معذرةً شائع أسير الكلمة المخضرم
بقلم/ علي العقيلي
نشر منذ: 11 سنة و 5 أشهر و 22 يوماً
الثلاثاء 28 مايو 2013 05:02 م

كم اعتصرني الألم عندما قرأت نص رسالة سطرتها أنامل صحفي من داخل زنزانة انفرادية . . كم هو ظلم كبير يجمع الصحفي بالزنزانة والمجرم بالمكتب .

السجون ..الزنازين ..السلاسل ..أسماء لإماكن محرّمة دولياً على الصحفيين الإقامة بها ، ولكن من يحميهم من دخولها بعد أن عُطّلت كل القوانين والمواثيق الدولية .

فمعذرة شائع أسير الكلمة ..إن كنت تقبع خلف القضبان الفولاذية بين الجدران الصامتة بسبب ما كشفت الغطاء عنه بقلمك الحر الشجاع ، فربما السجن أحب إليك مما يدعون إليه .

معذرة شائع أيها البريء ..إن كان السجن مقام من سلاحه القلم وناره قول الحق ، والمؤسسات الحكومية والإدارات مقام من سلاحه البارود وناره الرصاص ، فنحن هنا تحكمنا شريعة الغاب .

معذرة شائع أيها المواطن ..إن عجز النظام الحاكم عن إطلاق سراحك أو تساعد في بقاء أسرك ، فلا يزال أمرك بيد ولي أمره حتى يبلغ الرشد أو يبقى كسلفه .

معذرة شائع أيها اليمني ..إن لم ترى بأم عينك حشود الشعب اليمني الثائر ترفعك عالياً على الأكتاف والرؤوس انتصاراً لإرادتها الشعبية السلمية التي أصرّت على الإفراج عنك .

معذرة شائع أيها الصحفي الحر ..إن لم تشاهد اعتصام زملاء المهنة من أجلك ، وتقرأ كتاباتهم المدافعة عنك ، وتضامنهم معك ، فلقد تعددت الأحداث على الساحة اليمنية وتجددت ، فربما انشغلت العقول لمواكبتها وازدحمت الأقلام للكتابة عنها ، وتشتت الأفكار بين الكتابة مع عامر لوطنه ، وضد ضارب بعرض جداره .

معذرة شائع أيها الثائر ..إن سألت عن الثورة أين هي لم تصل ألي ؟! ولم تسمع هتافات شباب الثورة الشعبية السلمية تزلزل عالياً في مسيرات وتظاهرات مطالبة بالإفراج عنك واسترجاع كافة حقوقك ، فالثورة لا زالت مستمرة وهي في طريقها إليك .

معذرة شائع أيها المناضل .. إن استمر اعتقالك في زمن الثورة ، فالمرحلة مرحلة وفاق وانتقال ، وأنت أيها المناضل سبب في إنجاحها ببقائك في معتقلك كما يتوهمون ، وأمثالك الكثير من أسرى الثورة ، فأنتم مناضلون بسجونكم ، كما أنهم مناضلون من أجل الثورة بحوارهم ..!!.

ألا يكفيك أيها الصحفي الشجاع أن أوامر اعتقالك موجهة من البيت الأبيض ؟؟.

ألا يكفيك أيها الصحفي المخضرم أن تعيش السجن بزمنين ،

زمن ما قبل الثورة وزمن ما بعدها ؟!.

ألا يكفيك فخراً أيها الصحفي الصادع أن سبب اعتقالك قول الحق عندما صدعت به، عندما أبيت أن تسخّر قلمك في خدمة الطغاة البشر ؟؟.

فمهما آلمنا اعتقالك وكتبنا عن فيض مشاعرنا الصادقة تجاهك لا يفي بصمتنا لحظة واحدة إزاء اعتقالك ساعة .

فبقائك بمعتقلك إساءة بحق الثورة وعيب أسود على وجوه زملاء المهنة . . وأخيراً أنت شوكة الميزان لثورتنا المباركة فبسراحك تنتصر.