المليشيات تدشن حملات تجنيد إجبارية للطلاب والكادر التربوي في صنعاء دبلوماسي أمريكي: الصين شجعت الحوثيين على مهاجمة سفن الدول الأخرى ورفضت إجراءات دولية ضدهم بعد الكشف عن تصفية غالبية قادة حزب الله .. واشنطن وتل أبيب ترصدان 7 ملايين دولار لمن يبلغ عن الناجي الوحيد من اغتيالات قادة «حزب الله» استشهاد دكتور يمني مع أمه في قصف شنه جيش الإحتلال الإسرائيلي آخر التقارير والمعلومات بشأن مصير خليفة حسن نصرالله.. وحزب الله يلتزم الصمت أرقام توضح كم جريمة ضبطتها أجهزة أمن العاصمة عدن خلال 3 أشهر معارك طاحنة والجبهات الأوكرانية تتساقط..و روسيا تحرر بلدة أوغليدار الهامة استراتيجيا ارتفاع حصيلة الحرب في غزة إلى 41825 قتيلاً تفاصيل 18 غارة أميركية بريطانية على اليمن حماس تنعى 9 من مقاوميها اغتالهم الاحتلال بالضفة ولبنان
لما حضرت سبأ الأكبر الوفاة طلب أبنيه حمير وكهلان، وأقعد حِمْيَر عن يمينه وكان الأكبر، وأقعد كهلان عن شماله، ثم طلب سائر بنيه وبني عمه و وجوه قومه وقال لهم: إعلموا أن ولديّ هذين هذا عن يميني وأشار إلى حمير وهذا عن شمالي وأشار إلى كهلان، فأعطوا حمير من مُلكي ما يصلح لليمين وأعطوا كهلان من مُلكي ما يصلح للشمال، فقالوا يصلح لليمين السيف والسوط والقلم، ويصلح للشمال العنان والترس والقوس، فمَلك حمير بعد أبيه ولم يزل الحكم في ولده و ولد ولده.
هكذا دون المؤرخ علي الخزرجي في كتابه العقود اللؤلؤية راسماً بريشة الأنفة والكبرياء تأريخ اليمن ومُلك أحفاد سبأ وتبابعة حِمْير الذين فضّلهم الله على غيرهم وهو القائل في مُحكم كتابه "أهم خير أم قوم تُبّع".
كان العرب في الماضي السحيق يُطلقون على ملوك حِمْيَر "أرباب العرب" لما كان لهم من التاريخ المشّرف في الملك والحكم والمشورة، ولقدرتهم على إنشاء الممالك العظيمة على أرض اليمن التأريخية وسواها التي كان يُقبل إليها الجائع والمقتر الفقير، فيغادرها مستور الجناب، محمّلاً بما لذ وطاب، حتى أُطلق عليها "العربية السعيدة".
الولاية السبئية على اليمن حق تأريخي لن ينازع أحفاد سبأ فيه أحد، إنه مُلك الأجداد وإرثهم الحضاري الذي رسخه ملوك دانت لهم الدنيا بعدالة حكمهم وفخر نواميسهم، وإعلائهم من شأن شعبهم، وصونهم لأرضهم التي أعطتهم الخير الوفير في ربوعها، بعد أن تصبب عرقهم من أمزان جباههم على ثراها الطاهر المعطاء.
منذ آلاف السنين، حين وطأت قدمي قحطان بن هود أرض اليمن وراح يسير في جبالها ورباها غارساً شجرة عزٍّ وشموخ كان هو جذعها الراسخ، منذ ذلك الماضي السحيق لم تُصبْ الأمة اليمنية السبئية بعاهة هددت وجودها وهدت كيانها، كما أُصيبتْ بالجائحة الهاشمية المجرمة. هذه السلالة التي اندلقت إلى أرض التبابعة في غفلة من الزمن، عملت على فت عضد هذه الأمة العظيمة، وفصمت عُراها، وجعلتها أمة مشتتة، ممزقة، متمذهبة، بعد أن حملت معها هذه الجائحة مذاهبها السياسية، الزيدية والشافعية وفروعهما. تلك المذاهب الحاملة للأفكار الهدامة، الموبوءة بعُقد التاريخ، جعلت اليمنيين الأقحاح يقتتلون فيما بينهم على مدى قرون من الزمن، لتعتلي فوق جثثهم وجماجمهم وأشلائهم الكهانة الهاشمية الدخيلة، حاكمة أرض أجدادهم بأوهام الحق الإلهي، وخديعة العترة الكاذبة وجنون الولاية الهاشمية المُدّعاة!!
اليمن عبر تاريخها الضارب في القِدم تعرضت لغزو أجنبي متعدد، لكن الغزاة على اختلاف أشكالهم وألوانهم حملوا عِصِيِّهم ورحلوا عنها بعد ذود اليمنيين الأقحاح عن حياض موطنهم، وهم أحفاد حمير السيف والقلم، وكهلان العنان والترس والقوس، رحل الغزاة المعتدين وبقيت اليمن شامخة بشموخ أبنائها الأقحاح الذائدين عن ثراها والحارسين لثغورها، والحافظين لإرثها وهويتها الحضارية. رحل كل الغزاة وبقي الغزاة الهواشم، لأن أسلوب غزوهم لم يكن توغلاً في الأرض وقتلاً للسكان الأصليين فحسب، بل غسلاً للعقول بخرافاتهم، وطمساً للهوية اليمنية الأصيلة بهويتهم المتوردة الدخيلة، وكان من الصعوبة بمكان وعلى مدى الأزمان التخلص من ذلك المزيج المعقد، بخلاف ماهو حاصل اليوم بعد أن تبيّن لليمنيين قاطبة حجم المأساة التي أُبتِلي بها وطنهم العريق وأجدادهم الأفذاذ طيلة مسيرة تحررهم الوطني.
اليوم، أحفاد حمير وكهلان، يخوضون معركة استعادة ولايتهم على أرض أجدادهم، يستعيدون الولاية السبئية وحقهم التأريخي في حكم موطنهم، بعد أن عادت المليشيات الهاشمية ناشرة الموت والقتل والخراب على امتداد مساحة الوجع اليمني من المهرة إلى صعدة، المليشيات الكهنوتية التي يقودها جنون الولاية الهاشمية وخرافة نظرية البطنين البائسة المثقلة بجرائم وعذابات اليمنيين منذ ألف عام وأكثر. نعم، يقاتل اليمنيون اليوم في كل جبهات النزال والتضحية، في صعدة والحديدة والضالع وحجة والبيضاء، في كل ساحات الكرامة، حاملين كفاح ونضال وتضحيات الأجداد على أكتافهم ونصب أعينهم. يقاتلون وفي مخيلاتهم كفاح الحسن الهمداني ونشوان الحميري وسعيد بن ياسين وأحمد الزرنوقي والخزفار والنعمان وعبدالمغني والسلال وجزيلان وكل رموز النضال الوطني اليمني عبر السنين. يقاتلون بإيمان راسخ بأن وهم الولاية الهاشمية باطل وزائل، وأن الولاية السبئية حق يجب استعادته وإرخاص الدم القاني في سبيله، حتى تعلو راية المجد السبئي خفاقة على شماريخ جبلي شمسان جنوباً ومرّان شمالاً، وقد اقترب يوم النصر ودنت ساعة الخلاص.