كاد أن يموت هلعا في مطار صنعاء الدولي.. المدير العام لمنظمة الصحة العالمية يكشف عن أحلك لحظات حياته . عاجل لهذه الأسباب تسعى إسرائيل الى تضخيم قدرات الحوثيين العسكرية في اليمن؟ إسرائيل تسعى لإنتزاع إدانة رسمية من مجلس الأمن ضد الحوثيين في اليمن وزارة الأوقاف تكرم 183 حافظاً وحافظة بمحافظة مأرب وزير الأوقاف يدعو الى تعزيز التعاون مع الدول العربية التي حققت نجاحات في مجال الأوقاف رئيس دائرة العلاقات الخارجية بمؤتمر مأرب الجامع يلتقي رئيس المنظمات الأوروبية المتحالفة لأجل السلام عاجل: غارات جديدة على اليمن المعبقي محافظ البنك المركزي يتحدث عن أهمية الدعم المالي السعودي الأخير للقطاع المصرفي ودفع رواتب الموظفين تعز: مقتل جندي وإصابة آخرين في قصف مدفعي حوثي بجبهة الدفاع الجوي اليمن تبحث عن فوزها الأول في كأس الخليج اليوم أمام البحرين وحكم اماراتي يدير اللقاء
لم يكن قرار الرئيس هادي بإقالة محمد صالح الأحمر قراراً مفاجئاً فكل الأوساط السياسية كانت تتوقع مثل هذا القرار منذ أن صدرت العديد من التصريحات بعد احتجاجات القوات الجوية والتي تشير إلى قرب مثل هذه القرار، وكان أخرها الأسبوع الماضي تصريحات الرئاسة اليمنية أن ثمة قرارات مهمة ستصدر الأسبوع القادم وبالتالي فمثل هذا القرار كان متوقعاً. لكن المستغرب هي ردة الفعل التي اتخذها الأحمر بأغلاق مطار صنعاء دون أن يدرك مدى التداعيات التي يمكن أن تجرها مثل هذه الحركة الغبية في وقت يدرك الجميع أن تراجع عبدربه عن هذا القرار من المستحيلات لأن ذلك سيعرض صورته داخلياً وخارجياً للاهتزاز.
من الواضح أن الأخ غير الشقيق للرئيس السابق كان يدرك تمام الإدراك أنه لم يعد بمقدوره التمرد علي قرار هادي خصوصاً مع تواتر الأخبار عن مرضه ورغبته في الخروج للعلاج ،ولكن هذه الحركة الجوفاء كانت بمثابة رسالة تحذير من الرئيس السابق وعائلته للرئيس هادي أنه يقترب من عش الدبابير وأن ذلك لن يمر مرور الكرام وهم بذلك يتحسبون لقرارات قادمة تستهدف بقية أركان العائلة التي تعتبر نفسها حاكمة. يبدو الرئيس هادي مدركاً لمثل ردة الفعل هذه لكنه يشعر أنه يتكئ علي دعم كبير يحظى به داخلياً واقليميا ودولياً وهو ما ظهر جلياً في مسارعة كل من مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة لإعلان دعمهما لكل القرارات التي يتخذها هادي و لعل هادي يضمن بذلك العامل الخارجي والذي طالما كان العامل الأكبر في الصراعات الداخلية في اليمن وهو بهذا يحاول أن يعوض افتقاره للقوة العسكرية والقبلية في صنعاء والتي طالما كانت المثبت الرئيسي لكرسي الحكم في اليمن في معظم الفترات السابقة.
و مما يلاحظ أن هادي لا يضع المؤتمر ضمن الأعمدة التي يستند عليها رغم أنه الأمين العام للحزب لإدراكه أن الكثير من قيادات الصف الأول في المؤتمر لم تستطع تجاوز المرحلة السابقة ومازالت غير قادرة علي استيعاب التغييرات وتظن أن المرحلة عابرة وستعود الأمور لما كانت عليه، بل إنها تناصب الرئيس العداء وهو ما يحتم إحداث تغيير حقيقي في المؤتمر حتى يمكنه من الاستمرار بفاعليه ومواكبة المرحلة وإلا فان المؤتمر سيربط مصيره بصالح وعائلته.
يسعى هادي من خلال القرارات الأخيرة أن يثبت للجميع في الداخل والخارج سواءً كانوا مؤيدين له أو معارضين أنه قادر على اتخاذ قرارات هامة وهو بهذا ربما يعد لقرارات أكثر جرأة تشمل الرؤوس في الجانبين جانب الثورة وأنصار النظام السابق وهو ما استبقه علي محسن الأحمر حين أعلن استعداده لتنفيذ أي قرارات تتعلق بموقعه العسكري. ولا شك أن مثل هذه القرارات ستدعم مكانة هادي شعبياً وتسهل إدارة البلاد بالنسبة له، كما ستكون الرسالة الأهم للجميع بأن سرعة قطار التغيير تتنامى بإزالة بقية كوابح النظام السابق ولعلهم بدأوا يدركون الأن أنه "فاتهم القطار".
يبدو الرئيس هادي متفنناً في استخدام "اسلوب الخلع لأعلى" وذلك بترقية الذين يقيلهم لمراكز نواب هي أعلى في السلم الإداري لكنه يضمن بذلك سحب الصلاحيات من أيديهم ولعله يتذكر أنه نفس الأسلوب الذي استخدمه صالح معه سابقاً حين عينه نائباً له بعد أن كان وزيراً للدفاع، لكنه بهذا الأسلوب يؤمل للبعض بأن خلعهم للأعلى سيقذف بهم إلى كرسي النائب الشاغر منذ تولي هادي الرئاسة، لكن الدستور اليمني لا يسمح إلا بنائب واحد وعند الضرورة فإن هذا الشخص يجب أيضاً أن يحظى بصفة توافقيه.
قد يضطر هادي ليستخدم بعضاً من أساليب صالح مع من يقفون في طريقه لكن العنصر الداعم الاكبر له هو التوافق الداخلي والخارجي حوله وهو ما يساعده لوضع اللبنات الاولى لدولة المؤسسات التي يتم إسناد الوظيفة فيها بناءً علي الكفاءة والنزاهة وليس علي القرابة أو المناطقية أو القبلية وعليه أن لا يقع في نفس الخطأ الذي وقع فيه صالح فليس التغيير المقصود مجرد استبدال سنحان بأبين وإنما استبدال مفهوم المناطقية بمفهوم المواطنة المتساوية لليمنيين جميعاً.