بعد تحديث بوتين عقيدة روسيا النووية.. أردوغان يوجه تحذيراً لـ الناتو على طريقة الاحتلال الإسرائيلي.. مليشيات الحوثي تهدم منزلاً على رؤوس ساكنيه ماذا ينتظر وكلاء طهران في اليمن في عهد ترمب...وهل سيكون هناك استهداف للقادة الحوثيين ؟ كيف نجا البرنامج النووي الباكستاني من مخططات إسرائيل والهند ؟ السعودية تحدد أقصى مبلغ يسمح للمقيمين بتحويله إلى خارج السعودية وعقوبة بالترحيل الفوري مفاجآت صحية حول تأثير البرتقال على الكبد والكلى رئيس دائرة العلاقات الخارجية بمؤتمر مأرب الجامع في أول مهمة دولية تبدأ بالقاهره وتمر عبر الإتحاد الأوروبي مجلس الأمن يوجه دعوة عاجلة للحوثيين تفاصيل لقاء وزير الخارجية السعودي مع نظيره الأمريكي بخصوص مستجدات المنطقة مؤسسة توكل كرمان تطلق برنامج تدريبي يستفيد منه أكثر من عشرة آلاف شاب وتأهيلهم لسوق العمل وتمكينهم عبر الذكاء الاصطناعي
النتائج المذهلة التي حصدها المؤتمر الشعبي العام في انتخابات «20» سبتمبر المحلية والرئاسية، لم تكن متوقعة ليس من أحزاب المعارضة المنضوية في تكتل المشترك فقط، بل من المؤتمر الشعبي العام نفسه.. والذي كان واثقاً من الفوز الكاسح في الانتخابات الرئاسية رهاناً على حب اليمنيين وثقتهم بعلي عبدالله صالح، أما في المحليات، فقد كان الحصول على الأغلبية النسبية هو أقصى ما يأمله.
وعزا مراقبون الفوز الساحق للمؤتمر في المحليات، في بعض المحافظات إلى تزامن الانتخابات الرئاسية مع المحلية، بحيث أتاحت لعلي عبدالله صالح ــ بوصفه رئيساً للمؤتمر ومرشحاً آنذاك للانتخابات الرئاسية ـ
ـ خوض المعترك الانتخابي بقوة وثقة وصلابة متكئاً على رصيده النضالي والوطني والوحدوي الذي أكسبه حب اليمنيين وثقتهم، فمنحوه أصواتهم وفاءً وعرفاناً، ومعه مرشحو المؤتمر في المحليات.. وفي ذلك أدرك اللقاء المشترك أنه ارتكب خطأً جسيماً عندما نافس على المقعد الرئاسي بضراوة واستماتة ، مستنفراً لذلك كل قواه، فكانت النتيجة سقوطاً متوقعاً في الرئاسية وانتكاسة مدوية وغير متوقعة في المحليات.
نقول ذلك لنؤكد ــ في ذكرى مرور «25» عاماً على تأسيس المؤتمر الشعبي العام ــ التلاحم الوثيق بين هذا التنظيم الوطني الرائد، ومؤسسه قائد الوطن وصانع الوحدة، فالمؤتمر الشعبي العام، هو علي عبدالله صالح، ويصح العكس أيضاً، كلاهما لا يتجزأ، ولا ينفصم عن الآخر، كما أشار إلى ذلك الأمين العام للمؤتمر الأستاذ/ عبدالقادر باجمال في مؤتمره الصحفي الخميس الفائت.
وعليه، ينبغي على قيادة المؤتمر أن تستغل شعبية الرئيس الصالح، وحب أبناء شعبه له، في تقديم المؤتمر بحيث يكون حضوره كما حضور رئيسه : دائماً وفاعلاً ومؤثراً في أوساط الناس بمختلف شرائحهم.. بدلاً عن الظهور الموسمي والمناسباتي في المهرجانات الانتخابية، أو الفعاليات التي تأتي رداً على الاحتشادات البهلوانية للمهرجين في أحزاب المعارضة، ممن يتلاعبون بعواطف البسطاء .. ويرقصون على أوجاعهم ..ولعل الفصل بين قيادات الحزب الحاكم، والحكومة ، وتفرغ القيادات المؤتمرية للعمل الحزبي سيكون مثمراً في تنشيط أداء المؤتمر.
كما على المؤتمريين أن يدركوا أن البرنامج الانتخابي لفخامة الرئيس هو الذي حقق لهم الفوز والغلبة، مما يتوجب عليهم كناشطين في التنظيم التماهي مع هذا البرنامج ، والعمل على تحقيقه على الواقع، ليس من أجل بقاء المؤتمر فاعلاً ومؤثراً على الساحة الوطنية فحسب، ولا من أجل أن يبقى علي عبدالله صالح متربعاً في قلوب شعبه فقط، ولكن من أجل اليمن الجديد والمستقبل الأفضل الذي صار عنوان المرحلة، والرهان الذي يفترض أن ننتصر فيه ليتحقق للناس المزيد من الأمن والاستقرار والرخاء.
وفي ذات الصعيد، على الحكومة التي لم يتبق لها غير عشرين شهراً إلا قليلاً .. العمل بوتيرة عالية لتحويل برنامج الرئيس الانتخابي من برامج تفصيلية أعدتها خلال فترتها القصيرة الماضية إلى مشاريع عمل ومنجزات يلمسها الناس، ومالم يتأتَ ذلك ، ويتحقق على الأرض سيجد المؤتمر نفسه في موقف لايحسد عليه في انتخابات 27 ابريل 2009م للتنافس على مقاعد البرلمان.. والتي يستعد لها (المشترك) من اليوم بتهييج الشارع ، والعزف على حاجيات المواطنين ومتطلباتهم المعيشية، بغرض الكيد الحزبي، فيما هو يعلم أن ارتفاع الأسعار عالمي، ويحكمه اقتصاد السوق، القائم على المنافسة، ولا علاقة للحكومة في ظل هذا الاقتصاد المفتوح برفع الأسعار أو خفضها، اللهم إلا بالعمل على زيادة رواتب الموظفين وإيجاد فرص عمل للعاطلين .. أما الاستجابة لمكايدات المعارضة الرخيصة ، فقد تدفع الحكومة للعودة إلى الاقتصاد الشمولي .. ونظام الطوابير والبطاقات التموينية.
إن المؤتمر الشعبي العام، تنظيم متجدد، ومرن ، يستجيب لآمال الناس ويلبي طموحاتهم ومنافعهم .. وأي حزب أو تنظيم يمتلك مثل هذه الصفات ، يستحيل أن يضعف، أو يتلاشى ، مهما كانت جسامة التحديات .
ونعود إلى أمينه العام عبدالقادر باجمال عندما ذكرنا بمقولة الراحل محمد علي هيثم التي قالها في التسعينيات مقارناً المؤتمر ببقية الأحزاب : في المؤتمر تستطيع أن تحافظ على بطاقتك التنظيمية مهما كان اختلافك ، أو حتى خلافك مع قيادته.. أما في بقية الأحزاب فلا تستطيع أن تحافظ على رأسك فوق كتفك إذا ما أختلفت مع قائد الحزب الفذ وأمينه الملهم.
رئيس تحرير صحيفة الجمهورية