آخر الاخبار

عاجل.. مؤتمر مأرب الجامع يدعو مجلس القيادة الرئاسي الى سرعة دعم وزاراة الدفاع ونقل مقار البنوك الى عدن وتنفيذ قرارات الرياض .. استثمار الفرصة التاريخي الحوثيون يفشلون في التقرب الى ترامب وتوسلاتهم ذهبت أدراج الرياح .. تقرير أمريكي: الغد ليس جيدا بالنسبة للحوثيين طهران تعترف : لم تكن إيران على علم بهجوم 7 أكتوبر ضد إسرائيل اليمن تودع السياسية والأكاديمية اليمنية وهيبة فارع التكتل الوطني للأحزاب السياسية يدعو مجلس القيادة الرئاسي الى استثمار الفرصة التاريخية لإنهاء الانقلاب أحمد الشرع يستقبل وزير الخارجية السعودي في قصر الشعب بدمشق الأمم المتحدة تعلن تعليق جميع تحركات موظفيها الرسمية في مناطق سيطرة الحوثي مكتب مبعوث الأمم المتحدة يكشف عن لقاء مع وفد سعودي عسكري لمناقشة وقف اطلاق النار باليمن وتدابير بناء الثقة من هي الدول التي أصدرت حتى الآن قرارات عقابية بحق الحوثيين في اليمن؟ من هو ماهر النعيمي الذي عاد لسوريا بعد غياب 14 عاما

إبرة التخدير الحوثية للإصلاح
بقلم/ د . بلال حميد الروحاني
نشر منذ: 10 سنوات و شهر و 18 يوماً
السبت 06 ديسمبر-كانون الأول 2014 07:18 ص

أثار جدل واسع في لقاء قيادات إصلاحية بعبد الملك الحوثي زعيم الحوثيين, وخصوصاً في الوسط الإصلاحي بين مؤيد ومعارض؛ وبين من رأى أنها ضربة معلم ومن رأى أنها نكبة من النكبات.

وللوقوف مع هذا التصرف لابد من النظر إلى أربعة أمور مهمة:

الأول: الواقع المفروض بقوة السلاح في الداخل, الثاني: الدعم والتواطؤ الخارجي لهذا الواقع, الثالث: تاريخ الحركة الحوثية وأبجدياتها المعروفة, والثالث: معرفة قيادة الإصلاح والطبيعة السيكولوجية لها.

فالواقع الذي نشاهده أمامنا والمفروض علينا يتحتم على قيادة الإصلاح التعامل معه كأمر واقع, خصوصاً والخارج بأكمله والمتمثل في الدول العشر الراعية للشر في اليمن تتواطأ إن لم نقل تدعم هذا الواقع.

أما الحركة الحوثية وتاريخها وتاريخ أجدادها فمعروف للقاصي والداني لا تعيش إلا على الدماء, ولا تحكم إلا على الأشلاء, لا تفي بوعد ولا تلتزم بميثاق, تستحل الحرمات وتبيح نهب الممتلكات, من خالفها عقدياً فلا حرمة له ولا عهد.

أما قيادة الإصلاح فطبيعتها السيكولوجية الهدوء والسكينة والرفق والليونة, تفضل العمل في الخفاء وتتوارى عن الأنظار قدر المستطاع, تجنح للسلم ولو جنح الآخرون للقوة, تحبذ الشراكة مع الخصوم وإن خاصمها الشركاء, يصفها المحب بالحكمة والغيور بالضعف والخصم بالمرحلة.

قيادة تحرص على الصدق في زمن الذئاب, واللين في زمن القوة والافتراس, تحرص وتصرّ على الشراكة ومقاربة الخصوم ولو ضحت ببعض أفرادها كما عملت مع أمين الاشتراكي د. ياسين نعمان فسارعت إلى التبرؤ من بعض عناصرها المناوئين له حينها لترضي شريكها ولو لم يحرص هو على ذلك, ثم تبين لها صحة ما طرح عنه.

عبد الملك الحوثي وداعموه يعرفون جيداً قيادة الإصلاح, فطلب أو طُلِب منه أن يعقد صلحاً إن صح التعبير مع هذه القيادة, فبادرت دون تردد لعقده, وأرسلت الوفد الّلطيف إليه, ويبدو أنها رأت أنها ستحقق الآتي:

تغيض الخصوم وتفوت عليهم الفرصة, وخصوصاً علي صالح والسعودية وأمريكا والإمارات الداعمين للحوثي لضرب الإصلاح ليدخل في حرب استنزاف فينتهي الطرفان.

ونعم الهدفان.

لكن هل هذا ما يريده الحوثي؟

الجواب: بالطبع لا.

فالحوثي ليس من أبجدياته حقن الدماء, بل هو لا يقدر على النوم يوماً واحداً إلا حين يصل إليه خبر مقتل عدد من اليمنيين الأمريكيين في نظره, فلا يهمه القتلى لا في صفه ولا صف الخصوم.

لكن ما الذي يريده الحوثي؟

المتتبع للأربعة الأمور السالفة الذكر يستشف أن الحوثي يلعب السياسة باحترافية, فبعد سيطرته بقوة السلاح على كثير من المحافظات ومنها العاصمة, وبعد سيطرته على مفاصل الدولة ( وحيوثتها ان صح التعبير ) وبعد عملية النهب والسطو التي قام بها, وبعد عملية القتل وسفك الدماء لليمنيين الأبرياء, رأى دعماً من كل الأطراف الداخلية والخارجية, ولم يجد خصماً حقيقياً قادراً على مواجهته وفضحه وفضح جرائمه وتصوير أعماله المشينة وتعريتها أمام الداخل والخارج إلا الإصلاح ورجالاته, وحين درس الطبيعة السيكولوجية لقيادة الإصلاح التي ذكرناها سالفاً رأى أنه من الأفضل عمل إبرة تخدير لقيادة الإصلاح ( الّليِّنَة في زمن الذئاب ) كي تسكت عن جرائمه, فلا يكون أمامه وأمام بلطجته أحد, فما كان بالقوة بالقوة, وما كان بالسلم كان بالسلم.

وقد أوتي أُكلَه هذا الهدف, فقد بدأت قيادة الإصلاح تغض الطرف عن أعمال الحوثيين إلى حدٍّ ما, ( بحجة تهدئة الأجواء وعدم استفزاز الخصم ) فصار يلتهم المؤسسات رسمياً, يدخل أفراده بالمؤسسات الأمنية والعسكرية ويصدر التعيينات في كل مؤسسات الدولة ولا معارض له, وحين يكمل عمليته ينقلب كعادته ويكشر عن أنيابه وحينها لا ينفع الندم ولا المراجعة.