أميركا تنتهك القوانين الدولية في اليمن وخصوصاً محافظة مأرب
بقلم/ كاتب/محمد ميقان
نشر منذ: 12 سنة و 4 أسابيع
الثلاثاء 02 أكتوبر-تشرين الأول 2012 06:14 م

منذ أن تمت عملية اكتشاف النفط والغاز في صحراء مأرب في العام 1986والمحافظة مثخنة بالجراح الدامية فلا يمر عام إلا وتنتهك فيه حرمة من حرماتها حيث أهدرت السلطات دم أبنائها ووضعت قراهم هدفاً لقواتها العسكرية (جويةً وبرية ) فهي تقتل الأبرياء كل يوم في النقاط العسكرية وفي مركز المحافظة بذرائع واهية لاتبرر بأي حال من الأحوال عمليات القتل الممنهج والمنظم الذي تمارسه السلطات فقد ارتكبت في حقنا جرائم ومجازر وإبادات جماعية وتطهير عرقي طوال حكم الرئيس السابق ،وأظن أن المسلسل لايزال مستمراً إلى يومنا هذا.

بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001أخذت الحرب بعداً أخراً حيث برز أكبر تحالف دولي تقوده أميركا على إثر هجمات الحادي عشر من أجل محاربة الإرهاب والقضاء على القاعدة ،على اثر ذلك ذهب الرئيس السابق إلى الولايات المتحدة لعقد صفقة شراكة مع أميركا في حربها على القاعدة، إلا انه كان يخطط لجر المجتمع الدولي في الدخول في حربه ضد شعبه وبالأخص أبناء محافظة مأرب .

إن الهدف الحقيقي من وراء تسويق الرئيس السابق لبلده لدى الولايات المتحدة كأرض تصلح لزرع واصطياد القاعدة فيها مع علمه القاطع أن لاوجود للقاعدة في اليمن هي رغبته الجامحة في تدمير القوة القبلية في المحافظات النفطية وعلى رأسها محافظة مأرب وذلك عن طريق المجتمع الدولي تحت غطاء الحرب على الإرهاب.

لقد كان حريصاً على وصم المحافظة بالإرهاب حيث كان ينفق ملايين الدولارات في تلفيق القضايا والأحداث عن محافظة مأرب حتى أقنع الولايات المتحدة التي كانت مقتنعة أصلاً فهي تبحث عن مخرجين رائعين في هذا المجال مثل على عبدالله صالح فقد كانت( قرية الحصون بمحافظة مأرب/الوادي)على موعد مع القوات الخاصة في كانون الأول من العام 2001في السادسة صباحاً حيث تم إخراج أول حلقات مسلسل (الشراكة)اليمنية الأميركية ودارت معركة ضارية بين قوات الحرس المزود بالطائرات والمدرعات والدبابات الحديثة وبين المواطنين الأبرياء فكان يوماً أسوداً بالنسبة للشعب حيث قتل الكثير من خيرة الرجال وهدمت بيوت على رؤوس ساكنيها من النساء والأطفال وقصفت دار الحديث التابعة لحزب الإصلاح وأغلق مركز أبو الحسن الماربي لتحفيظ القران وبعدتلك المجزرة أوكلت المهمة إلى الولايات المتحدة مباشرة .

منذ ذلك الحين وأبناء المحافظة يقتلون بالطائرات الأميركية التي أصبحت تغطي سماء المحافظة وتقتل الأبرياء وتصفي الشخصيات المهمة في المحافظة بذرائع واهية كما حدث مع الشيخ جابر الشبواني الذي استهدفته طائرة أميركية بدون طيار مع عدد من مرافقيه في العام2010مع انه مسئول في الجانب الحكومي وليس له صلة بالقاعدة لكن أفكاره وتحركاته لم توافق مزاج النظام السابق فعمد إلى تصفيته عن طريق الولايات المتحدة الأميركية مع علمها المسبق بفساد الأنظمة العربية التي تقتل خصومها السياسيين بالذراع الأميركية وهذا يعطي القضية بعداً أخر حيث تسعى أميركا إلى (تجفيف منابع الإسلام)وهذا يدل على جهلها بتاريخ الدعوة الإسلامية التي لاتنتشر إلا عندما تضايق وتحاصر ويعلن عليها الحرب ،وعندما تترك ويفتح لها المجال تتوقف.

*أميركا تنتهك سيادة الدولة في اليمن كل يوم حيث تحلق طائراتها العسكرية المدججة بالصواريخ المحرمة بين الدول حيث تغطي هذه الطائرات سماء محافظة مأرب ليل نهار وقد تسببت في إرهاب المواطنين وإزعاجهم وكشف عوراتهم في كل دقيقة دون غطاء قانوني يعطي أميركا الحق في عمل ذلك، كما أن وجود قوة عسكرية أميركية في الأراضي اليمنية سواءً في المياه الإقليمية اليمنية أو في قاعدة العند الجوية التي صرح بها السفير قبل أيام أو في محيط السفارة في صنعاء انتهاكا صارخاً للمعاهدات والمواثيق الدولية التي تنظم عمل السفارات في مختلف دول العالم حيث لايحق لدولة أن تحتفظ بوجود عسكري في دولة أخرى مهما كانت الظروف والمبررات لذلك ،كما أن ميثاق الأمم المتحدة لايعطي الحق لدولة أن تتدخل عسكرياً لحل صراع في دولة أخرى إلا بتفويض من الأمم المتحدة بشرط الإجماع الدولي في التصويت وفي المشاركة على أن يكون هذا النزاع يهدد السلم العالمي كما ينص عليه ميثاقها في البند السابع في المادة(42) (الذي لأيتم اللجوء إلية إلا في حالات استثنائية ونادرة) مع أن المادة (41) تشترط عدم استخدام القوات المسلحة ،أما اليمن فلا يوجد به صراع بين طرفين يهدد السلم العالمي وإنما ردود أفعال متباينة وفي بعض الأحيان متطرفة تجاه ماتفعله الولايات المتحدة في معظم الدول العربية والإسلامية.

 ومن هنا نطالب بإيقاف فوريً للطائرات الأميركية التي أرهبت أبناء محافظة مأرب وأرعبتهم وليس لها مسوغ قانوني حيث يتوجب على السلطة المحلية العمل مع السلطات العلياء البدء بإجراءات الإيقاف لهذا العمل الاستفزازي الغير قانوني وغير إنساني فقد حرمنا لذة النوم بسبب الأصوات القبيحة لهذه الطائرات المزعجة حيث أصبحت تجمعات السكان في الاعراس والمناسبات مهددة بالضربات الجوية من طائرات أميركا الشريرة.