نناشدكم أن تنقذونا يا تنظيم القاعدة
بقلم/ توفيق الخليدي
نشر منذ: 12 سنة و 5 أشهر و 3 أيام
الإثنين 28 مايو 2012 06:05 م
تعلمون أن الشعب اليمني تربطه بالسعودية علاقات تأريخية ممتد عبر عشرات السنين يصعب تجاوزها ؛ خاصة في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية, فهناك روابط حميمة بين أسر يمنية وأخرى سعودية بل ويرتبط البعض منها بعلاقة نسب وصهر , كما أن العديد من أصحاب رؤوس الأموال اليمنيين يستثمرون أموالهم في السعودية إضافة إلى عدد هائل من المغتربين العاملين هناك وبالتالي تقتات ملايين الأسر اليمنية من عرق جبينهم, كما أنني أعرف أسراً يمنية لديها مرضى يحتاجون إلى العلاج في الخارج ولديهم أقارب في السعودية يودون علاجهم فيها ولم يستطيعوا إنهاء إجراءات سفرهم بسبب إغلاق السفارة السعودية في صنعاء , إضافة إلى توقف مئات المعاملات والإجراءات المتعلقة بالعمرة وغيرها من المعاملات الأخرى المرتبطة بمصالح الناس , بالإضافة إلى تضرر مصالح الكثير من اليمنيين البسطاء من المقيمين في السعودية وقد ينحرم كثيرين من أداء فريضة الحج هذا العام.

وهنا أتساءل هل يرضيكم أن نتضرر جميعاً من خطفكم نائب القنصل السعودي في عدن؟ ألم يكن لديكم خيار آخر لا يضر بمصالح الملايين وهل يرضيكم أن نتضرر جميعاً لأجل مجموعة من عضوات تنظيمكم المرتبطات بقضايا لا علاقة لهذا الشعب المثقل بالهموم بها وبأفكارها ؟ وهل فكرتم قبل أن تقبلوا على فعلتكم هذه بما قد يترتب عليه هذا الأمر؟ ألا يكفينا ما نحن فيه من تدهور في الأوضاع وتردٍ للخدمات؟ ألا يكفينا ما عشناه طيلة السنوات الماضية في ظل فساد عاث في هذا الوطن الحزين فأورده المهالك ؟ هل من الدين أن يتضرر العامة بسبب الخاصة وهل تقدمون مصالحكم الخاصة على مصالح العامة ؟ أليس من قواعد الإسلام ألا ضرر ولا ضرار؟!

إننا كشعب أثقلت كاهله المصائب وأدمته الجراح نناشدكم بالله العظيم أن تنفذونا وأن تفرجوا عن مصالحنا بالإفراج عن نائب القنصل السعودي ففي تصرفكم هذا تضررنا كثيراً وأضفتم إلينا مزيداً من الضغوط والمعاناة , إننا نعيش في وضع مأساوي الكل ينهشنا من خلاله, فقدنا الكثير من الأرواح اليمنية البريئة وخسرنا كثيراً من المصالح والأموال فنسألكم بالله ألا تسهموا في إرهاقنا أكثر من ذلك فنحن مسلمون وإن كان لكم من حرب على أحد فلا تجروا الجميع للدخول في هذه الحرب فنحن شعب طيب لا يستحق كل هذا العناء والألم, والمصلحة العامة مقدمة على الخاصة , إننا نعيش في وطن مجروح ولا يكاد جرحه يندمل حتى يطعن من جديد والجميع يقول أنه حريص علينا وعلى إرساء دعائم الخير والعدالة والشريعة , فهل ستراعون ما نحن فيه من وضع مؤلم وتفرجون عنه -رفقاً بهذا الشعب المنهك- أم أنكم ستصرون على موقفكم دون اعتبار لتأثر ملايين المسلمين أو مراعاة لما قد يترتب عليه من ضرر مضاعف ؟!

تغريدة..

عند المحن والشدائد لابد من إلزام العواطف بنظرات العقول ، وتغليب المصالح العامة على المصالح الخاصة