حدثنا سعيد غباش قال :

حضرتُ كلَّ الأعراسِ والولائمْ في بني شيبة الشرقية والغربية، أضرب الطاسة أشغللها وأتمشقر بالمئةِ والمائتينْ والألفِ والألفينْ من عطاء القبائلْ وأرباب الأعراس والولائمْ حيث العزائم ْ والكرم الشيباني الحاتمي وهم اهل العزائمْ وأرباب المخابيز والمطاعمْ،وضربتُ الطاسة خارج إقليم بني شيبة بشطريها الشرقي والغربي، واستقبلني الناس بالمشاقر، الألف ينطح الألف كأحسن مطوِّس ضرب الطاسة واحيا اعراس بني شيبة كلها وأعراس "المقارمة" من سكان قرية "الشاصة" حتى ذاع صيتي وعمَّتْ شهرتي ووصلتْ الى المسَّاحينْ وزيقة اليمن والشامْ وجاوزتْ حدود الآكامْ كمطوِّس من قرية "الرحبة" التابعة "لقحفة الشِّعبة"، وجاء الناسُ من كل حدبٍ وصوبٍ يطلبونني لضرب الطاسة وإحياء ولائم القرى في الشمايتين حتى حدود بني عمرْ بعد أنْ ذاع صيتي واشتهرْ وخلفتُ لضرب الطاسة من بعديْ وليَّ عهديْ أحمد سعيد غباشْ وعبده الكوز وعلي كدش والبوري والنعنعة واسماعيل العطاشْ ليقوموا بهذه المهمة على خير صورة مقنعة ليكونوا عمالقة ضرب الطاسة في المعمعة... تم تنهَّد سعيد غباشْ وعن يمينه زعيم الحزب الشيوعي من قحفة الشعبة سلاّم التلاحة وعن يساره سكرتير الحزب خالد بكداشْ قال :

سمعتُ خبراً أضاع عليَّ غمرة نشوتي بالمقارع خبراً أطار بحسي وعقلي كما اطارت بجمالها عقول الخلق الصفوانية فاطمة فارع... قال له سكرتير الحزب الشيوعي خالد بكداش ْ وما ذاك الخبر يا سعيد غباش ْ قال :

خبر موقع فاق كل المواقعْ وهزم اصحاب الرشاشات والمجنزرات والمدافعْ وهزم كل الأطوس والمرافعْ وحير بأسلوبه اصحاب المقارع وطير بعقول المتابعين والقراء والقارئات من مختلف الأحزابْ ومن الشيوخ والأطفال والشبابْ في الداخل والخارجْ، وسلب كل الأطياف ومن المستقلينْ واجتذب عقول المحللين الإستراتيجيينْ بأسلوب إعلامي حر وهئية ادارية مهنية حرة لا تتبع حيدر بجاش ولا قاسم الدره..،موقع جميلْ أسر اصحاب قرية الهزَيزْ وقرية الحبيلْ، حبيل الدُّجْر في شرق بني شيبة، كلهمْ للموقع مأسورونْ وكل سكان جمهورية "قحفة الجاب"- الجمهورية السوداء وجارتها "الرحبة" معذورونْ، انْ هم تركوا بعد اليوم المرافعْ لما رأوا من عظمة سيد المواقعْ وهو الأول بلا منازع والأفضل بلا منازع ولا يكابر في هذه المسألة الا سلطان عريمان وصهره سعيد فارع ومن اعداء الحقيقة الناصعة وخصوم الشمس الساطعة والكلمة الحرة الصادقة وممن شرب الدجل الكاذبْ وحبل بالحَمْل الكاذبْ بإعلام هو أقرب الى النفاق وقد حرَّم اللهُ الفسوق والمعاصي واجتراء الكذب على الشعبْ كما حرَّم سبحانه كل اساليب الفيد والسرقة والنهبْ... ثم تنهَّد سعيد غباش نهدةً أخرى وكأنه يريد انْ يقول شيئاً فلما رأى خالته صفية الحديبية عن طريق المصادفة القدرية في اللحظة القدرية تبسِّم وقالْ بلهجة تلكَ الأدغالْ :

 (واخالة صفية مارب برس شلَّ العقولْ) فالتفتتْ الحديبية السمراء وبيدها الدُّفْ، ذات الساقين والجبهة والأنفْ وقالتْ تسأله : (العقول ام العجول يا سعيد غباشْ؟ مابك مذهول وانتَ مشغلل الطاسة الأول في بني شيبة؟) قال لها سعيد غباش يشرح سبب ذهوله :

 (واخالة صفية موقع اسمه مارب برس يعرض الصور والأخبار ذهب بعقول الناس من شدة الأسلوب ويأتي بالأخبار صحيحة وليس بالمقلوبْ كما يفعل زعبور وشرشور وفرفور وثعلوبْ مع إثارة لطيفة تهيِّج المتابع والمشاهد ،لا تذهب بالأحشاء ولا تزهق الخفيفة، وتعشقه الآلاف وتحبه العشراتْ والمئاتْ، تكثر فيه الحسنات وتقل عنده السيئاتْ، يأتي بالأخبار والأفكار والأغاني والأشعار والمفكرين والمطوسين والمحضِّرين ْ والسُّود والقبائلْ بفكر إعلامي واضح لا يرقص على الحبائلْ... فلما سمعتْ صفية الحديبية كلام نسيبها سعيد غباشْ ارتبشتْ ثم رمت بالدُّف من يدها وقالتْ :

  نادوا مريم الحديبية ومريم القابة من قحفة الجابْ ونادوا السوائية ومسك النعنعة وهاجر مرة عريمانْ واتعوذوا من الشيطانْ، وليمتنا الليلة بدار الحاج خيشانْ بالفريداتْ ونحشد للوليمة بكيل وحاشد والعُصيماتْ،نغني بالزفة والحوطي والزبيرية والدانْ ونرقص حتى قريب الأذانْ نحتفل بموقعنا الأول الذي سابق عصره والأوانْ ونغني غناء مسبوك الأوزانْ لموقعنا الفتانْ ونادوالي فجهم الفنانْ وشمسان الفنان وسيف العَلّقة والمرشدي والقمندانْ...

قال الراوي :

رأيتُ صفية الحديبية وقد لبستْ الجديد وتزينتْ وتعطرتْ ووضعتْ المكعُس على خدها الأسمر المديدْ وأخذتْ ترقص وتمسك غانم الحديبي من يديه على انغام :

 (الا يا طير الأخضر واينْ بالقاكَ الليلة ** وسهرتنا باتكبر يا حبُّوب الليلة)

يتبع الحلقة القادمة

شاعر وناقد يمني

a.monim@gmail.com