الأمم المتحدة تكشف عن مهمتين جاء من أجلهما المبعوث إلى صنعاء أسماء 11 معتقلاً يمنيًا أعلن البنتاغون الإفراج عنهم ونقلهم من غوانتانامو إلى سلطنة عمان إعلان رسمي بموعد ومدن وملاعب كأس آسيا 2027 في السعودية سفينتان لتوليد الكهرباء من تركيا وقطر قادمتان إلى سوريا نقل 11 معتقلاً يمنياً من غوانتانامو إلى سلطنة عمان قرارات أمريكية جديدة يخص الوضع في سوريا هجوم واسع لقوات الدعم السريع ومقتل أكثر من 25 سودانيا وإصابة العشرات روسيا تعلن سيطرتها على أهم مدينة شرقي أوكرانيا عشرات القتلى في زلزال قوي يضرب التبت بالصين استعدادات مكثفة لموسم حج يحظى بخدمات متميزة وفق أعلى معايير الراحة
في قلب الصحراء القاحلة، حيث تتلاطم رياح التغيير والصراع، والافق يمتزح بلون السماء، تكمن قصص لا تعد ولا تحصى عن الأمل والخيبة، الحياة والموت، قصص لا تروى بكلمات بل بصورة، فإحدى هذه القصص تروي حال هكيل مقاتل حوثي مدفون أجزاء منه بين أحضان الرمال، بعد ان غادر دياره، مغررا به، طمعا في فرصة عمل مربحة، مدفوعًا بوعود براقة وأحلام بعيدة المنال، غير مدرك للمصير الذي ينتظره في الصفحات المظلمة من كتاب الحرب.
تعهدت له مليشيا الحوثي الارهابية، بفرصة عمل مغرية كرجل أمن لإحدى المنشآت في مأرب، المدينة الغنية بالنفط والتي تشكل محورًا مهمًا في المعركة، ومعقلا للأمل بالنسبة للكثير من اليمنيين، غير أن الواقع الذي اصطدم به المقاتل الحوثي كان أبعد ما يكون عن الأحلام التي زرعت في ذهنه فقد تحولت بالنسبة لاسرته إلى مسرح للأحلام المكسورة، والوعود الزائفة.
صحراء مأرب، بقاحليتها وقساوتها، شهدت اللحظات الأخيرة لهذا المقاتل وآلاف آخرين مثله، الذين اجتذبتهم وعود المليشيات الزائفة، وتُظهر الصور المتداولة مأساة إنسانية، حيث تركت المليشيا أجساد العديد من مقاتليها لتكون فريسة للعراء، بعد أن قُتلوا على أيدي أبطال الجيش الجمهوري الذي يحارب لاستعادة الجمهورية وإنهاء الانقلاب الحوثي، فهذه القصة، بكل تفاصيلها المؤلمة، تعد تذكيرًا قويًا بالثمن الباهظ للحروب والصراعات، وتسلط الضوء على مأساة الأفراد الذين يجدون أنفسهم متورطين في معركة ليست معركتهم، مغرر بهم بوعود كاذبة وأحلام وهمية، فالمقاتل الحوثي، الذي طمح لحياة أفضل، لم يجد في نهاية مسيرته سوى الخذلان والنهاية المأساوية.
وعدته المليشيا الحوثية بالانتصار والغنيمة، لكنه وجد نفسه محاصرًا في واقع مرير حيث الانتصارات المُعلنة من قبل مليشيا الحوثي لا تتجاوز وسائل إعلامها، فالصحراء التي لا تعرف الرحمة، آخذة اياه وأمثاله في أحضانها القاسية، وابتلعت أحلامهم وبددت وعودًا لم يكن لها أساس من الصحة، فيُظهر هذا المشهد القاتم جانبًا من الحرب في اليمن يغيب عن العديد من الروايات، فالحرب ليست مجرد تحركات عسكرية واستراتيجيات، إنها أيضا قصص أشخاص اجتذبتهم الوعود والأحلام بحياة أفضل، لكنهم وجدوا أنفسهم في متاهة من الخداع والاستغلال الحوثي البغيض.
يعتبر هذا المقاتل، وأمثاله من المغرر بهم، ضحايا لا للحرب فحسب بل للأيديولوجيا والوعود الكاذبة التي تُغذي النزاعات، وتظل صورته، المدفونة جزئيًا بين الرمال، شاهدًا صامتًا على الثمن البشري للحروب والصراعات، مذكّرة كل من يراها بأن خلف كل سلاح وكل شعار سياسي، هناك قصص إنسانية معقدة وأحلام مدفونة تحت الرمال، فمثل قصة هذا المقاتل المغرر به، تعكس الحاجة الماسة إلى إنهاء الانقلاب الحوثي بصورة عاجلة، من أجل تحقيق سلام دائم، فلليمنيين الحق في الحياة والأمان والسعي نحو مستقبل أفضل، بعيدًا عن آلة الحرب التي تدمر الأحلام وتهدر الأرواح.