( لو رزق الله أحدكم زوجة صالحة سيعيش سعيدا ولو رزقه زوجة كزوجتي فسيصبح من الفلاسفة).!

 

وكان رأيي وما زلت ضد التعميم وحاولت الدفاع عن الشرعبيات لكنهم تكاثروا علي وبدا المقيل وكأنه تجمع مناطقي ضد الشرعبيات، ورووا لي العديد من القصص عن الشرعبيات حتى كدت أتخيلهن جنيات في صور نساء شريرات تطفح من عيونهن الشرر .!

والحقيقة أنه حتى لو كانت هناك شرعبية شريرة فهي تشكل نسبة 1% من الشرعبيات اللواتي يجمعن بين قوة الشخصية وبين الطيبة والرقة مع الزوج والأهل، واللواتي لا نسمع عنهن الا كل خير.

 

وأقسم الجميع جهد أيمانهم أن سقراط شرب السم هربا من نكد زوجته التي جرعته النكد لسنوات طويلة حتى كره العيشة واللي عايشين فيها وشرب السم وأرتاح من هذه الزوجة اليونانية من أصول شرعبية حسب زعمهم.! 

 

ولقد قرأت مقالا لكاتبة نسوية ذرفت فيه دموع التماسيح وتمسكنت وحاولت وبراءة الأطفال في عينيها الدفاع عن زوجة سقراط حيث اتهمت سقراط بالزواج بزانثيبي القاصر التي تصغره ب 35 عاما، وأنها كانت ضحية ساذجة ومسكينة ترحم الله.!

 

وأقسمت هذه النسوية الأيمان المغلظةم أن سقراط كان يترك زوجته بالساعات ويهتم بطلابه، فعاشت هذه الضحية المسكينة معه وأنجبت له، لكنها كرهته وكرهت فلسفته وتلاميذه، فقد كان يتركها بأطفالها ملقيًا عليها بكل أعباء ومسؤوليات الأسرة ليتجول مع مجموعة من الطلاب في شوارع أثينا بلا هدف فيما عرف بجماعة «الجوالة».

 

ما تعرفش كأن هذه الكاتبة النسوية كانت عايشها معاهم؟! 

ورأت هذه الكاتبة أن زوجة سقراط لهذه الأسباب وغيرها كانت تعكنن عليه وتنكد عيشته حتى يتفلسف ويقول الحكم والأفكار - يا عيني على الفلسفة -.! 

 المهم أن الكاتبة النسوية طالبت بمحاكمة سقراط وجرجرته في المحاكم لأنه تزوج بطفلة قاصر، وأنه مستغل وشهواني ووو الخ.

نعود إلى الشرعبيات حيث طفح المقيل بقصص كثيرة عن تسلطهن وكيف أن بعضهن كن يحملن السلاح ويطلقن النار، وبعضهن تضرب زوجها اذا تأخر في السوق، وتنكد عليه وتعكنن على أفكاره اذا عصى اوامرها.! 

لكن الغريب والعجيب أن شرعب لم تنتج حتى الآن أي فيلسوف كسقراط وهو ما يؤكد أن هذه التهم باطلة وعرطوطة من الصحة، ويثبت براءة بنات شرعب من كل التهم المنسوبة اليهن في ذلك المقيل الذي ضم نخبة من الفلاسفة جعلوا كل فلسفتهم في هجاء الشرعبيات والنيل منهن، بينما يعودون إلى البيت ليغسلوا الصحون ويجهزون لهن العشاء ويمتدحوا جمالهن وهم في سرهم يدعون عليهن كما قالوا.!

عودة إلى وحي القلم
الأكثر قراءة منذ أسبوع
حسناء محمدالبشرى القريبة
حسناء محمد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
توفيق السامعي
الحلول اليمنية المأزومة!
توفيق السامعي
وحي القلم
الشيخ ناجي صالح الحنيشيالحقبة السلمانية
الشيخ ناجي صالح الحنيشي
مشاهدة المزيد