تزايد النشاط الحوثي في تعز بالصواريخ والطائرات والدبابات ومصادر تكشف التفاصيل صحيفة أمريكية تتحدث عن تورط دولة كبرى في تهريب قائد في الحرس الثوري من صنعاء أردوغان يكشف ما تخبئه الفترة المقبلة وأين تتجه المنطقة .. عاصفة نارية خطيرة اجتماع حكومي مهم في عدن - تفاصيل بن مبارك يشن هجوما لاذعا على موقف الأمم المتحدة وتعاطيها الداعم للحوثيين وسرحد فتاح يكشف عن نتائج تحركات المستوى الوطني والدولي وزير الدفاع يقدّم تقريرا إلى مجلس الوزراء بشأن مستجدات الأوضاع الميدانية والعسكرية قطر تقدم تجربتها الأمنية في إدارة الجوازات والخبرات والتدريب لوزير الداخلية اليمني إسبانيا تُواجه كارثة هي الاولى من نوعها... حداد وطني وعدد الضحايا في ارتفاع المليشيات تستكمل «حوثنة» الوظيفة العامة بقرارات جديدة لماذا تعرقل إيران انضمام تركيا إلى البريكس؟
ينظر الغالبية إلى تعز على أنها محافظة لها وضع خاص أثبتته وبقوة أحداث ما سمي بـ"الربيع اليمني"، فالمحافظة التي انطلقت منها أولى صرخات شباب التغيير معلنة ميلاد ثورة الشباب الشعبية السلمية في الـ11 من فبراير 2011، بات لها وضع خاص وهي تعيش وتتصدر الواجهة في غالبية مراحل ومحطات ثورة فبراير بما فيها المراحل والمحطات السلمية أو تلك التي كانت فيها مواجهات مسلحة عنيفة خلفت الدماء والدمار.
وبعد البدء في تنفيذ بنود التسوية السياسية في اليمن برزت على السطح أصوات مناهضة للتسوية وظل بعض الشباب المستقلين ومعهم بعض القوى يرفضون الوضع الجديد وأبعاده السياسية والاجتماعية، وانتشرت حالة من الفوضى والانفلات الأمني في أكثر من محافظة يمنية رغم التغييرات التي بدأت في عهد الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي، لكن تعز كانت كالعادة، في المقدمة، ودار ولايزال حديث عن انفلات أمني واختلالات واختلافات ومواجهات متقطعة بين قوى متعددة الأطراف في ظل اعتقاد البعض أن الثورة سرقت وأن أهدافها انحرفت عما كان يطلبه الشباب..
"مأرب برس" التقت رئيس الملجس الأهلي في تعز الدكتور عبدالله الذيفاني، وتحدث إليها عن مجمل التحديات والمعوقات التي تواجهها تعز بثوارها وقواها السياسية والقبلية والأمنية المختلفة وأبنائها المسالمين والعاديين.. إليكم الحوار:
حاوره / محمد الحذيفي
· بدايةً، دكتور عبد الله الذيفاني هل تعتقد أن الثورة الشبابية حققت أهدافها؟
- أعتقد أن الثورة الشعبية الشبابية السلمية حققت أهدافها وإن لم تكن كاملة. وما هو قائم مبشر بأن الثورة مستمرة في تحقيق كل أهدافها. ويكفي أن اليمن أصبحت بفضل الله ومن ثم بفضل الثورة من غير "صالح"، يكفي أننا اليوم نعيش ونناقش بحرية أمورنا كاملة على الملأ بكل الوسائل والوسائط وهذا ما لم يكن متاحاً قبل ثورة الشباب. الحديث عن التغيير الحديث عن الدولة المدنية الحديثة عن المواطنة المتساوية كانت مجرد أحلام الآن بدأ الناس يعايشونها ويتحدثون عنها برؤى وبإصرار وبتحدي وبعزائم, الثورة الشبابية يكفي أنها اليوم جعلت الحوار الوطني مسألة لا بد منها بغض النظر عن رأينا في هذا الحوار, والشيء الثالث يكفي أن الثورة الشبابية الشعبية أن الناس اليوم يرسمون سواء كانوا قبلوا, أو لم يقبلوا ملامح الثورة المدنية الحديثة, رابعاً يكفي أن الناس يتحدثون عن دستور ينبغي أن يلبي احتياجات هذا المجتمع ويستوعب متغيرات الثورة, يكفي الناس أنهم يتحدثون بأن ما نعيشه اليوم هي فترة انتقالية, ينتقل بعدها الناس إلى الوضع الدائم الذي تريده الثورة, الثورة حققت أموراً كثيرة جدا على مستوى الشارع, يكفي الآن أننا نرى من يعبر عن رأيه بشكل سلمي, ويعترض ولا يقبل, وهذه المسألة كانت غير متاحة حتى على مستوى المؤسسات.
·لكن هناك من يقلل مما حققته الثورة ويعتبر أن الثورة قد أعيقت وحيل بينها وبين تحقيق أهدافها من قبل أحزاب المشترك والقوى القبلية والعسكرية التي انضمت للثورة أهذا صحيح؟
- من الطبيعي أن تواجه الثورات تحديات، كان يجب أن يرافق العمل الثوري في اليمن عمل توعوي يبين أن الثورات تطول وأنها تحتاج إلى تضحيات, وتأريخياً، لا توجد ثورة في العالم لم تواجه بثورة مضادة من اللحظات الأولى. وهناك تحديات أخرى تتمثل في زراعة الشك وسط الثوار, تمزيق صف الثوار, محاولة شغل الثوار بأنفسهم، وعن حكاية سرقة الثورة أقول أن الثورة ليست دجاجة يمكن أن تسرق، لأن الثورة عمل بشري كبير، يهدف إلى إحداث تغيير يؤسس لبناء دولة، بعد أن دمرت في العقود الثلاثة الماضية.
·مقاطعا " أفهم من كلامك أنه لا يوجد خوف على الثورة ممن انضموا إليها حينها؟
- لا خوف على الثورة من أي أحد وإنما الخوف على الثورة من أبنائها من الجزء الحي الذين هم الشباب, الطاقة الكبرى التي يعتمد عليها, لا بد من تحصين الثورة أولاً, ولا بد أن تحقق أهدافها وبعدها كل شيء تالي للثورة, لكن أنت إلى الآن ما زلت في مسيرتك لم تحقق أهدافك كاملة, وعندما تتحقق أهداف الثورة كاملة ستكون لها مؤسساتها لاشك عادلة, الثورة معناها العدل, والإنصاف, والتغيير إلى الأفضل، وهناك من يروج هذه المخاوف لأنه سيكون خاسراً عندما تبلغ الثورة مداها.
·من أي زاوية تقرأ المبادرة الخليجية هل من الزاوية السلبية أم الإيجابية؟
-أنا من البداية لم أكن مع المبادرة الخليجية لسبب واحد أنها لم تحدد وضعا لعلي صالح لم تحدد له أين ينبغي أن يكون, تركت المسألة عائمة, وهذه هي المسألة الرخوة, واليوم نحن نجني ثمارها السلبية, يجني الناس مرارتها في بقاء هذه العائلة تتحكم بالجيش, وتعمل تحالفات, وتدخل في خاصرة الوطن بكل سكاكينها وخناجرها, أي مبادرة تتم ولم تضع حدا لمثل هذه المسألة؟ لماذا قامت الثورة؟ لكي يبقى علي صالح وتبقى قواته موجودة؟ لماذا الشباب قدموا دماء؟ لماذا الشيوخ الذين سقطوا؟ لماذا الأطفال والنساء استشهدت؟ أمن أجل أن يبقى هذا النظام ويبقى رموزه! هذا خلل كبير جدا في المبادرة.
· هل هناك تعاون بين اللقاء المشترك ومحافظ المحافظة؟
- نعم هناك تعاون كبير بين اللقاء المشترك ومحافظ المحافظة, ولقد حضرت لقاءات مشتركة بين اللقاء المشترك والمجلس الأهلي والمحافظ, ووصلنا إلى لغة مشتركة في الكثير من القضايا لعل شارع جمال هو آخر صيغة من الصيغ التي تم التعاون فيها بين المجلس الأهلي واللقاء المشترك ومحافظ المحافظة, ونزل ناس وشكلت لجنة من المجلس الأهلي واللقاء المشترك إلى الشارع وتحاوروا مع العسكريين, وكانوا شركاء حقيقيين وعرضت قيادات من اللقاء المشترك والمجلس الأهلي أنفسهم للخطر أمام ما كان موجوداً في شارع جمال لكن أصابع النظام السابق لا يروق لها هذا التعاون وتحاول إفساده.
·لماذا ترمون بكل مشاكلكم وخلافاتكم على النظام السابق, وعلى الطرف الآخر، ألا توجد خلافات بينكم؟
- هناك خلافات بلا شك, لكن أنا لا أقصد فقط النظام السابق, فهناك من التحق بالثورة, وأراد أن يلتحق في مسار التغيير وهو شخصيا غير مقتنع, وهو يبحث عن مسار خاص له, ويبحث عن فرصة للتعبير عن ذاته, ويبحث عن موقع ليقوم فيه شخصية أولى, أو كتلة أولى, أو حزب أول وأنت تلاحظ الآن حتى الأحزاب لم تعد تلك الأحزاب التي عرفناها أصبحت في صيغ جديدة , والناس يعتقدون بأن هذه سوف تكون فيها تسويات يفوز فيها أحزاب ويخسر فيها آخرون ونحن نقول أن الثورة ينبغي أن يشترك الناس فيها جميعا في ربحها وخسارتها.
·مدينة تعز تعيش انفلاتاً أمنياً غير مسبوق ما أسباب هذا الانفلات من وجهة نظرك؟
- هذا الانفلات ليس من اليوم هو إرث وما " تقول ليش" ليش النظام السابق, النظام السابق وبقاياه التي ما تزال موجودة إلى الآن في حكومة الوفاق, وما زالت وجاهات, وشخصيات النظام السابق موجودة ومازالت تحكم, ومازالت ممسكة بالمواقع ذات الصلة بالأمن, وبالاستقرار, وبالتنمية وبالتالي هؤلاء امتداد, والسلاح سبب رئيسي أيضاً, ليس وجود السلاح عند الناس, لكن توزيع السلاح لأغراض مثل هذه بحيث كانت هناك أنشطة واضحة في هذا الخصوص..
وأيضا هناك أناس انضموا للثورة, لكن ليس حبا فيها, ولكن حبا في الفرص وانضموا إلى صفوف الثوار المواجهين الذين هم حماة الثورة وهم ليسوا مع الثورة, أو حمايتها واستفادوا سلاحاً, واستفادوا تجربة, هؤلاء الآن البعض منهم انسلخوا من حماة الثورة, وحماة الثورة عندما أعلنوا أنها انتهت المهمة, ولم يعد هناك أسباب حقيقية لبقاء السلاح مع الناس أو أن يبقوا في الشوارع كما كانوا من قبل وعاد الناس إلى بيوتهم وانتهت المهمة, هؤلاء لم ترق لهم هذه المسألة فخرجوا وتمردوا على الناس وبعضهم الآن يعملون مع أطراف ما أنزل الله بها من سلطان. أيضا دخول عامل ثالث العامل الدولي وهو داخل فضلاً عن الحسابات المذهبية دخلت في الوسط أيضاً.
من تعني بالعامل الدولي هل تقصد إيران أم دولاً أخرى؟
- إيران وغيرها الناس كلهم شغالين كل القوى الآن في اليمن, واليمن مستباحة.
" مقاطعا " هل لها تواجد هنا في تعز وتعمل فيها؟
-موجودة في تعز وموجودة في كل الجمهورية بعضها منظور وبعضها غير منظور , اليمن الآن ساحة مستباحة, كل القوى الدولية تعمل فيها, وكل الاستخبارات العالمية تعمل فيها وتعمل استقطابات, اليمن موقع إستراتيجي مهم ما فيش دول في العالم تريد لليمن أن تذهب لغيرها وهذه القوى تريد أن تكون اليمن معها, ولذلك هم يتنافسون على الموقع البحري كموقع استراتيجي مهم,إن ثلثي نفط العالم يمشي ويمر من سواحل اليمن وبالتالي الناس مش ممكن أن يتنازلوا عن هذه المسألة, وهناك عوامل كثيرة, ومن مشيئة القدر ان تكون تعز في هذا الموقع قريبة من هذه التجاذبات فعلى أبناء تعز أن يدركوا هذه المسألة, وهذه العوامل, فالذي يأتي إلى تعز ليس حبا فيها, الناس ليسوا جمعيات خيرية يأتون لكي يوزعوا أموالاً وصدقات وهبات من أجل سواد عيوننا,هناك مشروع سياسي, والجمعيات الخيرية معروفة, وطريقة عملها معروفة, ولا يوزعون الأموال دون مكاسب سياسية وأنت تدفع دم لتحقق مكسب لغيرك.
هناك من يحمل محافظ تعز مسئولية الانفلات الأمني هل تتفق مع هذا الاتجاه؟ ومن يتحمل المسئولية الأخلاقية والإدارية من وجهة نظرك؟
- المحافظ وحده لا يتحمل, كل الناس شركاء في هذه المسئولية وهو يتحمل المسئولية لا شك لكن كل الأطراف تتحمل مسئولية أنا أدعو هنا الذين وافقوا على ميثاق الشرف يتحملون المسئولية.
·مثل من ؟
- كل الأطراف..
مثل من ؟ حدد ليكون القارئ أكثر فهما؟
-أسماؤهم معروفة وتصرفاتهم مرصودة, وإذا استمرت الأمور واستدعت القضايا سننشر الأمور بالاسم وبالممارسة, والأمور الأخرى, ونحن لن نقف مع طرف, ونترك طرفاً آخر, نحن نرصد تحركات جميع الناس, وإذا تطلب الأمر سنعلن حتى وإن كانوا من وسط الثوار سنقول هؤلاء أيضا, ولن نتسامح في موضوع أمن واستقرار تعز, وعلى الجميع ان يدرك أن الإدارة الأمنية في تعز ينبغي أن تتغير ليس كشخوص, وإنما كسياسة, واستراتيجيات, أين هي إستراتيجية الأمن في تعز؟ أين هي قوى الأمن؟ لماذا لا نعتمد إلا على الجيش دائما؟ نزول الجيش إلى الشوارع هذا يسبب حساسية أكثر مما يسبب استقراراً.
لماذا توقفت ثورة المؤسسات برأيك؟
- كان لا بد أن تتوقف.
" مقاطعا " الأسباب "؟
- كان لدينا رؤية واضحة في ثورة المؤسسات، بحيث لاتكون مجرد فوضى.. كان لابد من عمل رصد لما يمارس في المؤسسات, وتصنف الفاسدة فيتجه الناس إليها, الآن هناك اتفاق بأن هناك مؤسسات لا يوجد نقاش حولها مثل التربية, والصحة, والمياه, والخدمة, وغيرها هذه المؤسسات حولها اتفاق في وجوب التغيير فيها, بشكل منظم ومدروس دون فوضى، ولإنجاح ثورة المؤسسات تتحمل أحزاب اللقاء المشترك أيضاً مسئولية الآن, هي الآن شريكة في حكومة الوفاق وعليها أن تمتلك رؤية مع الأخ المحافظ باعتبار أن المحافظ في المؤتمر الشعبي العام عليهم والمجلس الأهلي يمكن أن يكون شريكاً بأنهم يضعون رؤية في هذه المؤسسات بعيدا عن المحاصصة بعيدا عن الغنائم بعيدا عن أي حسابات ضيقة.
·من وجهة نظرك إلى أين سيؤول الصراع بين الحوثيين والإصلاح إلى المواجهة أم إلى الاحتواء؟
- للأسف الشديد هو الآن يسير إلى المواجهة, ولا أدري لماذا القوى السياسية تتفرج ولا تتدخل والذين يطلبون من الحوثي أن يدخل إلى لجنة الحوار وأن يكون شريكاً فيها, لم يطلبوا منه نزع السلاح, وعندما يتحدثون عن القاعدة يقولون لابد من أن ينزع سلاحه أولاً, عجيب, كيف نقر بسلاح هناك ولا نقر بسلاح هنا؟ فإذا الناس سوف يتحاورون مع كل الناس مسلحين فليأتِ الجميع مسلحين ويتحاوروا, ينبغي أولاً أن تعمل القوى السياسية على نزع الفتائل حيث ما وجدت, وعلى الحوثي أن يؤمن بأن المستقبل للحوار, المستقبل للسلم, على كل القوى السياسية بدون استثناء إصلاح, أو غيره أن يؤمن بأن التعايش مسألة لا بد منها, وعلى الناس أن يتعايشوا, لكن في ظل الدول المدنية, في ظل دولة المؤسسات والمواطنة المتساوية, ووضوح الرؤى والتعاون والتعايش.