كل عام وأنت بخير يا فخامة الرئيس
بقلم/ الحاج معروف الوصابي
نشر منذ: 17 سنة و 3 أشهر و 14 يوماً
الأربعاء 18 يوليو-تموز 2007 01:02 ص

مأرب برس - خاص

فخامة الرئيس /علي عبد الله صالح      الأكرم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

كل عام وانتم بخير وعافية ..

اسمحوا لي أنا الآخر بمناسبة ال17 من يوليو أن أهنئكم شخصيا بهذه المناسبة ، على غرار قوافل المهنئين، غير أني لست من مصافهم في المسؤولية ، أو الرتبة أو أي حجم من نوع آخر ، إنما أنا مواطن عادي مغمور لا يتجاوز صوتي حدود العشيرة ، ذو طمرين كما عامة الشعب ، مدفوع في أبواب المسئولين، لا يؤبه لي أو يؤسف ،احتاج في اغلب الأحيان إلى درجة من الوساطة تبلغ حاجتي إلى عاقل القرية فضلا عن شيخنا عليه السلام .

فهل تبلغ تهنئتي إليك ، أو يجوز لي أن ابعثها كسابقة فريدة وأنا بهذه الصورة من الحال ، ودرجتي لا تزيد عن مواطن عادي ..

ليس عندي شك انك قد تقراها إن بلغتك وقد لا تتبرم فمن سجاياك كما بلغنا البساطة والعفوية ، فان كان الذي احلم فهاك التهنئة مجردة من الزخارف كتجردي من الرتب ولين الحال..

وهي عندي مجملة في آلاتي

1- نحبكم كشعب ولا نحمل عليكم في قلوبنا ضغينة ونقر لكم بكل خطوة ايجابية تحققت في ظلكم لشعبنا وندعو لكم بالخير والتوفيق والسداد ،لكنا ببساطتنا وعفويتنا لا نختزل الأحداث الايجابية ونقاط التحول في شخصكم فقط ، فهناك آخرون أشخاص أو هيئات لهم في قلوبنا حس ونقش نحمل لهم كما لكم عميق الامتنان والثناء والذكر الحسن عبر مسيرة ممتدة من الحوادث والأحداث .

2 - إن مثل هذه المناسبات في مسيرة الأشخاص والجماعات والأمم تعد هامة وبمثابة وقفة للمراجعة والتقييم، من اجل تصحيح بعض الأخطاء وتسوية النتوءات بقصد تحقيق أعلى درجة للمستهدف من النمو والإنجاز ، وبدون شك فهناك أخطاء بالجملة وذات حجم البعض منها بحجم البعوضة والآخر بحجم الفيل تتراص وتتزاحم توشك إن أهملت وتركت على ما هي عليه أن تأتي على كل نقطة ضوء سطعت وكل ما سبق من شواهد ايجابية ، سببها الأول والأخير المصلحي الفاسد النافذ والسوء الملبد من البطانة .

هل أتاك خبر التاريخ النضالي لحركة فتح ؟وكيف أتى عليه أبناء أو سلو ، لتتحول فتح في وعي الكثيرين إلى تجربة من السوء والعمالة والتآمر ،رغم المواقف العظيمة في مسيرة فتح المناضلة ،إلا أن النموذج السيئ في مشاهدها الحالية هو من سيطر واحتكر بمفرده اللحظة والوعي ..

3—إن شعبنا اليمني اليوم بفعل معطيات العصر وبيئة العولمة والأحداث المتلاحقة والمتكررة قد ارتقى في فهمه ووعيه وتفسيره بصورة تجاوزت بكثير النخبة اللصيقة والمساعدة والمتممة للسلطة .

ففلاح عادي من وراء الفضائيات والمذياع ، وشاب بين العشرين أصبحا يفوقا البركاني والراعي والبورجي في كثير من القضايا والمسائل ويفطنا تماما لمضمون الاسطوانة التي وان تجددت فهي بذات الروح والمضمون ، ومن ثم فان الثقة تزول مع حصول هذه الفجوة ..

إن واقعا معقدا ويزيد في ذلك بصورة حادة ومتشابكة لا ينفع معه أنموذج الثمانينات تكتيكا وخطاب ،ولا حتى إعادة إنتاج اللوزي بمودرن العولمة ،فالخروج من الجاهزية لا يلحقه إلا الصدأ .

وان معضلات تقترب من الحادة ، وأخرى تترا لتسد الأفق لا سبيل إليها إلا بوقفة مع البرامكة الجدد أولا ثم منهجية وخطاب تقترب من العلمية وتحديات المرحلة والمستقبل ..

3- إن ألازمة الاقتصادية هي اليوم أولا ثم تلك التي تقترب من الهوية أكانت في أنموذج الحوثية أو تاج ،ثم تأتي الباقيات كلها افرازات لواقع سياسي مختنق وملبد زادته المسكنات كدرا وضيقا وشبه أوجاع مزمنة ..

ليس من الذوق تعكير هذه المناسبة الجميلة بذكر مثل هذه الأمور، إنما بقصد أن تستوي التجربة فتؤتي ثمارا ناضجة ومكتملة كلها خيرا بأذن ربها ..

لكنا يا فخامة الرئيس رغم ما بنا من أسقام وضنك في العيش وتبرم من جهاز الفساد الممأسس ، نحمل لك تقديرا ومنزلة في القلوب ،نفاخر بك إن دعينا في مواجهة أقرانك في قضايا عدة .

يكفينا فطرتك ومروءتك في القضايا الخارجية ووعيك بالأحداث العامة ،رغم أن تراجعا حصل في الآونة الأخيرة نحسب أن البرامكة الجدد محله الأول ،ونتوجس من فصيل في الداخل قد تبلور تقوده العمية وسوء التقدير كما عصف بفتح الشقيقة ..

بارك الله فيك وأمد في عمرك ووهبنا برك ،ولا عدمنا فيك النجابة والحصافة وسعة الأفق ..

ونحن شعب ألين قلوبا وارق أفئدة زما منا الكلمة الطيبة والفعل الجميل .

والله يرعاك بفضله وتوفيقه

Wesabi111@gawab.com