الجيش الإسرائيلي يوسع عملياته البرية جنوب لبنان أمريكا تكشف عن أهداف حددتها إسرائيل لضربها في إيران الذكاء الاصطناعي يفاجئ أطباء العالم في اكتشاف آلاف الأنواع من الفيروسات هل تخلت ايران عن أذرعها في لبنان وسوريا واليمن ضمن صفقة مع الغرب لتحقيق مكاسب في الملف النووي والعقوبات ؟ كبرى المنظمات الدولية والأممية تصدر بياناً مشتركاً رداً على اختطاف الحوثيين للموظفين الأمميين توجيهات عسكرية عليا لعمليات القوات المسلحة صنعاء.. جريمة قتل جديدة تطال مواطناً من آل "الحنق" وقبائل أرحب تعلن النفير القبلي تقرير حديث يفضح لصوص المسيرة:مليشيا الحوثي نهبت ثلاثة أرباع المساعدات الإنسانية خلال سنوات الحرب الجيش السوداني يحقق تقدمًا عسكريًا واسعا بجنوب ووسط الخرطوم و«بحري» وسلاح المدرعات توسع انتشارها الوحدات الأمنية بمأرب تنفذ مسيرا راجلا لمسافة 40 كم
إنّ الشعوب بأعيانِها ، وشيوخها ، وعلمائها ، وكتّابها ، وفنانيها ، من يصنعُ الدكتاتور, من يُهدي إلى الدكتاتور كاريزما الدكتاتور, هم الذين يصُوغون دكتاتورَهم المَحَلِّي, يجمِّلون قبحه ، ويضخِّمون ضآلته, ويتغزلون حتى في قِصر قامته, بمفردات الطولِ والبعد والارتفاعات العصيّة الشاهقة !فلا شيءٍ يشغلهم عن التغنِّي بجرائمه، وقد تسلحوا بلغتهم العربية، التي تقلب السقوطَ المُخزي إلى تحليقٍ عالٍ مُبهِرٍ مُعجِز ؟!
ما أكذبَ لغةَ العرب, وما أكذب موسيقاهم وطبولَهم ! فا التاريخ، لم يعرفْ شيئا شغلَ العرب عن الغناء لجرائم حكامهم، لا العلم ولا المعرفة ولا التنوير، ولا حتى العبادة والاستغفار !
الدكتاتور العربي لا يحكم أبدا, فقط يذكر شعبه بوجوده, يتبادل الصراخ مع الجموع التي لا يدعوها إلا ليصرخَ في وجهها ، ولم تتهيَّأ وتجئْ إلا للصراخ في وجهه, وكأنَّ كلماتِه لم تخلقْ إلا لآذانهم ، وأُذُنَيه لم تخلقا إلا لكلماتهم ! فهما يتبادلان الصراخ كما يتبادل اللاعبان الماهران ضرب الكرة الصفراء, إنها لذة متبادلة في الصراخ والصراخ المضاد ! الجماهير تفسد الحاكم، وهو بدوره يفسد الجماهير, إنهما يتفاعلان ويتحدان كمكونات الزِّرْنِيخ ليصنعا الدكتاتور, ورغم هذا الانسجام والتَّوَحُّد، فإن الدكتاتور العربي لا يحبُّ شعبَه؛ يشتمهم حتى وهو يبتسم إليهم, يدعو لهم بلسانه بينما يتمنى لهم الموتَ, والسقوط بأفكارِه وضميره وأمانيه, إنه يمنحهم الأغلالَ مغنِّياً لها بكلمات الحرية ! يمنحهم الحريةَ لغةً, ويمنحهم الأصفادَ فِعلاً وواقعاً ووجودا, يرى شعبَه ذئابا خائنة, و أطفالُ شعبه مشاريعَ ذئابٍ, لا يجب توفِّرَ الحليب لها, فالشعبُ كلُّهُ مشتبهٌ به!
تعلم كيف يجعل شعبَه تعيسا, يفعل به ما يفعله الذئبُ عندما يقتل الراعي, وينفردُ بأغنامه, غير أن الدكتاتورَ التقِيّ, يسمِّي باسم الله وهو يحشو بندقيته لقتلِ شعبه!
ما أسوأَ الدكتاتورَ العربي, لا يمرّ به يوم بلا ذنب, ولا يشقَى من ذاكرته أبدا, لا يحلم, لا يحاول، ولا ينتصر, يخلق المشاكلَ التي لا يقوَى على حلها ، ويومَ يرحل فإنه يترك بلادَه أصغرَ بكثير مما كانت عليه قبل استيلائه عليها, فهل يمكن أن يوجد من هو أسوأ من الدكتاتور ؟
إنه الشعبُ الذي لا يُفرِّق بين البطل والمهرِّج، ولا بين شانقة وعودِ المشنقة ! الشعب الذي يغني ويرقص لجرائمه وأخطائه, وأزماته وهزائمه، وكلِّ سقطاتِه النفسية والأخلاقية, لكن الوحشَ الذي يُخيفُ ألفَ عبد، لا يخيفُ رجلا مُمتلئاً بالحريّة ! .