الشيخ الجليل الزنداني وهشيم المفترين!!
بقلم/ سلمان العماري
نشر منذ: 13 سنة و 4 أشهر و 28 يوماً
الجمعة 29 يوليو-تموز 2011 11:47 م

مثل "الهشيم" ورق الشجر المتطاير المبعثر بلا ثمر تتساقط فرى،وأكاذيب العداة للشيخ الجسور الجبل عبد المجيد بن عزيز الزنداني، وتتكشف وتتبخر أقاويلهم عنه ثم ما تلبث تذروها الرياح إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم.

وغير مرة وقفت فيها خلال السنوات التي قضيتها من عمري في ربى صنعاء الحزينة طالباً في دراستي الجامعية وقارئاً صحفياً نهماً قبل أن تقذف بي الأقدار في السنوات الأخيرة إلى موج وصخب الإعلام المتلاطم كاتباً ومحرراً صحافياً وجدت أمراً عجباً، وعبثاً ساحقاً وماحقاً لأبناء الشعب اليمني المستكين، وكل ما من شأنه البقاء في وهدة احتدام الصراع وديمومته بين كل الفئات،ومختلف التوجهات،وشتى الأصعدة الذي تغذيه وسائل الإعلام المختلفة في السلطة والمعارضة بل والمستقلة ،وكأن قدره أن يحترق ويصلى بنيران العناء الأبدي على حين غفلة وجهالة منه لكي يعيش ويحيا غيره.

وقد قدر لي أن أصرف من دقائق عمري الثمين في الوقوف على حملات الردح الآسن ،والكيد والتضليل والعبث المشين الذي تقدمه المطابخ الإعلامية السلطوية الرسمية على الوجه الأخص والموالية لها في تخدير عقول المشاهدين والقراء والمتابعين في النيل المستمر من الأخيار والمصلحين ،ومن ذلك ماجرى من نقاش بيني وبعض الشباب حول تصريحات منسوبة في بعض المواقع الإخبارية للشيخ عبد المجيد الزنداني قيل فيها على لسانه مالم يقله أوينطق به،وتُقّول فيها عليه ثم صاحبت ذلك حملة شعواء غير مبررة من كتاّب وصحفيين لم يقفوا قطعاً على كلام الشيخ وموقفه من القضايا المثارة مؤخراً في الساحة اليمنية ،ولكن ذهبوا يحاكمونه ويوسعونه شتماً،وطعناً وقدحاً فيه ولم يستثنوا أحداً على صلة به من قريب أومن بعيد،ولاتزال الحملة الإعلامية المسعورة قائمة لم تتوقف،وغبارها مستويةً رياحه.

وكنت قد حاولت توضيح بعض الشيء لما نشر جزافاً بطريقة غير موضوعية حين خطرت في بالي فكرة تفريغ ونشر وإرسال مضمون تسجيل الكلمة الصوتية مسطورة للشيخ الزنداني – نشرها موقع " مأرب برس " الرائد ، وموجودة في صفحة الشيخ في موقع " منبر علماء اليمن" - يتحدث فيها عن ماداربينه وبين الرئيس صالح ،ولكنها وللأسف لم تحض بالنشر العام الواسع كما أردت ،ورجوت حتى يدرك الجميع أن الشيخ الزنداني مفتئت ومجني عليه ،وأن بعض وسائل الإعلام حورت المحاضرة الصوتية ولم تنشرها بألفاظها فضلاً عن ذلك فقد قامت دون أدنى خجل في سرقة المادة الصوتية من إحدى صفحات الفيس بوك ،ودون أذن مسبق فيما يشبه التّصيد في الماء العكر،وخروجاً عن المهنية إلى العبثية،وليتها نقلتها كماهي عليه ؛ولكن تخلل ذلك التحريف والعبث بالألفاظ وتوجيه الكلام على خلاف مراد قائله ومنطوقه.

وليس هذا فحسب فقد كتب أحدهم في صفحة الفيس بوك الشخصية عن ماضي خلافه مع الشيخ الزنداني مقتنصاً الفرصة لاستهدافه واستغلال الظرف المواتي له بدافع تصفية الحساب والخصومة معه كما تعودنا عليه وعهدناه حتى أنه من فرط كيده وعدوانه نطق فحشاً من القول وبجراً وصل به حد قوله - لفظاً - أن كل مايقوله الشيخ عبد المجيد الزنداني باطل!!

وقد دعوت هذا الكاتب بوقوعه في هذا المسلك الشنيع الذي أسهم به في تدشين الحملة على الشيخ الزنداني أن يتسامى عن حظوظه النرجسية ويترك النوح والوقوف على الأطلال وإثارة غبار الماضي السحيق أن يبحر بنا في سماوات العلا والمجد طالباً منه مجانبة الإيغال في المعارك الجانبية والشروع في شق طريق نلتمس فيه ،ومعه بوابة الغد المشرق والحياة الكريمة لكنه لم يستجب أويفعل بل وجدته يتوسع عن قصد وبلا هوادة مصراً على حشر ذاته وآخرين في مربعات الاستعداء،والنيل من الآخرين فيما يشبه النكد السفسطائي الهزلي الذي يدلك على حالة مرضية تتلبس بصاحبها ولا تنفك عنه.

ولا يخفى سر توقيت وعودة مهاجمة مفخرة الأمة الإسلامية جمعاء،واليمن الحزين في هذه المرحلة كوننا نعيش ثورة شعبية كان للشيخ الكبير والمناضل المغوار عبد المجيد الزنداني قصب السبق فيها ،ومباركتها وشرف النزول إلى الساحات وتشريفها من خلال كلمته التي ألقاها في ساحة التغيير بصنعاء مطلع خروج التظاهرات الشعبية ،والسلمية المنادية بسقوط نظام صالح والتي على إثرها سارعت السلطة العائلية الظالمة الغاشمة إلى النيل من الشيخ الزنداني والتحريض عليه،وعملت على بث الشائعات حوله وإعلان إصابته بأعراض كثيرة من الأمراض وصلت في ذلك درجة القول بمقتله ،وإذاعة خبر وفاته حتى أنني وقفت مؤخراً على مشهد تلفزيوني ساذج إلى درجة منتهية في الإسفاف،والسوء تستضاف فيه إحدى الفتيات تتناول فيه شخصية الشيخ الزنداني وحياته وآراؤه ومواقفه بطريقة سمجة وفهلوة مقرفة،وقلت في نفسي أعجزت السلطة العائلية التي لم تستبقي معها أحداً ذو مرؤة عن استضافة رجل حتى تأتي بفتاة تقوم بإعداد وتحضير التهم لها،وتطلع على الجمهور حتى تمارس الكيل لها جزافاً على الشيخ وتوجيه الشتائم وأقذع الألفاظ، ووو.. الخ.

ومع ذلك فإنا لانستغرب أن يقوم بهذا الدور التحريضي السلطة وأزلامها لكن لك أن تعجب أن يشارك في الحملة الظالمة على الشيخ عناصر محسوبة على اللقاء المشترك ،وصحف تدعي صلتها بالثورة،ولاغبار أن يكن للسوقة اللبراليين وأصحاب العلمنة ضلع في المشاركة بالهجمة ،وبصورة مقززة ورغم هذا كله فإنا نتمنى من الجميع أن يثوبوا إلى رشدهم ويراجعوا إنسانيتهم والقيم التي يتشدقون بها،ويطالبون بها سواهم – إن كانوا دعاة وأهل قيم – كما يزعمون.

والحق يقال أن الوالد والشيخ العلامة الجليل عبد المجيد بن عزيز الزنداني سلمه الله ..لازال رغم تقدّمه في السن،وشيخوخته المتناهية والمتقدة حيوية يعطي ويبذل،ويضحي بالغالي والنفيس،ويستفرغ جهده وطاقته في خدمة أمة الإسلام والدين ،وبلاده اليمن الميمون الذي لطالما أشفق وحنى عليه ،وأبنائه من ويلات الدمار والفتن والحروب مقدماً النصيحة والرأي السديد والنهج الرشيد لما تصلح به حياتهم وجميع شئونهم وأحوالهم ،وله في هذا المضمار رصيده النضالي والوطني المعتبر الذي لايمكن أن يُجحد أويُنكر،ويُكفر .

ومن عاش أوعاشر الشيخ الزنداني ورافقه في حياته أوتلمس عن قرب مآثره ،وغاص وأبحر في أغوار وحضرة مكنون الكاريزمية الممتنعة عن الترحال يدرك حقيقة أن هذا الرجل العملاق الفذ والفريد يُعد آية من آيات الله وبديع صنعه وعجائبه التي لاتنقضي،وآلائه التي أمدنا وأكرمنا بها في هذا الزمن الصعب والجدب أن تجد له مثيلاً أوشبيهاً أوُمشاكلاً من بني البشر .. حين تستقرئ وتستبين ماعليه حال هذا الرجل العلَم الذي نذر نفسه وحياته للآخرين ،ولاعجب فهو أنبل تلاميذ أبي الأحرار محمد محمود الزبيري رحمة الله عليه ،ومن مواليد مدينة إب اللواء الأخضر،ويرجع أصله إلى قبيلة أرحب الفتية ، تلقى تعليمه الأول فى مدارس غير نظامية ثم أبثعث لدراسة الصيدلة فى مصر لكنه تركها وعاد إلى اليمن ليضع اللبنات الأولى لحركة الإخوان المسلمين إلى جانب عبده محمد المخلافى القائد المؤسس للحركة.

وهو - أي الشيخ - عالم جليل فاضل وداعية بارع وخطيب مفوه يمتاز بقدرات غير عادية وموهبة خطابية فذة وأساليب إقناع مؤثرة وكلام سلس يدخل القلب ولا يكاد يخرج منه وبالرغم من كونه قائداً سياسياً فى حركة سياسية إسلامية إلا انه يبتعد عن تلك الأساليب الدنيئة التي ينتهجها غالبية قادة حركات العمل السياسي .

والشيخ المبارك بن عزيز الزنداني اشتهر عنه حبه للخير وحرصه على نفع الناس والوقوف فى وجه الطغيان فى أكثر من معركة كما أنه تصدى لأساليب العلمنة التي حاول البعض أن يفرضها على هذا الوطن وقام بدور كبير فى أسلمة المناهج التعليمية ووصول الإسلام الصافي النقي إلى كل أنحاء البلاد اليمنية بعد أن كان الجهل والبدع والخرافات تعشعش فى قلوب اليمنيين وكانت جزءاً لايتجزأ من حياة اليمنيين كما عرف عنه الصلابة والصرامة والشجاعة فى قول كلمة الحق دون خوف أو قلق أو مواربة ،وبهذا يعتبر مفخرة اليمن في هذا العصر بل والأمة جمعاء بشهادة أعدائه قبل محبيه وأصدقائه،ولاريب ولا عجب أن يصبح هذا الرجل بعد ذلك هدفاً لكل أعداء الأمة والدين والوطن كل الوطن.