السعودية توجه ضربة موجعة لقوات الدعم السريع
ابوظبي تخطط لاستثمار 40 مليار دولار في إيطاليا
الكشف عن انطلاق أضخم مشروع قرآني عالمي في السعودية
الطائرات المسيرة واجزائها المهربة الى اليمن وأنباء عن سلسلة إمداد معقدة بين الحوثيين والصين
عاجل : تعرف على الدول التي أعلنت أول أيام شهر رمضان المبارك.. والدول التي ستصوم يوم الأحد
اليمن يعلن السبت أول أيام شهر رمضان المبارك
للمرة الأولى عالمياً.. دولة خليجيه ترصد هلال رمضان بطائرات درون
المنطقة العسكرية الثانية توجه تحذيرا شديد اللهجة لحلف قبائل حضرموت وتحركاته العسكرية
ماذا تصنع الطائرات الأمريكية المسيرة إم كيو-9 فوق مناطق سيطرة المليشيات الحوثية .. وكيف خضعت الصواريخ الروسية للجيش اليمني السابق للتطوير على يد إيران ؟
أول تعليق من الحكومة اليمنية على دعوة السعودية لضم اليمن إلى عضوية مجلس التعاون الخليجي ..
من الثابت علمياً أن عيون التماسيح ليس بها غدد دمعية كالأسماك
وأن ما نراه على عيونها ونظنه دموعاً ما هي إلا بقايا الماء الذي تعيش فيه
فهي إذاً دموع خداعٍ زائفةٍ ولذا يضرب بها المثل في الخداع والزيف ، وهذا ما يمكن قوله على تلك الدموع التي يذرفها الإعلام الرسمي الذي اتسم بالزيف والتضليل وبث الأكاذيب وتغييب الآخر عبر قنواته التلفزيونية وصحفه الكبرى ورجالات الزيف المأجورين وعلى رأسهم نائب وزير الإعلام (عبده الجندي) ، وتكتمل تراجيديا التباكي حسب شعيرة التماسيح كل جمعة في خطبة الجمعة التي يلقيها خطيب مأجور أمام جموع السبعين ، وتُختتم هذه السيمفونية من التباكي بخطاب الرئيس أمام مناصريه في ذات اليوم.
إنها صورة مقززة وتباكٍ مكشوف وزيف خادع لم يعد ينطلي إلا على البسطاء من الناس الذين يحتشدون كل جمعة في السبعين لتشييع النظام المتهالك ، أما الذي يعرفون حقيقة هذا النظام ويدركون حقيقة إعلامه الزائف ويعلمون كذب رجالاته المأجورين فلم يعد ينطلي عليهم أيّاً من هذه الأكاذيب ، ولا يستثير عواطفهم ذلك التباكي المكشوف ولا تلك الدموع التي تُذرف على طريقة التماسيح وهي تلتهم فريستها .
بدأ التباكي الزائف في إعلام النظام على مجموعة الناشطات اللاتي أُعتدي عليهن بالضرب من قبل جنود الفرقة الأولى أثناء مسيرةٍ نسائية إلى مكتب النائب العام ، حيث ظل الإعلام الرسمي يصور هذه الحادثة العابرة على أنها جريمة جسيمة ارتكبها شباب الثورة ومناصروهم ، واستمر يعزف على هذا الوتر في الوقت الذي يمارس فيه النظام أبشع صور الاعتداء على الناشطين من خطفٍ إلى ضربٍ إلى إقصاء ، ولم يترك النظام ساحة من ساحات الثورة إلا واعتدى عليها بالرصاص الحي والغاز السام والضرب بالهراوات وأعقاب البنادق وينتهي كل اعتداء بعدد من القتلى والجرحى والمختطفين ، وكل هذا لم يثر عواطف التباكي لدى الإعلام الرسمي كما أثارته حادثة الاعتداء على الناشطات الإعلاميات .
ثم ظهر التباكي الزائف في أتفه صوره على ذلك الرجل الذي أسموه (المسن) عندما صوروا أنه اعتدي عليه بالضرب حتى الموت من قبل شباب الثورة ، وذرف الإعلام الرسمي عليه دموع التماسيح طويلاً ، وزيادة في التباكي حكموا عليه بالموت وصلوا عليه صلاة الغائب في ميدان التحرير ، وطلع الرئيس في جمعته تلك متجاهلاً عشرات الشهداء ومئات الجرحى ليذرف الدمع على (الشيبة) الذي تعرض للضرب حتى الموت ، وما هي إلا أيام قلائل حتى ظهر (المسن) على قناة سبأ (عفطاً مقاتلاً) حياً يرزق وكأن الثوار قد أعادوه للحياة من جديد .. لقد كانت صورة ممجوجة من التباكي الزائف على رجلٍ زوده النظام بعصاً غليظة يعتدي بها على المتظاهرين السلميين ثم يذرف عليه دموع التماسيح عندما دافع الشباب عن أنفسهم وأمسكوا به وضربوه (وهو يستحق الضرب) طالما أنه اعتدى (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) ، وذنبه يحمل وزره من استغل حاجته وجاء به من قريته وزوده بالسلاح وجنده لمواجهة الأبرياء .. أقول هذا وأنا أشاهد يومياً العشرات من المسنين من بني مطر يعسكرون في ساحة مقابلة لمنزلي وهم يعتمرون السلاح الآلي ويحملون في أيديهم العصي الغليظة والفؤوس الحادة التي لا يتركونها حتى عندما يأتون للصلاة في المسجد .. كل ذلك التباكي الزائف والذي استمر طيلة أيام الأسبوع تجاهل خمسة عشر شهيداً من شباب الثورة سقطوا في نفس المكان وفي نفس اللحظة الذان ضُرب فيهما ذلك الرجل (العفط) .
وهذا الأسبوع ظهرت أكذوبة جديدة تُعزف عليها سيمفونية التباكي الزائف ، وتُذرف عليها الدموع ، وهي حادثة قطع لسان أحد الشعراء (المناصرين للشرعية) حسب زعم النظام وإعلامه الكاذب ، وإن صحت الحادثة فهي جريمة بشعة يدينها الثوار قبل غيره لأنهم هم الذين خرجوا من أجل الحرية وأياًّ كان الفاعل فهو يستحق العقاب الرادع، ولكن هذا التباكي على هذا المسكين لا يعفي النظام من مسؤوليته في ملاحقة المجرمين وتقديمهم للقضاء ليُقتص منهم القصاص العادل .. ولكن .. لماذا هذا الشاعر بالذات ؟ ومن يعرفه ؟ وماذا قال حتى يقطع لسانه ؟ ومن هو الغبي الذي قطع لسانه ثم لفه له في لفافة من البلاستيك وسلمه له ؟ وكيف استطاع هذا المجرم أن يفتح فم هذا المسكين والفم البشري يستعصي فتحه على العصبة أولي القوة ؟ ولماذا هذا المسكين بالذات هو الذي قُطع لسانه في حين أن هناك ألسنة كثيرة تقول فعلاً ما يستحق القطع ولا تقطع ألسنتها ؟
حقيقةً؛ لا أجد إجابات شافية لكل هذه التساؤلات إلا أن النظام قد أجاد افتعال الجرائم ثم التباكي على ضحاياها وفق طقوس التماسيح .. ولكنها تظل دموع التماسيح .