منتخب عُمان يحول تأخره بهدف أمام قطر إلى فوز 2-1 النائب العام السوداني: 200 ألف مرتزق يقاتلون إلى جانب قوات الدعم السريع معارضون في تل أبيب: يجب على إسرائيل أن تضرب إيران بشكل مباشر إذا كانت تريد وقف الحوثيين المليشيات الحوثية تعتدي على أحد التجار بمحافظة إب تحركات لطرد الحوثيين من العراق وإغلاق مكتبهم... مسؤول عراقي يكشف عن طلب أمريكي بوقف أنشطة الحوثيين في بغداد مناقشة مخطط ''استراتيجي" لمدينة المخا درجات الحرارة والطقس المتوقع في اليمن خلال الساعات القادمة وجه بإنشاء وإعادة تشكيل بعض الهيئات واللجان.. مجلس القيادة يشدد على عودة جميع مؤسسات الدولة للعمل من اليمن اتفاق في سوريا على حل جميع الفصائل المسلحة ودمجها في وزارة الدفاع تصريحات مدرب اليمن قبل مواجهة السعودية الحاسمة في كأس الخليج.. ماذا قال؟
الجمع بين العمل السياسي والتجاري في المجتمعات العربية افسد عمل الدولة وخرب الاقتصاد العام، وتسبب في تجاوز الانظمة والقوانين، وعمل على انتشار الرشوة ونمو الفساد، وعطل حركة الحياة والناس وخلق المجاعة واشاع الفوضى؛ تماما كما نحن فيه.
ذلك، لان السياسي التاجر لا يسخر سلطته ومكانته لانجاز المهام الوطنية التي أسندت اليه، وإنما يجعلها غطاء لتسهيل حركته التجاريه.. فهو يستحوذ على المناقصات العامة في الأجهزة والمؤسسات التي تخضع لسلطته، وهو يتحايل على الانظمة والقوانين، ويحابي، وينافق، ويبيع ضميره، ويوجه علاقاته العامة والخاصة لخدمة شركاته وارباحه، التى تكبر وتنمو على حساب الدولة والعمل العام..
ولاحظوا حينما بدأت التجارة تستهوي المسئولين في بلداننا واندفعوا بنهم لانشاء الشركات متعددة الالوان والمسميات باسماء الأبناء والاقارب، تراجع نشاط المؤسسات، وانفلت الوضع من بين ايديهم، وضاعت مهام الوظيفة الوطنية والعامة وانهارت الدولة.
مزاحمة الورثة:
فلت الزمام من ايدي الحكام العرب بعد ان أسلموا امر بلدانهم للعبث والتجارة والفساد، وبعد ان اطلقوا للورثة من الأبناء والاحفاد والاقارب حرية التدخل في الشأن الوطني العام، فانهارت الدولة في اليمن، وسوريا، والعراق، وليبيا، والسودان .. وضاع أمل التحديث والتجديد..
يقول ابن خلدون في المقدمة "ان انخراط السلطان (الحاكم) في التجارة ومزاحمة حاشيته الناس في ارزاقهم "مضرة بالرعايا ومفسدة للجباية".. وهو ايضا بداية لإنحسار وتهاوي الدولة..
الرئيس في بلانا تاجر، ونائب الرئيس تاجر، ورئيس الوزراء تاجر، والوزير تاجر، والسفير تأجر، والمستشار تاجر، والقائد العسكري تاجر، والنائب تاجر، والتاجر يتاجر بضميره ووطنه وهو عسكري، وسياسي وشيخ، وكلهم تجار، وكل مسخر لما خلق له..
وللأسف اصبح الكل من موقعه أسير امواله ومدخراته؛ وأصبحت روائحهم تزكم الانوف ..
وبالتالي اصبحت تحركاتهم وتصرفاتهم، وتموضعاتهم العسكرية، وأنشطتهم السياسية والعامة محكومة بدرجة الحفاظ على مصالحهم، ولا تقاس الا بمقياس الربح والخسارة من هذه الزاوية فقط..
كلهم مقيدون:
كل هؤلاء الذين ترونهم وكانهم يحركون المشهد السياسي كلهم تجار في شمال البلاد وجنوبها ، في شرقها وغربها ليست لهم قضية وطنية، وليسوا أكثر من عبيد، تحركهم مصالحهم واصابع متامرة من الخلف، ويسيطر عليهم الخوف على اموالهم ومدخراتهم،
أحدهم، كان صاحبي، وكان مسئولا كبيرا ومهما -ولا يزال ولكن بدرجة اقل- أنشأ مؤسسات استثمارية بأسماء وهمية تحت إدارة ابنائه في النفط والغاز، وأجهزة ومعدات الاطفاء والحماية، والتعليم الجامعي، ولم يترك بابا تصل يده اليه الا وطرقه واستثمر فيه.. !!
لكن ما الذي جرى بعد ان ذهب بعيدا؟!
بعد ان خرج من هيلمانه وتجرد من سلطاته التي كانت حتى أعيقت حركته، واصبح لا يشكو من حاجة وقلة الحال والمال، بل اصبح حبيس مخاوفه، يشكو من عدم قدرته على الفعل والحركة، وحتى اولاده فقدوا القدرة على تشغيل أمواله وتحريك مدخراته.
هؤلاء الذين عبثوا وافسدوا حتى اذانهم، وتسببوا في اغلاق طرق العيش على البسطاء من الناس، وقادوا الى انتشار المجاعة في المجتمع، لم يتسببوا فقط في انهيار الدولة والمجتمع وانما تسببوا ايضا في تقييد انفسهم وحركتهم، وصاروا رهنا بتوجهات وتوجيهات غيرهم ..
لا تصدقوهم:
الايديالوجيا والافكار -ايا كانت- عقدية ( دينية او سياسية) تبدو وكانها محور الصراع بين القوى والافكار والاتجاهات في المجتمع، لكنها ليست أكثر من عناوين للصراع حول المال والثروة.
الخلط بين السياسة والتجارة كان -ولا يزال- هو المدخل للاستقطاب والعبث ولاثارة الحروب والنزاعات ؛ فكرة تجارية مربحة ومراوحة طويلة في العمل السياسي، تتشكل في ضوئها حسابات وعمليات البيع والشراء ، التي غالبا ما يكون البعد الوطني والانساني فيها هو الخاسر الاكبر..
وهكذا عندما يتحول السياسي الى تاجر او العكس يفسد به عمل الدولة والمجتمع؛ فلا تصدقوهم، لأن كل شيء عندهم محسوب بالدولا، والريال، والجنية، والدرهم، وانتم من جوعكم ودمائكم من يدفع الثمن!!
فلا تصدقوهم ..!!!