مباحثات يمنية سعوديه بخصوص إجراءات سير تأشيرات العمرة اجراءات حكومية رادعة ضد محلات الصرافة المخالفة والمضاربين بالعملة في جميع المحافظات المحررة حشود هادرة بمحافظة تعز تنديدا بجرائم الابادة والتهجير بقطاع غزة الذكاء الاصطناعي يورط عملاق التكنولوجيا «تسلا» ويقودها للمحاكمة عبر القضاء كلاب آلية تنظف أحد الجبال المصنفة ضمن قوائم التراث العالمي رابطة اللاعبين المحترفين تكشف عن المرشحين لجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي لشهر أكتوبر دولة خليجية تبدأ بسحب الجنسية من المئات من مطلقات مواطنيها الإنذار المبكر ينشر توقعات الطقس خلال الساعات الـ24 القادمة في 11 محافظة يمنية قراءة تركية: من سيحسم المعركة الانتخابية في أمريكا ويفوز بكرسي الرئاسة؟ أول تعليق من أردوغان على تعيين نعيم قاسم خلفاً لـ نصر الله
على غير العادة ودون وعد مسبق لمحاورته فقد تمكنت في جلسة عابرة معه في مكتبه حين دلفت أضع عليه جملة من التساؤلات استثرته فيها بغرض الإفادة منه،ومعرفة رؤيته وحدسه لواقع الأحداث في اليمن،والتطورات الجارية على الساحة،وأين موقع السلفيين ومواقفهم من الذي يجري، مادفعني لاقتناص فرصة اللقاء به،وإعداد مادة حوارية على ضوء جلسة النقاش التي أفاض فيها الكاتب الباحث الإسلامي فضيلة الدكتور محمد أحمد بن عبد الله الزهيري بإجاباته عن رؤية السلفيين الإصلاحية،ومستقبلهم السياسي وموقفهم من الأحداث،والانتخابات،ومنهج التغيير لدى السلفيين القائم على منهجية شرعية واضحة معصومة وغير مستوردة .
ضيف حوار الرشد في هذا العدد يعتبر أحد قادة العمل الإسلامي المؤسسي السلفي،ورموزه من الجيل الأول الذين لهم قصب السبق في نقل الرؤية الإسلامية السلفية وعرضها على أرض الواقع والدفع بها في مواجهة الرؤى والأفكار الهدامة والمنحرفة ..، يعمل الآن رئيساً لقسم اللغة العربية في كلية الآداب بجامعة إب،ويشغل عضو المجلس الاستشاري بجمعية الحكمة اليمانية الخيرية ومدرساً لأصول الدعوة في مركز الإمام الشوكاني في إب بالإضافة إلى ترأسه لمؤسسة الإخلاص الخيرية بمحافظة إب ومشرفاً على رسائل الماجستير في جامعتي تعزوإب،طبعت له العديد من الكتب والأبحاث والرسائل،ونشر الكثير من الكتابات له والمقالات والأبحاث في عدد من الصحف والمجلات الفصيلة،والشهرية،والدورية في الداخل والخارج فإلى تفاصيل الحوار ..
حاوره : سلمان العماري
الرشد / نرحب بك فضيلة الدكتور محمد الزهيري على صدر صفحات الرشد،ونفتتح باب المحاورة معك حول السلفية والسلفيين باعتبارك أحد القيادات البارزة التي بلغنا أنك شاركت مؤخراً في إحدى المؤتمرات بورقة عن السلفية .. فماهو مدلول هذا المصطلح،واشتقاقه ومدى الانتساب والتسمي والانتساب له ؟
الدكتور:بداية أشكرك أخي على هذه الاستضافة، والشكر موصول لإخواننا القائمين على الرشد جزاهم الله خيراً، وبالنسبة لسؤالك فإنه يعيدنا إلى إدراك ومعرفة مفهوم السلف،ورؤيتهم التاريخية والواقعية فالسلف في اللغة السابق وفي الاصطلاح المحرر يراد بهم خير القرون الثلاثة المشهود لهم بالخيرية وهم الرسول وصحابته،والتابعون وتابعوا التابعين.والسلفية "السلفيون" ويقصد بهم هنا من اقتفى أثرهم واتبعهم بإحسان كمافي قوله تعالى " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم ورضوا عنه " هم الذين اتبعوهم في اعتقاداتهم،ورؤيتهم وتصورهم لأمرا لدنيا والآخرة،وسلوكياتهم ومصادر تلقيهم فضلاً عن ذلك في محبتهم لهم ،وترضيهم عنهم كمافي قوله تعالى من سورة الحشر بعد ذكرا لله للمهاجرين والأنصار " والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذي سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين ءامنوا.. الآية " وقدتأزرت أدلة النقل والعقل على أنهم لم يرضى الله عنهم والرسول ويشهد لهم بالخيرية الإلكونهم على الحق والهدى،وأن إتباعهم فرض واجب وليس نفلاً الناس فيه على خير بصريح القرءان كمافي قوله تعالى "فإن ءامنوا بمثل ماآمنتم به فقد اهتدوا،وإن تولوا فإنما هم في شقاق ...". الآية، وبصحيح من السنة أيضاً في قوله صلى الله عليه وسلم " فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضُوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور..." . الحديث بتمامه.،وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله " أن خلفاء النبي الراشدين هم الذين خلفوه في منهجه وفهمه،ويأتي على رأسهم الخلفاء الأربعة وجميع الصحابة والتابعون وتابعوهم،على أن هذا الأمر غير مقصوراً عليهم ولابهم" انتهى .،وكذلك العقل يذهب إلى أن أقرب الناس إلى الحق أقربهم في الواقع ،والمشاهدين له ،وأنه كلما ابتعد الإنسان عن الواقع كلما ابتعد عن الحق وأنهم لم يستحقوا الرضى والتزكية والشهادة لهم بالخيرية من الله ورسوله والمسلمين الإ لأنهم على الحق،وقد سمعت كلمة من الأخ العزيز الكاتب الصحفي المعروف عبد الفتاح البتول بأنه إذا لم يكن السلف على الحق فهذا يعني أنه لم يعد يوجد حق في الأرض ،وهذا محال أي أن تخلوا الأرض من وجود للحق لأنه لوخليت لقلبت .
الرشد/ ترى ماالذي يمكننا الإشارة إليه في هذا السياق الذي ذكرته عن السلفية،والسلفيين وهل ثمة شيء مذكوراً لما تعنيه،وهل يعتبر السلفيون اليوم جماعة واحدة وفق ماتقول ؟
الدكتور: بالإضافة إلى ماسبق ذكره يجب أن يعلم أن السلفية منهج ورؤية تصورية للكون والإنسان والمجتمع والحياة الدنيا والآخرة،وللنقل وللعقل والتاريخ والواقع،وهي رؤية شاملة ليست حقبة زمنية معينة،أومذهب فقهي أوحزب سياسي أوجماعة دعوية أومؤسسة خيرية أوشيخ وطالب علم بل هي فهم ورؤية ومنهج وتصور من أخذ به فهو سلفي وإن كان في شعب من الشعاب أوجبل من الجبال عرفناه أولم نعرفه سمى نفسه أولم يسمي وهم الطائفة الناجية المنصورة الذين لايعدوهم الحق جملة،ومنهجهم معصوم ويمثلون التيار العريض من المسلمين تاريخياً لاتخفى دولهم إذ الدولة الإسلامية التي أسسها الرسول صلى الله عليه وسلم مروراً بالخلافة الراشدة والأموية والعباسية والعثمانية،وما حوته من دول جهادية كالسلجوقية والأيوبية والمملوكية والمرابطية والموحدية والمغولية دولتهم ،ولا تنكر إنجازاتهم ومفاخرهم العلمية المعتبرة من التراث الذي أنتجوه في كافة الفنون والعلوم فهم أصحاب المنهج الواقعي العملي الذي قامت في ظله أكبر الإمبراطوريات وحققت الأمة في عصرهم أعظم الانتصارات غير أنهم لايمثلون اليوم جماعة واحدة منظمة بمفهوم الواقع اليوم .
الرشد / إذاً ماذا تعتبرهم اليوم، وكيف نعرفهم بما يتميزون به دون غيرهم،وماهي السمات البارزة التي تحدد لي ولغيري من الناس وجهتهم ومسارهم الذي هم عليهم ؟
الدكتور:السلفيون اليوم يعتبرون امتداد فعلي لتيار الأمة الإسلامية المجاهدة العريض التي وإن لم يلتئم شملها في كيان موحد فهم موحدون في عقيدتهم وسلوكهم ورؤيتهم،وسوف يأتي اليوم الذي فيه يجتمع شملهم تحت راية واحدة يحكمهم خليفة للمسلمين يصدرون عنه خصوصاً في هذا الزمن الذي يعتبرون فيه الحكم القائم إسلامي بعد ذهاب وانتزاع حكم الخلافة العثمانية عنهم التي كانت هي دولتهم،وعند سقوطها كشفت رؤؤسهم ووجدوا أنفسهم تحت حرّ الشمس وظهورهم عارية أمام العدو فتدعوا إلى إعادة المظلة " الخلافة والحكم " وتوفير الحماية في وقت تجزأت فيه بلادهم واختلت متأثرة نشأتهم بوجود هذه الحدود السياسية الحالية المصطنعة،والبيئة الثقافية الموجودة فنشأت جماعات هنا وهناك حينما تجاوزت حدود الدولة القطرية التي نشأت فيه إلى جانب دول أخرى لم تراعي التغيير الزماني والمكاني والبيئة الجديدة التي وجدت فيها جماعات محلية حتماً فعملت مستقلة وربما متنازعة مع الجماعات الأخرى الموجودة وربما نقلت تجربتها في بلدها الأصلي إلى البلدان الأخرى ومثال هذا في الواقع واضح وملموس .
الرشد/ كيف ذلك وهل من توضيح لما تقصده في مسألة استنساخ التجارب وانتقال الرؤى والتجارب والأفكار من قطر إلى قطر وجماعة لأخرى ؟
الدكتور:مثال ماتريد توضحيه في مفهوم "الطاغوت" الذي نشأ في بعض البلدان الإسلامية لظروف سياسية وثقافية واجتماعية موضوعية تم نقله إلى بلدان أخرى لم تكن تعرف مجتمعاتها ولا أنظمتها مايبرر هذا المصطلح والمفهوم لدى الجماعة التي تتبناه في واقعنا الحالي وفي بلادنا اليمن التي مثلت لحركي الجماعات الإسلامية ملاذاً آمناً ومنبعثاً إيمانياً جديداً إذا بنا نجد هولاء اللاجئين يحرصون على غرس هذا المفهوم والترويج له في ملجأهم الجديد ،وملاذهم الوحيد مماّ جعلهم يسهمون في نشؤ جماعات جديدة وكيانات حديثة أدى في نهاية المطاف إلى تخريب بيوتهم وحصونهم بأيديهم .
الرشد/ لكن الأيعتبر هذا بحد ذاته جهداً يحمدون عليه،ويتخلله الصحة،والخطأ لصدوره من بشر يقع منهم الخطأ وتحصل الإصابة ؟
الدكتور: لا الأمر ليس كذلك كما تعني وتقصد، ولكن العبرة في المسار الذي جنوا به على أنفسهم في محيط خصب للغرس وليس للحرق لمراحل العمل التي جاوزوها لأن النضج لايأتي حقيقة الإبعد التعثر،والكير بعد الصفرة وجمع وتوحيد جماعات المسلمين أسهل من تجميع الأفراد كون ذلك يختصر بالوجهة والهوية التي تحدد للسائرين ، وبالفعل فالجماعات الصالحة للبقاء والتغيير قد نضجت وهي تكبر مع الأيام وبرزت على الساحة المحلية والإسلامية الدولية،ولسوف تذهب مع الأيام لغة العمل للمصالح والخلافات الشخصية الآنية والأخطاء التي ارتكبت بحق الدعوة والجماعة لأن الصادقون والمخلصون منهم في هذه الأمة يئنون اليوم من الخلافات والتشققات فيما يعتبرونه ويعدونه جماعة واحدة المسلمين،وحزباً هو الإسلام هذا فضلاً عن الداخل السلفي الذي يمثل جماعة المسلمين ومحور ارتكاز الحق الذي يعدون به المسلمين ،وهذا ليس على الله ببعيد .
الرشد/ وماهومفهوم التغيير لدى السلفيين وهل يمتلكون مشروعاً ؟
الدكتور: وددت لويكون السؤال بماهومنهج السلفيين في التغيير،وليس كيف يفهمونه والغريب أنك تجد وتسمع من البعض يقول أن السلفيين وربما أهل السنة لايمتلكون مشروعاً،وأن اليهود والنصارى والشيعة يوجد لديه مشروع،وهذا يدلك على جهل فضيع واختلال في الفهم شنيع كون صاحبه يقارن بين صراط الله المستقيم المنهج الحق في الأرض،ومنهج البشر المخالفين من العتاة الطغاة والمستكبرين وصدق الله إذيقول في محكم كتابه " أفمن يمشي مكباً على وجهه أهدى خير أمن يمشي سوياً على صراط مستقيم" الآية ..ثم إن المشروع الصليبي النصراني الباطل قد هزم أمام المسلمين من قرون بشهادة أصحابه فماذا يعني بالنصرانية سوى الطقوس والفلكلور،وكذلك المشروع الرافض الشيعي قدهزم قبل قرون على يد صلاح الدين،وما بروز وظهور هذه الأوهام والخزعبلات في القنوات والممارسات الفضائحية في الواقع كما في العراق ولبنان واليمن الإتمييز للخبيث من الطيب وكشف عورهم .
الرشد/ هذا عن المفهوم لكن ماذا عن المنهج الذي تتحدث عنه للسلفيين ؟
الدكتور: بالنسبة لمنهج التغيير لدى السلفيون فهو متمثل في منهج الرسول صلى الله عليه وسلم ودعوته القائل " اتبعوا ولا تبتدعوا ". الحديث..،وهو قائم على أصول ثابتة من الكتاب والسنة،والله سبحانه وتعالى يقول " قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني " الآية ....،وقوله " ومن اتبعني " دليل على أن طريق الدعوة ولزوم منهج التغيير فيه توقيفي ،وهذا المنهج يقوم على ثلاثة أصول هي الدعوة إلى التوحيد والإتباع والتزكية،ومعلوم أن التغيير الثقافي العقدي والسلوكي يشمل ويتضمن الأخرى وهو تحصيل حاصل لها. وهذا واضح بالنسبة للسلفيين ولذلك فهم يهتمون بالعلم ومؤسساته ومراكزه،ويعتبرون منهج التغيير في جانبه التربوي والدعوي العلمي هو الآمن والمضمون في مسيرتهم الإصلاحية ومستقبلهم السياسي وإن يأت متأخراً بعض الشيء كون مسلك الطريق فيه طويل باعتباره قائماً على العلم والمحجة في التغيير الاجتماعي والسياسي وغيره في ظل النتائج المأسوية والمفاسد الكبيرة للمناهج المستعجلة وفي ظل فشل المناهج المستوردة والغربية، ولذلك فإن خطواتهم،وتجاربهم غدت مبشرة وناجحة،ومشجعة اجتماعياً وسياسياً وإعلامياً على الرغم من الحملة الشرسة الموجهة ضدهم وضد مؤسساتهم ومناهجهم .
الرشد/ لكن الأترى أن السلفيين بمثل هذه الرؤية يعتبرون خارج اللعبة السياسية،والعملية الديمقراطية الوسيلة المتاحة في التغيير باعتراضهم لها ؟
الدكتور: لا..الأمر ليس كذلك بل مختلف تماماً لمن قصر فهمه عن الإدراك الواسع والإلمام بتفاصيل الواقع جملة إذ السلفيون في اليمن وإن كانوا خارج اللعبة " الديمقراطية " السياسية التي يعتبرونها غير إسلامية،لكنهم مع ذلك ليسوا خارج الأهداف السياسية نفسها،وقد صاروا رقماً صعباً في واقع المتغيرات السياسية وعاملاً مؤثراً فيها وفي المجتمع،وما الحملات التي تشن عليهم من بعض الصحف الرسمية التي يشرف عليها العلمانيون والقبور يون لاسيما صحف المحافظات التابعة لهم وصحف الشيعة وبعض الصحف الحزبية كما ظهر ذلك جلياً في الملتقى السلفي العام الأول الذي انعقد في العام الماضي 2009م حينما نعتتهم تلك الصحف الصفراء بشتى النعوت المتناقضة بين اعتبارهم إرهابيين لدى البعض وعلماء سلطة وذيل بغلة للسلطان أيضاً وتكفيريون ومتشددين وغلاة،وفي هذا دليل على الحجم الذي صاروا إليه والقوة الفعلية في الحضور المحارب والغير مرضي عنه .
الرشد/برأيك أين يقف السلفيون من الأحداث في اليمن، وهل ثمة معالم للتغيير في الواقع يقومون بها ؟
الدكتور:مواقف السلفيين معلومة معروفة تجاه أحداث اليمن وقضاياه كلها سواءاً كانت الفتن الحاصلة والقلاقل، والاغتيالات والتفجيرات والحروب التي تتم على أساس طائفي شيعي اثنى عشري في محافظة صعده وماجا ورها أوعلى أساس مناطقي جغرافي كمافي بعض المحافظات الجنوبية أوعلى أساس فكري خاطئ " جهادي" كما يحصل هنا وهناك من بعض الشباب المتحمس فموقفهم واضح وهو الموقف الرافض لكل هذه الأعمال التي هي أكبر المفسدتين وأعظم المنكرين وأنها فتنٌ لعن الله من أيقظها وهي دعاوى جاهلية ليس فيها مصلحة الإالقتل والتمزيق والتدمير والعبث بالأموال،وموقفهم هذا له دور كبير في تحجيم هذه الأعمال وأصحابها،ويتضح هذا في جلياً في محافظة صعدة حيث أن المناطق التي هم متواجدون فيها امتنعت عن الدخول في الفتنة ووقفت مع الدولة والجيش ويؤكد على هذا مطالبة المتمردين بإخراجهم من المساجد والمراكز والمحافظة،ومعالم التغيير لديهم قائمة على المطالبة بتحكيم الشرع والمطالبة بالأسلمة،وليس بالضرورة أن يحكموا هم بل المهم أن يحكم الناس ويساسوا بالإسلام عقيدة وشريعة ونظام ولو يكون هذا الحاكم بالنسبة لهم عبداً حبشياً كأن رأسه زبيبة لايهم،وفي نفس الوقت فهم ينكرون حصول المظالم هنا وهناك ويطالبون بالعدل بين الخلق والرعية،ويقدمون النصيحة للحاكم،ولا يرون معصيته،والخروج عليه بالسلاح بل مناصحته ودعوته بالحسنى مع لزوم أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر متقيدين بفقه الموازنة بين المصالح والمفاسد وبذلك يدرك معالم التغيير السلفي في اليمن الذي يقوم على أسس واضحة في أن صلاح اليمن وأمنه واستقراره لايكون الإبالإسلام الصافي النقي لأنه منهج الخالق العالم الحكيم والخبير الرحيم بعباده الذي يعلم مايصلح المخلوق ويفسده .
الرشد/ كيف تقيمون واقع الدعوة السلفية في اليمن ؟وماهي الرسالة التي يمكن تقديمها لرواد العمل والدعوة،والقائمين عليها ؟
الدكتور: لاشك أن المستقبل والغيب لايعلمه الإالله،ولكن المبشرات ودلالة النقل والعقل تقول أن الحق مع السلفيين والعقبى لهم على الرغم من الحرب الشرسة والدوائر عليهم،وقد صرح بذلك المفكر الإسلامي المصري فهمي هويدي حينما سئل هل يكون القرن القادم صوفي فقال: ليس هناك من شيء يدل على ذلك إنما القرن القادم سوف يكون سلفياً بامتياز ".،ويعزز ذلك رمي الأعداء لهم عن قوس واحدة من الأقربين وعملائهم والأبعدين مايدفع لميلادهم وبزوغ فجرهم ونصرهم المؤزر الموعودين به في نهاية المطاف وما الحرب القائمة على مؤسساتهم ومناهجهم والتغيير والإلغاء والتبديل لها وفشل المشاريع المناهضة لها من العلمانية والقومية والإلحادية والوطنية في بناء دولة قوية في وقت السلم وفي الدفاع عنها وقت الحرب مما جعلها منبوذة معزولة،وما يعزز المستقبل لهم أيضاً هذا الوجه البشع الطائفي العنصري للفرق المخالفة الأخرى كماهو معلوم في العراق وإيران ولبنان وعندنا في اليمن وغيرها،مادفع بالمسلمين السنة إلى مراجعة أنفسهم والالتفاف حول الدعوة السلفية،ودعاتها ومؤسساتها ساعدهم في ذلك قبول الفطرة السليمة والمستقيمة لهم وموائمة العقل وسهولة الفكرة ورسالتي لأعلام ودعاة ومؤسسات السلفية عليكم بالصبر والمرابطة على ماأنتم عليه من الخير لأن عامل الزمن في النهاية حاسّم في التمكين والظهور وأن التعجل في ذلك فساد وقطف للثمرة قبل نضوجها،كما أن عليهم بالوحدة ،والاتفاق ونبذ الفرقة والاختلاف،لأن الوحدة قوة والفرقة ضعف كما أنه يتوجب عليهم عدم التنازل أمام ضغط الواقع لاسيما في الجانب النظري العلمي،وتقديم الإسلام بصورته الناصعة كما قدمه النبي صلى الله عليه وسلم – وإن حصلت مرونة قائمة على الموازنة فتكون في الجانب العملي السلوكي الذي تتميزون به عن غيركم بصفاء العقيدة وصوابية النظرة والتصورات .
الرشد/ لكن لوحظ في الآونة الأخيرة حملة تخويف شرسة منكم السلفيين غير يسيرة تمت بصور متعددة سوءاً للحاكم أو للمحكومين من قبل تيارات مضادة وأشخاص وأحزاب وتوجهات سياسية ؟
الدكتور: لاضير من هذا الذي يحصل لكن علينا نحن السلفيين أن نبين ذلك للناس ونوضح الحق لهم لأنه إذا جهل الناس فمن يوضح الحق لهم كما قال الإمام أحمد بن حنبل _ عليه رحمة الله _ كما يتوجب عليهم أن يبعثوا برسائل ثقة إلى الحكام بأننا أمان لكم وللبلد والناس جميعاً لأننا نحرم الخروج المسلح وهذا هو منهجنا الشرعي ولا نريد منكم سوى أن تحكمونا بالإسلام وليي مهماً أن نحكم به نحن أوفلان أوعلان ،وعليهم أن يبينوا أيضاً النموذج الأمثل الصلب للشخصية المسلمة والمجتمع المسلم وهذا الذي سوف يقنع الناس بكم وبصوابية دعوتكم حتى يحدث التحول الاجتماعي نحوكم حينما تنتهي المصالح وتكتشف الشبه ومعادن الناس إنما تتأثر بالواقع المحسوس أكثر من الملموس فإن الحق موجود في المصحف والكتب ، ولكن الله لم يحفظ الحق الإبالرجال فشمروا عن سواعدكم فإن الله سوف يبعث لهذه الأمة من يجدد لها أمر دينها ،وقد قيل قديماً إن الدعوات تظل محدودة الانتشار حتى يحملها الرجال خصوصاً عندما تنتهي المصالح وتفند الشبه وسيلتفت الناس إلى المخلصين القدوة،وحينئذ يظهر الحق ولوكره المشركون ورغم الكافرون .
*بالتزامن مع صحيفة الرشد