عبدالملك الحوثي.. والعدوان الزَّيدي الهاشمي
بقلم/ عبدالفتاح الحكيمي
نشر منذ: سنتين و 3 أشهر و 6 أيام
السبت 30 يوليو-تموز 2022 07:07 م
 

من يسيء للإخوة الهاشميين أكثر ليست الكتابات التسطيحية المعجونة بمناطقية وجهالة أصحابها ، بل هو عبدالملك الحوثي نفسه ومنهج تَوْلِيَة إخوته وأصهاره وأبناء عمومته مفاصل السلطة والثروة بأسوأ المؤهلات ، وافراغ إدارة الدولة من مضمونها ووظيفتها وضرب كفاءات ورجال دولة حقيقيين جاهزين، قد لا يهمهم مغنم المناصب والمكاسب. والبعض ينظر إلى مسمى الهاشميين من خلال سياسة عبده الحوثي الذي أكل ثوم السلطة بأفواههم، كممثل لفئة لم يعد معظمهما يقر بشرعيته ولا أحقيته لا بالسلطة ولا بالسَّلْته. وجذور الحوثي السلالية على الحقيقة فارسية، ومذهبه جعفري، وهواه السياسي خميني فرص، بعد أن ضاق بالزيدية التي لا تقر له بالفردية والأستبداد والتسلط.

زاد منكر عبدالملك عن حده فانكروا عليه مظالمه البشعة، وأن كان بعض الزيدية التقليدية لا يزال يقول بأحقية ولاية البطنين من نسل علي وفاطمة، فلا يقرون معها الظلم والطغيان والقهر الذي طالهم اكثر من غيرهم، ومن يقول منهم بجواز ولاية المفضول(من غير البطنين) مع وجود الأفضل(صاحب البطنين) هم الأكثرية، واختار معظمهم لعبة السياسة وصناديق الأقتراع جهراً منذ إعلان ١٩٩٠م ..

فالمعضلة أخلاقية وسياسية بعد أن ثبت ولاء عبده الحوثي للجعفرية ومرجعية قم الفارسية. تكريس عبدالملك التمييز العنصري والسلالي ضَرب الهاشميين المحسوبين عليه بالخطأ بمقتل قبل غيرهم، والكتابات الجارحة بحق هذه الفئة على ضلالها لن تكون أسوأ من ممارسة عبده الحوثي الفعلية ضد من نظن أنهم معه وفي صفه، وهو ضدهم حتى العظم !!.

ينظر صبي الجرف إلى الهاشميين كخطر حقيقي قائم وليس محتملاً على سلطته ونفوذه غير الشرعي المكلل بدماء أبناء الآخرين، كون من بين هؤلاء المناهضين لولايته القسرية أصحاب مشاريع حكم ودَيْوَلة مثله ، وتطلعات وطموحات مشروعة وغير مشروعة عبر التاريخ، وكون منهم أيضاً أصحاب ضمائر وعقيدة حية، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ولا يقايضون موقفهم من الظلم القبيح والجرائم الشنيعة للطغاة البغاة بمزايا وزارة أو إدارة ومنافع، فهؤلاء هم العدوان الحقيقي الذي يحسب له عبدالملك الحوثي مليون حساب.

ولا يعتقد البعض أن ثورة ٢٦ سبتمبر كانت ستقضي على الإمام أحمد وحكمه بدون مؤازرة هؤلاء الذين يعرفون غشامة الحكم وأدواته من الداخل أكثر من غيرهم. الحوثي استخدم شماعة الهاشمية ذات يوم لتسويق مشروعه عند فئة محددة منهم وليس كلهم، وعندما استغنى عنهم أو اكتشفوا حقيقته أو الإثنين معاً قلب لهم ظهر المجن، فظهرت موجة كورونا المبالغ فيها في صنعاء غطاء لقضاء وقدر تصفية رؤوس كبيرة منهم، عسكرية وشيوخ قبائل تتضخم حولها الأسئلة إلى اليوم ؟؟؟.

أما غيرهم من تيارات وسط اليمن وجنوبها من أِب وتعز والحديدة والجنوب، فهم ليسوا أكثر من مصدر (جباية)أو مشروع جنازة في مخطط الحوثي الإيراني ، وأصحاب هنجمة وبلبلة وعنتريات فارغة ، لا يخشى عبده الحوثي طَرَفهم كما يتوهمون. عبدالملك يستعين بالقبيلي المبردق من صعدة وعمران على الهاشمي الشهم في صنعاء وذمار وأب وغيرها، والبعض يلبج غيره بمنشوراته بالغيب على ذمة دوافع ونعرات مناطقية واستجرار مخزون الجهالة المريض، ولا يبني على معطيات وحقائق وطباع ونزعات متغيرة بطبيعتها. أيهما أخطر بنظر الناس أن يلحق إبن تعز وابن أب نفسه بآلة حرب المشروع الحوثي ونصرته وتمكينه من رقاب أخوته وعرضه وعقيدته كما يفعل سلطان السامعي ومقاولي الباطن في شرعب الرونة ودمنة خدير إلى الحوبان وحيفان والشريجة والبرح والعدين والسدة والنادرة وحبيش، أم افتعال معارك هامشية مع أخوة لنا هم أشرف ممن نداري جرائمهم الحقيقية ضد اليمن لمجرد المشترك القروي والمناطقي بيننا وبينهم.

* ألشَّرعَنة مقابل الفَرْعَنة*

وما قيل عن طبيعة تحالف الهاشميين العنصري ليس أكثر مما قيل حول إن علي عبدالله صالح وبيت الأحمر يَمَثِّلون على الشعب.. حتى عندما تقاتلت قوات ومجاميع الطرفين حتى العظم في الحصَبة وداخل دار الرئاسة قالوا: لا تصدقوهم(طيزين في سروال). وبعد كل ما حدث نعتقد أنها مزحة غير مقصودة.!!.

ومن كان يصدق أن أبناء عمومة الإمام يحي وبعض أبنائه وأحفاده سيثورون أيضاً ضده ويشاركون بقتله في فبراير ١٩٤٨م سواء كان بعضهم يطمح للحكم وتجديد الملكية الفردية بالدستورية أو غيرها، ولماذا كان نصف قيادات ثورة ٢٦ سبتمبر على الأقل هم من الذين يسميهم البعض هاشميين. التضييق والحظر والقيود المستحكمة اليوم على علماء ومنابر الدعوية الزيدية هي مؤشر علاقة معظم الهاشميين بالمشروع الحوثي، فقد اكتفى منهم بالشرعنة وكافأهم بالفرعنة.. وصراخ محمد الإمام وجماعته وتذكيره للحوثي بوثيقة تفاهم مبرمة بينهم قبل سنوات، كان بسبب تخفيض أصوات الميكروفونات أو منعها لغير الأذان فقط، أما الزيدية فأرسل إلى معاقلهم الدبابات والمدرعات كما فعل مع العلامة محمد عوض الضحياني الذي طالب بحرية التعبير عن المعتقد الزيدي وإقامة حلقات ثقافية دعوية كانت نفسها أبرز ذرائع تمرد حسين الحوثي ضد نظام علي عبدالله صالح في حروب صعدة. لم تقم قائمة لجامع النهرين التاريخي الشهير بصنعاء بعد تدميره تماماً من مليشيات صعدة، ولم يجدوا القبلة الأصلية(الذريعة) واستبدل معظم خطباء وأئمة جوامع الزيدية الأخرى بخطباء ملازم المسيرة البردقانية، وحوصرت الجوامع بجواسيس المليشيات لأفراغها من المصلين أو تحويلها إلى مقايل قات.

. وأين هو نفوذ الهاشميين ومصدر القرار السياسي بيد حسن نصر الله وطهران، والشأن الداخلي الفعلي تديره أسرة عبدالملك وقرابته، وقد تخلوا عن ادميتهم قبل هاشميتهم. ومن وجد من المحسوبين على الهاشمية في المناصب الشكلية ، أما في وزارة أو إدارة شكلية هامشية فقط لتحسين صورة بيت بدر الدين عند المخدوعين من هؤلاء ومن لم يتعض منهم من موالاة ظلم الحوثيين الذي أضر بمن يسمون(الهاشميين) أكثر من غيرهم..

نجح الحوثي مؤقتاً في حماية نفسه من أشرس معارضية بمعارك وفسبكات ومنشورات مفتعلة يدبجها محسوبون على مقاومة الكهنوت الإيراني، وضد ما يسمى الهاشميين الذين هم جزء حي وأصيل من الشعب اليمني ونسيجه الأجتماعي وتحولاته الثورية ضد الظلم الأستبداد والقهر، لا تقلل من حقوقهم ودورهم ومكانتهم كتابات القرويين والمناطقيين ومن في حكمهم. أما صاحبي ذاك المخبر الذي حاول أسداء خدماته للحوثة قبل فترة بزعم قرابة سلالية تربطه بهم، فليقرأ ما أقول جيداً ، ولعله استسلم لغباء ازدواجية هويته الإجتماعية الغابرة أكثر من إذعانه لأنه محسوب جزافاً على المثقفين، ومن تجاوزوا هوياتهم البدائية..