الكاتبة الكويتية دلع المفتي : النساء دخلن على الثورات العربية قسراً
بقلم/ الكاتبة/دلع المفتي
نشر منذ: 11 سنة و 7 أشهر و 5 أيام
الثلاثاء 26 مارس - آذار 2013 04:09 م


قالت الأديبة والكاتبة الكويتية دلع المفتي إن مجتمعاتنا العربية مازالت تنظر إلى المرأة كالضلع الأعوج وكناقصة عقل ودين.
وأشارت المفتى في حوار خاص لـ"مأرب برس": إلى أن الثورات العربية ليست ثورات ذكورية بحيث دخلت عليها النساء قسرا. لأن "الثورات العربية كانت ثورات الإنسان، رجالاً ونساء صغارا وكبارا، أغنياء وفقراء" حد قولها.

_ لماذا مازالت نسبة الكاتبات في الوطن العربي أقل من نسبة الكتاب بشكل كبير؟
وضع المرأة في الكتابة يتماشى مع وضعها في أي مجال آخر. هناك الكثير من العوائق الاجتماعية، الجنسية، العائلية.. والتي تسمى دينية وما هي بدينية. المجتمع الذكوري يثقل على المرأة ويحجمها، وعندما تتجرأ إحداهن وتبرز في أي مجال، تحارب، وتجرح، وتهان، وتلصق بها التهم. فالحرب وإن كانت مخفية لكنها قوية..
_من خلال كتاباتك تبين لنا أن هناك كثير من كتاباتك حول المرأة، هل تعتقدين أن هناك تهميشا للمرأة العربية من قبل الرجل؟
نعم مازالت مجتمعاتنا تعاني من تهميش دور المرأة وقصره في إمتاع الرجل وإنجاب الأطفال.
_من السبب في تهميش المرأة، هل المرأة أيضا سبب من أسباب واقعها الحالي؟
بالإضافة لحرب الذكور ضد الإناث، لا بد أن أعترف أن هناك الكثير من النساء اللواتي يرضين بالمرتبة الأدنى ويقبلن بوضعهن بخانة أقل من الرجل في مجتمعاتنا العربية. الكثير من النساء يحاربن النساء. وأنا أعتقد أن هناك مكانا خاصا في الجحيم للمرأة التي تحارب المرأة كما قالت يوما مادلين اولبرايت.
 
_ كيف تنظرين إلى التجربة السياسية للمرأة الكويتية، وهل سنشهد حراكا سياسيا للمرأة العربية في دول عديدة؟
تجربة المرأة الكويتية السياسية مازالت جديدة، لم تكتمل بعد. دخلت المرأة للبرلمان الكويتي (رغم أنف المجتمع) وبمرسوم أميري تلبية لطلب الشيخ الراحل جابر الصباح رحمه الله. دخلن أربعة، وخرجن بعدها بشهور. لم يتمكن من إثبات جدارتهن نظرا لقصر المدة. لكنهن عدن الآن.. وها نحن نختبرهن..
_ الثورات العربية هل كانت لها دور في توسيع أنشطة المرأة وبروز ناشطات كبيرات؟
الثورات العربية ليست ثورات ذكورية ودخلت عليها النساء قسرا، أو زجا، .. الثورات العربية كانت ثورات الإنسان.. رجالا ونساء صغارا وكبارا.. أغنياء وفقراء... لذا وجود المرأة في أتون الثورات العربية كان أمرا طبيعيا جدا. والكثير من الرائدات والقائدات كن نساء كتوكل كرمان وغيرهن الكثيرات.
_ أبرز المشكلات والهموم التي تعاني منها المرأة العربية؟
التهميش.. والإقلال من قيمتها. مازالت مجتمعاتنا تنظر إلى المرأة كالضلع الأعوج وكناقصة عقل ودين خلافا للمعنى الحقيقي للآية الكريمة. فهم يؤلون ما يريدون حسبما يريدون وإن كان كلام الله جل وعلا.
_ هل سنشهد في المستقبل رئيسة وزراء عربية أو رئيسة عربية؟
لمَ لا؟ المرأة العربية وصلت للسفارة والوزارة... لماذا لا تصل لرئاسة الوزراء أو للرئاسة؟؟ لكن في زمن التطرف الإسلامي والإخواني أجد أن حربها أصبحت أكثر شراسة.
_ مجموعتك القصصية "عورة " هل عنوانها يلخص جزءا من واقع المرأة العربية؟
بالطبع: فأنا امرأة عربية أعاني ما تعانيه النساء العربيات في كل مكان. هناك الكثير من القصص في مجموعتي تعبر عن امتهان المرأة وخاصة قصة (عورة) التي هي عنوان المجموعة.
_ كيف تستطيع المرأة العربية أخذ حقوقها؟
الكفاح والنضال... وعدم اليأس. حقوقها لن تأتي لها على طبق من فضة.. هي من يجب أن يسعى لها.
_ كيف استطاعت الأستاذة دلع الموازنة بين أعمالها الخارجية وأعمال الأسرة؟
كان الوضع صعبا. وإن كنت قد بدأت متأخرة، فهذا سهل علي الكثير من الأمور. وأقولها صراحة لو كنت ابتدأت في الكتابة والصحافة في بداية حياتي الزوجية لوجدت صعوبة في التوفيق بين أطفال صغار ومسؤولية أسرة ومنزل وبين القلم. لكني الآن بعد أن خرج الأولاد من عشهم الصغير أشعر براحة الضمير وأعمل بسعادة..
_ هل هناك أشخاص كان لهم دور إيجابي في حياتك؟
الكثيرون. أولهم أبي_ رحمه الله_ الذي علمنا صحبة الكتب. ثم زوجي الذي دعمني بكل الطرق كي أشق طريقي في عالم الكتابة. والكثير من الأصدقاء الذين أعانوني ووقفوا بجانبي وصححوا لي أخطائي.
_ متى تشعر الأستاذة دلع بالسعادة، ومتى تشعر أن التعاسة تسللت إلى حياتها؟
سعادتي الحقيقية في الاجتماع اليومي لعائلتي الصغيرة. عندما يجتمع حولي أولادي الأربعة ونجلس لنتسامر ونتخانق ونتحادث.
_ هناك من يقول إن المرأة العربية تنشغل بالتجميل والماكياج أكثر من الفكر والثقافة؟
تقول غادة السمان "الكحل ليس مرادفاً للتفاهة، التفاهة أن لا يكون في عيني المرأة إلا الكحل". ما الضرر من اهتمام المرأة العربية بأناقتها وجمالها؟؟ هذا مطلوب، لكن بشرط ألا يكون اهتمامها الأوحد.
_ طموح تتمني تحقيقه ولم يتحقق حتى الآن؟
أتمنى الحصول على جائزة الصحافة العربية أو جائزة سمير قصير لحرية الصحافة.. هو أمل لا بد أن يتحقق يوما ما.
_ قمت بتأليف مجموعة قصصية ورواية أدبية، ماذا تعني لك القصيدة ؟
أنا بعيدة كل البعد عن كتابة الشعر. أستمتع به وأتلذذ بجمال قوافيه، لكني لا أجيده. وشاعري الأكبر وحبيبي هو المتنبي.
_ روايات أو كتب تأثرت بقراءتها ،وكاتبات أيضا تأثرت بكتاباتهن؟
كثيرة... النبي لجبران، إله الأشياء الصغيرة ل أرونداتي روي.....، شيطنة الطفلة الخبيثة لماريو يوسا، روايات ماركيز وغيرهم الكثير.
 
_كيف تقيمين وضع المرأة اليمنية، وما هي الكلمة التي توجهينها لها؟
وهل هناك ما يقال أكثر مما قالته توكل كرمان بإنجازها؟!