أسباب وخفايا الصراع بين فرعي العائلة الملكية في قطر وقصة الجوهرة الماسية التي فجرت الخلافات توجه لإلغاء تقنية الفار من مباريات كرة القدم واستبدالها بـ(FVS).. ماهي؟ حمدي منصور لاعب نادي السد بمحافظة مأرب ينتزع ثلاث ميداليات ذهبية ويحقق أعلى النقاط في بطولة الأندية العربية للووشو بالأردن صورة.. هل ظلم الحكم الإماراتي المنتخب السعودي أمام استراليا؟ مع تواصل انهيار العملة.. الرئيس يبحث هاتفيا مع رئيس الحكومة خطة الانقاذ الإقتصادي وتدفق الوقود من مأرب وحضرموت ترامب يرشح أحد الداعمين بقوة لإسرائيل في منصب وزير الخارجية بـ 21 قذيفة مدفعية.. أردوغان يستقبل أمير قطر في أنقرة تفاصيل من لقاء العليمي برئيس أذربيجان إلهام علييف على هامش قمة المناخ 5 من نجوم الكرة اليمنية القدامى يشاركون في خليجي 26 بالكويت ماذا يعني قرار مجلس الأمن الأخير بشأن اليمن؟
كنت في جامعة الإيمان أرى الشيخ قاسم بحر قد جلس في إحدى زوايا المسجد وقد تحلق حوله عشرات الطلاب وهو يدرسهم علم المواريث " الفرائض " فلم يكن له محاضرات في القاعات وإنما حلقة علمية في المسجد لمن أراد ، وقد قام بعض طلابه بإشرافه بتصميم لوحة كبرى عجيبة ، كانت معلقة في حائط المسجد وفيها تلك اللوحة الفريدة المرسومة على شكل شجرة كبيرة وقد تم فيها تقسيم الميراث على أفراد العائلة وصولا من الوالد الكبير واسمه مثلا " حسن " حتى أولاده وأولاد الأولاد ، وأذكر يومها أنني قلت لأحد الطلاب من أبناء قريتنا : ـ شوف بنت علي حسن كم ورثت ؟
اليوم أتذكر شيخنا قاسم بحر ـ شفاه الله وعافاه ـ وتلك اللوحة العجيبة التي تفصل في المواريث وحصص كل فرد من أسرة كبيرة متشعبة فيها الأولاد وأولادهم فأتمنى لو أنه تم تصويرها ، أو تم تصوير حلقات الشيخ قاسم بالفيديو وبثها في اليوتيوب ليستفيد الناس منها .
ومن المؤسف بأن علم المواريث " الفرائض " رغم أهميته قد صار اليوم من العلوم النادرة وقل من يهتم به ويعد الشيخ قاسم ابراهيم بحر ( 1940 - حتى الان) من أبرز علماء اليمن في هذا العلم النادر اذ لا أعتقد أنه يوجد في العالم الإسلامي عالم متمكن في هذا العلم قدر تمكن الشيخ قاسم بحر فيه بإجماع كل علماء اليمن ممن عرفوه وبإجماع طلبة العلم الذين درسوا على يديه .
وقد بلغني اليوم أن شيخنا الشيخ قاسم بحر في حالة صحة متدهورة ويرقد في أحد مستشفيات السعودية نسأل الله له الصحة والعافية وأن ينفعنا بعلومه ..
نشأ الشيخ قاسم بحر يتيما في صغره وعندما توفي والده وهو في عمر 13 عاما أنتقل من منطقة بني أحمد بالجعفرية بمحافظة ريمة إلى المنصورة بالحديدة ثم أنتقل إلى زبيد ليدرس عند علماء ومشايخ زبيد يوم كانت مدينة العلم والعلماء ومقصد طلاب العلم من كل مكان كما تنقل شيخنا البحر في مناطق الحديدة ليتلقى العلم الشرعي لدى علماء الحديدة ثم انتقل إلى عدن وحضرموت بحثا عن طلب العلم وبعدها انتقل إلى مكة والمدينة ودرس عند علماء الحرمين المكي والنبوي ونال الإجازات منهم ثم عاد بعد ذلك إلى اليمن بعد رحلة علمية طويلة تذكرك برحلات طلاب العلم في الزمن الماضي لأخذ العلم من المشايخ والعلماء في شتى بقاع الأرض .
وعند عودة شيخنا إلى اليمن وافق افتتاح المعاهد العلمية فعمل فيها مدرسا ومديرا في إدارة المعاهد في ريمة والحديدة وعمران وصنعاء ، ثم عمل بالتدريس في المعهد العالي للقضاء وفي جامعة الإيمان.
انتخب الشيخ عضوا في مجلس الشورى بصنعاء في عام ١٩٨٨م . والشيخ قاسم بحر يشبه شيخنا العلامة محمد بن اسماعيل العمراني رحمة الله تغشاه في اهتمامه بالتعليم وقلة مؤلفاته ، رغم أنه كان له مشاركات وخاصة في الوسائل التعليمة في علم اللغة والتاريخ والطبقات والأسانيد ، كما شارك في اعداد كتاب الايمان او الوجبات الدينية صادر عن وزارة الاوقاف والارشاد .
وقد أحسنت مؤسسة بصائر المعرفة القرآنية التي يقوم عليها الشيخ الدكتور عبد السلام المجيدي حين رتبت مجالس سماع لتفسير الجلالين بمشاركة الشيخ قاسم بحر وقامت ببثها في اليوتيوب لمن أراد الاستفادة من طلبة العلم .
ونتمنى أن تقوم بعض الجهات العلمية بالاهتمام به ورعايته وعلاجه والاستفادة من جهوده في علم الفرائض وغيرها وطباعة كتبه ومخطوطاته والاستفادة منه .
وللشيخ سند متصل إلى صحيح البخاري وله مؤلفات مخطوطه في علم الحديث ورجاله وقد أجاز الكثر من طلبة العلم الذين درسوا على يديه . ركز الشيخ قاسم بحر كل جهوده في التعليم الشرعي وخصوصا تعليم علم المواريث والفرائض وكانت له في جامع جامعة الإيمان حلقة علمية لمن يحب أن يتعلم المواريث والفرائض ولذا لم يؤلف الشيخ الكتب وينشر الدراسات مثل الكثير من العلماء من ذوي العلم الغزير ولكنهم من المقلين في التأليف ولذا لا ينالون شهرة واسعة وتبقى شهرتهم في أوساط العلماء وطلبة العلم فقط .
يعيش الشيخ قاسم بحر حاليا في المملكة العربية السعودية وكان بحسب بعض أقاربه يتنقل بين مكة والمدينة وقد تدهورت صحته مؤخرا وتخلى عنه الكثيرون حتى الكثير من طلابه شأنه شأن الكثير من العلماء المغمورين الذين لا يعرف قدرهم إلا بعد رحيلهم ، نسأل الله له الشفاء والعافية .