صحيفة أمريكية تتحدث عن تورط دولة كبرى في تهريب قائد في الحرس الثوري من صنعاء أردوغان يكشف ما تخبئه الفترة المقبلة وأين تتجه المنطقة .. عاصفة نارية خطيرة اجتماع حكومي مهم في عدن - تفاصيل بن مبارك يشن هجوما لاذعا على موقف الأمم المتحدة وتعاطيها الداعم للحوثيين وسرحد فتاح يكشف عن نتائج تحركات المستوى الوطني والدولي وزير الدفاع يقدّم تقريرا إلى مجلس الوزراء بشأن مستجدات الأوضاع الميدانية والعسكرية قطر تقدم تجربتها الأمنية في إدارة الجوازات والخبرات والتدريب لوزير الداخلية اليمني إسبانيا تُواجه كارثة هي الاولى من نوعها... حداد وطني وعدد الضحايا في ارتفاع المليشيات تستكمل «حوثنة» الوظيفة العامة بقرارات جديدة لماذا تعرقل إيران انضمام تركيا إلى البريكس؟ إغتصاب الأطفال.. ثقافة انصار الله في اليمن
يثير التناقض الذي تعيشه المنطقة العربية واليمن خاصة، قضايا كثيرة ومتشعبة، ويعد موضوع فرض الحوثيين للحصار على مدينتي تعز ومأرب منذ تسع سنوات واحداً من أبرز هذه التناقضات، حيث يدّعي الحوثيون انتصارهم للعدالة ودعمهم للقضايا العادلة، لكن الواقع يروي قصة مختلفة تماماً، فمنذ سنوات يعاني سكان تعز ومأرب من حصار ظالم مفروض عليهم من قبل الحوثيين، في حين يعيش سكان قطاع غزة تحت ضغط مماثل بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض عليهم، مما يؤثر بشكل كبير على حياتهم اليومية ويعرض حياتهم للخطر، في الوقت نفسه، يتبنى الحوثيون -كذبا- قضية فلسطين ويتحدثون عن رفع الحصار عن غزة ودعم الشعب الفلسطيني.!
هذا التناقض يستدعي الاهتمام والتحليل الدقيق، فمن الواضح أن الحوثيين يستخدمون قضايا إنسانية مثل قضية فلسطين لتبرير أجندتهم السياسية والتأثير على الرأي العام المحلي والدولي، وفي الوقت نفسه يتجاهلون الأزمة الإنسانية التي يعيشها سكان تعز ومأرب نتيجة لحصارهم، ومن المهم فهم هذه التناقضات وتسليط الضوء عليها لإبراز الحقائق وتوجيه الضغوطات نحو حلول حقيقية لانهاء الحصار الحوثي لتعز ومأرب وبقية المناطق المحاصرة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى كافة المناطق المتضررة، كخطوات ضرورية نحو تحقيق الاستقرار والعدالة في المنطقة.
يواجه اليمنيون صعوبات ومتاعب كبيرة في ظل الحصار والتضييق الحوثي على المدن والمناطق اليمنية، وخاصة تعز ومأرب، وقطع الطرقات وتعطيل حركة النقل أثر بشكل كبير على حياة السكان، واجبرهم على اتخاذ طرق بديلة طويلة وغير آمنة للوصول إلى وجهاتهم، فهذ التصرف الحوثي زاد من معاناة المدنيين وعرضهم للخطر، فوجدوا أنفسهم عالقين بين الحاجة إلى التنقل وبين العراقيل والمخاطر التي يواجهونها على الطرق البديلة، وهنا يتضح للجميع تفاقم الأوضاع الإنسانية في اليمن وتأثيرها السلبي على حياة السكان، وعلى سبيل المثال في إسعاف المرضى عبر الطرق البديلة في تعز تتسبب في تأخر الوصول إلى المستشفيات في الوقت المناسب، ويستغرق الطريق البديل الذي يمر عبره المواطنون حوالي سبع ساعات بدلاً من 15 دقيقة فقط عبر الطريق الرئيسي المحاصر، فهذا التأخير قد يعرض حياة المرضى للخطر، حيث يمكن أن يتدهور وضعهم الصحي أثناء الانتظار أو أثناء الرحلة بسبب وعورة الطريق وطول المسافة، مما يزيد من احتمالية الوفاة قبل وصولهم إلى المستشفى، ما يؤكد على ضرورة التدخل السريع والفعال لتخفيف هذه المعاناة وتحسين الوضع الإنساني، ومن المهم التوعية بمثل هذه الحالات وتسليط الضوء عليها لزيادة الضغط على الحوثي، والسعي نحو حلول جذرية للأزمة الإنسانية في اليمن وضمان سلامة المدنيين.
على المجتمع الدولي التصدي لتلك الانتهاكات الإنسانية والضغط على الحوثيين برفع الحصار عن تعز ومأرب وكافة المناطق المحاصرة، لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المحاصرين والتخفيف من معاناتهم، ويمكن اتخاذ عدة إجراءات لممارسة الضغط على الحوثيين لفتح الطرقات ورفع الحصار، ومن هذه الإجراءات،
تكثيف الضغط الدولي "الدبلوماسي"، وفرض عقوبات دولية على الحوثيين، وزيادة التضامن الإنساني الدولي مع السكان المحاصرين، ودعم العمل الإنساني للمناطق المتضررة، ومن خلال هذه الجهود المشتركة والمتكاملة، يمكن للمجتمع الدولي تعزيز الضغط على الحوثيين لتنفيذ الاتفاقيات المبرمة في المفاوضات وتخفيف المعاناة الإنسانية في اليمن.