علي محسن الأحمر و حرب صعده
بقلم/ خالد صالح باوزير
نشر منذ: 15 سنة و شهر و 8 أيام
الثلاثاء 22 سبتمبر-أيلول 2009 04:32 م

قالوا عنه إنه الرجل الثاني في الدولة وأنه أحد الأعمدة الرئيسية لنظام الرئيس علي عبدالله صالح وشاركه الأيام الصعبة من مراحل حكمه، وقالوا عنه أنه مستفيد من حرب صعدة وقالوا وقالوا ومع ذلك لم تمنعه هذه الأقوال من أن يحمل بندقيته ويقاتل في الصفوف الأولى، يواجه الموت يومياً ولا يلتفت إلى الخلف، معرفته الأكيده لأهداف الحركة الحوثية تجعله هدفاً للسهام من الأعداء وفي أحيان كثيرة يتعرض لنيران صديقة.

جمهوري حتى النخاع، يمني الهواء والهوية، ولعل هذا هو ما يسبب له الأذية، شعاره طاعة ولي الأمر والامتثال لأوامره حتى ولو كانت في بعض الأحيان أمرّ من العلقم، هذه الأيام يفطر على صوت الآر بي جي، وعلى دوي مدفع الهاون يتناول سحوره، لم يلتقِ مع أهله وأولاده في شهر رمضان شأنه في ذلك شأن بقية القادة والأفراد في جبهات القتال، وما يميزه عنهم أنه يوصف من قبل البعض بخبث بأنه الرجل الثاني في البلاد، يرى الكثير من أفراده ضباطاً وأفراد يتساقطون أمام عينيه فينفطر كبده وهو الذي صنعهم ورباهم بيده ومع ذلك لا يلتفت إلى الخلف حتى وإن قالوا أنه مستفيد من حرب صعدة، يسقط الكثير من مرافقيه بين شهيد وجريح وهم حوله وتفصله عنهم بضعة أمتار فقط، فيلتفت هذه المرة ويلقي عليهم نظرة الوداع المصحوبة بتساقط الدمع من عينيه وهو يتذكر مرافقتهم له في أشد اللحظات وأحرجها فيدعوا لهم بالرحمة والغفران، ثم يواصل القتال ومع ذلك يقول البعض عنه إنه مستفيد من هذه الحرب، يحمل القناصة على كتفيه كشاب في العشرين من عمره، يوصف اندفاعه في كثير من الأحيان بأنه ضرب من الجنون، لا يلتفت لتحذيرات مرافقيه ومحبيه ولكنه يجيب عليهم بقول الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

أي يومّي من الموت أفر

يوم لا قُدّر أم يومٌ قُدر

يوم لا قُدّر لا أرهبه

ومن المقدور لا ينجو الحذر

فمهما اختلف معه البعض إلا أنه من الإنصاف أن نقف لهذا القائد وقفة تقدير واحترام.