آخر الاخبار

الإعلام الأمريكي يكشف عن أوجه الاختلاف بين إستراتيجيتي بايدن وترامب الموجهة ضد الحوثيين؟ الإفتراض الخاطئ الحوثيون يجددون تحديهم للإدارة الأمريكية وترسانتها العسكرية في المنطقة.. عاجل أول أديب يمني تترجم قصصه للغة الكردية وتشارك في معرض أربيل للكتاب وكيل قطاع الحج والعمرة ينهي الترتيبات النهائية بخصوص موسم الحج لهذا العام مع نائب وزير الحج السعودي وزارة الأوقاف اليمنية تعلن صدور أول تأشيرة حج لموسم 1446هـ منصة إكس الأمريكية تتخذ قرارا بإيقاف حساب ناطق مليشيا الحوثي يحيى سريع قرابة ألف طيار ومتقاعد إسرائيلي يقودون تمردا بصفوف جيش الاحتلال.. رسالة تثير رعب نتنياهو   سفير جديد لليمن لدى أمريكا بلا قرار جمهوري مُعلَن موانئ عدن تعلن جاهزيتها الكاملة لاستقبال السفن تزامناً مع القرار الأمريكي بحظر دخول النفط إلى الحديدة اللجنة الأمنية بحضرموت تتوعد كل من يتعاطى مع التشكيلات العسكرية خارج إطار الدولةوتحذر المساس بأمن المحافظة

صبراً دارَ الإمام... قيدُكِ تاجُ تشريفٍ ووسام
بقلم/ هشام الراوي
نشر منذ: 17 سنة و 11 شهراً و 13 يوماً
الجمعة 27 إبريل-نيسان 2007 04:34 م

مأرب برس ـ خاص

حين كانت عدساتُ التلفاز المرافقة لجيش الغزاة تنقل للعالم صور جموع اللصوص؛ تكتسح بغداد من جنوبها، تنهب كل شئ، تنشر الخراب والفوضى والدمار؛ تُهيئُ الأرض لجيش الغزاة...وحين كان الإعلام الأمريكي يطبل للنصر، وسقوط بغداد الرشيد بيد رعاة البقر واللصوص؛ ناشراً اليأس والقنوط في كل مكان، ومثبطاً العزائم والهمم، ومنهياً -إعلامياً على الأقل- المعركة لصالحه، وكاسراً -معنوياً- أية مقاومة محتملة....وحي ن كانت الفضائيات تنقل رقص (بعض) الأكراد وابتهاجهم وامتنانهم للغزاة رافعين صورهم ...وحين كانت قوافل المحتفلين من (عراقيين مُفترضين) ترقص على دبابات المحتل التي دخلوا البلاد عليها ...وحين كانت دويلاتٌ تحتفل (بسقوط بغداد بعد سقوطهم!)، وترفع أعلام الغزاة وصور قادتهم (الفاتحين!) لبلاد العرب والمسلمين....وحين ضاقت الدنيا بشرفاء هذه الأمة، وامتلأت صدورهم كمداً وهماً وهم يرقبون على شاشات التلفاز (سقوط بغداد)... في ذات هذا الوقت كانت أحياء كثيرة من بغداد؛ صامدة تصد جموع اللصوص؛ متحفزة للقاء دبابات وطائرات العدو، بما أوتيت من أسلحة خفيفة وعقيدة قوية، وبما جُبلت عليه من علو عزةٍ، وبما لها من كبيرِ شرف؛ مستحضرة تاريخها في ريادة هذه الأمة؛ عِلما وحُكماً ودفاعاً وتضحية...أحياءٌ أصيلةٌ يسكنها أصلاء..وقفت مدافعة عن وجودها وتاريخها من أن يُدنسه اللصوص؛ من أتي منهم لسرقة حقير المتاع أو غالية؛ أثاثا أو سيارة أو مالاً أو عقاراً أو نفطاً أو وطنا!!...

هي ذاتها الأحياء التي لازالت منذ ذلك الحين وستبقى ساخنة تقاوم، وستنتصر بإذن الله؛ لأنها -ببساطة- أحياء بغداد الأصيلة التي يقطنها الأصلاء....أما الطارؤون؛ فبأبخس الأسعار يُباعون ويُشترون، لا جارٌ يأمنهم ولا صديقٌ ولا قريب، ولاهم لأنفسهم يحترمون!!!

الأعظميةُ -دار الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان- لم تسقط بعدُ؛ فما زالت تقاوم السقوط!!..كما الكثير من أحياء بغداد ومدن العراق الصابرة المحتسبة المحروسة بالله المُستنصرة به...

الأعظميةُ -دار الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان- لم تدخلها الدبابات الغازية إلا بعد عشرة أيام أو يزيد من إعلان سقوط بغداد، وحين دخلتها كانت كما تدخلها اليوم؛ مذعورة مكسورة؛ تضرب مسرعة وتهرب.. وكان أول ما ضربت مسجد الإمام أبي حنيفة النعمان، وظلت منارته وبعض جدرانه وأبوابه -لبعض الوقت قبل إصلاحها-شاهدة على همجية القوم القادمين (محررين) من وراء البحار!!

بقيت غصةً في نفوس اللصوص المريضة المشبعة بالحقد الطائفي-لامكنهم الله- أن لم يتمكنوا من دار الإمام..ولطالما كررت مليشيات الحقد الأسود اجتياح الأعظمية تحت حماية مكثفة من دبابات وطائرات الغُزاة، بعد حملات مداهمة واعتقال لكل المدافعين عن شرفهم وتراثهم ودارهم -أعظمية الإمام أبي حنيفة النعمان- شبابا وكهولا وحتى صبيانا...لكنها دائما كانت ترجع -بفضل الله- خاسئة خائبة تداري خيبتها بإطلاق قذائف الهاون من بعيد، تطال الأبرياء الآمنين؛ دون أن يُطفئ ذلك ما في قلوبهم من حقد وغل على عَلَم الأعظمية وأهلها...

عظيمٌ عدد المرات التي حوصرت فيها الأعظمية وفُتشت ودوهمت دورها واعتقل أبناؤها منذ دخول الغزاة وأذنابهم ..ومثله أو يزيد منذ بدأت خطتهم الأمنية التي أعلن بدايتها المالكي من كربلاء وابتدأها بشارع حيفا والأعظمية ..... كذلك هو عدد محاولات جيش الحقد الأسود لاجتياحها وتخريبها.....

 صبراً أعظمية النعمان ..فجدارهم الذي يطوقونك به، ولربما يطوقون بمثله أحياء ومدنا أصيلة أخرى؛ إنما هو أعتراف بهزيمتهم، وإيذانٌ بقرب نهايتهم، وتوثيقٌ لخيبتهم وخسرانهم.. وكما الناس أصناف يؤرَّخون بين شريف ووضيع، وعزيز وذليل، وشجاع وخوار، كذلك الأحياء والمدن.. وقد اخترتِ أن تكوني مثلما عهدك التاريخ؛ عَلَما للعلم والدين والكرامة ..

وصبرا أعظمية النعمان؛ فقَيدك تاج ووسام...

أستاذ جامعي وكاتب صحافي

AlRawi.mail@gmail.com