قوى الصراع الجديدة بعد اسقاط صنعاء
بقلم/ أحمد الضحياني
نشر منذ: 9 سنوات و 11 شهراً و 5 أيام
السبت 06 ديسمبر-كانون الأول 2014 11:31 ص


أكتمل مخطط اسقاط صنعاء وتسليم مؤسسات الدولة الذي تصدره صالح وجماعة الحوثيين المسلحة وبدعم وزير دفاع هادي محمد ناصر احمد.. بظهور وتشكل القوة من ثلاثة كيانات متوازية: الحوثيون، الرئيس هادي ،علي صالح..
ولكل منهما اهداف ودوافع متشابكة ومتفاوته كلاهما اجتمعا وتخلصا من قوى الثورة .. تحاول اطراف دولية واقليمية التنسيق بين هذه القوى وادارتها لاعادة ترتيب الوضع في اليمن بما يكفل عدم الانهيار الكامل لما تتبقى من دولة.
لكن الوضع الذي ترتب على اجهاض التسوية السياسية (المبادرة الخليجية) واسقاط صنعاء بيد الحوثيين وما رافق ذلك من صمت وتواطئ اقليمي ودولي وما ترتب عن ذلك من استيلاء على الدولة وتصفية الخصوم السياسيين ونهب واقتحام لممتلكاتهم ومنازلهم  ..
يجعل احتمال فض الصراع فيما بينها للاستيلاء على الحكم بطريقة عسكرية اكثر احتمالا ..ويبدو خيار التحالفات السياسية غير محتملا ورهن الاذعان للضاغط الاقليمي والدولي.
كما ان اتفاق السلم والشراكة اصبح الانقضاض عليه من قبل هذه القوى عامل زمن بعد افراغه من محتواه.
كما ان هذه القوى الثلاث التي بنت قوتها اجتزاءً من قوة الدولة تراهن على عدة اوراق لفرض خيارها ..يراهن الحوثيون على التفاهمات الدولية بين ايران وامريكا كأحد المحددات الخارجية التي ترى انها ستجبر هادي على الانصياع لرغبتها واهدافها السياسية بعد تطبيعها الوضع عسكرياً عوضاً عن دمج عناصرها في الجيش والامن فعلياً.
كما يقوم الحوثيون بتحركات سياسية اقليمية لانتاج وضع جديد يضعف القوى الاخرى ويعزو البعض ان طرح سلطنة عمان لمبادرة خليجية ثانية بتنسيق مع الحراك والحزب الاشتراكي تقضي باعادة النظر في الاقاليم واعتماد الفدرالية من اقليمين ..احد ثمار هذه التحركات ،وبطرح الفدرالية من اقليمين تم كشف تحالفات جديدة ظهرت على السطح بين الحوثيين والاشتراكي والحراك الجنوبي ،اكده بيان الحزب الاشتراكي الصادر نهاية نوفمبر الماضي.
يستخدم الحوثيين خيار الفدرالية من اقليمين تكتياً و طُعم لاستخدام الحراك الجنوبي والاشتراكي في تنفيذ اجندتهم للسيطرة على القوة في صنعاء واضعاف الاجندة السياسية الاخرى.
تزامن ذلك مع توقف لتحركات عسكرية كان الحوثيين حشدوها لحسم السيطرة على اقليم سبأ الجبهة الاولى للحدود اليمنية السعودية.
يعمل الحوثيين في اكثر من جهة واكثر من تنسيق سياسياً اعلنوا عن تفاهمات اجروها مع حزب الاصلاح احد اكبر الاحزاب اليمنية الذي ساهم بالدور الاكبر في اسقاط صالح في 2011م
وعلى ما يبدوا ان كل التحركات السياسية التي يجريها الحوثيين رغم سيطرتهم الفعلية على القرار كما افصح بذلك مستشار الرئيس هادي الا ان خيار تطبيع الوضع عسكرياً هوالخيار الذي يحسم ويحكم توقعات الحوثيين و الاكثر احتمالاً بالنسبة لهم.
ايضا هناك العديد من العراقيل التي تقف في وجه الحوثيين في السعي للسيطرة على الدولة بمفردهم اولها الرفض الشعبي الواسع الذي يعتبر سيطرتهم على الدولة عملا مليشاويا وتم بتنسيق ممن يدير الدولة وخلافا للمطالب التي طرحوها "كالجرعة السعرية" وغيرها.
ايضا قناعات القوى المحيطة بهم والمتواجدة في اطارهم تعتقد ان استيلاءهم على الدولة وفرضهم للأمر الواقع مجرد انتفاشة الى زوال.
كان الرئيس هادي يسوده التفاؤل المفرط ليلة سقوط صنعاء حد تعبير مروان الغفوري ،والعلاقات المتوهمة وكان بحاجة الى تقليل القلق وهو ما ادى الى سوء تقدير للموقف.. وساد موقفه الكثير من الغموض عند البعض.
لكنه اليوم اصبح احد ثلاثي القوة المجتزءة من الدولة ويملك شرعية سياسية محاطة بدعم امريكي بريطاني كانت كفيلة ان تقف معرقلة للحوثيين وصالح حالت دون حسمهم لامر الرئيس هادي.
يقوم هادي بعلاقات متبادلة مع الحوثيين استخدمهم للتخلص من قوى الثورة الاصلاح والقوى القبلية ومستشاره الامني اللواء الاحمر.
ولازال يحظى بدعم دولي من قبل امريكا وبريطانيا كفيل بان يستديم قوته لساعة الصفر. ونلاحظ ان تحركات الرئيس هادي ففي تعزيز القوة يركز على اظهار امتهان الحوثيين للدولة وسيطرتهم عليها ويهدف من ذلك تعزيز النفوق والرفض الشعبي لهم ووضعهم في مواجهة حقيقية مع الدول الداعمة لليمن.. وكانت مصادر اعلامية قد تحدثت ان دعم السعودية لليمن شرط مغادرة الحوثيين للدولة.
كما وجه هادي صفعة لصالح بفرض العقوبات الاممية محاولة لتحجيم اداءه السياسي او ربما ازاحته من المشهد تماماً.. على اثرها قام صالح باقالة هادي من حزب المؤتمر.. وهي ما يستخدمها الاخير لشق المؤتمر وتكوين حزب بديلا له في الجنوب.
كما يتشارك هادي مع الحوثيين في التأثير على المشهد في الجنوب وتختلف ادوارهم وفقاً لاختلاف الاهداف من بناء القوة، وعلى ما يبدو ان الرئيس هادي يدعم خيار استعادة الدولة كانفصال آمن.\
تحتفظ الثلاث القوى الرئيس هادي وصالح والحوثيين بدرجات متفاوته في الهيمنة على القيادات العسكرية الجيش .. وانتقال الصراع بين هذه القوى الى الجيش ينذر بتفكيكه وتدميره وتحويله لتنفيذ اجندتها.
وعلى ما يبدو ان مستقبل الصراع بين هذه القوى لا يمكن التنبؤ به حتى الان.. ولكن ما يمكن التنبؤ به انها ستخوض صراع ينهي ما تبقى من دولة وتقسيم اليمن .. وهو ما يُحتم على قوى ثورة ال11من فبراير اجراء تحركات سياسية وشعبية واعادة التكتل من جديد لاستعادة الدولة والحفاظ على اليمن .