رسالة خاصة إلى العميد أحمد علي عبدالله
بقلم/ أحمد عايض
نشر منذ: 11 سنة و 11 شهراً و 9 أيام
الخميس 17 يناير-كانون الثاني 2013 04:47 م
أصيبت عدد من الصحف التي كانت ومازالت تغرد على ألحان النظام السابق بحالة من الإسهال الصحفي في التسريبات التي تتحدث عن ضغوط غربية لتعيين نجل الرئيس المخلوع "العميد أحمد علي عبدالله صالح" قائداً للمنطقة ،المركزية التي ستكون العاصمة صنعاء وجبالها تحت قيادة تلك المنطقة. 
لكن ثمة أخبارا أخرى تحدثت عن رفض العميد أحمد علي لتوليه أي منصب عسكري مهما كان, وتحدثت المصادر المقربة من صالح أن ملاسنات جرت بين الابن وابيه خلال مكالمةٍ هاتفيةٍ قبل عدة أيام أجراها أحمد مع أبيه, حيث ألح المخلوع على عودة نجلة إلى اليمن، لكن الأخير رفض ..
وخلال هذه السطور أرغب في توجيه رسالة ناصحة وعابرة إلى العميد أحمد لأشد على يديه على قناعته الشخصية، التي ربما ستمهد له القليل من الأمان السياسي والاطمئنان في قادم الأيام.
عزيزي أحمد:
أعلمُ أن الجو في برلين شديد البرودة, لكنه سيكون أفضل حالاً من جو ربما تشعر فيه بالضيق والاختناق للضغوط التي ستواجهك في اليمن، وربما لسنوات قد تزيد عن فترات حكم أبيك لليمن.
عزيزي أحمد: تأكد أنه لو وُلّيت على أي منصب عسكري مهما علا شأنه داخل المؤسسة العسكرية فسوف تجد العراقيل ناهيك عن المراقبة لتحركاتك, واعلم أنه كما كان يتسابق من حولك لتنفيد أوامرك سيتسابق المحيطون بك اليوم وغدا في الوشاية بك تقربا لجهات عليا, أوصلتها الثورة والتغيير إلى مناصبها، وستظل "جزءا مستنكرا وغير مرغوب فيه" من نظام محيط آمن بالتغيير ولو حفاظا على مصالحه الشخصية .
عزيزي أحمد:
تذكر أن لك خصوما قبليين كثر، وفي مقدمتهم قبيلة أرحب التي أصدرت أوامرك لأكثر من 7 ألوية عسكرية في دك القبيلة وإحراق أرضها مدعوما بالقوات الجوبة التي كان يقودها عمك "المطرود" محمد عبدالله صالح, ولا تنس أن في ذمتك لهم أكثر من 40 قتيلا وجرح أكثر من 120 شخصا، ناهيك عن تدمير أكثر من 18 قرية, وتذكر مقولة مروية من أيام زمان "الدم ما ينمحي إلا بالدم"، فهناك منطلق للقبيلة لا يرحم في أحيان كثيرة، ولا يعرف للغفران مسلكا إلى قاموسه.
عزيزي أحمد:
تمتع بوقتك بعيدا عن القلق, وعش حياتك بعيدا عن نوازع الانتقام فوالدك لم يعد يفكر كسياسي أو قيادي، وإنما كمنتقم يبحث عن إشفاء غليله من خصومه بأي ثمن وعن طريق أي شخصٍ كان، حتى وإن كنت أنت, بل أنت تمثل أقوى أوراقه في استكمال مشهد الانتقام السياسي.
عزيزي أحمد: دخل صديقاك "جمال مبارك وعلاء مبارك السجن, واعتقل صديقك الشخصي سيف الإسلام القذافي بصورة مهينة, وآخرون تعرفهم جيدا في كل من تونس ومصر وليبيا يلاحقهم القانون حاليا, ولن أحدثك عن نهايات آباء أصدقائك الدامية, لكني أريد القول أن الملك بيد الله يؤتيه من يشاء وينزعه ممن يشاء، وأنت وأسرتك قد نزع الله الملك منكم فلا تحشر نفسك على موائد الملك فتذِل وتُذل بين الخلق.
عزيزي أحمد:
تذكر أن لك أولادا في عمر الزهور، "وأنت أب لتسعة أبناء وفي مقدمتهم "علي وكهلان وجابر" - حفظهم الله لك -، "لكن تذكر أنك في بلد كاليمن وكل احتمالات السوء واردة.
وتأكد أن مواكب الحراسة التي كانت تحيط بكم لن تظل كذلك, بل ربما تتعرض أنت لعمليات قد تخشى عقباها, ولا تنسَ كيف وقع صديقك سيف الإسلام في شراك الاعتقال من قبل قيادات قبيلة وليس قوات نظامية.
عزيزي أحمد:
اصمد على رأيك وقناعتك فلربما منحك ذلك جزءا من مساحات الاحترام والتقدير في نفوس شباب الثورة, خير لك من تحدي موجة أكبر منك وممن يقف وراءك..
دمت سالما ما دمت بعيدا ... ولك السلام من وراء الحدود..