بعد عقوبات أمريكية على بنك اليمن والكويت.. خبراء اقتصاد يحذرون البنوك في صنعاء إسرائيل تنشر قائمة أسماء أكثر من 700 أسير فلسطيني من المقرر الإفراج عنهم اغتيال قاضيين أمام المحكمة العليا في طهران تأجيل وتأخير الحمل قد يحرمك من الإنجاب في هذه الحالات ..تفاصيل مذهلة وغريبة قرارات مصيرية وحاسمة ..الإيرانيون ممنوعون من دخول سوريا ومصدر يؤكد إسرائيل تستبق هدنة غزة.. وزوارقها تمطر القطاع بالقذائف ومصادر تكشف حجم الدمار عقوبات أمريكية جديدة على بنك اليمن و الكويت ارتفاع مفاجئ في أسعار الوقود في عدن ترامب يقتحم واشنطن اليوم السبت لبدء احتفالات تنصيبه قرار حاسم بشأن تيك توك غدا الأحد بانتظار ضمانات بايدن فقط
كنت حتى الأمس القريب ضد الغربة ، لقد جربتها سنوات في مصر فكانت مريرة بطعم العلقم.!
كانت لدي قناعة بقضاء ما بقي من عمري في الوطن رغم أنه لم يبق لنا منه إلا رائحته ، لقد صار الوطن لغيرنا ونحن فيه أتعس من اللاجئين ، على الأقل اللاجئ هناك منظمات تهتم به وتوفر له أساسيات الحياة .
الآن تحطمت قناعتي وبت أسعى للهجرة واللجوء الإنساني إلى أي دولة حتى موزمبيق ، وقضاء من بقي من العمر في المنافي الباردة طالما سيتوفر لي الحد الأدنى من أساسيات الحياة ، وهو على كل حال لن يطول لأسباب كثيرة أولها صحتي التي تدهورت كثيرا ولن أتحدث أكثر من هذا .
سنترك التغني بالوطن للشعراء وللحالمين ، ولمن ذاقوا خيره وعرفوا نعيمه.
لقد قررت منذ فترة أن لا أكتب عن مرضي ، رغم أني أعتبرها فضفضة أخوية أشعر بعدها بارتياح معنوي ، تذكرني بتلك القصة التي رواها الكاتب الروسي الشهير أنطون تشيخوف عن " حوذي " سائق عربة يجرها حصان ، مات ولده الوحيد ولم يجد من يستمع إليه فجعل يحدث حصانه عن ولده وكيف مات .!
نحن بشر ونحتاج من يستمع إلينا ونحن نحكي.
سأروي لكم قصة سأتحدث عنها لأول مرة :
قبل سنوات ألفت كتابا قضيت فيه عدة أشهر بلياليها وأيامها وأنا غارق بين الكتب والمراجع والمصادر ، وضعت فيه عصارة ذهني وخلاصة جهود مضنية ثم وجدتني مضطرا لبيعه لينشر باسم شخص آخر .!
لقد كنت في حاجة ماسة للمال وبعت الكتاب بثمن بخس مقارنة بما فيه من الجهد الكبير .
بعد ذلك طبع الكتاب في الخارج ونال صاحبه من الشهر والامتيازات والأموال ما زاد حزني وحسرتي عليه رغم اني كنت في حالة من الضرورة حيث أغلقت أمامي كل الأبواب وبقيت لأشهر عاجزا عن شراء قرص علاج ناهيك عن غيره من أساسيات الحياة.
أن تبيع كتابك كأنك تبيع ولدك ، تخيل ترى ولدك الذي صار باسم شخص آخر وقد نجح وصار يشار إليه بالبنان بينما أنت تنظر إليه من بعيد ولا تجرؤ على الاقتراب منه ، ترمقه بنظراتك وتذرف الدمع وتعض بنان الندم .
والله إنه نفس الشعور وقد عشته وعصرني الحزن حتى أشتعل الرأس شيبا .
بعد ذلك حدثت بعض الإخوة عن قصة الكتاب فقال لي أحدهم :
- لماذا لم تخبرني ؟!
في بعض الأحيان يفضل المرء أن يبيت على الطوى على أن يحفظ ماء وجهه أمام إخوانه .
ولأنه ليس لي حصانا كذلك الحوذي في قصة تشيخوف هانذا أروي لكم وأخبركم أنني مضطرا لبيع كتابي الثاني الذي يعز علي بيعه ولدي يقين أنه سينجح وسيصبح شيئا مذكورا بإذن الله ، وبأنني سأحزن عليه ولكن المضطر يأكل الميتة ويركب الصعب والحمد لله على كل حال.
أجدني مضطرا للتوقف عن الكتابة لفترة الله وحده يعلم كم ستستمر .