لماذا الآن.. يا «مأرب برس»..؟!
بقلم/ أحمد الوشلي
نشر منذ: 12 سنة و 10 أشهر و 7 أيام
السبت 31 ديسمبر-كانون الأول 2011 09:33 م

بصراحة وعلى مدى أكثر من شهر (وبالذات خلال الأسبوع الأخير) وأنا أشاهد وألاحظ حملة ممنهجة يقوم بها (بعض) الإصلاحيين (المخربين) في ساحة التغيير بصنعاء، وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى بعض المواقع الصحفية الإلكترونية كموقع مأرب برس (مآآآآآرب وبس)، مستغلين الخلافات المذهبية والنزاعات التاريخية لتحقيق أهداف آنية وأنانية قرروا أن ينفذوها الآن.

واسمحوا لي أن أستعرض بعض محاور حملتهم المستهجنة في مضمونها والغريبة في توقيتها؛ وأنا بذلك لا أرغب بالدخول معهم في جدل عقيم، كعقم عقولهم ولكن فقط لدي استغراب، وعندي استفسار.. فأقول لهم:

إذا كنتم تتهمون الحوثيين بأنهم عملاء لإيران الاثني عشرية (وأنا هنا لن أتهمكم بأنكم عملاء للسعودية الوهابية)، وإذا كنتم تتهمون الحوثيين بأنهم يتلقون دعماً من إيران الفارسية (وأنا هنا أيضاً لن أتهمكم بأنكم تتلقون نفس ذلك الدعم من السعودية التي تدعي الورع وهي حليفة للإمبريالية!!)..

وإذا كنتم تستشهدون على جرائم الحوثيين بحصارهم لإخواننا السلفيين في دماج (وأنا هنا لن أستشهد بمباركتكم أو على الأقل صمتكم المريب على حروبٍ ست جرت في صعدة؛ وأيضاً لن أستغرب تعاطفكم مع السلفيين الذين أفتوا بحرمة خروجكم على ولي أمركم بحسب تراثكم في نفس الوقت الذي تهاجمون فيه الحوثيين الذين قاسموكم ساحات التغيير والحرية والثورة).

إذا كنتم؛ قد اتهمتموهم بكل ذلك وقلتم فيهم ما هو أكثر من ذلك فاسمحوا لي.. لديَّ استغراب وعندي استفسار: لماذا الآن ؟؟!! لماذا فقط اليوم قررتم أن (لا حوثي بعد اليوم) في ساحات التغيير؟.

لماذا الآن فقط تذكرتم العديد من الاتهامات وبدأتم باستدراجها، من اختلافات المذاهب، وباستخراجها من كتب وأحداث التاريخ بعد أن صبرتم عليهم لشهورٍ مضت في الساحات؟؟!!

لماذا بعد توقيع المبادرة الخليجية قررتم الإيقاع بكل من يعارض مبادرة وقعتم عليها باليمين وفي نفس الوقت تتهمونها بالغث والسمين؟؟!!

لماذا الآن بعد مسيرة الحياة أعلنتم وفاة وفائكم لشعاركم المعروف الذي ظللتم لشهورٍ ترفعونه في وجوه من ينتقد زعماءكم وينتقد تصرفاتكم وهو شعار (عدم شق الصف)، فلماذا قررتم أنتم الآن شق الصف؟؟!!

لماذا الآن ؟؟!!

قولوا لنا بصراحة: هل قررتم إخلاء الساحات وإنهاء الثورة؟؟ أم أنكم قررتم الاستئثار والاستحواذ على الثورة ؟؟

ولماذا تغيرتم بعد ما صارت أيديكم في السلطة وأرجلكم في الساحات؟؟!!

وأنا هنا لا أهاجم جميع الإصلاحيين فلدي العديد من الأصدقاء من بينهم ولكنني فقط أسأل أولئك الإصلاحيين المخربين (البلاطجة الجدد موديل 2012) الذين ليسوا مصابين بعمى البصر بل بعمى البصيرة، والذين هم متخصصون ومولعون بانتقاد جميع أفراد العالم، وإذا ودَّف واحد وانتقدهم خرجوا عن طورهم ودعوا عليه بالويل والثبور!!

طبعاً كيف لا وهم يحسبون أنفسهم الأوصياء على الدين، ويزعمون أنهم الوحيدون الحريصون على الوطن؛ وكل من خالفهم في الرأي والتعبير (وفي أي موضوع) فهو ليس مميز عن رأيهم برأيه، بل هو بزعمهم ليس فقط مندس وأمن قومي بل هو أيضاً مخالف للدين وخائن للثورة وللوط !!

فعلاً إنها من عجائب الدنيا ومن علامات قيام الساعة أن أصبح أولئك ثوارا أحرارا يدعون إلى بناء وطن وهم يهدموه ويهتفون بإسقاط نظام وهم من جديد يصنعونه!!

فلنعد جميعاً للعقل وللحكمة، ولنترك جميعنا مراشقة بيوت الآخرين بالحجارة مادامت بيوت كل منا بها نوافذ زجاجية يمكن كسرها واختراقها.. أو فلنستعد بالتوبة فقد آن للساعة أن تقوم!!