أبرز نجوم الدراما اليمنية في مسلسل جديد سالي حمادة ونبيل حزام ونبيل الآنسي في طريق إجباري على قناة بلقيس الفضائية قرار سعودي يتحول الى كارثة على مزارعي اليمن ..تكدس أكثر من 400 شاحنة محملة بالبصل في من الوديعة حماس تعلن بدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف الحرب على غزة مسؤول سوري كبير من حقبة بشار الأسد يسلم نفسه للسلطات في دمشق ويعلن استعداده للحديث بشفافية الداخلية تعلن ضبط ''خلية حوثية'' كانت تسعى لزعزعة أمن واستقرار محافظة حضرموت شاهد.. أول ظهور علني لزوجة الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع تعيين قائد جديد لمهمة الإتحاد الأوروبي ''أسبيدس'' المكلفة بحماية السفن في البحر الأحمر أرقام أممية ليست مبشرة عن اليمن: العملة فقدت 26% من قيمتها و 64% من الأسر غير قادرة على توفير احتياجاتها وزارة المالية تعطي وعدا بصرف المرتبات المتأخرة للموظفين النازحين هذا الأسبوع والملتقى يتوعد بالتصعيد في حال التسويف الشرع يكشف موعد اجراء الإنتخابات الرئاسية في سوريا
ما بين تطلعات جادة تتوسم احتواء آفة مثلت منذ مئات -وربما –آلاف- السنين القضية الاجتماعية الأكثر تعقيدا في البلاد، وبين ساعات طوال تمضى، وقد اعتاد مجتمع قضائها وسط أجواء غالبا ما تحاط بطابع من الخصوصية التي تمتزج فيها لحظات الهروب من تناقضات الحياة المشوبة بالألم ، بروائح الفكر والثقافة والأنس والطرب ... تتعاظم من حين إلى آخر ظاهرة انتشار تعاطي وريقات "القات" في أوساط النساء اليمنيات بشكل دعا ويدعو للإثارة والجدل.
65% من الشابات يلجأن لتعاطي وريقات "القات"
ففي فترة قياسية لا تتعدى ثلاث سنوات تقريبا تنامي عدد الشابات اللواتي ينزحن صوب تعاطي وريقات "القات "، و أثبتت دراسة ميدانية لمجموعة من الطالبات الأكاديميات بجامعة صنعاء أن 65% من الشابات المتعلمات من مختلف المستويات التعليمية يلجأن لتعاطي وريقات "القات" لقتل الفراغ ..
ومثلت ظاهرة تعاطي "القات " إشكالية خطيرة تفاقمت حدتها بعد أن أخذت أبعاد اقتصادية واجتماعية غاية في التعقيد ، ابتداء من تفشيها في أوساط المجتمع ومرورا بحجم المساحات الواسعة من الأراضي الزراعية التي احتلتها وحتى كميات المياه التي تستنزفها زراعة هذه الشجرة من اجمالي حجم الموارد المائية المتاحة في البلاد والتي تصل إلى3,4 مليارات متر مكعب سنويا ... وكانت قيادات و فعاليات ثقافية واجتماعية قد اعتمدت اتخاذ تدابير جادة في محاولة لاحتواء الظاهرة تمثلت في تنظيمها للمؤتمر الوطني الأول الذي شهدته العاصمة اليمنية صنعاء خلال شهر أبريل الماضي.
وأثار تحول العديد من الفتيات والنساء صوب مجالس "القات" النسائية التي غالبا ما تحاط بأجواء خاصة ليست اقل من الأجواء التي يتعمد الرجال إحاطة مجالسهم بها، - أثار مخاوف الكثير من الإحصائيين الاجتماعيين لما قد يخلفه ذلك التحول من آثار سلبية على بناء النسيج الاجتماعي وتماسكه .
وارجع الأخصائيين المحليين أسباب اكثر المشاكل التي تطفو على السطح الاجتماعي وخاصة ما يتصل منها بتهديد البناء الأسري إلى إشكالية تعاطي "القات" التي تلعب دورا حاسما في التأثير على دخل الأسرة وبالتالي ظهور مشاكل اجتماعية تؤدي في مجملها إلى نشوب خلافات أسرية لا يحمد عقباها.
وبحسب بيانات لدراسة ميدانية جامعية أجريت مؤخرا فأن نسبة النساء اللواتي يتناولن "القات"بصورة يومية 82,45 % و 59,15% يتناولنه مرة واحدة في الأسبوع و 47,14% مرتين في الأسبوع و 61,10% ثلاث مرات في الاسبوع و47,5 % أربع مرات في الأسبوع و 18,4 % يتناولنه خمس مرات اسبوعيا.
ويعود وجود "القات"في اليمن إلى مئات وربما آلاف السنين ... الا أن المرأة اليمنية بدأت تتناوله منذ ما يقرب من 70عاما خلافا للرجل .. ولعل من الأسباب التي تدفع بالمرأة اليمنية إلى تناول"القات "بحسب أخصائيين اجتماعيين- هو أدائها لواجب اجتماعي أثناء المشاركة في مناسبات الأعراس والولادة والموت ، بالإضافة إلى التسلية وحب الالتقاء بالأخريات ، وأحيانا لاخذ قسط من الراحة عقب العمل ، علاوة على كون المسألة أصبحت من ضمن العادات والتقاليد الاجتماعية في اليمن ، في حين تتخذ بعض النساء المثقفات من جلسات "القات" فرصة لمناقشة وبحث قضايا ثقافية وفكرية كما هو الحال عند بعض المثقفين.
وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن كثيرا من النساء اللواتي تناولن"القات" عادة ما يفضلن التدخين سواء "سجائر" أو اللجوء إلى استخدام الشيشة المعروفة في اليمن بـ"المد أعه" وتعرف جلسات تناول "القات " الخاصة بالنساء بـ"التفرطه".
وتحرص بعض النساء أثناء زيارة منازل صديقاتهن أو قريباتهن لغرض حضور جلسات تناول "القات" "التفرطه" على اصطحاب الشيشة أو "المد أعه" الخاصة بهن مع بقية مستلزمات التدخين الأخرى كالتبغ وغيره.
التوتر والعقم من الأمراض التي يسببها القات للمرأة
وعلى الرغم مما "للقات" من أعراض صحية سلبية على صحة المرأة ثبت ارتباطها بحليب ألام بالنسبة للمرضعات واتصالها كذلك بالجهاز الهضمي و الأمعاء وفقدان الشهية وتوترات عصبية فضلا عن تسببها في حالات العقم وانفصام الشخصية ... الا أن تنامي انتشاره في أوساط اليمنيات من حين إلى أخر بشكل مفزع لم يجعل من المسألة تبدوا اكثر من كونها عادية لا تستحق كل ذلك الخوف بقدر ما تدعو للإيمان بها كواقع يجب الاستسلام له دون الوقوف أمام حيثياتها بشيء من الجدية ، باعتبارها مشكلة حديثة العهد .
ومعلوم بأن أمراض خطيرة (كسرطان الرئة واللثة والفم) بدأت تظهر في اليمن خلال الأعوام الأخيرة نتيجة استخدام مزارعي "القات" للمبيدات والمواد الكيماوية السامة بهدف زيادة المحصول ورفع دخلهم منه... إلا إن ذلك لم يترك أثرة في أوساط السواد الأعظم من أبناء المجتمع اليمني عموما لاسيما بعد استفحال الظاهرة.
ويتعمد بعض الرجال ممن وصلوا إلى مراحل متواضعة من التعليم ،وخصوصا في الأرياف والمناطق المشهورة بزراعة شجرة "القات" إلى تعليم نسائهم تعاطي وريقاته ... ويشكل ممارسة تلك النسوة لأنشطة معينة ترتبط بزراعة "القات" كقطف "وريقاته" مثلا من ابرز العوامل التي تعزز من رغبته أولئك النسوة على الاقتراب من الشجرة التي سرعان ما يتحول فضول مضغ وريقاتها إلى حالة إدمان من الصعب الإفلات منها.
ويرى الأخصائيون أن إسهام المرأة اليمنية للحد من الظاهرة أو محاولتها لتخفيف حتى من حدة تناميها في صفوفهن ، يظل ضربا من الخيال ، أو انه المستحيل بعينه، طالما وأنهن يمثلن نصف مجتمع اعتاد تعاطي أغصان وريقات "القات" حتى اصبح الأمر جزء من حياته اليومية ... بل إن المرأة اليمنية قد أضافت إلى جملة تلك المبررات اتخاذها من "القات" سلاح تستطيع به مجابهة شبح الفراغ القاتل وتكسر به حالة الرتابة والجمود والروتين اليومي الممل الذي تعيش معظمه بين جدران قد لا تتعدي حدود المنزل ألي ما هو ابعد بيوت الأهل والأقارب والاصدقاء.