ماذا ينتظر وكلاء طهران في اليمن بعهد ترمب...وهل سيكون هناك استهداف للقادة الحوثيين من المستويات العليا؟ كيف نجا البرنامج النووي الباكستاني من مخططات إسرائيل والهند ؟ السعودية تحدد أقصى مبلغ يسمح للمقيمين بتحويله إلى خارج السعودية وعقوبة بالترحيل الفوري مفاجآت صحية حول تأثير البرتقال على الكبد والكلى رئيس دائرة العلاقات الخارجية بمؤتمر مأرب الجامع في أول مهمة دولية تبدأ بالقاهره وتمر عبر الإتحاد الأوروبي مجلس الأمن يوجه دعوة عاجلة للحوثيين تفاصيل لقاء وزير الخارجية السعودي مع نظيره الأمريكي بخصوص مستجدات المنطقة مؤسسة توكل كرمان تطلق برنامج تدريبي يستفيد منه أكثر من عشرة آلاف شاب وتأهيلهم لسوق العمل وتمكينهم عبر الذكاء الاصطناعي مؤشر السلام العالمي.. اليمن الدولة الأقل سلاماً في المنطقة والكويت الأكثر سلمية توكل كرمان في مؤتمر دولي: الفضاء الرقمي منصة قوية للوحدة والمناصرة والتغيير العالمي
ظلت إيران، وعلى مدى سنوات طويلة، تتهرب من الإجابة عن أسئلة كثيرة تتصل بدورها في الأزمة المستعرة في اليمن خلال السنوات الماضية، خاصة لجهة تدخلها الواضح في مسار الأزمة في البلاد، والتعقيدات التي خلقتها بهذا التدخل، الذي أفضى إلى حرب شاملة أسفرت عن سقوط الآلاف من الأبرياء وتشريد الملايين. لكن الزيارة التي قام بها مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى العاصمة طهران مؤخراً، فضحت هذا الدور، الذي لا يخفى على عين أي مراقب حصيف، فقد كانت إيران، ولا تزال، واحدة من الدول التي ساعدت الحوثيين، وقدمت لهم الدعم من أجل الانقلاب على الدولة، والاستيلاء على السلطة بمؤسساتها المدنية والعسكرية قبل ثلاث سنوات، وما لحق ذلك من حرب ضروس.
كان التواجد الإيراني في اليمن واضحاً منذ ما قبل 2014، فقد أمدت طهران الحوثيين بما يكفي من المال والسلاح، ومساندة إعلامية كبيرة، لمواجهة الدولة، وإعلان العصيان عليها، بدليل الحروب الست التي خاضها الحوثيون ضد النظام، مستغلين الضعف والتردد اللذين ظهر بهما المخلوع علي عبدالله صالح، حيث كان بإمكان الجيش الذي أنفق على بنائه مليارات الدولارات من قوت الشعب، حسم معركة الدولة مع التمرد في منتصف عام 2004، عندما قاد زعيم الحوثيين الهالك حسين بدرالدين الحوثي أول تمرد ضد الدولة، لكن إدارة البلاد في الأزمات، التي كان يتبعها صالح أرادت استمرار الحرب ظناً منه أنه قادر على وقفها متى يريد، لكنه لم يكن يعلم أن بوابة مخططات إيران في المنطقة كانت تمر عبر اليمن، وبواسطة جماعة متمردة عرفت لاحقاً بجماعة «أنصار الله»، مع أن من ينصر الله لا يقتل، ولا يدمر، ولا يفجر منازل ودور عبادة، كما فعل، ويفعل الحوثيون.
الزيارة كشفت حجم الدور الذي تلعبه إيران في اليمن، ولم يستطع مساعد وزير خارجيتها حسين جابري أنصاري إخفاء حقيقة أن اليد الإيرانية حاضرة في اليمن، فقد بحث الجانبان، وفقاً لأنصاري، ما أسماها «الأطر المقترحة من جانب إيران، والأسس التي ينبغي اتباعها في سياق حل سياسي للأزمة اليمنية»، وأن هناك تفاهماً كلياً بين إيران والمنظمة الدولية حول الأزمة في اليمن وطريقة معالجتها، واعتبر أن الزيارة «تمهد الأرضية لإنجاح الجهود الدولية، وأخذ جميع الجوانب في الاعتبار».
من السهل أن تكذب لفترة، لكن طهران، وفي ما يخص الشأن اليمني، لم تستطع أن تخفي كذبها إلى ما لانهاية، وإذا لم يكن لطهران أي دور في اليمن، فلماذا يذهب ولد الشيخ إليها ليناقش حلول الأزمة معها؟
من الواضح أن الأمم المتحدة تدرك أن كلمة السر في حل أزمة اليمن في يد الحوثيين، وكلمة سر قبول الحوثيين لأي حل يكمن في طهران، وليس في مكان آخر، فلطالما تفاخرت قيادات في الحرس الثوري الإيراني، بأن صنعاء صارت العاصمة العربية الرابعة التي تدين بالولاء لها، فهل يعد السؤال عن دور طهران في اليمن بعد هذا كله مستغرباً؟