قطر ..تغيير ناعم بحجم الطموح
بقلم/ عبدالخالق عطشان
نشر منذ: 11 سنة و 4 أشهر و 7 أيام
الأحد 30 يونيو-حزيران 2013 04:03 م

منذ تولي الأمير حمد بن خليفة مقاليد الحكم وقطر تخطو خطوات متسارعة صوب الرقي والتقدم والتنمية الشاملة في شتى مناحي الحياة ورغم كل الاستحقاقات التي قدمها الأمير حمد إلا أن ذلك لم يمنع الأسرة الحاكمة من الطموح فوق طموح أميرها ولم تجد بداً هذه الأسرة المالكة من تشبيب القيادة القطرية وتسليم الراية بصدر رحب إلى الأمير الشاب تميم والذي جاء من رحم الربيع العربي والذي كان لقطر فضل فيه وهو أمير ذو 33 عاما وهي نفس المدة التي حكم فيها صالح وعائلته اليمن وشتان ما بين أعوام صالح وأعوام تميم وما بين الأسرتين والبلدين فـ 33 للقطريين تعني أن هناك إبنٌ شاب حمل الراية القطرية ليكمل مشوار أبيه في الطموح والرقي والإنجازات وإكمال الاستحقاقات الداخلية والخارجية و 33 لليمنيين تعني سنواتٍ خلت من أي طموح وفقر في الانجازات ومليئة بالعثرات ولم ينل منها الشعب إلا الحسرات ، والأسرة الحاكمة في قطر أخذت وأعطت ويطمع أفرادها في الحكم ليطمحوا في الرقي بشعبهم والنهوض ببلدهم وهم أي الأسرة الملكية القطرية ليس في قاموسهم لغة المسدسات وتدخل المدرعات و (مثقفون ) يتميزون بلغة التفاهمات والحوارات والمشاورات لاختيار أمير وتوديع آخر..

لا يوجد في قطر متخصصون للتمديدات ولا لتصفير أو لقلع العدادات الملكية لغرض ديمومة حاكم كما هو عند أنصار النظام السابق في اليمن ولا يوجد في قطر أنصار لشرعية الأمير يجيدون قنص المعارضين وقطع الطرقات والخدمات من أجل التشبث بزعيم حتى الممات وإنما في قطر هنالك حقيقة ( البقاء لله ) وأن دوام الحال من المحال وكما أن التغيير سنة في الأنظمة الجمهورية فقد جعلت الأسرة الحاكمة القطرية من التغيير فرضا لازما على الدول الملكية وتدرك الأسرة الحاكمة في قطر أن الوراثة حقيقة أيضا إلا أنها تستخدمها للمنفعة العامة والخاصة دون الاستئثار بها بينما غيرهم من الجمهوريين جعلوا من الاستحواذ على الحكم استعبادا للشعوب فكان الحكم أمرا وراثيا يورثه الحاكم الجمهوري لإبنه ولولا الربيع العربي لأصبح عند أحفادهم توارث بالفطرة
ولأن الأسرة الملكية القطرية ليسوا من( البطنين ) أي ليسوا من أبناء الإمام علي وفاطمة عليهما السلام إلا أنهم يجيدون فن التعامل مع شعوبهم والمحيط الخارجي ودون علو أو استحواذ ودون أي (صيحة أو صرخة ) ولم يكن لهم أي شعارات لموت أحد سوى الموت لأعداء الحرية.، وليس لهم مرشدا أعلى يقف حجر عثرة أمام تطلعاتهم ومنه يستمد الأمر والنهي رغم أنف الديمقراطية ومشتقاتها في قطر التغيير لم يحتج إلى ساحة ومنصة وشباب ثائر ولا إلى إنضمامات عسكرية ولكنه كان محتاجا إلى إرادة أنضجتها التحديات والتي يسوقها الواقع يوما بعد يوم والتي تحتاج إلى همم شبابية تكون على قدر تلك التحديات مستفيدة من خبرة السابقين في مواجهتها فلذلك كان هذا التغيير الناعم وبأيدي نظيفة وثابتة بل لقد كان للمرأة دور في التغيير القطري وتحديدا دور الأميرة (موزه ) والتي أصبحت (توكل قطر) إلا أن توكل قطر كانت في مقدمة المسيرة والحشد الملكي العائلي المتطلع لطموح أكبر بينما توكل اليمن في مقدمة المسيرات الشبابية الثورية والمطالبة بإسقاط نظام [لا يُشبع من جوع ولا يُؤمِن من خوف] وشتان بين نظام الأمير ونظام الزعيم كثير هم المتخرصون على التغيير القطري وأنه بإيعاز أمريكي لمواجهة المد القرضاوي والإخواني وحرفهما مسار الدعم القطري للربيع العربي لصالح الأخوان ، ولم يبقى إلا أن يقول المتخرصون بإن الأخوان سبب في فوز ريحاني وهبوط شعبية فرنسوا هولاند رئيس فرنسا..؟ فهل إلى هذا الحد أصبح الأمير حمد عصيا على أمريكا ؟ ولو رد الأمير حمد على هؤلاء المتخرصون لقال : وإذا أتتك مذمتي من ناقصٍ :: فهي الشهادة لي بأني كامل.. وما أضن الأمير تميم إلا كما قال القائل (هذا الشبل من ذاك الأسد )..والله وحده من بيده قلوب العباد.