المخلوع  يقاد إلى صعدة أسيراً ..  نهاية ذل
بقلم/ أحمد عايض
نشر منذ: 7 سنوات و شهر و 28 يوماً
الجمعة 15 سبتمبر-أيلول 2017 05:08 م

تهاوى المخلوع سريعاً عقب فعاليته الفاشلة في ميدان السبعين التي كانت الفرصة الأخيرة له للتحرير من إذلال الحوثيين له ولقيادة حزبه, وفرصة لتقديم نفسه لبعض المراهنين عليه كمنقذ لليمن من هيمنة المد الإيراني, إلا أن فعالية حزبه بذكرى التأسيس يوم 24 أغسطس الماضي, أيقظته وأيقظت بقايا المغرورين به من سباتهم, وأثبتت المتغيرات والثوابت لتلك الفعالية انه فقد عنصر القوة والمباغتة والسيطرة على الوضع.

عقب تلك الفعالية التي صاحبها ضجيج مؤتمري كبير, برز من الضاحية الجنوبية "نضال السبع" وهو أحد المقربين من دوائر حزب الله اللبناني معلناً عبر حسابه في "تويتر" مباركاً لكل طوائف الشيعة في اليمن والمنطقة "أن الحوثي قام بعملية جراحية استباقية دقيقة"، حسب وصفه. وقال: "إن الحوثيين يرسمون الآن معالم اليمن الجديد"، مضيفاً: "أن الحوثيين حازوا على مفاتيح صنعاء بانقلاب أبيض، بأقل الخسائر والتكاليف"، مفاخراً بقوله: "إن مرحلة جديدة صالح لن يكون جزءاً منها".

الانقلاب الأبيض حسب توصيف الضاحية الجنوبية جاء على ضوء تقارير صاعدة من الحوثيين تؤكد هيمنتهم على الوضع وعلى المخلوع. حيث يستند الحوثيون في مخططهم على إعلان حالة الطوارئ التي بموجبها سيتم ابتلاع المؤتمر كتنظيم سياسي وإخماد معارضته لهم إلى الأبد.

‏حالياً يدفع تيار كبير وواسع من السلاليين داخل الحركة الحوثية وبقوة بالتعجيل بإعلان حالة الطوارئ, وتنفيذاً لتلك الخطوة اصدروا قرار تعيين السلالي أحمد المتوكل رئيساً لمجلس القضاء الأعلى.

ذلك القرار الذي مثل مفاجآة للمخلوع وحزبه تسبب في ردة فعل مؤتمرية معاكسة تمثلت بإعلانهم رفض تلك التعيينات, لكن يبدو أن اعتراضاتهم لم يؤبه بها وتم رميها عرض الحائط.

مضى الحوثيون في تحديهم للمخلوع ولحزبه وعجلوا بإجراءات التعيين حيث أدى المتوكل اليمين الدستورية أمام الصماد في القصر الجمهوري رئيساً لمجلس القضاء الأعلى, دون أي ردة فعل من الطرف الآخر. 

ما يحدث من تسارع للأحداث يجرنا إلى نتيجة حتمية مفادها إصرار الحوثيين على التحرك للوصول إلى وضع قانوني جديد بموجبه يمكنهم من تنفيذ الانقلاب الأبيض ضد المؤتمر وزعيمه.

حتى اللحظة نجح الحوثيون وبشكل كبير في تطهير كلي لوزارة الداخلية من أنصار المخلوع كونها الوزارة المعنية بالتنفيذ الحرفي لقرار إعلان حالة الطوارئ, خاصة فيما يتعلق بالاعتقالات والتحقيقات في التهم التي سيتم توزيعها على شركائهم في الانقلاب.

داخل أروقة البيوت السلالية ينادي ‏قطاع واسع منهم باستمرار نكبة 21 سبتمبر، في إشارة لإزاحة حزب المؤتمر من طريق أهدافهم, كونه أصبح حجر عثرة أمام أطماعهم التوسعية للهيمنة الكلية على عرش السلطة.

يمكن إعلان حالة الطوارئ عن طريق المجلس السياسي وبمباركة رئيس القضاء الأعلى دون الاكتراث لأي اعتراض مؤتمري, أو عن طريق قيام مجلس القضاء الأعلى بحل المجلس السياسي والبرلمان وإعلان الطوارئ وتسليم السلطة لرئيس مجلس القضاء.

‏يستميت الحوثة للوصول إلى إعلان حالة الطوارئ، باعتبار ذلك مبرراً من خلاله سيتم مباغتة قيادات المؤتمر وبقايا قيادات الحرس الجمهوري باعتقالهم والصاق تهم مسبقة ضدهم تتيح الزج بهم إلى السجون والمعتقلات.

شخصياً لا أستبعد قيام قناة المسيرة بنشر صوراً لمنازل قيادات المؤتمر وهي متخمة بالأسلحة أو غيرها من هزليات المسيرة التي تجيد حبكها ضد خصومها كما حصل عشية إسقاط العاصمة صنعاء, وكيف حولت منزل الفريق الركن/ على محسن الأحمر الى مخزن ملئ بالذهب والأموال, ثم تبخر كل ذلك لاحقاً.

قبل أيام نشر الحوثيون إحصائيات بقوائم قتلى الحرب الأولى "أكثر من مائتي قتيل"، وأعلنوها صراحة أن المخلوع هو من قام بتصفيتهم وفي مقدمتهم السيئ حسين بدر الحوثي وسبعة من أسرته في مؤشر واضح لمحاكمته قريباً. 

لن نستبعد قيام الحوثيين باعتقال عفاش واقتياده إلى صعدة, لمحاكمته والتشفي فيه, إن لم يقيموا مراسيم خاصة لتصفيته على غرار ما حصل مع صدام حسين.

نحن نقف اليوم مع عصابة غادرة موغلة في الإجرام والوحشية, تعتمد على الغدر والخيانة في كل تحركاتها مادام ذلك يصب في مصالحها, فالغاية لديهم تبرر الوسيلة، ما يعني أن نشهد الكثير من المفاجآت خلال الفترة المقبلة إن سلم المخلوع نفسه وحزبه لسياسة الأمر الواقع والاستمرار في الانبطاح.

لكن ربما يتغير المشهد كثيراً في حال قرر المخلوع وحزبه التحرر من عبوديتهم.

 ما لم فأقم عليها مأتماً وعويلاً إن كانوا يستحقون.

 
مشاهدة المزيد