قراءة في خطاب فخامة الرئيس هادي في الأمم المتحدة.
بقلم/ د. عبده سعيد مغلس
نشر منذ: 7 سنوات و شهر و 21 يوماً
الأحد 24 سبتمبر-أيلول 2017 02:05 م
   

كعادة فخامة الرئيس هادي أتت كلمته في الأمم المتحدة ترسم مسارات القادم موضحة حقيقة ما جرى ويجري في اليمن مبيناً حقيقة الإنقلاب ومشروعه وداعميه وتداعياته وأهدافه على الوطن والمنطقة والعالم ، وحددت مفهوم السلام الدائم وشروطه ومرجعياته، وأوضحت مآسي الوطن بسبب الإنقلاب وتبعاته في كل مناحي الحياة، وغياب دور الأمم المتحدة في تحميل المسؤولية للأطراف الرافضة للسلام والمعرقلة له وكذلك دور المانحين ووضع الجميع في صورة الحدث من الداخل ليدركوا الأسباب التي تقف وراء رفض الإنقلابيين لكل دعوات السلام الحقيقية في اليمن ، وشكر دور دول التحالف العربي الداعم لليمن بقيادة المملكة العربية السعودية وبمتابعة الخطاب نجد أنه طرح معالم للطريق سواء للسلام والتنمية والإستقرار وأوضح حقائق الوضع وصورة الحدث من الداخل وما قدمته الشرعية لتحقيق السلام ويمكن إيجاز قراءة الخطاب بما يلي:

1- الأمم المتحدة كممثلة للمجتمع الدولي وشرعيته ودورها في اليمن.

أوضح فخامته الرسالة السامية التي تضطلع بها منظمة الأمم المتحدة وجهودها في تثبيت دعائم الأمن والاستقرار الدوليين وفي اليمن وتقدم بالشكر للأمين العام للأمم المتحدة ولمبعوثه الخاص إلى اليمن السيد اسماعيل ولد شيخ احمد.

كما أوضح دور الأمم المتحدة في رعاياتها الكاملة وغير المسبوقة للحلول المتوافق عليها في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومؤتمر الحوار الوطني و مسارها السياسي حيث توج هذا الدور بزيارة كريمة لصنعاء من السيد الأمين العام السابق للأمم المتحدة وعقد اجتماع استثنائي لمجلس الأمن في اليمن.

وطالب المجتمع الدولي القيام بواجباته في محاسبة المعرقلين للسلام وتنفيذ القرار الدولي 2216 .

ودعا الأمم المتحدة ومعها المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسئوليتها في اليمن من خلال ممارسة الضغط الفاعل على الإنقلابيين لتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي وتقديم التنازلات الحقيقية حتى يجنب اليمن إراقة مزيدا من الدماء والدمار و العمل على السماح بوصول المساعدات الإنسانية لكل اليمنيين في مناطق سيطرتها.

2- الحرب المفروضة.

تحدث فخامته عن الحرب في اليمن في عامها الثالث وأنها ليست خيار الشرعية والشعب اليمني وأنها فرضت على شعبنا من قبل تحالف الحوثي صالح بعد أن انقلب على الحلول المتوافق عليها في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومؤتمر الحوار الوطني ، وصادر المسار السياسي الذي تم تحت رعاية كاملة وغير مسبوقة من الأمم المتحدة. 3- حقيقة وجوهر المشكلة في اليمن وبأنها ليست خلاف سياسي يحله الحوار. حيث أوضح فخامته نقطة في غاية الأهمية، وهي أن جوهر المشكلة في اليمن ليست خلافا سياسيا يمكن إدارته عبر طاولات الحوار السياسي فقط، بالرغم من جهودنا وتنازلاتنا الكبيرة التي بذلناها في هذا الصدد، إنه حتى ليس انقلابا بالمعنى المتعارف عليه للانقلابات التي تحدث في الدول، بل يتعدى ذلك إلى خلاف حول الخلفيات الإعتقادية والفلسفية ومنظومة القيم المشتركة. فنحن في الحقيقة نواجه جماعة دينية سلالية متطرفة تعتقد أن الله منحها أفضلية عرقية وأعطاها حقا إلهياً في الحكم ، تتحالف مع مجموعة انتقامية تسعى فقط للانتقام من الشعب اليمني. 4- حقيقة الإنقلاب ومشروعه وتداعياته وأهدافه على الوطن والمنطقة والعالم وداعميه.

1- حقيقة الإنقلاب. حيث أوضح فخامته جملة من النقاط الهامة التي شكلها التحالف الإنقلابي الآثم نجملها بما يلي:

انقلب على الحلول المتوافق عليها في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومؤتمر الحوار الوطني. صادر المسار السياسي الذي تم تحت رعاية كاملة وغير مسبوقة من الأمم المتحدة. انقلب على الإجماع الوطني الذي مثلته مخرجات مؤتمر الحوار الذي تم بين كل الأطياف اليمنية في سابقة فريدة في المنطقة.

استغلوا نفوذهم داخل الجيش والأمن في الانقلاب على الشرعية اليمنية المنتخبة ، وهاجموا بالقوة المسلحة مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية والمدنية واجتاحوا المدن اليمنية ووضعوا الدولة كلها رهن الاعتقال بالقوة القاهرة . إنقلاب الحوثي وصالح تجاوز الصورة النمطية للانقلابات العسكرية التي تحافظ على الدولة والمؤسسات إلى حالة اجتثاث كاملة تمارسها هذه الميليشيات لكل مؤسسات الدولة. مثل الإنقلاب جماعة دينية سلالية متطرفة تعتقد أن الله منحها أفضلية عرقية وأعطاها حقا إلهياً في الحكم ، تتحالف مع مجموعة انتقامية تسعى فقط للانتقام من الشعب اليمني الذي لفظها متنكرة لكل القيم الإنسانية والسياسية المشتركة.

2- مشروع الإنقلاب وتداعياته. مشروعهم عبارة عن حالة اجتثاث كاملة تمارسها هذه الميليشيات لكل مؤسسات الدولة. فمؤسسة الجيش والأمن استبدلت بما يسمى اللجان الشعبية والميليشيات. والوظيفة العامة صودرت لصالح فئة معينة من ذات العرق والسلالة.

والمؤسسات الاقتصادية والمالية والإيرادية استنزفت بالكامل ونهبت حتى توقفت عمليات صرف رواتب الموظفين منذ ما يقارب العام الكامل.

واختفى القطاع الخاص لتنشأ طبقة جديدة من التجار ورؤوس الأموال والمتنفذين على حساب الاقتصاد الوطني. تم الاعتداء على المناهج التعليمية واستبدلت بمناهج عنصرية متطرفة تؤسس لثقافة الصراع والعنف المذهبي والطائفي والديني.

الإنتقام من الشعب اليمني عبر المآسي الإنسانية وجرائم الحرب التي مارسوها ضد الشعب.

3- أهداف الإنقلاب على الوطن والمنطقة والعالم. زعزعة استقرار المنطقة. منع الانتقال السياسي السلمي للسلطة في اليمن.

وجود مليشيات تابعة لإيران في السلطة في اليمن لتكون ذراعها ولتبقى عامل تهديد وإقلاق للجيران والعالم اجمع. تهديد الأمن والسلم الدوليين والملاحة الدولية وذهب بها جنونها لاستهداف قبلة المسلمين وأطهر البقاع وتهديد الأشقاء في دولة الإمارات باستخدام صواريخ بعيدة المدى لضرب مدنهم .

5- مقاومة عدوان الإنقلاب .

أوضح فخامته بأنه أمام هذا الصلف المتعجرف وقف الشعب اليمني بكافة أطيافه السياسية والحزبية والاجتماعية وقاوم سياسات فرض الأمر الواقع بعد أن استنفذنا كل الوسائل السياسية السلمية لردهم عن طريق العنف والإرهاب الذي اختاروا السير فيه تنفيذا لأجندة ايران التوسعية في المنطقة، الأمر الذي دفعنا باسم شعبنا اليمني لطلب المدد من الأشقاء الكرام في دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة الذين استجابوا لنداءانا ووقفوا معنا في محنتنا هذه.

6- السلام المستدام.

أكد فخامته مجدداً الإستعداد لوقف الحرب والتوصل إلى سلام، وأضاف نحن لسنا دعاة حرب وانتقام، بل دعاة سلام ووئام , وإني شخصيا كنت وسأظل أمد يدي للسلام المستدام ، لأننا نشعر بمسؤوليتينا الكاملة عن كل أبناء شعبنا اليمني الصابر، ونؤكد بأننا ما نزال حريصين كل الحرص على السلام على أساس المرجعيات الثلاث وعلى المجتمع الدولي القيام بواجباته في محاسبة المعرقلين للسلام وتنفيذ القرار الدولي 2216 . كما قام فخامته بنقل حقيقة الصورة من الداخل ليعرف الجميع الأسباب التي تقف وراء رفض الإنقلابيين لكل دعوات السلام الحقيقية في اليمن من جنيف إلى الكويت إلى المبادرة الأخيرة فيما يخص ميناء الحديدة التي تقدم بها مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن والتي أعلنا من جانبنا موقفا إيجابيا تجاهها واستعدادنا للانخراط الفوري للتفاوض حولها فيما رفضها الطرف الانقلابي كليا، بل وبلغ رفضها حد استهداف حياة المبعوث الدولي وراحت تلك المليشيات الانقلابية تهدد الأمن والسلم الدوليين والملاحة الدولية وذهب بها جنونها لاستهداف قبلة المسلمين وأطهر البقاع وتهديد الأشقاء في دولة الإمارات باستخدام صواريخ بعيدة المدى لضرب مدنهم . كما أوضح فخامته أن السلام المستدام الذي هو العنوان الذي تنعقد تحته هذه الدورة يلخص بصورة دقيقة ما ظللنا في قيادة الشرعية نبحث عنه ، و يمثل بصورة مكثفة هدفنا الحقيقي في قيادة الشرعية ، وهو ذاته ما ظللنا نكرره ونحن نخوض مشاورات السلام في جنيف وبييل في سويسرا في المشاورات الأولى والثانية ثم في مشاورات الكويت ، الا وهو " السلام المستدام ". وحدد فخامته مفهومه للسلام المستدام بأنه ذلك السلام العادل والمتين غير القابل للانتكاس والذي يؤسس للدولة الحقيقية الضامنة لكل أبناء الشعب اليمني ويمنع دورات العنف القادمة، ذلك السلام الذي يمنح الدولة وحدها حق احتكار القوة ويمنع وجود ميليشيات تحتفظ بسلاح الدولة وتستقوي به على الدولة والمجتمع. إنه السلام القائم على المرجعيات التي توافق عليها أبناء شعبنا ودعمها الإقليم والعالم.

وأكد فخامته وبسبب الدور الذي تلعبه إيران في دعم مليشيا الإنقلاب فإن السلام المستدام لا يمكن أن يحصل مالم تتوقف هذه الدولة عن التدخل في شئون المنطقة وخلق بؤر التوتر وافتعال الصراعات وتغذية النزاعات الطائفية وتأجيج مشاعر الكراهية وانتهاج أساليب الفوضى والعنف.

7- المأساة الإنسانية التي تعيشها اليمن بسبب الإنقلاب.

حيث تقدم فخامته بالشكر المستحق للأشقاء في المملكة العربية السعودية صاحبة الدور الريادي في التخفيف من المأساة الإنسانية عبر ما تقدمه من دعم مستمر يقوم به مركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية، وكذا المؤسسات الإنسانية لدول التحالف العربي والدول المانحة والمنظمات التابعة للأمم المتحدة على الجهود الإنسانية التي بذلت في اليمن في مواجهة وباء الكوليرا والتي تسببت بتراجع المرض.

كما أكد فخامته على أن الوضع مازال بحاجة إلى الدعم والمساعدة نظرا لمستويات الفقر وانعدام الأمن الغذائي خاصة في المناطق الواقعة تحت الحصار والحرب مثل مدينة تعز المحاصرة أو في المحافظات الواقعة تحت سيطرة الإنقلابيين. وأوضح فخامته أسباب هذه المأساة الإنسانية بأنها نتيجة توقف صرف مرتبات الموظفين ونهب الأموال وموارد الجمارك والضرائب والصناعة ونهب احتياطات البنك المركزي.

وأمام هذا الوضع الكارثي دعا فخامته الأمم المتحدة ومعها المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسئوليتها في اليمن من خلال ممارسة الضغط الفاعل على الإنقلابيين لتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي وتقديم التنازلات الحقيقية حتى يجنب اليمن إراقة مزيدا من الدماء والدمار و العمل على السماح بوصول المساعدات الإنسانية لكل اليمنيين في مناطق سيطرتهم.

كما أعلن فخامته عن استعداد الحكومة اليمنية لتقديم كل التسهيلات اللازمة لإيصال المساعدات الإنسانية لكل المناطق اليمنية من صعدة إلى المهرة و في مقدمتها المناطق الخاضعة لسيطرة الإنقلابيين.

8- روح المسؤولية. عبر فخامته عن روح المسؤولية لديه بصفته رئيسا شرعيا للدولة بقوله نحن مسؤولون أمام الله اولاً وأمام شعبنا والعالم على كل أبناء الشعب اليمني بمختلف مناطقهم و انتماءاتهم و لا نريد الا الحفاظ على حياة كل يمني ودم كل يمني بما فيهم من يطلق الرصاص و القذائف تجاهنا و تجاه أبناء شعبه ، ولا أريد كرئيس شرعي منتخب الا الحفاظ على الأرواح و وقف نزيف الدماء اليمنية الغالية ، فدم الإنسان على الإنسان حرام ، و دم اليمني على اليمني حرام حرام حرام .

9- دور الحكومة اليمنية في مواجهة التحديات التي فرضتها الحرب. تحدث فخامته عن دور الحكومة اليمنية بقوله تعمل حكومة اليمن اليوم على مواجهة التحديات التي فرضتها الحرب اقتصاديا وأمنيا وخدماتيا وما خلفته من دمار شامل في كل مناحي الحياة وبإمكانيات محدودة وظروف بالغة التعقيد.

كما طالب فخامته المجتمع الدولي دعم الحكومة لتثبيت الأمن والاستقراروالانتقال من مرحلة الإغاثة الإنسانية إلى إعادة الإعمار والتعافي الاقتصادي بقوله واليمن اليوم بحاجة إلى الكثير من الجهود في دعم جهود الحكومة لتثبيت الأمن والاستقرار ، وتفعيل الخدمات في المناطق المحررة والسيطرة على الوضع الاقتصادي المرهق والاختلالات الأمنية ، وجهود مكافحة الإرهاب ، ونحن ندعو الأصدقاء والدول المانحة والمنظمات الدولية إلى تقديم الدعم العاجل لليمن والإيفاء بتعهداتها التي أعلنتها في مؤتمر جنيف للمانحين في أبريل 2017 لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن للعام 2017 والذي قارب على الانتهاء دون أن تبلغ نسبة الإيفاء بالتعهدات نصفها ، كما أدعو الإخوة الأصدقاء في مجموعة أصدقاء اليمن إلى إعادة تفعيل عمل المجموعة الذي توقف نتيجة انقلاب الحوثي- صالح ، والمساهمة في إنقاذ اليمن من هذه الحالة الكارثية والانتقال من مرحلة الإغاثة الإنسانية إلى إعادة الإعمار والتعافي الاقتصادي .

10- جهود مكافحة الإرهاب. وفي جهود مكافحة الإرهاب أوضح فخامته جهود الحكومة اليمنية بقوله إن الجمهورية اليمنية تدعم وبصورة فاعلة وصادقة جهود مكافحة الإرهاب خاصة وأن بلادنا قد عانت من الإرهاب طويلا ، فنحن نرفض كافة أشكال الإرهاب، بقدر ما نتشبث بقيمنا الإسلامية السمحة التي تنبذ العنف و التطرف و الغلو، و تدعو إلى التسامح والإخاء والتعايش ، ونضع أيدينا في يد المجتمع الدولي لرفع مستوى التنسيق الكامل ولمزيد من التعاون الأمني والثقافي والمعلوماتي لكسر شوكة الإرهاب وهزيمته .

11- بناء اليمن الجديد. أكد فخامته بأن عملية بناء اليمن الجديد ماضية ومستمرة بعزم وثبات وذلك بقوله إننا ماضون بعزم لا يلين وثبات لا يخالطه شك وبكل ما نستطيع ومعنا أبناء شعبنا الصابر وأشقاءنا الأماجد وكل الشرفاء في العالم لتخليص الشعب اليمني من تلك المآسي التي تسببت بها المليشيات الانقلابية، وسنحقق بعون الله أمال شعبنا في بلد آمن ومستقر ، في دولة اتحادية مدنية تستند على العدل والمساواة ومبادئ الحكم الرشيد، سنعيد بناء اليمن الجديد الذي يضم كل أبناءه ويكون لكل أبناءه دون إقصاء ولا استحواذ، اليمن الذي يكون مصدر أمن واستقرار لأهله ولجيرانه ومحيطه والعالم.

12- الدور الإيراني في اليمن والمنطقة.

أوضح فخامته هذا الدور المدمر الذي يستهدف اليمن والمنطقة من خلال دعم ايران لمليشيا الإنقلاب حيث بين الحقائق التالية. تتلقى تلك الميليشيات الدعم الكامل سياسيا وعسكريا بالمال والسلاح من قبل إيران ، الدولة التي دأبت على زعزعة استقرار المنطقة عبر دعم مجموعات منفلتة وإرهابية . و وصل بهم الأمر لتزويد تلك المليشيات الانقلابية بصواريخ طويلة المدى و يظهر مخططهم جلياً بدعم تللك المليشيات لتبقى عامل تهديد وإقلاق للجيران والعالم اجمع. ايران تعرقل كل الإجراءات التي نقوم بها من خلال كثير من الأعمال والتدخلات وقامت بعرقلة الانتقال السياسي السلمي للسلطة في اليمن في اطار المبادرة الخليجية والقرارات الدولية. تم القبض على عدة سفن محملة بالأسلحة المختلفة.

القبض على مدربين يتبعون الحرس الثوري الإيراني و أخرون يتبعون حزب الله. السلام المستدام لا يمكن أن يحصل مالم تتوقف هذه الدولة عن التدخل في شئون المنطقة وخلق بؤر التوتر وافتعال الصراعات وتغذية النزاعات الطائفية وتأجيج مشاعر الكراهية وانتهاج أساليب الفوضى والعنف، والعالم اليوم مطالب بكبح جماح تلك الأطماع التوسعية غير المشروعة لإيران في المنطقة.

13- الدور القومي والإسلامي. وفي ضل الوضع الذي يعيشه اليمن لم ينسى فخامته دور اليمن القومي والإسلامي فعن دور اليمن القومي ومأساة فلسطين تحدث فخامته حيث قال(ما يزال الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وسياسات الاستيطان يشكل أهم أسباب بؤر التوتر في المنطقة، ولذا فإن شعوب المنطقة تتطلع منكم لحل عادل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وإنهاء الاحتلال وإيقاف الاستيطان وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني).

وأما عن دور اليمن الإسلامي فتحدث عن مأساة مسلمي ماينمار بقوله(إن الجمهورية اليمنية تدين ما يتعرض له المسلمون من أبناء قومية الروهينجيا في ميانمار من حرب إبادة جماعية عرقية وممارسة السلطات البورمية إرهاب الدولة ضد مواطنيها، وتدعو المجتمع الدولي إلى القيام بمسئولياته وعدم السماح بتلك الأعمال المتوحشة التي كنا نظن أن عالمنا المعاصر قد تخلص منها إلى الأبد).

14- أعياد سبتمبر الثورة ومحاولة إنقلاب الإمامة. 

تحدث فخامته عن ثورة سبتمبر ومناسبة عيد الثورة بقوله ولا يفوتني هنا أن أتوجه بخالص التهنئة لكافة أبناء شعبنا اليمني العظيم وكل الشعوب المحبة للحرية بمناسبة العيد الخامس والخمسين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المباركة التي تمر علينا خلال الأيام القادمة هذه الثورة الجبارة التي اجتثت واحداً من أعتى النظم الاستبدادية وأشدها عنصرية وظلماً وتخلفا ذلك هو نظام الإمامة الذي كان قائماً في شمال اليمن والذي أطاح به الأحرار وأقاموا النظام الجمهوري في عام 1962م .

وأوضح فخامته محاولة عودة نظام الإمامة المتخلف بالحوثيين ومشروعهم بقوله (وإننا وإذ نحيي ذكرى هذه الثورة الخالدة لنشعر بالأسى ونحن نرى امتدادات ذلك النظام العنصري السلالي المتخلف وقد عادت من جديد عبر الحركة الحوثية وحلفاؤها لتحاول فرض ذلك النظام من جديد وبصورة أشد عنفاً وإرهاباً ففي خلال السنوات الثلاث الماضية التي سيطر فيها الحوثيون على صنعاء تم قتل وجرح عشرات الآلاف واعتقال الآلاف وإغلاق كل الصحف وحظر وسائل التواصل الاجتماعي وإصدار أحكام بالحبس والإعدام لعشرات الصحفيين وغير ذلك من كل مظاهر الاستبداد والانتقام والاضطهاد وليس ذلك بغريب على هذه المجموعة العنصرية المريضة التي جاءت من خارج القيم الإنسانية السوية) تلك مجمل المواقف التي أراد فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي تقديمها للعالم والشعب اليمني من على منبر الأمم المتحدة عن حقيقة الأحداث التي تجري في اليمن في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي ختمه بتحية ثورتي اليمن 26 سبتمبر و14 أكتوبر وعيد الجلاء بقوله (فتحية لشعبنا اليمني العظيم بمناسبة أعياد ثوراته الخالدة 26 سبتمبر و 14 أكتوبر واليوبيل الذهبي للجلاء ال30 من نوفمبر العظيم).