توكل كرمان: من يحكمون اليمن اليوم لا يقلون ضررا عن سلطة الحوثيين والمجلس الانتقالي مكشوف أمام الجنوبيين قبل الشماليين
مجلس شباب الثورة: 11 فبراير لم يكن مشروعا عائليا ولا مناطقيا بل مشروع وطني مستمر والاستبداد إلى زوال مهما طال أمده
عاجل : المملكة الأردنية تلغي اتفاقية وقعتها مع المليشيات الحوثية بعد اكتشاف انتحال قيادي حوثي هوية الشرعية
حفل تكريمي ل 800 طفل وطفلة من المشاركين في مشروع النور المبين للحافظ الصغير على المسرح السبئي بمحافظةمأرب
الجيش الوطني يفشل كافة عمليات التسلل الحوثية بمحافظة مأرب ويكبدها خسائر في القوة والعتاد.
مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية يدشن موقعه الإلكتروني الجديد
طهران تخشى الضغوط القصوى لترامب وتعلن استعدادها للتفاوض مع واشنطن بشرط واحد
الموقف السعودي الرافض لتهجير الفلسطينيين وأثره على التطبيع
الدولار يقترب من 2300.. آخر تحديث بأسعار الصرف مساء اليوم
وزير الاوقاف بمكة المكرمة يكرم المشاركين في المسابقة القرانية للعسكريين بالسعودية
- بالأمس لم ينس الشيعةُ أنَّ صلاحَ الدين الأيوبي هو من دَكَّ دولتَهم الفاطمية في مصرَ ، ومَكَّنَ للسُنةِ من جديد ، لذلك حاولوا مراراً الفتكَ به كي يستعيدوا الحكمَ . ولنجاحِ مخططهم كاتبوا الفرنجَ مستعينين بهم لتحقيق تأمرهم التدميري الضالِ .
- واليوم يقوم المتلبسون زوراً بالسُنَّة ببناءِ دويلاتهم ، وترسيخِ نظامِهم ، وتثبيت حكمهم ، عبر خذلانِ أمتهم ، وخيانة دينِهم ، والفتك بالمسلمين ، وتفريق كلمتهم وتمزيق صفهم ، دون حاجة ملحةٍ لمكاتبة النصارى واليهود واللادينيين . فهم قد أصبحوا كيانا واحدا ومنظومة موحدة ، يخططون شرا ، وينسقون مكرا ، وينفذون قتلا وتدميرا . بل إنَّهم أشدُ خصومةً للإسلام من خصومه التقليديين ، وأنكأُ قهرا بالمسلمين من أعدائه المجرمين . لقد فاقوا الفاطميين تآمرا وخيانةً . وكيف لا يكونوا كذلك ، وهم لم يتموا الرضاعةَ الواقيةَ من فيروسِ الخيانة والوضاعةِ .
- بالأمس وفي سنة 569هـ ، اجتمع فاطميون على إقامة رجلٍ من أولاد العاضد – آخر خليفة فاطمي بمصر – وكاتبوا الفرنجَ ، ولكن أحدَهم وشى بهم إلى السلطان ، مقابل مال له ، فأُجيب إلى ذلك ، وأُحيط بهم .
- واليوم يعيدُ المفطومون الكَرَّةَ ، يبحثون عمن يكون له حضورٌ وشهرة ، أو نسب وحسبٌ ، فيسبغون عليه هالةً إعلاميةً ، تفخيما وطنيا وتعظيما قوميا ، ويصنعون منه رمزا قياديا ، وأملا شعبيا ، ويجمعون حوله من قد رتبوا أمورَهم معهم ، في واجهة سياسيةٍ جماهيريةٍ معلنةً ، ظاهرُها أنها تَقودُ للحرية ، وباطنُها أنها تُقَادُ للعبودية . وقريبا سيبيعُهم القائد ويتخلى عنهم الداعمُ في مقايضةٍ سياسية رخيصةٍ .
- بالأمس واصل الفاطميون سعيَهم للفتك بصلاح الدين وتحجيم دوره . عبر سلسلة من تمرد الولاة ، وبذلوا أموالاً جزيلةً لضم من يهوون هواهم ، فقتلوا عددا من أمراء صلاح الدين . ولم يتوان السلطان عن دحرهم في كل مرة ، ولكن ترتب على هذه المؤامراتِ أنِ استفحلَ خطرُ الفرنجةِ في الشام ، وكلما عزم صلاحُ الدين على التوجه إليهم ، كانت خيانةُ الشيعة بمصرَ أهمَ عائقٍ أمامه .
- واليوم يتكرر نمطُ هذه التمردات داخليا ، عبر تشكيل فرق عسكرية ومليشيات أمنية ، وبذل الأموال الطائلة في تدريبها وتوفير اسلحتها ودفع رواتبها ورغد عيشها .ثم تحريكهم هنا وهناك حسب المخطط ، لاثارة نوازع الفتن وتصفية الخصوم ، وفتح جبهات مضادة جانبية ، تشتيتا للقوات وللضغط على جهة محددة للتنازل والخضوع لهم ، أو لمنعهم من التقدم نحو العدو الأساس ، وإزالة كل عائق في درب مخطط تآمرهم الخبيث .
- بالأمس حين مات السلطانُ نورُ الدين محمود بن زنكي ، تضعضعت أركانُ الدولة في الشام وأُخيف سكانُها واختلف حكامُها . فتوجه لها صلاحُ الدين ، ودخل دمشقَ ، ثم نهض نحو حلب فورا . وهنا نزغ الشيطانُ الإنسيُ في خاطر ابن الملك نور الدين محمود على قتال صلاح الدين ، فأجابه أهلُ البلدِ ، وشرط عليه الروافضُ منهم أن يُعَاد الأذانُ بحي على خير العمل ، وأن يذكر أسماء الأئمة ال ( 12 ) بين يدي الجنائز ، وأن يكبروا على الجنازة خمسًا ، وغيرها من الشروط التي تخدم فكرهم الطائفي ، فأجيبوا إلى ذلك كله . ولكنهم عند المواجهة عجزوا ، ثم هُزِموا شر هزيمة .
- واليوم يستغل المفطومون أي تضعضع أو نزاع في أي بلد لهم فيه مطامع ومصالح ، فيبادرون للوصول إليه عبر غطاء سياسي أو عسكري ، أو عبر منظمات إنسانية وخيرية ، وهناك يبدأ تنفيذُ مخططهم ، بتجنيد وتشكيل وصقل كل ما يحتاجونه من التوابع البشرية ، سياسيا وعسكريا وإعلاميا وغيرها . ومن هنا يملون شروطَهم على الجهات الوطنية الأخرى ، وهي في مجملها شروطٌ تخدم رسالةَ فكرهم وأهدافَ مخططهم ، فإن أُجِيبت مطالبُهم ، وإلا حركوا القطعَ المجندةَ والأحجارَ المصقولة نحو التمرد والتمددِ ، والعنفِ والفتن . لقد كان حجمُ الخيانةِ ومخططُها عظيما وكبيرا ، ولكن اللهَ مَنَّ عليهم بالثبات والإقدام ومَكَّنَ لهم . تمكينٌ جاء بعد تضحيات ومواجهات حاسمة في الميدان لا في الديوان ، عسكريا وسياسيا وإعلاميا واقتصاديا واجتماعيا ، مواجهات لا تضعضع فيها ولا انهزام ، ولا تنازل ولا استسلام ، ولا بلاغات وثرثرة كلام .