الحياة تعود إلى صنعاء
بقلم/ د. أنجيلا أبو اصبع
نشر منذ: 12 سنة و 10 أشهر و 8 أيام
الجمعة 23 ديسمبر-كانون الأول 2011 06:40 م
" ورحت من سفر مضن الى سفر  أضنى لأن طريق الراحة التعبُ" البردوني

ما اسهل الحرب والحصار واستلام السلطة و القبض على القتلة وشنقهم حتى الموت على المتفرجين.. الامنيات كثيرة والواقع لا يمنحنا الكثير. اتخاذ القرار المناسب لا يترك للصدفة لتصنعه وحدها بل هو تواصل لمسيرة في الحياة العملية..علينا الا نطلب من الثوار شيء اكبر من مستواهم فليسوا عسكريين ولا اسود الغابات الاستوائية انما هم شباب سلميين تربوا في مدرسة الثورة السلمية ، وعليه فان ايصال رسالتهم للعالم هو ابلغ ما يفعلون، وان دعوتهم لان يكونوا قتلى امام بيت صالح هو من سفه القول وتحريض لا يصح.  

صحيح كشباب لسنا ملتزمين لاحد في مبادرة ولا في غيرها لكننا جزء من شعبنا وجزء لا يتجزأ من ساحات الحرية والتغيير وجزء من القوى الفاعلة في المجتمع، فاذا كانت القوى السياسية مؤيدة بقررات دولية واجماع الشرق والغرب فلن ننقض ما بناه غيرنا لاننا غير مقتنعين به ربما يكون هو الاصلح في اللحظة الراهنة.

بعض البسطاء في طرح ارائهم وافكارهم ينصبون قادة للمسيرة ويحاولون احتوائها حتى ثوار السائلة يحاولون ذلك، زوروا صفحاتهم على الفيس ستجدون صحة كلامي، لقد هالني الكم الهائل من الاستقطابات للمسيرة من خلف شاشات الحواسيب وكان القوم امام مغنم، كما هالتني الدعوات المناطقية التي تريد فصل كل محافظة عن الاخرى، فمنهم من يزدري مسيرة الحياة لانها قادمة من تعز ويتناسى ان "تعز هي اليمن واليمن هي تعز"، كثير ممن يطرحون ذلك هم من بقايا النظام ومواقفهم منشورة لكنهم بدوا حريصين على الامن والسلامة ويدعون الى ايقاف المسيرات . ضحكت كثيرا من قول بعضهم سرقوا المسيرة وتذكرت سرقوا الثورة انها نفس الاسطوانة المشروخة.

الثورة مستمرة ولن تتوقف وستتابع مسيرة الحياة مسيرات كثيرة ، حتى تحقق الثورة اهدافها كاملة غير منقوصة ، فعجلة الثورة لن تعود للخلف، التغيير سيشمل كل مناحي الحياة وما يجري في بعض مؤسسات الدولة من تغييرات ومطالبة بتغييرات شيء طبيعي، فالجميع يعلم ان تعينات البعض كانت بحسب القرب من راس السلطة.

ما يدعو للعجب ان نسمع المؤتمر يقول انه سيتراجع عن المبادرة لان الطرف الاخر يستفزه وكأن طلاب التجارة والطيران وموظفي اليمنية انقلبوا الى اعضاء في المشترك، هي سياساتكم الفاشلة يا من كنتم يوما ما وعاء الحاكم وعصاه التي يهش بها على وجوهكم، وكل خطأ يجب ان يصحح ،والايام القادمة مبشرة بتغييرات واسعة يقوم بها افراد المؤسسات الحكومية لما يتناسب مع واقع الحرية والتغيير. وما على المؤتمريين سوى الحفاظ على انفاس وهمية لحزب ولد ميتا وصار اليوم خاويا على عروشه بعد ان سار الناس في ركب التغيير (فاما الزبد فيذهب جفاء).

اخيرا اقول للشباب في الساحات وفي المسيرة وحتى الذين يمكثون خلف الشاشات بانه لا يجب التهور اوالتحريض على التهور .. وعلينا جميعا ان لا ننسى بان المشترك هم ايضا ثوار ناضالوا وكافحوا حتى يصل اليمن الى بر الامان ..لانهم لا يريدون حربا اهليه.. فلماذا التفرقه بين اليمنيين ياشباب هذا مشترك وهذا تعزى وهذا عدنى و.. فلنكن يدا واحدة لان الهدف واحد، الا وهو اسقاط النظام ، فيا شباب ابتعدوا عن الشكائين البكائين..الذين يخلطون الاوراق وهم فى النهايه من انصاف الثوريين وكثير منهم من بقايا النظام.