تحذير للمواطنين في 9 محافظات من أجواء باردة وشديدة البرودة اسرائيل على صفيح ساخن اليوم.. اعتراض هدفين فوق البحر الأحمر وصافرات الإنذار تدوي في الجليل ونهاريا اتفاق أمني بين تركيا و فلسطين يشمل إرسال قوات عسكرية 5 عبارات بحث على غوغل قد تعرضك للاختراق فورًا.. لا تقع بالفخ رقم قياسي جديد... سحب الجنسية الكويتية من 1535 حالة الريال اليمني يواصل الإنهيار نحو الهاوية أمام العملات الأجنبية اليوم صور بالأقمار الصناعية تكشف النشاط العسكري للحوثيين في مطار الحديدة فيديو مروع .. عنصر متحوث يحرق نفسه امام تجمع للحوثيين وسط ميدان السبعين بصنعاء الصحفي بن لزرق يشعل غضب الانفصاليين بتغريدة منصفة كشفت عظمة «مأرب» ويؤكد: اتحدى اكبر مسؤول في الدولة ان يكذب حرف واحد مما كتبته عقب اقتحامه للمنبر رفقة مسلحين.. خطيب حوثي يتعرض لإهانة موجعة من قبل المصلين
تستحق قناة " العربية " شكر خاص من القائمين على ماكنة الدعاية الإسرائيلية لبثها الفيلم الوثائقي " المتطرفون في إسرائيل " الجمعة الماضي، لأنه حاول أن يحقق لإسرائيل ما عجزت عنه هذه الماكنة. فالفليم احتوى من أوله الى آخره وصلة من التضليل، لتصويره إسرائيل وكأنها دولة تشن حرب لا هوادة فيها ضد اليهود الذين يستهدفون العرب بالعمليات الإرهابية.
الفيلم عرض شهادات لعدد من نشطاء التنظيمات الارهابية تعطي الإنطباع أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تتعقب بكل صرامة نشطاء التنظيمات الارهابية اليهودية. والأخطر من ذلك أن فيلم " العربية " صور الأمر وكأن هناك حرب ضروس بين مؤسسات الحكم في إسرائيل وبين اعضاء التنظيمات الارهابية، وهذا تضليل فج بكل ما تعني الكلمة، وبإعتراف قادة الجيش الإسرائيلي نفسه.
فقد نشرت صحيفة " يديعوت احرنوت " في عددها الصادر 9-10-2006 مقابلة مع الجنرال يوفال بزاك والذي كان يشغل منصب قائد قوات جيش الاحتلال في الضفة الغربية، الذي قال بالحرف الواحد " نحن نقوم بتشجيع المستوطنين على ارتكاب جرائم ضد المدنيين الفلسطينيين العزل ". واضاف بزاك " أن قيام الجيش الإسرائيلي بغض الطرف عن ممارسات المستوطنين على مدى عشرات السنين من احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة جعلهم يظنون أنهم فوق القانون، مؤكداً أن القانون السائد في الضفة الغربية هو قانون الغاب ".
الفيلم يتعرض لعمليات التحقيق التي يقوم بها جهاز المخابرات الاسرائيلية الداخلية " الشاباك " مع نشطاء التنظيمات الارهابية، ويصور الأمر وكأن هؤلاء المعتقلين يتعرضون لأذى كبير خلال التحقيق، وهذه فرية أخرى حاول الفيلم ترويجها لصالح إسرائيل. ففي الوقت الذي قتل فيه العشرات من الفلسطينيين في أروقة التحقيق التابعة ل " الشاباك " سيئ الصيت، والذي يتبع أبشع الوسائل سادية في التحقيق مع المعتقلين الفلسطينيين، فأنه لا يحق ل " الشاباك " القيام بإي اساءة لأعضاء التنظيمات الارهابية حتى لو ارتكبوا افظع الجرائم.
فالإرهابي اليهودي له الحق في الصمت خلال التحقيق دون أن يكون بإمكان المحقق اجباره على الحديث. وحتى يتبين المدى الذي ذهبت اليه " العربية " في التضليل، فأننا نشير الى ما جاء في مقابلة اجرتها صحيفة هارتس عندما اجرت مقابلة مع أحد نشطاء التنظيمات الإرهابية وسألته عن كيفية التعامل معه من قبل محققي " الشاباك "، فرد قائلاً أنه تعرض للتعذيب، ولما سأله مراسل الصحيفة عن وسائل التعذيب المتبعة، قال : اجبروني على قراءة صحيفة " هآرتس " !!!!!!!!
حاول الفيلم " أنسنة " المستوطنين، وتسويغ الجرائم التي يرتكبوها. فقد عرض الفيلم بإسهاب حادثة مقتل الطفلة اليهودية " شليفهت باز " في الخليل، بجانبها، وكيف أن هذا الوالد الذي تأثر لمقتل طفلته إنضم الى خلية ارهابية خططت لتفجير مدارس فلسطينية في محيط مدينة القدس.
وقد حمل الفيلم العديد من المتناقضات، فمن جانب حاول تصوير أجهزة إسرائيل الأمنية وكأنها تقف بحزم أمام أعضاء التنظيمات الارهابية اليهودية، ولكنه في نفس الوقت عرض الكثير من الدلائل على هامش الحرية الواسع الممنوح لهؤلاء بحيث يعرض الفيلم مقطعاً يظهر فيه احد قادة المستوطنين وهو يدرب اتباعه على كيفية مواجهة المحققين وعدم التجاوب معهم.
لقد اغفل الفيلم تواطؤ الجهاز القضائي الاسرائيلي مع المستوطنين، حيث كشف تقرير صادر عن منظمة " يوجد قانون " الإسرائيلية حقوقية أن الشرطة والجهاز القضائي الإسرائيلي يعملان على تشجيع اعمال الارهاب والعنف التي يقوم بها المستوطنون اليهود ضد المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية. وحسب تقرير صادر عن " يوجد قانون "، الإسرائيلية فأن الشرطة الاسرائيلية تهمل 90% من هذه الشكاوي، التي يتقدم بها الفلسطينيون ضد المستوطنين.
في نفس الوقت، فأن إسم الفيلم ينضح تضليل، ففي الوقت الذي تحدث الفيلم من أوله الى اخره عن المنظمات الإرهابية اليهودية، إلا أن اسمه " المتطرفون في إسرائيل "، فالتطرف والاعتدال يتعلقان بالمواقف السياسية والأيدلوجية، أما الاشخاص الذين تحدث عنهم الفيلم فهم إرهابيون مجرمون.
قناة العربية من خلال هذا الفيلم – ومن حيث تدري أو لا تدري – ساهمت في محاولة جديدة لصهينة الوعي العربي.