لهذه المعطيات أحببت الحمدي
بقلم/ فؤاد سيف الشرعبي
نشر منذ: 11 سنة و أسبوعين و يومين
السبت 12 أكتوبر-تشرين الأول 2013 04:29 م

أحببت هذا المظلوم , رائد الدولة المدنية الحديثة في اليمن ومتحمس للدفاع عن قضيته وفق هذه المعطيات :

أولا : أنه لم يكن ينتمي سياسيا فليس اخوانيا ولا ناصريا ولا بعثيا ولا يساريا بشكل عام فقد كان همه الوطن .

ثانيا : عاش بسيطا متواضعا عفيف اليد واللسان وحقق الكثير لوطنه .

ثالثا : سجنه جمال عبدالناصر في مصر عام 1966م لمدة ثمانية أشهر مع حكومة قوامها 18 وزير وعسكري والسبب أنهم كانوا معارضين للرئيس السلال الذي كان - رحمة الله عليه- يسير بريموت عبدالحكيم عامر وجمال عبدالناصر باعتبار اليمن مجرد محمية ومستعمرة مصرية .

رابعا : انه أول من أسس المعاهد العلمية الدينية في اليمن وأوكل في إدارتها الشيخ لطف الفسيل .

خامسا : انه أوكل بعد توليه السلطة الى الشيخ عبدالمجيد الزنداني ادارة مكتب الارشاد .

سادسا : تأمر عليه كل حقير في الداخل والخارج وكان المنفذ عفاش الدم وكفى الحمدي شرفا بذلك .

سابعا : مستحيل أن يكون ناصريا لسبب بسيط ان الناصرية صنمية تتعصب لصنم وتدافع عن صنم وتهتف باسم صنم وتتقوقع في فلك صنم وتنتسب الى صنم ومسماها صنم , ولا يرجى منها خير قط وما تولى ناصري السلطة الا كان مستبدا ومن العيار الثقيل وخذ مثلا جمال عبدالناصر في مصر , و وارثه الشرعي معمر القذافي في ليبيا

ثامنا : من أدلتي على كونه غير ناصر وهي معلومات يدركها بعض قادة التنظيم الناصري ويجهلها 99% من المنتسبين إلى هذا التنظيم الصنمي من هذه الأدلة :

1- كثير من قادة الناصريين يقرون ان الحمدي لم يكن ناصريا حين استلم السلطة في اليمن مثل الناصري المنفتح عبدالله سلام الحكيمي والمناضل الناصري العسكري حاتم أبو حاتم .

2- هل معقول أن يسجنه عبدالناصر 8 أشهر في ظروف قاسية قال عنها احد المساجين المناضل النعمان : كنا في بلادنا نطالب بحرية القول اليوم نطالب بحرية البول !!! فقد كان يحرمهم جمال عبدالناصر البول ساعات طويلة ,,, هل معقول أن تحب من سجنك وعذبك وأهانك واحتقرك ومنعك من مجرد البول !!!! افيدونا أفادكم الله

3- كيف يكون ناصريا ويقرب الإسلاميين منه في أول حكمه بينما كثير من الناصريين ينظرون إلى الدين على انه مجرد رجعية لا تتناسب مع هذا العصر (عصر الاشتراكية الناصرية) .

4- حتى من يزعم انه ناصري يقول حضر مؤتمر التنظيم الناصري في الحديدة في أواخر عصر الحمدي في السلطة , هل هذا دليلا على ناصريته , كم من الرؤساء العرب يحضرون احتفالات الأحزاب فهل هذا دليلا على انههم محسوبين على هذه الأحزاب , ومما ذكره القيادي الناصري عبدالله سلام الحكيمي (وبحسب ما سمعناه منه شخصياً فقد كانت له اتصالات مع العديد من الأحزاب ومنها حزب الطليعة الشعبية وحزب العمل وحزب اتحاد الشعب الديمقراطي والمقاومين الثوريين , كما كانت له صلات مع حزب البعث العربي الاشتراكي، بل وأيضا مع الإخوان المسلمين.\\\"\\\" ا هـ .

5- عبدالناصر جاء بتطبيق الاشتراكية المستوردة العفنة ولم يقم الحمدي بتطبيقها رغم وجود دولة في الجوار تطبق هذه الاشتراكية الفاشية .

6- زار السعودية \\\" في رمضان قبل وفاته وعاد غاضبا و عليه علامات الغضب وقد ألقى خطابا في الحديدة قبل مقتله بأسبوع وقال فيه: ولست أبالي حين أقتل مسلما على أي جنب كان في الله مصرعي ,, كما يروي عبدالله سلام الحكيمي ,,, هل رأيتم في الدهر ناصريا يتفاخر ببيت من الشعر إسلامي هكذا .

7- حاول بعض الناصريين في الجيش إغتيال الحمدي وهو رئيس ( وهذه معلومة خطيرة جدا ولا يكاد يعلمها من الناصريين الا النزر اليسير) أليس كذلك ,,, من سيكذبني فليسأل المناضل الناصري أبو حاتم وهذا الحادث له دلالتين :

الأولى أن الناصريين دمويون من العيار الثقيل ,

الثانية : لو كان ناصريا هل ستمتد يدهم النجسة لاغتياله سؤال للتاريخ وللحقيقة معا .

8- أما علاقته ببقية التيارات اليسارية فدعونا لنصغي إلى رواية المناضل الناصري عبدالله سلام الحكيمي وهو يروي لنا كيف دق مسمار الوشاية بهم عند الحمدي يقول : \\\"الحقيقة أننا ساهمنا، وبشكل غير مباشر، في إفشال تلك اللقاءات والحوارات بين الرئيس الحمدي والأحزاب اليسارية الخمسة، حيث وقع في أيدينا تعميما حزبيا صادر عن حزب الطليعة الشعبية، ذا طبيعة «سرية للغاية» وخاص «للقيادات فقط»، وفيه توضيح لطبيعة الحوار وأهدافه مع الرئيس الحمدي وتشخيص للوضع السياسي، وكان ذلك التعميم السري في مجمله يشخص حركة 13 يونيو 1974م وقيادتها على أنها حركة البرجوازية الصغيرة، وأنها حركة تخدم مصالح «القوى الامبريالية الرأسمالية العالمية»، وان الحوارات التي تدور بين الأحزاب اليسارية، ومنها الطليعة الشعبية، هي حوارات «تكتيكية» تهدف إلى المراوغة وكسب الوقت وتحقيق مصالح وأهداف تلك الأحزاب، وأنها ليست ذات طبيعة «إستراتيجية» ,,,, المهم أننا قمنا بإبلاغ الرئيس الحمدي وسلمناه ذلك التعميم، وعلمنا، فيما بعد انه اتخذ رد فعل وموقفا حادا وحاسما واوقف ذلك الحوار واللقاءات بشكل كلي ونهائي، \\\" أ هـ .

هذا ما جعلني أحب هذا الزعيم , ولذا أهديته قبسات من الشعر أقول فيها :

ذكـرتـُكَ بَاعِثـًا جُهْدِي وبعدَ الأخْـذِ والـرَّدِّ

ذكـرتكَ إذ رأيتُ الظلـــمَ يَسـرِي دونما حَـدِّ

وَغِـبَّ اللــيـــلةِ الظـَلْمَا ذكـرتكَ أيها (الحـمـــدي)

إليكَ وأنتَ عــمـلاقٌ أبُـثُّ سَــحَـــائِبَ الـوُدِّ

تـُـؤْسِّسُ دولـةَ القانـونِ دون تـَدَخُّـلٍ فـَــرْدِي

وتسعى لِلـرَّفـَاةِ خُطـَـى إلـى الــعـَـلْيَاءِ والمَـجْدِ

تـَـبـَـاهَـــتْ بَلْـدَةُ الأيـــمانِ يَا لِبَشَائِرِ السَّـــعْـدِ

فـَلَمَّا يُمْهِلُوكَ وَقـَـدْ رَمَتـْكَ رَصــاصـة ُالبُعْدِ

وتـَاهَتْ بَعْـدَكَ الأحْدَاثُ بينَ الجَـزْرِ والـمَـــدِّ

فـَصِرْنَا تحتَ حُكْمِ القـَـهْـرِ والإذْلالِ والـصَّـدِّ

دَفـَـعْـــتَ ضَرِيبَتـَيْنِ مَـــعًا بِفِـــعْــلِ السجــنِ والـوَأْدِ

فـَسِجْنُكَ كَانَ مِــنْ وَغْـدٍ وَقـَتـْلُكَ كَــانَ مِـنْ وَغْــدِ

رَفـَضْنَا فِـكْــرَ سَجَّـانٍ يُحَـــارِبُ شِـــرْعَة َالـــرُّشْدِ

وَثـُرْنَا ضِـدَّ سَـــفَّـاحٍ غَــبــي الـهـــزلِ والجِـــدِّ

ثـَأرْنـَا منْ كـلا الصَّنـَمَـيْــنِ ذاكَ طـَـرِيقـُنَا المُجْـدِي

سـلامٌ فِي ثـَرَاكَ ثـَـــوَى وَدَاعًـا أيُّهَا (الحــمـدي)