إسبانيا تُواجه كارثة هي الاولى من نوعها... حداد وطني وعدد الضحايا في ارتفاع المليشيات تستكمل «حوثنة» الوظيفة العامة بقرارات جديدة لماذا تعرقل إيران انضمام تركيا إلى البريكس؟ إغتصاب الأطفال.. ثقافة انصار الله في اليمن صحيفة فرنسية...جنود الاحتياط ينهارون و 170 ألف جندي إسرائيلي يغرقون .. تفاصيل الإنهيار من الداخل ثمانية مرشحين لجائزة هدف الشهر في الدوري الإنكليزي تكشف عنهم رابطة الدوري وزير الأوقاف يشدد على اللجنة العليا للإشراف على موسم الحج انتقاء أفضل الخدمات لحجاج اليمن في كل المحطات مسؤول سوداني رفيع يكشف حجم الخسائر الاقتصادية الناجمة عن التهريب 55 ألف تأشيرة متاحة للهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.. السفارة الأمريكية باليمن تمدد الموعد النهائي لتقديم طلبات الهجرة غارات امريكية في الحديدة
يتخذ الموقف الدولي مع السلطة بشأن الحرب في صعدة ثلاثة ألوان تشبه ألوان إشارة المرور مع العكس في الترتيب، فمن الضوء الأخضر الذي انعكس بصورة واضحة على طبيعة الحملة العسكرية، والتي كان مطلوبا منهم تحقيق أكبر قدر من النتائج خلال فترة وجيزة، إلا أن النتائج على الميدان لم تكن مرضية فيما يبدو، لينتقل الموقف إلى الضوء الأصفر الذي انعكس في صورة تصريحات للولايات المتحدة تطالب فيها الطرفين بضبط النفس وتجنيب المدنيين للخطر، والسماح بوصول المواد الإغاثية للنازحين، والضوء الأصفر أقل فترة زمنية من الأخضر، وفي أي لحظة سيتحول الموقف الدولي إلى الضوء الأحمر الذي سينعكس إيقافا للحرب، ولكن بأي صورة؟
مع مرور كل يوم يزداد عدد الضحايا والنازحين، وازديادهم يعني مباشرة ازدياد حجم عوامل الضغط على السلطة نحو إيقاف الحرب، باعتبار أنها هي المسئولة بصورة مباشرة عن هؤلاء المتضررين، وقد حملتها الولايات المتحدة مسئولية حفظ السلام الوطني، وبين الرضوخ لهذه الضغوطات ومن ثم إيقاف الحرب قبل الوصول إلى تحقيق الشروط الستة بواسطة الآلة العسكرية بعد أن رفض الحوثي التعامل معها، وبين مواصلة الحرب على هذه الوتيرة وتحمل التبعات، تبدو السلطة بين الخيارين في موقف حرج.
والواضح أن التوقف هو الخيار الأقرب والذي سيأتي مبررا بإفساح المجال أمام وساطة محلية كالتي فشلت في الأيام الماضية ولم يكشف عنها، أو وساطة إقليمية كالتي كشف عنها وزير الخارجية الإيراني الأسبوع الماضي، وستقبل بها السلطة كمخرج وإن كانت هذه الوساطة ستقف بين الطرفين موقفا محايدا على غرار الوساطة القطرية التي انتقدتها السلطة لأنها تعاملت مع الطرفين كأنداد، وسيقبل بها الحوثي كمخرج أيضا، ولأن الوساطة وتوقف الحرب يعد بالنسبة له مكسبا بحد ذاته.
في الحكمة القديمة «يا حابل اذكر حلا»، فالذي يعقد الحبل يظل هو الأقدر على حل عقده، وعليه فقط أن يتذكر كيف قام بعقده، وحبل الحوثي اشتد على أسس تنظيمية فكرية سياسية وبدعم من السلطة بهدف استخدامه لتقييد وسحب بعض الخصوم السياسيين، إلا أنه التف على رقبتها على حين غفلة منها، وسيظل قطع هذا الحبل المعقد باستخدام السكين أمرا صعبا، كما أن الرقبة التي يلتف عليها ليست في منأى من خطرالآلة المستخدمة، ما يلزم معه إعمال الذاكرة حول مراحل تطوره لتحديد الآلية الأنسب لحل عقده بعيداً عن استخدام الآلات الحادة، وهذا هو رأي كثير في السلطة فضلا عن المعارضة..
ولافت في واحد من خطابات رئيس الجمهورية الأسبوع الفائت قوله إن الدولة ستطهر صعدة كما طهرت المناطق الوسطى، في إشارة إلى المواجهات العسكرية المتقطعة التي كانت تدور قبل الوحدة بين الشطرين، والتي لم تحسم عسكريا بقدر ما حسمت بعمل تنظيمي سياسي فكري في الميدان، وبحسب مصدر مطلع فقد نصح أحدهم الأخ الرئيس في وقت مبكر من حرب صعدة بالتعاون مع «الإخوان المسلمين» في المناطق الشمالية على غرار ما فعله في المناطق الوسطى، إلا أن الرئيس أجابه قائلا: لست مستعدا لأن أقلع بصل وأغرس ثوم!! فهل استعادة المناطق الوسطى في هذا الخطاب تلميح باستخدام ذات الآلية مع فارق اختيار السلفيين هذه المرة للقيام بهذه المهمة ضمن الدعم الذي يحصل عليه هذا التيار عموما؟ وهل سيكون التيار السلفي المفتقر إلى صفة «التنظيم» وصفة «السياسي» كفؤا يمكن أن تعول عليه السلطة لاقتلاع «البصل» الذي أسال دموعها وأعياها وكلما قشرت منه طبقة اتضح لها أن تحتها قشرة!؟
وعلى افتراض كفاءة هذا التيار، ووجود الندية بين الاثنين، فماذا عن عامل الوقت وتأخر تيار السلفيين فترة طويلة؟ وماذا عن الموقف الدولي الأبعد من موقف السعودية الذي يصنف السلفية ضمن الجماعات المتشددة ويعتبرها الخزان الممول للقاعدة!؟