الرابحون والخاسرون من فوز ترامب.. محللون يتحدثون حماس تعلق على فوز ترامب.. وتكشف عن اختبار سيخضع له الرئيس الأمريكي المنتخب هل ستدعم أمريكا عملية عسكرية خاطفة ضد الحوثيين من بوابة الحديدة؟ تقرير اعلان سار للطلاب اليمنيين المبتعثين للدراسة في الخارج بعد صنعاء وإب.. المليشيات الحوثية توسع حجم بطشها بالتجار وبائعي الأرصفة في أسواق هذه المحافظة شركة بريطانية تكتشف ثروة ضخمة في المغرب تقرير أممي مخيف عن انتشار لمرض خطير في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي في اليمن أول موقف أمريكي من إعلان ميلاد التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية، في اليمن تقرير أممي يحذر من طوفان الجراد القادم باتجاه اليمن ويكشف أماكن الانتشار والتكاثر بعد احتجاجات واسعة.. الحكومة تعلن تحويل مستحقات طلاب اليمن المبتعثين للدراسة في الخارج
قال الرئيس في مقابلته الاستثنائية مع أسبوعية "الوسط" اليمنية بأنه "والف" وكان هذا الجواب رداً على سؤال الصحفي جمال عامر عن الصحافة وحرية التعبير والنقد وما إلى ذلك .
والحقيقة أن الرئيس لم يقل ذلك لأول مرة فلطالما قال هذه الكلمة وأخواتها ، ولعله كان يعني ما يقول ربما بعكس كثير من الأجوبة التي كثيراً ما يكون غير قاصد لها فيعتبرها "مزحة سياسي
ة" أو ينساها أو يتناساها فيقول بغيرها بل بعكسها في وقت لاحق ، ما دعا الكاتب الصديق منير الماوري لأن يشن على الرئيس في مقال نُشر مؤخراً خارج اليمن فالرئيس "مش والف" أن يوصف بالكذاب في صحيفة يمنية أو موقع محلي ، حتى لو كانت تلك الصحيفة أو ذاك الموقع معارض حتى النخاع .
لأكون مثلي مثل كل مواطن يمني يُضحك على عقله منذ ثلاثة عقود حسَن النية يُصدق كل ما يقال ويؤمن بظواهر الأفعال ، ولا يستمع إلى القيل والقال .
وسأقول بأن الرئيس فعلاً "والف" للنقد والتعرض لشخصه ولموقعه من قبل ألسنة اليمنيين الطويلة وأقلام الصحفيين المكسرة .
فإذاً .. لمصلحة من تدبيج قانون مادة رقم (11) الذي كُشف عنه أخيراً والذي يستهدف تكميم الأفواه وحبس الصحفيين ومصادرة كثير من الحقوق المدنية والحريات العامة ؟!.
إذا كان الرئيس "والف" كما يقول بلسانه فمن هو الخائف ؟! من الأصوات والأقلام والمظاهرات السلمية . أم أن ما نقرؤه بين الحين والآخر عن "رئيس الرئيس" و"رأس الرئيس" و"رُؤاس الرئيس" و"رؤوس الرئيس" و"رؤساء الرئيس" هو أمر واقع وليس مجرد تكهنات وتحليلات وتحرشات تستهدف فخامته .
إذا كان ذلك أمراً واقعاً فعلى رؤساء الرئيس ورؤوس الرئيس وكل هؤلاء العاهات أن يكشفوا للملأ عن هوياتهم وأسمائهم وكل ما يدل على شخصياتهم ، خاصة لجمهور الصحفيين وطويلي الألسنة من جمهور العموم . وذلك ليكونوا على بينة من أمرهم ويأخذوا الحيطة والحذر ولا يتحرشوا بهؤلاء الرؤساء والرؤوس ، ويتفرغوا لكتابات مختلفة ، ويقتنعوا بأن على كل واحد منهم أن يتذكر هواياته عندما كان في الصفوف المدرسية الأولى ليقوم بتفعيلها وممارستها ، وإذا كان مدمن على نقد السلطات العليا والمقدسات فعليه بفخامته "الوالف" ولكن منفرداً وبشكل محدد وواضح بحيث لا يتعدى النقد الرئيس إلى رئيس الرئيس أو أحد رؤوسه أو أي فرد من كل هؤلاء "العاهات" فالرئيس وحده "والف" أما العاهات فلم يتم توليفهم بعد .
وإلى أن يصدر القانون "العاهة" ويصبح قضاء وقدر ، إما أن يولف الرئيس رؤساءه ورؤوسه ولا ندري كم عددهم فيصبح إسقاط ذلك القانون أمراً مقدوراً عليه ، وإما أن يولفوه فيتحول الرئيس من "والف" أليف إلى "مولف" متوحش .
وإذا حصل الاحتمال الثاني –وهو الأقرب بحسب المعطيات المتوافرة حتى الآن- فيتعين حينها على الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوربي أن تفتح باب التأشيرات على مصراعيه وبدون أي قيود أمام الصحفيين اليمنيين ليجدوا بقعة أرض يمارسون فيها مهنتهم ، وتُعلن اليمن بامتياز وبشكل غير مسبوق كدولة عدّاءة في الحضارة "دولة ما بعد الصحافة وما بعد الحريات" دولة "نهاية التاريخ" . ولكن ليس تاريخ فرانسيس فوكوياما إنما تاريخ "سنحان في تهامة" ، ومع ألف سلامة .
أما بعد :
يبدو أن كلمة الرئيس "والف" قد تحولت مع طول العهد إلى نظرية أمنية ، فما تابعناه اليوم من عملية اختطاف للصحافي عبد الكريم الخيواني وضرب واعتداء وإهانة مكررة ، لم يعد معها من الأهمية الحديث عن القانون العاهة الذي أفردنا له السطور السابقة وأفرد له كثير من الصحفيين عدداً من المقالات ، حيث لم يكن يعوز الخاطفون الإرهابيون قانوناً ليستندوا عليه فيما قاموا به من فعل شنيع ، فقانون الغاب الهيستيري الذي أريد أن يُعاقب به الصحفيون بواسطة الخيواني "الوالف" هو القانون السائد والذي يبدو أن السلطة في اليمن تريد أن تكرسه وسط صمت المجتمع الدولي ومنه الاتحاد الأوروبي الذي كان الخيواني في لقاء رسمي معهم قبيل الحادث المعتوه الذي لا يعبر إلا عن وجه حقير وسخيف وسامج لسلطة تستهين بكل القيم وتتحدى كل الأعراف ، وما تم اليوم في الشارع العام وعلى مرأى ومسمع الناس بصنعاء هو تحذير في غاية الوقاحة بأنه لن ينفعكم لا أمريكا ولا أوروبا ولا الأمم المتحدة ولا المنظمات الدولية .
وأنه ليس أمامكم إلا أن تسبحوا بحمد الإرهاب. وما عليكم إلا أن ترددوا العنوان الذي كتبه الخميس الماضي في صحيفة "الثوري" الكاتب الساخر فكري قاسم "(سنـحــــان) العظيم وبحمده" .. "(سنـــــحان) العظيم وبحمده" !! . ولله في خلقه شؤون !!ّ!!
eskandarsh@yahoo.com