الرئيس مع صحيفة الحياة
بقلم/ صحيفة الحياة
نشر منذ: 15 سنة و 7 أشهر و 4 أيام
السبت 28 مارس - آذار 2009 11:38 ص
 
قال الرئيس علي عبدالله صالح أن العلاقات اليمنية - السعودية هي اليوم في «أزهى عهودها»، مشيداً بسخاء السعودية في دعم جهود التنمية في بلاده، وأكد أن التنسيق بين أجهزة الأمن في البلدين «ممتاز» ويساهم في ضبط التطرف ومواجهة الإرهاب ومحاولات التسلل والتهريب عبر الحدود المشتركة، وأوضح أن استسلام المطلوب السعودي بدر العوفي تم بالتنسيق بين البلدين وأن التحقيقات معه أدت إلى كشف معلومات مفيدة.

نص الحوار:

> فخامة الرئيس، استقبلنا بالأمس خبر اعتقال مجموعة من العناصر الارهابية. هل يثير وجود هذه العناصر المتطرفة والمواجهات معها أي قلق لديكم؟

- لا... لا يوجد أي قلق، الإرهاب هو اليوم آفة دولية تضر بالسلم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، والإرهاب ظاهرة خطيرة ليس في اليمن فحسب، بل في معظم بلدان العالم، وأجهزتنا الأمنية يقظة وتتعقبهم من وقت لآخر وتحقق نجاحات إيجابية.

> لماذا اذاً تركيز العمليات على اليمن... ما هو تفسيركم لذلك؟

- تفسيرنا ربما لأن اليمن فيه تضاريس جغرافية صعبة، سواء صحراوية او جبلية او الوديان، وهذا واحد من العوامل. والعامل الثاني انهم يستقطبون الفاشلين في دراستهم وخصوصاً من صغار السن يؤثرون على عقولهم ويحشونها بأفكارهم المتطرفة. والعامل الآخر الفقر، حيث يستغلون حاجة هؤلاء وظروفهم الاقتصادية والاجتماعية. هذه ثلاثة عوامل رئيسية يستغلها الارهابيون للتغرير بالشباب وصغار السن. لا تنس ايضاً ان اليمن جزء من دول المنطقة ممن دفعت بالشباب الى مقارعة الوجود السوفياتي في افغانستان أيام المد الشيوعي، وهذا فرخ تفريخاً كاملاً وتأثر الذين ذهبوا إلى افغانستان وجاءوا يؤثرون على هؤلاء الشباب، وأكبر دليل على ذلك أنهم لم يستقطبوا الشخصيات المتعلمة أو حتى القبلية لكنهم استقطبوا صغار السن وخصوصاً من غير الجادين في دراستهم او الفقراء، فيعملون لهم غسيل دماغ ويحدث الذي يحدث.

> هل معظم المشاركين في هذه العمليات يمنيون.

- نعم، يمنيون وسعوديون.

> السعوديون الذين فروا من بلادهم؟

- نعم، كما ان معظم اليمنيين من الذين تربوا في المدينة او في مكة أو في جدة، أي من أصول يمنية وكان آباؤهم هناك.

> كيف تقومون مستوى التعاون الأمني مع السعودية؟

- التعاون الأمني بيننا وبين السعودية ممتاز، من أقوى أشكال التعاون القائم بين دولتين جارتين، وهناك تنسيق وتبادل للمعلومات بشكل سريع وتبادل تسليم المتورطين والمطلوبين للبلدين سواء من اليمنيين أو من السعوديين.

> هل يعني هذا ان التعاون أفضل؟

- نعم ومن أفضل ما يمكن.

> ومشكلة التسلل عبر الحدود والجهود لمكافحتها؟

- هناك تنسيق جيد بين البلدين ومكافحة للتسلل عبر الحدود سواء لمهربي المخدرات او مهربي الأسلحة او العناصر المطلوبة. تحقق الأجهزة الأمنية في المملكة وفي اليمن نجاحات ممتازة في هذا المجال، وقد ضبطت اجهزتنا الامنية كمية كبيرة من الأسلحة والمخدرات كانت ذاهبة إلى السعودية، كما ان الجانب السعودي ايضاً يلقي القبض على مثل هؤلاء المهربين. وهذا الامر يستقبل بارتياح كبير من جانبنا وجانب الاشقاء في السعودية.

> هل قضية استسلام العوفي كانت بالتعاون بين الأجهزة الأمنية اليمنية والسعودية؟

- نعم ونتيجة للتنسيق والتعاون بينهما.

> هل كانت نتائج ذلك جيدة؟

- نعم كانت نتائج التحقيقات معه جيدة، وكشفت قضايا عدة ومعلومات استفادت منها الاجهزة الامنية في البلدين.

> لو سمحت سيادة الرئيس اريد ان أسأل: هل تلقيتم تهديدات شخصية من «القاعدة»... عادة تستهدف المجموعات المتطرفة رموز الاستقرار في البلد؟

- شخصيا أنا لا لم اتلق أي تهديدات.

> هل كشفت الاجهزة الامنية اليمنية أي محاولة لاستهدافك؟... هل خططوا لاغتيالك؟

- لا... ولكن ربما تكون هناك... إشاعة لدى بعض الأجهزة في بعض دول الجوار، او ان بعض الاجهزة الاستخبارية الاجنبية تسرب مثل هذه المعلومات، او أي شيء من هذا القبيل ومن ثم ينقل الى اجهزتنا الأمنية. لكن نحن لم نكتشف أي شيء من هذا القبيل.

> تحدثنا عن التعاون الأمني مع السعودية، كيف ترون العلاقات السياسية اليوم بينكم وبين القيادة السعودية؟

- أفضل مما سبق وفي أزهى عهودها.

> وهل هناك تشاور مستمر بينكم؟

- هناك تشاور وتواصل مستمر والعلاقات مبنية اليوم على الثقة والاحترام. والسعودية تمد يد الدعم المالي والاقتصادي لليمن في مجال التنمية وتنفيذ المشاريع، وتعتبر من الدول الرائدة التي دعمت اليمن في مؤتمرالمانحين بلندن حيث قدمت منحة سخية، وأيضاً تعتبر من الدول الداعمة والمساندة التي قدمت لنا دعماً في مجال إعادة أعمار محافظة صعدة، وكذلك في مجال معالجة آثار كارثة السيول التي حدثت في محافظتي حضرموت والمهرة. السعودية من الدول الرائدة والمانحة بسخاء لليمن اكثر من أي دولة أخرى.

> نحن الآن عشية انعقاد قمة عربية بالدوحة، هل انتم متفائلون بان هذه القمة ستخرج بنتائج جيدة؟

- ربما ستكون مثلها مثل القمم السابقة.

> ماذا يعني ذلك؟

- هي ستكون مثل القمم العربية السابقة ان جاءت ايجابية فهي ايجابية وهذا أمر جيد وان جاءت بنتائج سلبية فأيضا هي أسوة بالقمم السابقة التي جاءت بمثل هذه النتيجة.

> أليس هناك أي أمر استثنائي في هذه القمة؟

- حتى الآن لم نستلم جدول أعمال القمة، ولكننا نتطلع أن تخرج قمة الدوحة بنتائج إيجابية سواء على صعيد رأب الصدع بين الأشقاء العرب وتعزيز المصالحة العربية وكذلك بين الأشقاء الفلسطينيين، وهذا في رأيي من أهم الاشياء التي ينبغي ان تتحقق خلالها. نحن في اليمن لدينا رؤية سنطرحها في القمة حول ضرورة تفعيل آليات العمل العربي المشترك وإيجاد صيغة جديدة لتعزيز التعاون والتضامن والتكامل بين أبناء الأمة وعلى مختلف الاصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية والعسكرية وغيرها. لدينا مشروع للاتحاد العربي أقر مؤخراً في البرلمان العربي وهو مرفوع الى القمة العربية عبر الامانة العامة لجامعة الدول العربية، فإذا كانت هناك جدية لتفعيل العمل العربي المشترك وجدية لوحدة عربية نواجه بها الظروف والتحديات الراهنة، فعلينا ان نأخذ بهذه الصيغة ولمصلحة الامة ومستقبل أجيالها. نحن أسميناه مشروع الاتحاد العربي وهو شيء جيد لرد اعتبار الأمة العربية أمام التحديات الإسرائيلية وغيرها، لأن إسرائيل ظلت تضرب بكل القرارات وكل الاتفاقات مع الفلسطينيين عرض الحائط. فاذا لم يكن هناك تضامن عربي حقيقي فإن الوضع العربي سيظل على ما هو عليه من الضعف والشتات، ولا ينبغي ان نعتمد على الولايات المتحدة الأميركية ولا على الاتحاد الأوروبي لتأديب إسرائيل أو إقناعها بالخضوع للسلام او التسليم بالحقوق العربية المغتصبة. إذا كانت هناك قوة سياسية اقتصادية عسكرية ثقافية تمتلكها الأمة العربية لمواجهة هذا التحدي ستأتي إسرائيل حينها مرغمة.

> تعني إرغام إسرائيل على التفاوض مع العرب.

- نعم إرغام إسرائيل على التفاوض والقبول بما نريد، ومن دون هذا الكلام فإن الامر سيظل مجرد كلام مكرر ولا معنى له مثل مياه النافورة تتكرر وتتكرر.

> هناك قلق لدى بعض الدول العربية بسبب تراجع موقع العرب في المنطقة وصعود ايران كقوة إقليمية وعلى حساب العرب ودورهم، كيف ترون هذا؟

- المشكلة هي في غياب التضامن العربي وعدم تفعيل العمل العربي المشترك وعدم قيامنا بمسؤوليتنا ازاء ما يجري من احداث في أكثر من قطر من اقطار الامة، سواء في فلسطين او الصومال او العراق او السودان او جزر القمر او لبنان وغيره. هذا التراجع والغياب العربي أديا إلى وجود إيران. وإيران نحن نرحب بها لأنها دولة إسلامية ولكن، الأولوية في حل قضايانا كانت لنا نحن العرب. إذا جئنا للاتحاد العربي وفعلنا العمل العربي المشترك سيكون ذلك خيراً لنا جميعاً وسيكون للعرب دور وشأن كبير في حل قضاياهم وفي ما يجري في المنطقة من تطورات ومتغيرات وتحولات.

> هناك حديث عن تدخلات إيرانية في الشأن المغربي وهناك حديث عن تدخلات إيرانية حتى في الشأن اليمني في موضوع الحوثيين تحديداً.

- كما قلت، فإن كل هذا التحرك السياسي للآخرين يأتي نتيجة غياب التضامن العربي. وإذا كان التضامن العربي فعالاً، بصراحة لا تستطيع أي دولة سواء إيران او غيرها ان تتدخل في الشأن العربي، لكن طالما الأبواب مفتوحة فإن ذلك يشجع الغير على التدخل في الشؤون العربية. لدينا مثل يقول: «باب تأتيك منه ريح سده واستريح»، وإذا عندك باب او نافذة مفتوحة أغلقها لكي تمنع دخول الرياح. للأسف ابواب ونوافذ الامة العربية مفتوحة بل ومخلعة لهذا فإن الامور سيئة.

> هناك دول عربية تشكو من عملية تشييع تشجعها إيران، هل هناك شيء من هذا القبيل يحدث في اليمن؟

- تستطيع ان تقول ان هذا كان منذ بداية قيام الثورة الإيرانية ضد الشاه محمد رضا بهلوي وكانت أهداف الإخوة في إيران واضحة حول مفهوم تصدير الثورة. لكن وكما قلت سابقاً اذا كانت هناك حصانة يصبح الأمر صعباً بل ومستحيلاً. انظر هل نجحت عملية التنصير في عالمنا العربي او الاسلامي. لا لم تنجح، لقد ظل الاستعمار البريطاني موجوداً في جنوب الوطن اليمني اكثر من 130 سنة ولكنهم لم يستطيعوا ان يقنعوا احداً بتغيير ديانته الاسلامية او تنصيره، ما عدا واحداً تقريباً، وربما تراجع بعدما رحل البريطانيون. ونحن نقول اذا كانت هناك حصانة داخلية سياسية او ثقافية او اجتماعية لا يمكن للآخرين ان ينجحوا في فرض توجهاتهم.

> كان هناك حديث في اليمن عن دور ليبي في موضوع دعم الحوثيين؟

- والله كل واحد يبحث عن دور في اليمن... الإخوان في ليبيا كانوا يبحثون عن دور وساطة. وكذلك الإخوان في قطر. والأخوان في إيران ايضاً يبحثون وهم يقومون وعبر بعض وسائل اعلامهم بتغطية إعلامية من وقت إلى آخر لما يقوم به الحوثي من أنشطة والترويج لها.

> اين صارت المشكلة مع الحوثيين حتى الآن؟

- نحن اتخذنا قراراً بوقف العمليات العسكرية من اجل وقف نزيف الدم اليمني وإحلال السلام في محافظة صعدة، وخيارنا هو خيار السلام، وقد وضعنا لتلك العناصر بضع نقاط ليلتزموا بها من أجل عملية السلام في المحافظة، وهي النزول من الجبال والانسحاب من المواقع وإخلاء المدارس وإعادة المنهوبات التي أخذوها من الدولة والمواطنين وعدم التدخل في شؤون السلطة المحلية لأن الدولة وحدها هي التي تمتلك السلطة، وبحيث يكون هؤلاء مواطنين صالحين لهم الحقوق نفسها وعليهم الواجبات نفسها التي لسائر المواطنين، وإذا ارادوا أن ينشئوا لأنفسهم حزباً سياسياً فلا مانع لدينا وطبقاً للدستور والقانون ومثل بقية الأحزاب، والوطن يتسع للجميع من دون اللجوء الى العنف او الإرهاب او التخريب.

> ومن الوسيط بينكم الآن؟

- لا يوجد وسيط. نحن شكلنا لجنة من بعض الشخصيات الاجتماعية من أبناء المحافظة وهي تقوم بهذا الدور لإقناع الحوثي بما أوضحنا سابقاً والتخلي عن العنف لأن ابناء محافظة صعدة هم أول المتضررين مما حدث.

> من اين يتلقى الحوثيون الدعم؟

- الدعم معظمه يأتي من الداخل. كل من كان لديه موقف من الثورة والجمهورية او من النظام السياسي وسواء كان ينتمي إلى النظام الإمامي البائد أو كان ينتمي إلى النظام الماركسي والشيوعي أو من كان ينتمي إلى بعض الأحزاب القومية ولديه خصومة او ثأر او موقف من النظام يقوم بتقديم الدعم لهؤلاء سواء كان الدعم معنوياً او مادياً بالاضافة إلى القيام بتغطية إعلامية في المواقع الإلكترونية وفي النشرات والصحف التابعة لهم. هؤلاء الذين يقدمون الدعم موجودون في صنعاء بل ان بعضهم ربما يكون موظفاً في السلطة، يكون عنده احياناً موقف من وزير او مدير إدارة او حتى الرئيس نفسه، فيقوم بكتابة مقال يخدم به الحوثيين عبر الإنترنت او الفاكس او الصحافة عموماً.

> اصدرت محكمة الجنايات الدولية قراراً في ما يخص الرئيس السوداني عمر البشير، كيف ترون هذا الموضوع وما هو موقف اليمن من هذا القرار؟

- هذا القرار يمثل سابقة خطيرة وهو يكشف غياب العدالة الدولية واختلال المعايير وازدواجيتها واذا سكت العرب على ذلك فإن الدور سيأتي على الآخرين واحداً بعد الآخر. وانا اقول وقد قلتها اكثر من مرة «اذا حلق ابن عمك بليت». واذا كانت اليوم في البشير مثلما بدأت بصدام حسين فإن الدور سيأتي على آخرين. صدام اعدم ليس لأنه يمتلك اسلحة دمار شامل او أسلحة نووية او كانت لديه مشكلة مع شعبه او انه كان على خلاف مع الاكراد او مع الشيعة او على خلاف مع أي طرف في العراق، ولكن ما جرى لصدام بحسب رأيي عملية انتقامية ثأرية من الادارة الاميركية السابقة ولأنه وضع صورة بوش الأب على مدخل فندق الرشيد فتولدت الرغبة في الانتقام وإزالة النظام وتم تلفيق اسلحة الدمار الشامل التي ثبت بطلانها وحتى القضايا الجنائية التي حاكموه عليها وكما تابعناها كانت قضايا صورية. لقد تحدثت بعد محاكمة صدام واعدامه بأن على الآخرين من العرب ان يجهزوا أنفسهم للحلاقة اذا لم يكن هناك موقف عربي موحد لأن الاميركيين وبحسب ما قالوا بأنهم سيخلصون العراق مما اسموه بالديكتاتور وضربوا العراق ودمروه، ولكن كم الذين قتلوا في الحرب العراقية - الايرانية التي استمرت خلال ثماني سنوات وكم الذين قتلوا اثناء التمرد على نظام البعث في العراق وكم الذين قتلوا عندما جاءت الديموقراطية الاميركية او الديموقراطية البوشية ؟!

> هل انت متفائل فخامة الرئيس بعهد الرئيس الاميركي الجديد باراك اوباما؟

- عهد اوباما لم يكتشف بعد لأن لديه إرثاً كبيراً وتركة ثقيلة.

> يعني لم يبدأ بعد؟

- نعم لم يبدأ بعد، لأن لديه تركة كبيرة وثقيلة خلفتها الادارة السابقة، فهو يعالج الوضع المالي والأزمة المالية والوضع الاقتصادي، والتصريحات او الخطابات التي نسمعها منه حول الاوضاع في منطقتنا والعالم تعطي مؤشرات ايجابية وتندرج في اطار المؤشرات الايجابية والنيات الحسنة. واعتقد انه سوف ينشغل خلال السنوات الأربع بالوضع الداخلي الاميركي، وإذا نجح في ترتيب الأوضاع الاقتصادية والسياسية الاميركية وتحسين الوضع بشكل جيد واشتغلت الشركات التي أصيبت نتيجة الازمة المالية واستطاع ان يتغلب على البطالة داخل الولايات المتحدة، فإنه يمكن ان يفكر في السياسة الخارجية بشكل ايجابي وربما يحدث ذلك في السنوات الأربع المقبلة، أي في الولاية الثانية للرئاسة.

> هناك من يتحدث عن إمكان حصول صفقة بين ايران واميركا حول المنطقة، هل ترون ذلك؟

- الصفقة موجودة منذ زمن. الإخوة في ايران وكما يعلم الجميع قدموا كل التسهيلات لاميركا في الوقت الذي ظلوا يقولون فيه انها الشيطان الاكبر، ولكن في حقيقة الامر عندما حدث غزو افغانستان وعندما احتل العراق فإن ايران قدمت التسهيلات البرية البحرية والجوية للولايات المتحدة وهذه حقيقة لا ينكرها حتى الايرانيون أنفسهم.

> وهل هذه الصفقة تقلق العرب؟

- اذا توحد العرب ليست هناك مشكلة. اذا عملوا على ايجاد اتحاد عربي قوي وامتلكوا القوة لأنفسهم لأن عندهم الامكانات اللازمة لذلك ولديهم الثروات النفطية والمعدنية والثروة البشرية والثروة الزراعية وامكانات كبيرة متوافرة، فإذا توحدت حالهم فإن بإمكانهم مواجهة التحديات ومواجهة أي خطر اينما كان مصدره. اذا كانت اسرائيل وتعدادها يبلغ حوالي سبعة ملايين استطاعت ان تفرض نفسها في منطقة الشرق الاوسط وفي وسط الامة العربية وبدعم اميركي وهي لا تشعر بوجود أي خطر عليها، فكيف الحال بالامة العربية ولديها كل تلك الامكانات والثروات.

> هناك من ألمح إلى دور لـ «حزب الله» في موضوع الحوثيين هل هناك أي دعم يقدم من قبله؟

- الدعم ربما لا يقدم من «حزب الله» كحزب او قيادة، ولكن من عناصر تنتمي إلى هذا الحزب. الذي افهمه هو أن الحوثيين تلقوا خبرات في صنع القنابل والالغام والذخائر من بعض الخبراء وبعض العناصر الذين ينتمون الى «حزب الله» وبعض العناصر الحوثية ترسل للدراسة في لبنان، ولا اعتقد بأن «حزب الله» تبنى ذلك الأمر رسمياً ولكن ربما من اشخاص في الحزب. علاقتنا مع «حزب الله» ممتازة لأننا ندعمه في مواجهة التحدي الاسرائيلي، لكن ربما هناك اشخاص متطرفون، قد لا تكون لقيادة الحزب علاقة بهم، يكون لهم ضلع في الامر او رضا عما يحصل، ولكن بعض الحوثيين يذهبون اليهم ويحاولون التقرب منهم وينقلون اليهم معلومات مضللة ليكسبوا ودهم ويقولون لهم في حقيقة الامر نحن شيعة وهم ليسوا شيعة وليس لدينا في اليمن شيعة بل لدينا زيدية ولكن بعض هؤلاء يقولون إنهم شيعة او متشيعون.

> توصلتم الى اتفاق مع واشنطن حول تسليم اليمن مواطنيه المعتقلين في غوانتانامو، فما هي حقيقة ان اميركا ستسلم اعداداً منهم الى السعودية وما سبب التردد اليمني في ذلك؟

- نحن طالبنا اميركا بتسليم المواطنين اليمنيين الموجودين في سجن غوانتانامو الى الحكومة اليمنية، وكانوا طلبوا منا ان نقوم بسجنهم. قلنا لهم نحن لا نستطيع ان نسجن أي مواطن يمني ما لم يكن مرتكباً جريمة جنائية او توجد عليه أي ادلة تدينه، واننا مستعدون لإحالته الى المحاكمة. وقد تواصلنا معهم على اساس ان نستقبلهم ونعد لهم مركزاً للتأهيل وهم سيمولون هذا المركز بحيث تتوفر مساكن للسكن مع اولادهم واسرهم واعادة تأهيلهم ثقافياً واجتماعياً ومهنياً. قالوا ان هذا سوف يأخذ وقتاً بالاضافة إلى انهم ليس لديهم التمويل الكافي في الوقت الحاضر للمشروع الذي تبلغ قيمته 11 مليون دولار وهم يبحثون عن تمويل ولكنهم يقترحون في الوقت الراهن ذهابهم الى السعودية. قلنا لهم بالنسبة الينا هؤلاء مواطنون يمنيون ويجب ان يذهبوا الى اليمن، نحن نرحب بهم في اليمن ونعيد تأهيلهم في اليمن. قالوا انتم ليست لديكم خبرة في التأهيل. قلنا نحن مستعدون ان نستقبل الخبراء الذين أهلوا السعوديين ويأتون ببرامجهم نفسها لإعادة تأهيل من سوف تسلموننا اياهم. وما زال البحث جارياً في هذا الامر. هم يقولون دعوهم يذهبون للسعودية لكي يتأهلوا هناك حتى يكونوا قريبين من المنطقة ومن أسرهم، قلنا نحن لا نقبل الا ان يعودوا الى اليمن لكن اذا اتفقتم مع السعودية، وان السعودية سوف تستقبلهم هذا شيء آخر. لكن بالنسبة إلينا نحن نستقبلهم في اليمن ونطالب بعودتهم لليمن.

> هل الحوار مع المتطرفين جاء بفائدة؟

- هل تعني المتطرفين من عناصر تنظيم «القاعدة»؟

> نعم.

- الفائدة تحققت بنسبة جيدة. نحن بدأنا الحوار قبل أي دولة اخرى وتستطيع ان تقول بأن أكثر من 60 في المئة نجح معهم الحوار وأثمر، ولكن البعض الآخر لم يصلحوا ولم يعودوا الى جادة الصواب وخرجوا وتفجروا وبعضهم سجن للمرة الثانية ولكن نسبة 60 في المئة ممن تم الحوار معهم وخرجوا من السجون تستطيع ان تقول إنهم يعيشون هادئين وملتزمين بنتائج الحوار واندمجوا بشكل ايجابي في المجتمع.

> هل تأجيل الانتخابات مثل حلاً بالنسبة إلى ما كان قائماً من اشكالات مع احزاب المعارضة، وكما علمت لقد كنت انت معارضاً اساساً لهذه الخطوة ثم وافقت عليها في ما بعد. ماذا تتوقع لها من انعكاسات على الوضع الداخلي الحالي؟

- نحن بالنسبة الينا كنا نصر على ان تتم الانتخابات في موعدها المحدد، ولكن كانت هناك اشكالية بين القوى السياسية وكل واحد يفسرها بطريقته. واحد يتحدث عن ضرورة إصلاح المنظومة الانتخابية وآخر يقول لا نقبل بالغالبية. يعني احزاب المعارضة ترفض الغالبية وحزب الغالبية (المؤتمر الشعبي العام) يقول انا ملتزم بالغالبية وبما أفرزته نتائج الانتخابات، وصار هناك حوار حول إعادة تشكيل اللجنة العليا للانتخابات وإعادة قانون الانتخابات، فصارت مشكلة ومماطلة وحوارات الى ان حان الوقت واقتربنا من موعد اجراء الانتخابات ولم يتم، فجرت الحوارات بين المؤتمر الشعبي والاخوة في أحزاب اللقاء المشترك على رغم أن احزاب المجلس الوطني للمعارضة ما زالوا يرفضون هذا الاتفاق، كما أن كثيراً من القوى السياسية ترفضه ايضاً، ولكن من أجل ان لا يحصل أي فراغ دستوري اتفق المؤتمر مع الاخوة في اللقاء المشترك على التأجيل. وانا كنت اخبرتهم ان التأجيل ممكن لمدة 60 يوماً وخلال هذه الفترة تعالج القضايا الخلافية ثم ندخل الانتخابات. قالوا انهم غير قادرين خلال 60 يوماً ان ينجزوا كل شيء، وتحاوروا في ما بينهم وانا كنت حينها في الخارج، كنت في روسيا، وأبلغوني انهم اتفقوا على فترة التمديد لمجلس النواب الحالي سنتين، وانا وافقت تحت الالحاح على فترة السنتين وقلنا لا تمثل الفترة مشكلة ولكن ان شاء الله نأتي إلى نهاية السنتين وقد تخلصنا من كل هذه التباينات التي بين القوى السياسية ثم نذهب الى الانتخابات البرلمانية.

> هناك حديث بأن جزءاً من الاشياء التي سيتفق عليها هي ولاية جديدة لفخامتك لأنه معروف بأن هذه هي آخر ولاية دستورية لك. هل هناك شيء من هذا الكلام بالفعل؟

- أولاً انا ملتزم الدستور وهذه الولاية التي انا فيها، وبالنسبة اليّ انا لن ارشح نفسي ولن اقبل أن يرشحني أحد.

> لماذا؟

- خلاص، الانسان صار عنده زمان واستهلك شبابه واستهلك خبراته خلال ثلاثين عاماً. اذا منّ الله علينا بالعافية بأن ننهي ما تبقى من الاستحقاق الدستوري وإن شاء الله اليمن مثلما أنجب علي عبدالله صالح سيجنب الكثير من الرجال الذين يحلون محل علي عبدالله صالح.

> أليس من الصعب على الرئيس في العالم العربي ان يصبح لقبه الرئيس السابق؟

- انتم في لبنان عندكم رئيس سابق. الرئيس السابق شيء جيد، وهذا يعني انه استطاع ان يحقق اشياء وينجز اشياء ويسمونه بالرئيس السابق.

> أليس لديك تعلق بالسلطة؟

- لا، لا.

> هل تولي الرئاسة في اليمن أمر متعب؟

- والله انا اقول دوماً إن الحكم في اليمن يشبه في صعوبته الرقص على رؤوس الثعابين.

> كالرقص على رؤس الثعابين؟

- نعم.

> كيف بقيتم رئيساً لهذا البلد الذي يمر بمراحل مضطربة والحكم فيه صعب، كيف ولم يحدث أي انقلاب ولم يحدث شيء، ما هي الوصفة التي امتلكتموها ونجحتم من خلالها؟

- اولاً معرفة توجهات الناس وطموحاتهم وتفكيرهم وثقافتهم واحتياجاتهم تنموياً وثقافياً وكيف تتعامل مع المواطن بثقافته، واحد بعلمه وواحد تتعامل معه بأميته وواحد تتعامل معه بعصبية منطقته او قريته او حزبه. إنها مثل قراءة كتاب لا بد ان تقرأ ما بين السطور وتفهم المعاني، فلكل انسان ولكل منطقة وكل حزب ثقافة وخصوصية ولا بد ان تقرأ القراءة الصحيحة لكل سطر معانيه ولكل منطقة او حزب ثقافته. يجب ان تكون على دراية قبلياً وثقافياً واجتماعياً وسياسياً، واذا قرأت الكتاب بإمعان سوف يصبح من السهل معرفة كيف تحقق اهدافك.

> هل لديك قلق بأن الوضع اليمني أصبح مثل الوضع الباكستاني ومن أن القاعدة قد تتحصن في اليمن؟

- هذا امر مستحيل وبعيد ابعد من عين الشمس، والأميركيون يتحملون مسؤولية كاملة عن ما يحدث في افغانستان نتيجة التدخلات. نحن في اليمن نرفض التدخلات في الشأن الداخلي اليمني ولا احد يعلمنا الديموقراطية. نحن تعلمناها بأنفسنا ولم نتعلمها كما تعلم البعض الديموقراطية البوشية. نحن اخذنا بالديموقراطية لأننا بلد شوروي منذ القدم، ولا يصلح لنا الا هكذا. ان تأخذ الشخصيات الاجتماعية والسياسية دورها وتكون شريكة في السلطة هي الترجمة عندنا لمبادئ الثورة وهي ترتكز على توسيع قاعدة المشاركة.

> هل يحصل اليمن على مساعدات كافية لمحاربة «القاعدة»؟

- نعم نحصل على مساعدات ولكن في مجال التدريب.

> ممن؟

- من الاميركيون وهي خبرات بسيطة متواضعة.

> كيف كانت آثار الازمة الاقتصادية العالمية على اليمن؟

- آثارها كانت على البلدان كافة ونحن منها، ولكن بقدر حجمنا، فنحن لسنا من الدول المتعاملة في البورصة وليس عندنا مال كثير ولكن مشكلتنا انخفاض اسعار النفط وهذا أثر علينا لأننا نعتمد في 75 في المئة من الموازنة العامة على النفط بالاضافة إلى انخفاض انتاجنا منه وهذا أثر علينا ايضاً سلبياً.

> هناك تقارير دولية تتحدث عن مشكلة فساد في اليمن وان هذا خطر على الوضع الاقتصادي والسياسي؟

- والله الفساد موجود في اكثر من مكان في العالم وليس هناك أي دولة الا ولديها مشكلة فساد. ولكنْ، كل يأخذ فساده بحجم دخله. كلما كان الدخل كبيراً كلما كان الفساد اكبر. واذا كان الفساد موجوداًً في اميركا وهم الذين يتحدثون عن الفساد في العالم، ولعلكم تابعتم الفضائح في هذا الجانب خصوصاً بعد ظهور آثار الأزمة المالية العالمية. لهذا فالفساد على حسب الدخل، انت اذا اردت ان تتحدث عن الفساد وحجمه قس دخل كل دولة. هناك فساد في اوروبا وفي كل أنحاء العالم. عندنا تستطيع ان تقول ان هناك بعض الممارسات الفاسدة، والفساد ليس مالياً وإدارياً فحسب، بل هناك فساد سياسي وثقافي ولكن الفساد السياسي يروج ويتحدث عن فساد مالي وإداري. نحن حددنا آليات لمنع الفساد ومكافحته وأنشأنا هيئة لهذا الغرض. قد لا نستطيع القول انه لا يوجد فساد، ربما يوجد فساد، ولكن ليس بالحجم الكبير. انظر إلى الموازنة في اليمن كم هي وكم سيأتي منها فساد وانظر إلى حجم الانجاز وقس الموازنة والانجاز، أي اعمل مقارنة بين الموازنة والانجاز لترى بأن الحديث عن وجود فساد إنما هو ضجيج أعلامي أكثر منه حقيقة واقعة.

> كيف هي علاقتكم بالبنك الدولي حالياً وصندوق النقد والاطراف المانحين؟

- لا بأس بها.

> هل هناك تطورات تجاه الاسماء الموجودة في خارج اليمن مثل الرئيس علي ناصر محمد وحيدر ابو بكر العطاس. هل توجد أي اتصالات معهم او لديكم اي مبادرات جديدة لإعادتهم؟

- اولاً هم مواطنون يمنيون ومن حقهم العودة للوطن متى شاؤوا، ولكن لا توجد أي مبادرات جديدة في هذا الشأن. نحن ألغينا الاحكام التي صدرت عليهم والاحكام كانت على الاخ علي ناصر من رفاقه في حكومة جمهورية اليمن الديموقراطية سابقاً وألغينا عنه هذه الاحكام. وكانت هناك عقوبة مع مجموعة من رفاقه بالإعدام وقد ألغيناها بعد اعادة تحقيق الوحدة المباركة في 22 ايار (مايو) 1990. كانت هناك مجموعة احكام على حيدر العطاس ورفاقه بالاعدام بعد ان اصدر القضاء بحقهم تلك العقوبة نتيجة دورهم في فتنة الحرب والانفصال في صيف 1994 وألغيناها. لم تعد هناك أحكام وليس عندنا أي مؤاخذة عليهم وان كانوا في بعض الاحيان يقومون بدعم الانشطة التي تقوم بها بعض العناصر الخارجة على الدستور والقانون للاضرار بالوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي تحت مسمى قضية الجنوب. وقضية الجنوب قضية معروفة منذ 1993 - 1994 وهي قضية عناصر أعلنوا الحرب والانفصال وهربوا الى الخارج، جزء منهم صلحوا وعادوا الى الداخل ومن جديد أعادوا الكرة وعبر عناصر قليلة ومحدودة يتحركون في بعض المناطق في بعض المحافظات ويدعون بما يسمى قضية الجنوب، وليس من حق احد ادعاء الوصاية لا على الجنوب ولا على الشمال. الجنوب والشمال اخذا قراراً وصارا اسرة واحدة وهما في الأساس شعب واحد وعقيدة واحدة وتاريخ واحد وجغرافيا واحدة ومصير واحد ومصالحهما واحدة. ولهذا لا قلق على الوحدة من هؤلاء او من الذين يدعمونهم في الخارج او الذين تسمع لهم صوتاً من وقت لآخر، فهؤلاء فاتهم القطار وعفى عليهم الزمن ولكنهم يكتبون في بعض الصحافة ومواقع الانترنت للتذكير بأنفسهم ليس إلا.

> هل تقصد المقيمين في الخارج؟

- سواء في الخارج او في الداخل هؤلاء جميعاً لا يشكلون أي خطورة، لأنه جاءت قيادات جديدة منحها الشعب ثقته عبر صناديق الانتخابات سواء النيابية او المحلية او الرئاسية اما هؤلاء فانهم أصبحوا منسيين ومن مخلفات الماضي ومخلفات الاشتراكية الماركسية.

> هناك اطراف تقول ان الصلح الذي اعتمد مع الحوثيين كان لمصلحة الحوثيين؟

- نحن لا يهمنا لمصلحة من يكون، فهؤلاء مواطنون يمنيون، فإذا صلح الحوثي والتزم بالدستور والنظام والقانون فهو مواطن ولكن اذا عاد الى الفوضى فهو سوف يتحمل مسؤولية ذلك.

> هل الوساطة القطرية ما زالت قائمة؟

- لا، الوساطة القطرية انتهت، وهي للاسف شجعت الحوثي للتمادي وجعل من نفسه نداً للدولة، وهذه كانت من الجوانب السلبية التي وقعت فيها الحكومة اليمنية.

> الا تشعرون فخامة الرئيس بالقلق من الوضع في الجنوب؟ ألا يثير لديكم أي قلق؟

- لا، أبداً لا نشعر بأي قلق.

> لماذا؟

- لأن المواطنين على مستوى عال من الوعي وهم حريصون على وحدتهم وهذه التي تسمعها هي اصوات نشاز معزولة ولا تعبر سوى عن نفسها.

> هناك كلام بأن الحكومة تؤجل معالجة الأوضاع في الجنوب.

- بالعكس، الحكومة لا تفعل ذلك. هل هناك شخص او جهة تحب ان تعمل لنفسها مشاكل او تفضل بقاء أي مشكلة؟

> لا... ولكنها ترحل هذه المشاكل؟

- ليس هناك قضايا ترحل. التنمية اليوم في المحافظات الجنوبية افضل بنسبة اكثر من 70 في المئة من التي كانت تتم خلال الماضي هناك، لماذا؟ لأن البنية التحتية عندما جاءت الوحدة كانت غير موجودة في المحافظات الجنوبية ولم تكن توجد جامعات ولا طرقات ولا اتصالات ولا مدارس وغيرها من مشاريع البنية التحتية، والحكومة توجهت إلى تلك المحافظات حتى يلمس المواطنون هناك خير الوحدة والحرية والديموقراطية والأمن والامان، وهذا اهم انجاز في الوحدة لأن الاخوان في المحافظات الجنوبية سلموا من الاعدامات والتصفيات الجسدية التي كانت تتم خلال الصراعات. لأنه من فترة إلى أخرى كل طرف يذبح الآخر والآن صار لنا أكثر من 19 سنة منذ قيام الوحدة لم تحدث مثل تلك الصراعات الدامية واطمأن الناس على أرواحهم وممتلكاتهم وانتهى سفك الدماء والمآسي التي كانت تحدث هناك في كل جولة جديدة من الصراعات التي لم تتوقف الا بعد اعادة تحقيق الوحدة.

> كيف يرى اليمن ظاهرة القرصنة وكيف يتعامل معها؟

- نحن نتعاون مع المجتمع الدولي ومع الدول الموجودة في المياه الدولية قبالة خليج عدن والسواحل الصومالية مثل الاميركيين والفرنسيين والالمان والهولنديين والماليزيين والهنود وغيرهم لمكافحة القرصنة البحرية. بالنسبة إلى سواحلنا فهي آمنة وخفر السواحل والبحرية اليمنية حققا نتائج ممتازة واستطاعا ان يسيطرا ويمنعا اكثر من حادث قرصنة.

> هل صحيح ان دولاً كبرى طلبت منكم ان تقيم لها قواعد في بعض الجزر اليمنية؟

- لا. هذا غير صحيح ونحن دعونا إلى إنشاء مركز اقليمي في اليمن لمكافحة القرصنة من اجل التنسيق وتبادل المعلومات وادارة عمليات مكافحة القرصنة لأن القضية تضر بمصالح الجميع وهي تهدد أمن وسلامة الملاحة الدولية.

> هل الوضع في الصومال خطر على اليمن؟

- نعم خطر جداًً ليس على اليمن فحسب، بل وعلى المجتمع الدولي الذي لا يعرف ماذا يعاني اليمن نتيجة تفكك الصومال ومن الحرب التي تدور في الصومال على مدار 19 سنة، وهناك الآن اكثر من مليون نازح صومالي في اليمن ونحن نتحمل نتيجة ذلك عبئاً اقتصادياً وثقافياً وصحياً واجتماعياً وامنياً. لذلك نحن ندعم أي حكومة في مقديشو تعيد ترتيب الاوضاع ونقدم لها الدعم المادي والمعنوي والمالي وندعو ودعونا كل الدول في الاتحاد الاوروبي وأميركا ودول الجوار الى دعم أي حكومة صومالية تدخل مقديشو من اجل اعادة بناء مؤسسات الدولة الصومالية واحلال الأمن والاستقرار والسلام في الصومال والحفاظ على وحدته.

> حتى لو كانت حكومة اصولية؟

- المهم ان تكون حكومة قادرة على ترتيب الأوضاع في الصومال واحلال السلام فيه. حكومة شيخ شريف احمد هي حكومة ان شاء الله معتدلة، وهو شخص معتدل معروف، وانا اعرفه جيداً، وكان رئيساً للمحاكم. والآن يواجه ضغوطاً من الشباب الذين انفصلوا عن المحاكم ويواجه صعوبة معهم، ولكنه يدعوهم الى الحوار وعلى تواصل معهم. نحن اتفقنا مع كثير من الدول الشقيقة ومنها المملكة العربية السعودية والاخوان في دولة الامارات العربية المتحدة على تقديم العون والمساعدة لحكومة شيخ شريف احمد.

> هل هناك علاقة بين القرصنة والإرهاب؟

- ربما، فالملة واحدة ولا تستطيع التفريق بين هؤلاء، فبعض هؤلاء من اللصوص الباحثين عن المال عبر طريق القرصنة وبعضهم عقائدي وموجه من تنظيم «القاعدة» من اجل الازعاج الأمني وأيضاً من اجل الحصول على المال.

> ما هي قصة السلاح الروسي الى اليمن، ولماذا ثار جدل كبير حولها. هل هناك صفقة كبرى؟

- اخذ الأمر ضجة اكثر مما يستحق، والحقيقة يوجد تعاون مع روسيا وتسليحنا معظمه روسي، وقمنا بتحديث بعض أسلحتنا، كما اننا اشترينا بعض الآليات التي نحتاجها لدعم القدرات الدفاعية والامنية لبلادنا. لم يفهموا أنها بعض الاليات التي نحتاجها. تستطيع ان تقول انها بأقل من مليار دولار لأنها عبارة عن اسلحة متوسطة وخفيفة للجيش، فلماذا يعارضون ذلك؟ وهي كانت مقابل إعفائنا من مديونية لروسيا تبلغ قيمتها مليار ومئتين مليون دولار وبالتالي فإن هذه الصفقة التي تبلغ قيمتها اقل من مليار دولار أصبحت وكأنها هبة. المعارضة لم تفهم ذلك. للأسف. لا يعرفون مصلحة اليمن.

> فخامة الرئيس، في اليوم الذي وصلت فيه الى السلطة هل كنت تتوقع أن تظل فيها كل هذه الفترة؟

- صحيفة «واشنطن بوست» الاميركية كتبت عندما توليت السلطة بأن الرئيس صالح لن يستمر في السلطة اكثر من ستة اشهر.

> هل تقصد أن عهد الانقلابات والمفاجآت انتهى؟

- بدأ عهد الديموقراطية، عهد الرأي والرأي الآخر والمشاركة الواسعة في الحكم، وهذه من ايجابيات الديموقراطية لانه بدلاً من أن يطبخ كل شيء تحت الطاولة، صارت الامور جميعها فوق الطاولة.

> ما هي اخطر المراحل التي مرت بك خلال فترة 31 عاماً وما هي أصعبها؟

- في الحقيقة مررنا في اليمن بصعوبات جمة منها صعوبات التخريب في المناطق الوسطى من قبل الجبهة الوطنية التي كانت مدعومة من حكومة جنوب الوطن حينذاك، وكانت فترة صعبة جداً وظروف صعبة، تليها حرب الانفصال في 1994والتي كانت هي الاخرى من الصعوبات الجمة التي واجهها الوطن. وهناك اكثر من موقف صعب، صعوبات اقتصادية وصعوبات اخرى منها عدم حل مشكلة الحدود بين اليمن والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان وهذه كانت تمثل مشكلة خطيرة، ولكن عندما حلت هذه المشكلة الحدودية بين اليمن والسعودية فإنها اسهمت اسهاماً كبيراً في تثبيت الأوضاع الداخلية وخدمة الاستقرار الاقليمي.