إنهيار مخيف للريال اليمني في عدن صباح اليوم الخميس محكمة الاستئناف الكويت تحجز قضية طارق السويدان للحكم أردوغان يحسم موفقة من حرب غزه و يعلن قطع العلاقات مع إسرائيل القيادة الأمريكية تعلن عن ضربات جوية جديدة تستهدف مخازن أسلحة الحوثيين وتصدي لهجماتهم في باب المندب مدير أمن المهرة يكشف عن حرب و مواجهات للقوات الأمنية مع مهربي المخدرات مكتب المبعوث الأممي يكشف تفاصيل لقاء سابق مع قيادات من حزب الإصلاح صاغت مسودته بريطانيا.. مجلس الأمن الدولي يصوت بالإجماع على قرار جديد بشأن اليمن الحكم على نجم رياضي كبير من أصل عربي بتهمة الاعتداء الجنسي الحوثيون يخنقون أفراح اليمنيين ..كيان نقابي جديد يتولى مهمة تشديد الرقابة على عمل صالات الأعراس مراقبون يكشفون لـ مأرب برس «سر» استهداف مليشيات الحوثي لـ أسرة آل الأحمر بصورة ممنهجة
اليوم وبعد أن رحل صالح والى غير رجعه وبروز هادي كرئيس توافقي فرضه الواقع السياسي وبرعاية إقليمية ودولية وهو ما يبرز عدة تساؤلات حول المرحلة القادمة وما الدور الذي سيلعبه هادي في هذه المرحلة وما البصمات التي سيتركها للتاريخ وكذا هل سيغير الممجدون من أساليبهم أم سنرى ذات التمجيد وذات الصورة.
شخصيات كثيرة وكبيرة ممن انضموا للثورة وسجلوا موقفا ايجابيا مع أحداثها وكان لانضمامهم أثرا كبيرا في انهيار النظام وتهاويه وبلا شك ستظل تحتفظ لهم الثورة بمكانة خاصة في سجلاتها ولن تتنكر لأحد خاصة إذا كنا نقصد بالثورة ما يرمي إليها لا ما يدعي تمثيلها ويجني مكتسباتها, وهذا الدور يحسب لهم رغم ما عرف عن بعضهم من ولاء مبالغ فيه لشخص صالح ونظامه طيلة العقود التي حكم فيها.
ففي الوقت الذي كان صوت صالح هو الصوت الوحيد المسموع وما من ند أو منافس كانوا متفننين في جذب انتباهه إليهم دون غيرهم لينضموا إلى قائمته الخضراء ويحصلوا على صلاحيات لم يكن لأحد أن يتمتع بها, ولكن كان عليهم أن يثبتوا له في المراحل المختلفة استمرار ولائهم له كلا في مجاله ومن موقعه وعلى طريقته حتى يحفظوا حلقة الوصل من الانقطاع وخشية من تلاشي حضورهم في القوائم النشطة لأنظار الرئيس, ولم يكن من بديل لهؤلاء لتحقيق أهدافهم المادية والمعنوية وطموحاتهم لتعزيز الحضور في الواجهة, ولم يكن ذلك النجاح المزعوم أمرا سهلا خاصة عند أمثال الرئيس صالح الذي كانت معاييره قاسية لفحص مدعو الولاء ووضعهم في اختبارات حقيقية لا يمكن تجاوزها دون توفر المعايير المطلوبة التي اخفق فيها كثيرون ممن حاولوا اجتيازها بينما صعب على آخرين المنافسة فيها لأسباب خاصة بهم.
ومع الإيمان العميق بصدق نوايا المنضمون وإخلاصهم للوطن وحبهم لأبناء الشعب إلا أن هذا لا يمنع من أن نتنفس ببعض التساؤلات خاصة وان البلد قادمة على مرحلة جديدة وقد يفرض الواقع على البعض منهم البحث عن دور مماثل والعودة للواجهة عن طريق التمجيد والتقرب والولاء للحاكم الجديد وقد يحتاجون للتعاطف معهم في هذه النقطة بالتحديد بسبب حالة إدمان الواجهات التي ألفوها وقد تكون هي ذات الحالة التي دفعتهم للانضمام بحثا عن واجهة جديدة لكن هذا بحد ذاته سيكون أمرا سيئا لا يليق بالثورة ولا بمن انضم إليها مدعيا الحب للوطن والشعب وتطلعاتهم نحو الحرية والمساواة والتي تقتضي في مقتضياتها أن لا يتم تمجيد أو نفخ الريش لأحد كبيرا كان أو صغيرا حاكما أو محكوما, رغم اختلاف شخص هادي كليا عن شخص صالح من حيث فكرة معيار الولاء الفردي المطلق إلا أن من ألف الولاء والتمجيد يستطيع أن يُشخِّص ما الذي يبحث عنه الحاكم القادم وتقديم ما يناسب الحالة الجديدة ولازال الأمل يراود بعضهم في ظل بقاء كثير من القيم الصالحية التي لن ينتهي أثرها بسهولة, وفي مثل هذه الحالة إذا حدثت فإن الثوار سيكونون أمام خيارات صعبة وسؤال كبير مفاده هل عليهم القيام بثورة جديدة والتضحية في جمعة كرامة جديدة يدفعوا ثمنها بعشرات الشهداء حتى يصحو الممجدون من سبات تمجيدهم وتأييدهم ووقوفهم ضد أحوال الناس ومصالحهم وسيجدوا ربما طريقا آخر ربما تكون تكلفته وطن بأكمله.
والأمر هنا لا يخص المنضمون للثورة من أركان نظام صالح بل أيضا للمنضمون للنظام من أركان المشترك الذين أصموا آذاننا بالحديث عن الوطن والوطنية والعدالة والحرية والرفاهية ووووو .. لا نريد أن تتغير اللهجة كثيرا فالمسئولية عليهم اكبر خاصة وأنهم الآن في اختبار حقيقي على الواقع بعد نهاية زمن التنظير, و بعكس من سبق تجربتهم فهذه فرصه أمامهم إما لكسب التأييد الشعبي أو خسارة ما جادت لهم به الثورة والعودة لمكانهم الطبيعي ( ما قبل الثورة).
لا يريد اليمنيون أن يسقط شخص صالح ويبقى كل ما يشير إلى بقاءه من ممارسات بل يريدون تغييرات ملموسة متسارعه وشاملة بما يكفل تحقيق الرضا للشعب وإلغاء كل مفاهيم التمجيد والتطبيل والنفاق وذلك لن يتحقق إلا بتوفر مناخ ديمقراطي حقيقي أدواته الحرية والإعلام المفتوح وحرية الصحافة والتعبير وسيادة القانون والمساواة ومبدأ الرقابة عبر جهات تختص بالمساءلة ومتابعة أداء أجهزة الدولة وقياداتها بشكل دائم.
tajwalid@yahoo.com