أمان والخطيب.. محك الحلم
بقلم/ نبيل حيدر
نشر منذ: 11 سنة و 5 أشهر و 20 يوماً
الثلاثاء 28 مايو 2013 05:05 م

نعم ونَعَمان وثلاثة وأربعة وعشرة ومليون نعم.. نعم مستقبل الأمل في بلد يحكمه القانون والنظام لا المزاج والوساطة والمحاباة مرتبط بقضية كقضية مقتل الشابين حسن أمان وخالد الخطيب.

لتسامحني العقول الكبيرة التي تفهم ولتعفُ عني حكمة الحكماء الذين يدركون ما أُدرك ويستوعبون ما لا أستوعب لأني لا أفهم غير أن المواطنة والدولة الحلم إن لم تنتصر للضعيف من القوي وللبسيط من النافذ المستند إلى ظهر القبيلة والوجاهة الحزبية والأيديولوجية والفئوية التي تشعر بالنخبوية على حساب الملايين.. لا أفهم أنها دولة ستكون حقيقية إلا إذا صنعت ذلك الانتصار. وبدون ذلك فهي دولة من ورق وباعثو أحلامها مجرد حواة يضحكون على الذقون الملتحية والمحلوقة والجرداء.

يا سادة.. وكل مواطن هو سيد بوجود دولة حقوق ومواطنة.. يا سادة يا كرام.. وكل مواطن هو كريم في ظل قانون يمنع الاستثناء والمحاباة ولا يفرق بين اليابس والأخضر من أعواد الناس.. يا سادة يا كرام لم يقتل البلد طوال عقود عجاف غير الاستثناء وغير المحاباة وغير الشعور بأن الناس مراتب بعضهم مرتبته سرير صالح للانبطاح عليه، وبعضهم مرتبته عالية يجب احترامها وتقديرها حتى لو سفك الدم أو حمى قتلة ارتكبوا الجرم بعنجهية وبرودة.

يا من لستم بسادة ولا بكرام لقد هرمنا من أفعالكم وتزيينكم الدائم لها. هرمنا وتعبنا وقرفنا من إعلائكم لقيم الجاهلية ثم التشدق بقيم العدالة والمساواة والأخلاق. سئمنا لحد تمني الموت من الله إن كان لنا خيراً من سوء تصويركم للناس على أنهم حشرات إذا قتلوا كما قتل الشابان أمان والخطيب، وكما قتل غيرهم قبلهم ممن لا وزن قبلي ولا عسكري لهم.. فيما أنتم فئة خاصة من البشر والمخلوقات حتى الملائكة لا ترقى إليها.

نعم.. أفعالكم تقول ذلك. كل أفعالكم وكل أفعال من يهادنكم ويجاملكم تقول ذلك. وفي غضون ذلك.. يحترق الأمل في العدل ويذوب الأمل في المساواة ويموت حلم نقف على محكه.. وليس أول وقوف ولن يكون آخر موت، لكن الصرخة ومهما كتمت لا بد أن تصير مدوية ذات يوم.