خفايا العدوان الحوثي على بيت هائل سعيد
بقلم/ عبدالفتاح الحكيمي
نشر منذ: سنة و 10 أشهر و 8 أيام
الجمعة 23 ديسمبر-كانون الأول 2022 06:25 م
 

هذه المرة هجمة مليشيات الحوثي ضد مجموعة شركات هائل سعيد أنعم التجارية مشفوعة بخطاب حرب إعلامية مكثف، فلم تقف عند إغلاق مكاتب شركاتها ومخازنها الإستثمارية في صنعاء، لنكتشف أن أزمة شرعية الحوثيين الشعبية في الحضيض، باعتبار ما تقوم به ضد الخيرين جزءاً من محاولة تصدير نكباتها الداخلية وإلصاق فشلها الأداري والأخلاقي الذريع بالتزاماتها المعيشية والخدماتية أمام المواطن اليمني الرافض لها بأطراف أخرى تحاول اصطناعها واختراعها من العدم. وبعد أن فقدت شماعة العدوان الخارجي وجاهتها في إقناع الناس بأن حكم الحوثي العائلي الأستبدادي البغيض ليس هو سبب كل ما يحدث لهم من إذلال وقهر وسلب للحقوق والأموال إلى درجة المجاعة، وجدت العصابة الظلامية في مجموعة وبيت هائل سعيد أنعم هذه المرة على ما تظن العدو الداخلي المناسب الذي قد يقنع به الحوثة المظلومين أنهم سبب ما يعترض حياتهم اليومية المريرة في صنعاء وتعز وذمار وعمران وأب وحضرموت وشبوة وعدن وكل جهات ومناطق اليمن من شرقها إلى غربها، حتى لم يتبقَ إلا أن يقول الحوثيون:

إن بيت هائل سعيد وعائلته وأحفاده هم الذين دمروا منصات تصدير النفط والغاز في حضرموت وشبوة وخنقوا اقتصاد اليمن وقتلوا آمال الناس بالحد الأدنى من العيش الآدمي. والفرق الأخلاقي شاسع وكبير بين من يُكَرِّس سياسة المجاعة والفاقة، وبين أخلاقيات وشهامة من يهرع لإغاثة الملهوف وقضاء حوائج الناس ومنافعهم. وتعود خيوط المؤامرة إلى قبل أيام فقط على واقعة العدوان الحوثي على هذا البيت التجاري العريق، حيث كَتَب الأخَوَان عبدالجبار ونبيل هائل سعيد أنعم إلى منظمة الغذاء العالمي والأمم المتحدة من باب

الأمانة والمسؤولية بيان كارثة المجاعة المنتظرة على اليمنيين في ظل الحصار الداخلي الرهيب وحرب أوكرانيا ، ألأمر الذي اعتبرته عصابة صنعاء المارقة بمثابة دعوة إلى فك حصارها الجوي غير المشروط للموانئ اليمنية، وإنقاذ الشعب اليمني من همجيتها الظالمة.

وكما كان هدف الحوثة الرئيسي من إغلاق الموانئ لتقاسم عائدات الثروات النفطية والغازية وتعطيلها بأي ثمن وبتجويع الناس، يسعون الآن إلى الإستيلاء على تجارة استيراد المواد الغذائية الأساسية والحبوب وغيرها للتحكم برقاب وبطون اليمنيين واستكمال حلقة الهيمنة على كل شيء وإحلال وكالات تجارية جديدة وهمية بأسماء عناصرها الضالة المنحرفة.

ولعلهم أرادوا هذه المرة أيضاً بالحَجَر الخبيث نفسه ضرب النشاط الخيري المبارك لمجموعة شركات هائل سعيد أنعم وتحجيمه كأبرز شواهد الأدانة الكبرى على بشاعة وظلم وقهر الحوثة، وباعتباره عند الناس مصدر مقارنة مخزية بين من يسعى إلى تخفيف معاناة الفقراء ونجدتهم، ومن يسعى إلى نهب ما تبقى في جيوبهم وسحق كرامتهم وإنسانيتهم. وكما أطل علينا رئيس مجلس الرئاسة رشاد العليمي مؤخراً من قناة العربية في حالة ذعر يشكو من صعوبة مواجهة الحكومة صرف رواتب الموظفين بعد خنق عصابة صنعاء حركة موانئ تصدير النفط والغاز، نخشى أن تفاجئنا أيضاً مجموعة هائل سعيد أنعم ببيان اعتذار مماثل عن صعوبة استمرار معوناتها العينية والنقدية لنحو ٨٠٠ ألف مستفيد من فقراء وبؤساء اليمن،

ومن سرق الحوثي وعائلته العنصرية البغيضة لقمة العيش من أفواه أطفالهم وبطونهم دون حياء ولا وازع من دين ولا ضمير.

وتفاجأت هذا الأسبوع كذلك بإعلان جامعة أب الواقعة تحت طغيان الحوثيين عن التنافس بين الطلاب المتقدمين للمنح الدراسية في مجال التمريض، المدعومة سنوياً من جمعية بيت هائل سعيد الخيرية التي تتبنى العلوم والثقافة والعناية بحاجات الناس الأولية والطبية وغيرها من خدمات البنى التحتية.

وشعرت بالخجل والمرارة أن يقابل هذا السخاء الإنساني النبيل وغيره الكثير والكثير من العطايا التي يطول حصرها ليس بنكران وجحود الأنقلابيين الطبيعي بل وبمؤامراتهم القذرة لاجتثاث أي بذرة خير وجمال وأمل متبقية في حياة اليمنيين.

* مشكلة السعيد *

ومشكلة مجموعة شركات هائل سعيد أنعم وأسرته الكريمة بوجه خاص هي إصرارها على أن تكون مصدر التطبيع الوحيد لحياة الجحيم والموت البطيء في مناطق سيطرة الأنقلابيين، في حين لم يكف خطاب الإعلام العدواني الحوثي التعبوي الأخير بأسوأ ما ينطبق فيه على أصحابهم وحدهم في كل قيم البشاعة والوضاعة والأستئثار غير المشروع بالثروة والسلطة وتنكيل الناس وسحقهم. ويتناقض خطاب الحوثة الإعلامي حين يعتبر زيفاً تجار اليمن ضحايا لطموحات بيت هائل سعيد ..

ثم بفعل الصدمة التي لم ينفع معها التحريض وإثارة نعرات الحسد التجارية ضد هذا البيت الاستثماري العريق يعترف الخطاب التضليلي الفاشل إن هؤلاء الذي حرضهم هم المتضامنون معهم مؤخراً في تسقيف الأسعار..

فكيف يتضامن التجار الضحايا مع من ظلمهم بزعم الحوثيين الكاذب.. ثم والمكر السيء الذي حاق بأهله بشهادتهم ضد أنفسهم المريضة؟؟.

فمن الذي طارد التجار الآخرين واجتثّ شركاتهم وأموالهم ومشاريعهم الأستثمارية غير أسرة الظلم والطغيان العنصرية المتسلطة على اليمنيين بالنار والحديد، وبأسوأ ما لم يحدث لشعب آخر من بشاعة التسلط والقهر والبؤس والحرمان على مدى التاريخ والأزمان. أما مسألة تضامن كل التجار مؤخراً مع بيت هائل سعيد ومجموعة شركات الخير بشأن أسعار بعض السلع التي أغاضتهم فهذه فقط واحدة من كرامات هؤلاء(بيت السعيد) ظنها المبردقون مؤامرة عليهم لا يمكن تمريرها إلا بفنجلة العين الحمراء إلى أقصاها، وبكل وجع وفرقعة القلب التي أصابتهم، وما يحيكونه في الخفاء للإنتقام بأي طريقة!!.

وهي سانحة وفرصة ذرائعية كبيرة لتوقيع البطشة الكبرى بما تبقى من رموز تجارية في اليمن بل وبأهمها على الإطلاق. وعسى أن يكون الحوثي وزبانيته من واقع ما حدث ضدهم من تضامن تجاري وشعبي ونخبوي ضخم عرفوا حجمهم وقدرهم ومنزلتهم بين أوساط بقايا الحركة التجارية في اليمن، تماماً مثلما عرفوا حجمهم ومكانتهم بين أبناء اليمن عندما قارنوا بجنون عبثي شرهم المستطير بخير بيت هائل سعيد الذي طالهم أكثر من غيرهم..

إنهم يضعوننا رغم بؤس اللحظة أمام مقارنة كاريكاتورية مضحكة بين دقيق القمح التظيف الذي توفره مجموعة هائل سعيد للناس وبين شوالات البردقان التي يوفرونها لضحاياهم في الجبهات.